|
يمرعام على ثورة التغيير التي دشنها شباب اليمن الأخيار .. كقدراً لامناص منه أو مفر لنهاية عهد الرئيس صالح المديد بعمره وبؤسه وشقائه.. وتعددت جبهات اشتعاله وتنوع أزماته المزروعة بإحكام ضمن اشتراطات رقصه على رؤوس الثعابين طيلة ثلاثة وثلاثين عاما ..
يهمنا أن كبرى الرقصات كانت فوق رؤوس المحافظات الجنوبية بإيقاع سيئ المزاج ..أتى صداها حراكاً سلمياً هو باكورة ثورة التغيير التي عمت أرجاء البلاد ، وفيه أصوات صداع رأت في انفصال صناع الوحدة وأبطالها حلاً وخلاصاً لعهد صالح المستفز..
كما أن ولعته بشغل الحواة أنبت جماعات التطرف و(القاعدة) في رمال الصحراء شرق البلاد في أبين وجعار وشبوة ومأرب والبيضاء وحتى قاعة رداع باتجاه ذمار ..وثمة مايشير لرعايته وتغذيته تلك المشاريع ..، ففي عنفوان الثورة ، أستدعى أصوات الانفصال .. ووجه بطباعة أعلامها الشطرية بدائرة التوجيه مطبخ النظام العائلي الإعلامي الأكبر والأكثر نشاطاً وفاعلية بشاطره المغادر للتو ضمن ثورة مؤسسية ضده لم تكن في الحسبان ..
وعلى أطراف الحدود كانت الرقصات أكثر سواء وتظليلا وفداحة.. أنتجت مشروع انفصالي آخر وحركة حوثية مسلحة ، رعاها وناورها وحافظ على إطالة أمدها ومنحها فرص شتى لالتقاط الأنفاس أو إعادة بناء الذات وان اقتضت الظروف مدها بالعتاد والعدة لأيام إحتياجه وعوزه..
وبعد عام مضني للرئيس صالح المنهك المتداعي الموشك على مغادرة الحلبة بفعل ثورة الشباب أو سمهم ثورة الأسود والنمور ، التي لم تقم ثورتهم أصلا على الرقص أو تحبذه ..وفي أجندتها ليس ما يستوجب الرقص على رؤوس الثعابين أو مع الذئاب وحتى مع (الأطلاء)..!
اليوم بعد توقيع صالح على مبادرة الخليج في 23فبراير لعامنا المغادر جد الجد وصارت الانتخابات قاب قوسين أو أدنى ولم يعد لصالح من مهرب إلا استدعاء ثعابينه الأخيرة وأحلافه المشبوهة .. ممن سبق أن أنشأهم ورعاهم لتحقيق أمل كاذب في إعادة عقارب الزمن المتسرب من بين أنامله، بلا رجعه عله يمكنه من البقاء على السلطة ،ولو بعد حين ، وإلا كان هـدم المعبد والمنصة على الجميع اختياره الأناني ..
بإمكانه لملمة أصوات كانت قد خفت وبداء صوتها المنادي بالانفصال في الجنوب يتلاشى ويتقهقر أمام زخم الثورة الشبابية وتصدر القضية الجنوبية أولى اهتماماتها ، في ظل تلاحم الساحات ووحدة المصير الثوري و نجاح الثورة في تحقيق هدف رحيل رأس النظام في طريق تحقيق بقية الأهداف وإعادة بناء اليمن الجديد..
ليطل (الفضلي) من جديد ليطالب برفض إجراء الانتخابات الرئاسية المزمعة في محافظات الجنوب ويشن هجومه على قوى الوفاق بخاصة الإصلاح وعلى باسندوة وعبد ربه منصور ومطالبته بمنح الأخيرين ما أسماه الجنسية الشمالية وإسقاط عنهم الجنوبية..وعلى الشاكلة الخبجي..وأصوات سكتت عاماً وعادت للظهور والتغريد خارج السرب ..
وفي مزيد من الخلط تعمد عبر بقاياه في الإيذاء لزرع الكراهية الشطرية.. عبر جريمة استهداف التجمع السلمي التصالحي لأبناء الجنوب بخورمكسر وظهور تقاتل بين جنود مركزي (شمال وجنوب)..
وان يستدعي ثعبانه الأقرع في الشمال بأجر باهض من مال شعب (حراف) اختلسه في شهور وسنوات الغفلة ، منحه عتاد ونصيب مما يسميه تقاسم الكعكعة وهو (الوطن)..
كما لاننسى ما جلبه من بلاطجة وشبيحات من مختلف المناطق وتوزيعها على مخيمات في مختلف مناطق العاصمة ومحافظات.. بالأجر اليومي والأسبوعي منذ عدة شهور وأصبحت معه قوى متمرده وبؤر مشاكل مجهزة ومستعدة للتخريب والتدمير تم زرعها في الشوارع الرئيسية وبين الأهالي المدنيين..ولعل نتاجها ما نلاحظه هذه الفترة من تعديات وقطع للطرقات وترويع للمواطنين في شارع الزبيري وما يحدث في منطقة عصر ،عند كل نقص للمؤنة أوقطع وتأخير للأجرة اليومية في القتل والتخريب..وبرعاية وتشجيع تحريك جيش العائلية..وأصبحت ظاهرة البلاطجة المجلوبين ظاهرة مؤرقة تحول دون استتباب الأمن ونشره في مختلف المدن..وظهرت أصوات من داخلها بأحقيتهم في الرعاية الحكومية وإيجاد مدن سكنية لتوطين بلاطجة عائلة صالح وأعوانهم في العاصمة على غرار مدينة العمال بسعوان ومشروع مدينة الحمدي..وحتى يهود عمران الهاربين في المدينة السياحية !
إن كبر مشروع صالح في الشمال تولاه للأسف اتباع من الحوثي خارج وداخل الثورة الشبابية الشعبية في الساحات..
ربما مبتداها العويل وبكائيات الأطلال لـ ( كسر الهيمنة على منصة ساحة التغيير) وكذا معارك الجمل وحطين في مشروع النشاط التوسعي المذهبي في العمق الشمالي للبلاد .. وكانت (دماج المنكوبة المستفردة) الرسالة الأوضح والعنوان للاتي الجديد..
يرافق ذلك ويحيط به خطاب إعلامي ترعرع في زمن الثورة يحاول أن يعلوا صوته ، وتحيرنا وجهته ومقاصده ، بظهور بطريقة (خالف تعرف) واستباق النوايا وسرعة الأحكام فلا تأمن جانبه أوتتوقع غدره وشره ..ويمكن أن يتحول لحربة مسمومة تطعن في الخاصرة دون سابق إنذار ..
في يوم السبت 15-1 يتهم الزميل الإعلامي عبدالرحمن العابد في صفحته الاجتماعية الفرقة الأولى صراحة باعتدائها ومنعها للمتظاهرين الرافضين للحصانة من الاقتراب والوصول إلى البرلمان ، بينما تذكر كل وسائل الإعلام بما فيها مصادر من الصمود إن المنع والتصدي للمتظاهرين تم من الكتيبة الرابعة المنشقة التابعة للقائد خليل الموالي لنظام صالح والذي سبق ان ذاق شباب الثورة وجيش الفرقة الاولى من افراد من هذه الكتيبه من الموالين لصالح الويلات..وإمعانا في التضليل الكيدي .. يضيف في أخر كلامه..وحي الفرقة ..حيوها..!
هذا الخطاب المحتضن والممول من أتباع الحوثي ..يحاول ان يتقمص الصبغة الثورية والوطنية ، ولا ينشغل بالأدوار الايجابية النافعة .. كما هو مؤمل لذا تعثر في اقتناص فرص إعادة تقديم نفسه ومن يمثله ، وغرق في خطاب ثاري وعبثي تهكمي يتقلب ويتبدل بحسب ما تقتضيه المصلحة الشخصية والأجندة الذاتية ولا علاقة لها بالمصلحة الوطنية الجامعة..
خطاب يعيش عقدة ذنب ومظلومية زائفة صنعها بنفسه ونرجسية مفرطة وريبة مستأصلة تحول دون انخراطه وانسجامه مع الآخرين او يمد جسور الثقة والإخلاص معهم..مما افقده نيل حظا من ثمار الثورة الشبابية الشعبية السلمية الوافرة وانعكست في التلاحم الشبابي والشعبي الرائع ، والتقارب والانسجام والتآخي وربط المصير المزرع بثقة لا تنتهي ،وكادت ان تفقد وتنعدم في حياة اليمنيين..
وما دار ويدور في الساحة الإعلامية من مناكفات وتلاسنات لمتجاوري الخيام من حوثيين وإصلاح كان يمكن ان يتلاشى ويبقى في حدوده الدنيا غير المتصاعدة لولا يؤججه إعلام غوغائي طائش ومشبوه ، ابعد ما يكون عن أخلاقيات الثورة ومقاصدها النبيلة الشريفة، فثمة من يغذيه ويرعاه ليخلط الاوراق ويعمق الهوة ويعيد تحشيد وتجييش الخصوم بعد شهور الصفا والثقة بصورة خبيثة خاصة بين رفاق الدرب والمصير..بمن فيهم الثوار الصمودين الصالحين..
ورغم أن الخلاف يضر بالفريقين على السواء.. إلا أن ضرره على الحوثيين اكبر .. كونهم حركة جديدة ناشئة طموحة الانتشار السياسي والجغرافي ولو أنها للأسف كانت بعباءة مذهبية بائرة، يظل الاتكاء عليها والركون عليها غير مشجع ،أومضمون النتائج، خاصة أن الفرز المذهبي او العنصري والمناطقي ..وغيره ..سيئ السمعة في حياة اليمنيين وضد مجتمعهم المتجانس المتعايش، الذي يفتقد اليوم للحرية والعدالة والمواطنة المتساوية والفرص المتكافئة في العيش الكريم، ولا تعنيه المذهبية أو نوعية العمامة وحتى شكل(القبع)..!
إن ذكرى الحروب الست للحركة والقريبة مع الدولة في عهد الرئيس صالح تركت الكثير من الهواجس والمحاذير في عموم الشارع كما ان مختلف معاركهم مع الجيران وذو القربى من غير المذهب وما جرى مع سلفيي دماج في معركة لم تكن متكافئة أو مشروعة، شهدت تجاوزات لا إنسانية ، وحصار وتجويع وترهيب وصل حد قنص النساء والأطفال .. كما أوردته وسائل الإعلام وتعمد الحوثة نكرانها والعمل عل تغطيتها على طريقة الرئيس صالح ، ومنعهم لقوافل الإغاثة والغذاء والدواء.. بمبررات وهواجس أمنية واهية تظهر بين الدول لا داخل المحافظات وحتى في نفس المنطقة ، حقيقتها السعي لخلق واقع جغرافي جديد ينهي البؤر السنية بداء بما يسمونه هذه الأيام اتباع المذهب الوهابي و ظهور مواقع جديده على صفحات التواصل الاجتماعي تنادي بمحاربة ما يسمونه بالمذهب السعودي ..وقد بدأت في الظهور هجمه مضاده منطلقه من السعودية والخليج تشنع على الحوثة وماتسميه الرافضة وتتسابق لنشر مقاطع شيعة يسبون اويشتمون الصحابة.. وكأن اليمن ساحة خصبة جديدة ولبنان او بحرين أخرى في ملعب الصراع والاستقطاب المذهبي وتصدير الثورات والحركات المذهبية بين ايران والسعودية ودول الخليج والامريكان..
لقد استغل الحوثة الأوضاع الامنية المتدهورة التي يشجعها نظام الرئيس صالح لتحقيق حلم الدولة الشيعية المذهبية التي لا علاقة لها بشيعة اليمن المعتدلين الصالحين والمنسجمين منذ قرون مع إخوانهم من مختلف المناطق والمذاهب..
ولاشك أن دماج أذكت و اطلقت شرارة جديدة لم تكن في حسبان الحوثي اثناء مباغتة (دماج) وقادها لصراع اكبر بين قوى إقليمية بالوكالة على ارض يمنية.. أرادها صالح ان تستهدف كبرى مكونات الثورة (الاصلاح وشركائه)..فانقلبت لصراع حوثي وسلفي وقوده ومحركه لا علاقة له بأجندة وطنية محلية ..
ان التاريخ بلوعة يتذكر الوجود اليمني المعاصر بدول جنوب شرق اسياء عبر الحضارمة وتاريخهم النضالي ورسالتهم الحضارية التي ساهموا بها وتحلوا بها و جعلتهم في مقدمة رواد التأثير والنهوض الحضاري في تلك الأقطار وكانت لهم ادوار بارزة ومؤثرة وصلت فيها جالياتهم لمراكز القرار وأعلى مراتب الدول والتاثير في بلدان ذلك الأرخبيل وما تشهده من نهضة في عالم اليوم كان للحضارمة اليمنيين نصيبا لاتنكره تلك البلدان ، وكيف ان ذاك التواجد والتاثير تقهقر وتلاشى وأصابه الضمور مع ظهور الاختلافات المذهبية والتصنيفات والفرز بين ابناء الجالية ليحل التناحر والاختلاف محل ذلك التاثير والمكانة والتواجد ..!
ولعل ابرز تصعيدا إعلامي لافت لأتباع الحوثي تزامن مع اقتراب مسيرة الحياة الراجلة من العاصمة صنعاء، عندما فاجأتنا الأصوات والمواقع الإعلامية القريبة من الحوثيين بتبنيها خطابا تحريضيا هدف لتحويل خط المسيرة الى آخر، ووجهة غير سلمية لم يتفق عليها، بالتحفيز وبالتوجيه العبثي غير المسؤول للتوجه نحو السبعين واقتحام دار الرئاسة عند وصول المسيرة الى المدخل الجنوبي للعاصمة بدار سلم وحديقة الحيوانات.. تلك الأصوات ومعها المواقع على شبكات التواصل الاجتماعي في لحظة موحدة تبنت تلك الحملة والتوجيه لدخول السبعين.. كان من أبرزها مواقع شباب (الصمود) وغيره وما جاء على لسان إعلاميها المعروفين في الساحة الإعلامية المحلية .. و تقاطعت للأسف تلك التوجهات غير المتفق عليها بحسن نية او من عدمها فالعلم عند الله.. تقاطعت مع ما كان يبحث عنه بلاطجة وقوات صالح من مبررات وأعذار للحيلولة دون وصول المسيرة لساحة التغيير ودخولها شوارع العاصمة التي لم يسبق أن دخلتها المسيرات من قبل، ولتحفيز زبانيتهم لشن عدوان غاشم بحق الشباب السلمي والذي راح ضحيته عدد كبير من الشهداء والجرحى بفعل آلة القتل الصالحية التي كانت للمسيرة بالمرصاد..
وبالرغم مما ناله ثوار مسيرة الكرامة الراجلة من مشقة وعناء إلا أن خط السير الذي فاحت منه رائحة التوجيه الحوثي لا الثوري المحض .. لم يكن نحو السبعين ولا دار الرئاسة كما حدث من توجيه حوثي لمسيرة الحياة نحو السبعين والرئاسة ،بل المجئ من جهة الجيش المؤيد للثورة وجيش الفرقة ، والمفارقة برعاية الامن المركزي كما ظهرت منها شعارات عدائية وثارية لا علاقة لها بروح وخط الثورة ..خاصة مع اقترابها من منطقة تواجد جيش الفرقة بطول شارع الستين الشمالي ..والذي مرت من بينه بسلام وأمان..خلافا لما تم لمسيرة الحياة من استهداف..
فقبل هذه المسيرة الراجلة امتلأت شوارع العاصمة وساحة التغيير ومحيطها بملايين اليمنيين الذين رافقوا واستقبلوا مسيرة الحياة الأسطورية والتي قدمت من بين المدينة الحالمة المدمرة واستقبلت في ظلام دامس وبرد قارس ومخاطر متربصة.. لتزدان صنعاء بذلك الألق الثوري..الفريد ، لكن تلك الأصوات كانت تعيش خارج اللحظة الفارقة تمارس عبثيتها..لكونها أسيرة أجندتها الخاصة، فلم تنتظر أو تعش أجواء تلك المشاعر والمعاني الغامرة أو أن تحيا بتلك الروح الجديدة المنبعثة من تحت الأقدام العارية المتفطرة الطاهرة.. وصاغتها المشاهد البالغة التأثير والانبهار بين الثوار أو الأهالي وأفراد الجيش خاصة من سبق لهم تأييد ومناصرة وحماية الثورة الذين أفقدتهم اللحظة الغامرة الوقار والتعقل المعتاد.. فراحوا يشعلون السماء بالرصاص المضئ وبالفرقعات النارية الجميلة طيلة ذاك المساء التاريخي في مشهد لم تشهده العاصمة من قبل..
تلك الأصوات تاهت عن الصواب بافتعالها لصراعات وهمية معارك جانبية وغير الموضوعية حول ما أسمته بكسر الهيمنة على المنصة رافعة شعار محموم في غير موقعه أو محله أو توقيته بـ(هيهات منا الذلة) وكان الأصح (الرفلة)!!..
وهي زوبعة كادت أن تقلب مشاعر الفرحة والزخم الثوري الذي حملته مسيرة الحياة وأحيت به النفوس والتفت من حوله الجماهير بصورة غير متوقعة .. إذ سارعت تلك الأصوات والأبواق لنسف كل شئ جميل تحقق وتصيدت العثرات واقتنصت الهفوات التي تمت أو اقترفت هنا أو هناك وكأنها نهاية العالم والوقت الملح الذي عنده ينبغي (فركشت) الثورة ..!!
ولقد استغربت كذلك للحملة التي تشنها تلك الأصوات والوسائل على قوى المشترك وشركائهم الذين هم احد مكونات الثورة.. خاصة بعد التحامهم بالثورة وما نالهم من جهد ومشقة ومحاولات مستمرة للتصفية والاستهداف، ولا تزال مقراتهم المدمرة والمنهوبة أو المقصوفة في معظم المحافظات شواهد لتلك البربرية التي واجههم بها النظام.. وشهادة راسخة للصلابة والعزم الثوري الذي تسلحوا به وافقدوا به النظام الحلفاء الخارجيين وسدوا كل الأبواب والذرائع والمراوغات للنظام للإفلات من امتثاله لإرادة الثورية والشعبية والدولية.. فحققوا مكاسب للثورة ولليمن.. بحسب ما يراه المنصفون، وهم اليوم يشاركون في حكومة إنقاذ ووفاق وطني..بحسب اشتراطات مبادرة الخليج أو ما يسميه الإعلام الإيراني (اتفاق الرياض) ويلحظ اهتمامه بإفشاله وتشنيعه لكونه (سعودي لا ايراني)!..
دون تقديم بديل واضح يمنع ويحول دون انهيار الدولة والمجتمع والبنية التحتية وانتشار الفوضى التي أرادها صالح ليمن لا يحكمه ويستبد به ،وهي كأسه المسمومة وثمرته المحرمة التي يلاحظ سعى الحوثيون في مسارها و خطاها ،رغم وجود صموديون ثوار واحرار في الحركة لكن يراد لهم عمدا ان يتيهوا بنشر حملة كراهية واسعة ومغالطات تزعزع الثقة يتم تنفذيها عبر لافتات و قناعات مغلفة بالشعارات العاطفية وتديرها آلة رهيبة ضمن إدارتها وتوجيهها للأحداث لزرع الفتنة والشقاق بين قوى الثورة ومكوناتها والسعي للقضاء على مكونات الثورة والتغيير خاصة تجمع الإصلاح وجيش الفرقة الاولى المؤيد للثورة عبر التشويه والتلفيق واستدعاء الثارات والخصومات القديمة ،والعمل على تقويض المبادرة وحكومة الوفاق ، دون تقديم خيارات واقعية وافق واضح يراعي الوطن والمواطن ويتفهم تعقيدات وخصوصية المشهد اليمني المتشابك المرتبط بالخارج الإقليمي والدولي المؤثر الواضح التأثير..
وذلك باتجاه نشر الفوضى والخراب و(الصمولة) التي قالها ويسعى لها الرئيس صالح بديلا لحكمه والتمهيد لبزوغ فجر جديد ويمن (معمم) بعمامة ايرانيه لم يكن صالح يوما ما يمانع ان تكون سعودية اوحتى امريكية في سبيل بقائه وتشبثه بالسلطة حتى النفس الأخير
وليس بالضرورة اليوم ان يطل المشروع عبر حوثة صعدة اليوم بل حتى من تعز الحالمة او من سامع او ذمار والبيضاء أو حريب ..وفرصته الوحيدة المؤتية تقوم على انقاض الفوضى والفراغ .. بعد تفكيك وعزل المكونات الفاعلة في التغيير والتاثير ..لتظهر العمامة الخمينية محكمة الشد والهندام ، ولك ان تتوقع عوضا عن الناشط فلان او المناضل فلان .. بايآت وحجج تغطي المشهد السياسي اليمني من آية الله رداعي إلى حجة الإسلام تعزي ..أو محويتى وشبوني وحوزة علمية في ذمار بدلاً عن المدرسة الشمسية .. وتحويل الحرس الجمهوري الى جيش مهدي وهكذا ،وليس بالضرورة ان يكون الانصار والأتباع ضليعي اللغة تنطق الكاف كاف بل قاف وحتى غاف..!
أن الحملة التي نشهدها تتصاعد الوتيرة والحمى بمبرر حق النقد الذي أصبح جائرا و كيديا وغير منصف أوبه مشاعر ثورية و بوصلة وطنية وموضوعية ،تعيد النظر للأمور والى نصابها، لكنك تلمح منه مشاعر الكراهية والتربص والتأليب.. تجاه شركاء الثورة والتغيير وابناء الوطن الواحد ، خاصة ممن غامر وتصدى بشجاعة واقدام لتحمل المسئولية الوطنية والمشاركة في السلطة لإنقاذ البلاد والعباد وهو اجتهاد يرون خطأه لكنه اجتهاد ايجابي، كما ان الرصيد النضالي الذي قامت به قوى المشترك وجهدها السياسي والدبلوماسي رائع ومشهود ومتناغم مع جهد الثوار في الساحات والميادين باتجاه تحقيق أهداف الثورة الواحد تلوا الآخر، رغم ما فيه من مخاطر الاحتراق والتشويه الذي قد يطال تلك القوى..بفعل المكايدة والتأليب والمزايدة التي سيقوم بها ويستغلها خصومهم ممن يعتبرون تحمل اعباء المسؤولية مغنم وفرصة للتسلط لا ينبغي الا ان تكون لهم اوعبرهم والا فانهم لها بالمرصاد لافشالها والحيلولة دون نجاحها، لا ان يكون كل ذلك جدير بان نمنح أصحابها وتلك القوى الثورية الفرصة المناسبة والوقت اللازم..عن أن نشعل الاحقاد ونتصيد ونتبرص الزلات..
يقول الاخ علي جاحز في تعقيبه على حكومة الوفاق :أشفق على المشترك أكثر مما أشفق على صالح و نظامه الساقط .. اشفق على المشرك الذي وقف بإعلامه و حكومته و أنصاره اليوم موقف المتفرج المشلول الواقع بين خيارين .. أحدهما أمرُّ من الآخر :إما أن يمضوا في التصويت على قانون الحصانة ضمن الية تنفيذ المبادرة و بالتالي يكونوا قد أعلنوا خيانتهم للثورة و ميثاقها و دماء شهدائها ..
و إما أن يتراجعوا و يرفضوا التصويت على قانون الحصانة و بالتالي يفسخوا هذا العقد الباطل " المبادرة " و يعودوا إلى صفوف الثورة أذلة وهم صاغرون ..
و مع ذلك يظل الخيار الأخير أهون و أشرف لهم ..
مع أنني على ثقة أنهم ليسوا عند مستوى المسؤلية ليقولوا " لا " لولاة أمورهم في الخارج..)
وتلك الأصوات سارعت منذ اليوم الأول بإطلاق الأباطيل والتأويلات المغرضة واتهام ممثلي المعارضة في الحكومة بالفساد و الاتجاه للإثراء والتسلط والمتاجرة بدماء الشهداء واعتصار جهود الثوار..وبالغمز واللمز والترويح بان الممارسات التخريبية لمنشات الدولة وخدماتها الذي تمت برعاية أركان النظام لتدمير البنية التحتية وتخريب المكتسبات الوطنية لم تكن حقيقة أو صادقة ودليلهم في ذلك ان وزير الكهرباء مثلا لم يعد الكهرباء للعمل بين ليلة وضحاها وهكذا..ودون إعطاء الفرصة المناسبة والمحاولة المعقولة اللازمة للتغيير.. والتعاون لتطبيع حياة الناس وتأمين مصالحهم واحتياجاتهم الضرورية والملحة التي تضررت وتدهورت بشكل مخيف لا يصدق.. ، مع استمرار مراوغة النظام الفاسد وتشبثه بالسلطة والحيلولة دون ان يتحقق نجاح أو ايجابية وفائدة للشعب تعري سنوات ظلمه وفساده واستبداده..
ولقد شهدت الساحة المحلية ارتياح واسع وتفاؤل كبير عندما دخلت المعارضة واحد مكونات الثورة الى الحكومة وجاءت أولى التباشير بالانخفاض الكبير لسعر العملات الأجنبية أمام الريال وتعافيه أمام الدولار بشكل غير متوقع.. ثم ما لبث أن أعقبه تدهور كانت تلك الأصوات العابثة طرفا إضافيا فيه بنشرها الإحباط والهواجس والاضطراب اللامبرر فعاود صرف بالريال بالتقهقر أمام العملات، وسعت تلك الأصوات والوسائل الى استعداء الثورة والثوار ضد بعضها، عبر مهاجمة المكونات من القوى السياسية المشاركة في حكومة الوفاق التي هي احد المكونات المؤثرة والفاعلة في الثورة او الجيش المؤيد والمنظم والمدافع عن الثورة..
تلك الأصوات والوسائل للأسف تفتقد للعدالة والمسؤولية الوطنية وحتى الأخلاقية ، عندما تغض الطرف وتبرر وتغطي على سلوكيات ضارة مزرية مرتكبيها من ذات التيار كما جرى من جرائم وإجحاف وترويع بحق إخوانهم العزل بمنطقة دماج من غير مذهب وحركة الحوثي.. أومن عدم تصديهم ورفضهم لذلك التقارب المشبوه مع دعاة الانفصال في جنوب اليمن، او مع بقايا النظام الفاسد الذين ساموا شبابنا وشعبنا سوء العذاب في عدن وتعز وأرحب وصنعاء وغير ذلك، وعدم رفضهم لكل نشاطات توسعية أحادية لابتلاع المديريات والمحافظات وخلق واقع جغرافي سياسي مذهبي يفتت البلاد ويضعف اليمنيين عبر اجتزاء دويلة مشحونة بإرث كراهية مستديمة وعقد مزمنة تمتد لصدر الإسلام الأول لا معنى له ولا حاجة لنا به اليوم..
وأثبتت الوقائع والشواهد من حولنا انه للأسف لا يقبل التعايش مع الآخر أو القبول به.
وغالبا ما يكون مرهون بأجندة الخارج وقائم على المصالح الذاتية والأفكار البالية التي لا تتورع عن سب الصحابة وأمهات المؤمنين والتابعين فيرد مقترفيها النار وبئس المصير والعياذ بالله..!!
وبجانب ذلك لا علاقة له بما ينشده اليمنيون اليوم من مشروع وطني شامل يستوعب كل اليمنيين على اختلاف مناطقهم او مشاربهم ومذاهبهم ومناطقهم وفئاتهم وأطيافهم السياسية..
يورد الصحفي الأخ نبيل عبد الرب ضمن تقرير منظمة سواء للدفاع عن حقوق الأقليات إن أتباع الحوثي شنوا 15 حربا ضد مخالفيهم وقاموا بطرد اليهود من صعدة.. في تقريرها الأول عن دماج .. منظمة سواء للدفاع عن حقوق الأقليات ومناهضة التمييز: مبررات الحوثيين لشن حرب على الأقلية السلفية بصعدة غير مقنعة أكدت منظمة سواء للدفاع عن حقوق الأقليات ومناهضة التمييز اليمنية أن تبريرات جماعة الحوثي لشن حرب على السلفيين بدماج غير مقنعة. وقالت - في تقريرها الأول عن المواجهات بين الحوثيين والأقلية السلفية في دماج بصعدة - إن جماعة الحوثي بررت الحصار وشن الحرب بقيام سلفيين بالاعتداء على أحد عناصر الحوثي ضربا وبدء تحول السلفيين إلى جماعة مسلحة. وكشف التقرير أن جماعة الحوثي اصطدمت مع كل مخالفيها مذهبيا ودينيا وسياسيا، وقال إن الجماعة قادت 15 حربا ضد مخالفيها، وأقدمت على طرد اليهود، وسعت إلى فرض امتدادها بالقوة على صعدة، وأجزاء من عمران والجوف وحجة.
وإذا كان الحوثي يكره الزيود ويكفرنا نحن أتباع الإمام زيد عليه السلام في ملازمه .. مع ما يدعي تمثيله للزيدية.. ليستميل من تنطلي عليه عاطفة نسب او مذهب.. فما بالكم بحاله مع بقية المذاهب ؟!..
ذلك الإعلام وتلك الأصوات لم ينجح ولم يساهم في إيقاف الانتكاسات والإخفاقات بعد مكاسب حققتها الحركة في بدايات الثورة والأشهر المنصرمة والتي ما لبثت ان أحرقت في بضعة أسابيع بحسب تحليل مراقبين لهذه الحركة النشطة الطموحة، كما ان خطابها الإعلامي مسؤول عن مشاريع العزلة والتقوقع والانغلاق والحوصلة المذهبية او السلالية التي لم تعد خافية وهي الأكثر نفرة وبعد في احتياجات المشهد اليمنيين اليوم واهتمامات المواطن.
فالمواطن لا يلعن يزيد أو عائشة أو حتى اوباما وبرسكوني لكنه يلعن الفقر وتغييب الوقود ومظلوميته ليست في استحواذ عمر وابوبكر على الخلافة بل في تشبث صالح وأولاده بالسلطة بعد ثلاثين سنة من السنوات العجاف والرفع المستمر لأسعار المشتقات النفطية والانقطاع الدائم للكهرباء وما اقترفه بني أمية زمان لم يعد يهم أحدا في الساحة الوطنية بمقدار الاهتمام بما اقترفته سلطة العائلة وأتباعهم بحق الشعب والوطن، وكيف لم يكتفوا بما استحوذوا عليه طوال عقود فقاموا بنقل ما تبقى من ثروته الى بنوك الخليج وامريكا بينما المواطن واقفا محتارا حاسر الرأس يمد كفه في الجولات منتظرا الإحسان ..!
لقد خلقت الثورة الشعبية الشبابية السلمية واقعا فريدا في حياة اليمنيين وأعادت صياغة المنظومة القيمية والسلوكية للمجتمع اليمني لتظهر صور وقيم التوحد والتآخي بين اليمنيين واضحة ملموسة وليس خافيا كم التلاحم والترابط اللامتناهي الذي تشهده ساحات الاعتصام والجمع والاحتفالات والفعاليات المختلفة للثورة، فجرح أرحب يتوجع له أبناء المهرة وجرائم النظام في عدن تهز وجدان وضمير صنعاء او جراح وعبثية البغاة في تعز تئن له البيضاء وتعتصر فؤاد ذمار وصعدة وهكذا...
كما ان الحديث (الحامي) الذي جاء على لسان الأستاذ حسن زيد في دفاعه عن الحوثيين وهم الذين اتهموه والدكتور المتوكل بالخيانة والتفريط بدماء الشهداءعندما وقعوا على المبادرة الخليجية- لكنه سرعان ما (سلم على غير الضيف) كما يقال والتفت لشريكه حزب الإصلاح في اللقاء المشترك وكذا لأفراد الفرقة الذين كانوا أوائل الجيش المؤيد للثورة وعمدوا انضمامهم ودفاعهم عن الثورة بقوافل كبيرة من القتلى والجرحى باتهامهم باحتضان القاعدة والتطرف وتهديد ما أسماه أتباع الطائفة الزيدية..الذين لا ندري من هم؟ والذين قطعا لن يكونوا الحوثة؟ لأن "السيد" حسين الحوثي في ملازمه المنشورة كفر الزيدية لقربها من السنة.. إلا إن كان يعني أهالي ذمار الذين يوصفوا بكرسي الزيدية .. فإنهم ليسوا طائفة ولا يتعرضون لتهديد إلا من البلاطجة!..
كما ان الاستقبال والاحتفاء الأسطوري بحسب وصف ثوار الحالمة في مسيرة الحياة من قبل إخوانهم الثوار والأهالي والقبائل بذمار الزيدية بحسب تصنيف الأستاذ حسن لإخوانهم القادمين من مناطق شافعية كنتيجة منطقية لاستكمال ذلك التصنيف الباهت وغير الواقعي في حياة اليمنيين.. يدحض شئ اسمه الطائفة الزيدية او حتى الكلدانية.
واعتقد ان الحديث عن تصنيف وتمييز مذهبي لليمنيين أشبه بالحرث في مياه البحر الميت الذي يتسم بملوحة وغلاضة لكنه في النهاية لا يقبل بوضع حبة نبات لتنمو كونه في النهاية ماء.. و في زمن الثورة لم يعد من المقبول الحديث عن مثل هذه التصنيفات المذهبية او السلالية وحتى المناطقية وحتى السياسية والتي أشقت اليمنيين وأضنتهم في ماضيهم وحاضرهم وأقعدتهم أزمنة عن المضي قدما نحو مستقبل مشرق ينشده ويتمناه الجميع..
و لولا اختلاف طبقة الصوت واللحية والنظارة التي يضعها الأستاذ حسن في أسفل أرنبة الأنف لاعتقدت ان حسن زيد سينزع القناع ليظهر وجه الرئيس صالح .. بكونه تناول ذات الاسطوانة و ذات اللحن والنغم المستهلك للرئيس في خطاباته التي تتهم الإصلاح والفرقة الأولى برعاية القاعدة والتحالف مع المتطرفين..
والمفارقة في توقيت حملة أفراد الحوثي ومن يناصرهم من قيادات سياسية وإعلامية مذهبية ضد مكونات الثورة خاصة من الفرقة الاولى والإصلاح وأعضائه..انها تتم بطريقة براغماتية صرفة..، كون قوى الثورة بمافيها الجيش المؤيد للثورة وقوى المشترك خاصة الاصلاح كانوا أوائل من رحبوا بانضمام جماعة الحوثي لركب الثورة وساهموا بحسن نية في تقديمهم للناس بصورة جميلة خلافا لما كنا نتداوله عنهم على لسان إعلام الدولة منذ سنوات
ولقد استثمر نظام الرئيس صالح ذلك التعايش الذي أبداه الإصلاح والجيش المؤيد للثورة مع جماعة الحوثي في الساحات وتقبل الآخر للنيل من الإصلاح والفرقة الاولى والجيش المؤيد للثورة السلمية لإبعاد وصرف العوام من اللحاق بالثورة ومناصرتها كون الإصلاح قد اجتمع مع الحوثي مع الفرقة وقبلها مع الاشتراكي ..وهي الحركة السيئة الصيت بكون الحوثي استباح دماء الجنود وكفرهم في صعدة وأراد إحياء الإمامة المذهبية من جديد وتبعيته لإيران وو..وذلك بحسب ما زرعه إعلام النظام في أذهان الشعب لسنوات طويلة، وإن كان المفيد للإصلاح خاصة عوضا عن هذا السعي للتصالح اكثر والالتحام بكوادر له منسية ومتناثرة في الساحة..
ورغم تقديم قوى الثورة للحوثة للمجتمع بصورة جديده خلاف ما صوره صالح عنهم من باب عسى ولعل ولربما كان الجميع على خطاء بحق الحوثة.. الا انهم انتقلو لمربع اخر وردوا (الجمالة) وبداو يخونون غيرهم من قوى الثورة ويشنعون ويحاولوا زرع الفتنة بين مكونات الثورة والتشويه للرصيد الوافر لجيش الثورة الحر في دعم الثورة وحماية ساحة التغيير والذي كلف هذا الجيش الحر اثمان باهضة لم ولن يدفع المتسلقون للثورة الراكبين لموجتها النذر اليسير من التضحيات ..
وهم بعد شهور في ركب الثورة وصفوفها لا يزالون يتبنون خطوطا معوجة في النضال وطرق ثورية ملتوية مشفرة ومختلفة عن الإجماع بـ(خالف تعرف.. أو ثور.. قالوا: احلبوه ..!) وهكذا ..فلا يلتزمون بالإجماع ولا بالخط العام للمراحل الوسائل أو الخطاب المتفق والأرشد للثورة الذي أصبح موحدا ومتناغما في مختلف الساحات إذ لا يختلف في صنعاء او في عدن ولا تعز أو في حجة ومأرب والحديدة وشبوة ..الخ ...
وحتى عندما ينظمون لمسيرات فإنهم يتبنون شعارات صادمة واتجاهات لا علاقة لها بخط الثورة ..وقد وجدت خطيب لهم في ساحة التغيير بذمار أثناء إلقاء القبض على القذافي ..لم يتطرق للأمر من قريب او من بعيد بما لذلك من دلالات في الثورة بينما تناولت ذلك الحدث كل ساحات الثورة في عموم الجمهورية بلا استثناء ، وكانت النتيجة استياء واسع لأنصار الثورة هناك.. وبالمثل ما يتم طرحه من شعارات كـ(الموت لأمريكا....وحتى السعودية بل وأحيانا للمشترك...!!) او الدعوة المفاجئة وغير المتفق عليها للهجوم على السبعين او احتلال دار الرئاسة..ولا يستبعد ان تترقب على الشاكلة ..نحو سوق القات وحتى الخضرة..!
وغالبا ما دفع الشباب أثمان باهضة من دمائهم وأرواحهم لهفوات وخطوات غير راشدة ومحسوبة..،رغم علمي المحدود بعدم وجود أرقام مشجعة للجماعة في صفوف قتلى وجرحى الثورة السلمية- الذي لا نتمناه لأي احد يقينا- يتناغم مع ذلك الحماس المنضبط أو الاندفاع المتهور ولا أرقام يمكن ان (تبق عين الإصلاح وشركائه وديش الثورة بمن فيهم الفرقة الاولى و تتباهى به الجماعة)..
وفي هذا المشهد الإعلامي الكالح ثمة املاً جديد ، وعودة لصوت العقل ويقضة الضمير والنقد الجاد الذي طل من جديد على المشهد وساحة التغيير وأجد منه كلام الاستاذ الثائر علي العماد المنشور على صفحة شباب الصمود مؤثرا ومسؤول ، وهو يعنونه بـ(لا تظلموا رفقاءنا من الإصلاحيين( رغم اختلافنا في الرؤية وتوصيف الحالة الأحكام.. الا ان عنوان كلامه وفي فحوى كلامه ما يصب فيي خانة التلاحم والتقارب وإعادة مد جسورالثقة والوئام..لا القطيعة والتخوين ..(استطيع ان أجزم أن هناك قوى “مشائخ وعقائديين وعسكريين” تمتلك المال والإعلام وبعض المتطرفين داخل حزب الإصلاح تستغل اسم هذا الحزب وتجره إلى صراعات سياسية وطائفية، عبر تحريض عوامة حتى تحرق سمعته التي رسمها في الفترة الأخيرة داخل المشترك ككتلة مدنية تقبل بالأخر وتستغل قواعده في تنفيذ أحقاد او طموح ذاتية وبالنسبة لهذه لقيادات) ويواصل حديث (الآن وبعد التسوية السياسية بينهم عبر المبادرة الخليجية والضمانات التي يبحثون عنها مثلهم مثل علي صالح نستطيع القول انهم حددوا عدوهم وهم الثوار وقوى سياسية للثورة رافضة للمبادرة ولهذا حصلت المواجهات في الساحة وفي كتاف ومع رواد الثورة أمثال بشرى المقطري ومع الحراك الجنوبي، ولكن هذا- كموقف- لا ينسحب على الإصلاح كحزب سياسي، بل أستطيع أجزم بأن كثيراً من سياسييه وقياداته الشبابية ساءهم ما حصل لأني لن أصدق ان الإصلاحيين رفقاء الدرب في الثورة منهم الأساتذة حبيب العريقي الناصح وسعيد شمسان المصلح ومعاذ الشامي المفارع وفؤاد الحميري المدرسة ونبيل البيضاني الشريك وزيد الشامي المبتسم المتسامح سيقبلون بأن تحكم اليمن كحكم علي صالح بالسوط والنار مع من يختلف معهم هيهات ان يرضوا بذلك)ودمتم جميعا متحابين على الدوام
في الإثنين 23 يناير-كانون الثاني 2012 07:16:19 م