الرابحون والخاسرون من فوز ترامب.. محللون يتحدثون حماس تعلق على فوز ترامب.. وتكشف عن اختبار سيخضع له الرئيس الأمريكي المنتخب هل ستدعم أمريكا عملية عسكرية خاطفة ضد الحوثيين من بوابة الحديدة؟ تقرير اعلان سار للطلاب اليمنيين المبتعثين للدراسة في الخارج بعد صنعاء وإب.. المليشيات الحوثية توسع حجم بطشها بالتجار وبائعي الأرصفة في أسواق هذه المحافظة شركة بريطانية تكتشف ثروة ضخمة في المغرب تقرير أممي مخيف عن انتشار لمرض خطير في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي في اليمن أول موقف أمريكي من إعلان ميلاد التكتل الوطني للأحزاب والمكونات السياسية، في اليمن تقرير أممي يحذر من طوفان الجراد القادم باتجاه اليمن ويكشف أماكن الانتشار والتكاثر بعد احتجاجات واسعة.. الحكومة تعلن تحويل مستحقات طلاب اليمن المبتعثين للدراسة في الخارج
ما إن استقر وضع الدولة الإسلامية بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، حتى شعر أولئك القوم من الناقمين على هذا الدين الجديد بأن مصالحهم قد باءت بالفشل والاضمحلال أمام نور الله الساطع، فانضووا تحت هذا الدين الحنيف ليس حبا فيه ولا رغبة في اتباع نبيه الكريم، وإنما ليعرفوا عن هذا التشريع كل شيء، حتى تسنح لهم الفرصة ليوجهوا معاول الهدم والذم والنكال به، وإلصاق كل دسيسة به وبنبيه صلى الله عليه وسلم، وهذا ما عرضه علينا القرآن من خبرهم في غزوة الأحزاب، وفي حديث الإفك، وفي قسمة الفيء، وفي كل مناسبة يشعرون أن الفرصة سانحة لهم.
وهكذا ظل هذا الصنف من المرجفين يواصلون عملهم الرخيص عبر كل القرون، ما بين ظهور وخفوت..وجاء عصرنا الحاضر بمقوماته التكنولوجية والفكرية، ليكون لهؤلاء من خلاله مأدبة جديدة من الإرجاف يقدمونها لقرائهم وزبانيتهم في الشرق والغرب، الذين هم على شاكلتهم ومنوالهم.
وكان موعدهم في هذه المرة مع أئمة المذاهب المعتبرين، والراسخين في العلم من علماء الأمة، فهم يزعمون أنهم رجعوا وفتحوا أعينهم على أمهات كتب الأئمة كابن حنبل، والإمام مسلم، والنووي، ورأوا شيئا جديدا خصبا....ظنوا من خلاله أنهم سيضربون التراث الإسلامي، والجانب التشريعي على وجه الخصوص، ضربة للأبد لن تقوم له قائمة. فهؤلاء مثلهم كالطفل الذي يلقى في طريقه فلسا فيظن أنه سيشتري به كل ما في السوق، فإذا ما وصل إلى متجر ما، إذا به يفاجأ أنه ليس له حظ من فلسه إلا علكة صغيرة، هذا إن كان فلسه من العملات التي لا زالت متداولة في البلد.
لقد خرج هؤلاء المرجفون يصفقون ويطبلون كعادتهم بأنهم رأوا ضالتهم المنشودة التي ستتحطم أمامها المدرسة الفقهية خاصة، والتراث الإسلامي بشكل عام. وموضوعهم الخطير الذي وجدوه هو أن الفقهاء ذكروا في كتبهم الفقهية مثل (( الكافي في فقه ابن حنبل)) و (( وشرح النووي على صحيح مسلم)) و((نهاية المحتاج في شرح المنهاج)) وغيرها من الكتب، ما يسمى بــــ"نكاح الوداع ": ويقصدون به جماع الرجل لامرأته الميتة، وحكم الغسل فيه، والتف المرجفون من كل حدب وصوب يظهرون الخلل الكبير الذي اكتشفوه بعد مرور أكثر ألف عام، من ظهور نهضة الفكر الإسلامي ومدرسته الفقهية بدءا بأئمة المذاهب المعتبرة ومن جاء بعدهم، وخرج هؤلاء المرجفون يقهقهون ويصورون الكتب التي اكتشفوا فيها اكتشافهم العظيم، الذي لم يسبق لأحد من قبل، وهو اكتشاف نكاح الميتة، وخرج المتثيقفون منهم على الشاشات ليتحدثوا عن سخافة هذا الدين، وكيف أن الفقهاء يذكروا مثل هذه الأمور، ومما يزيد الطين بلة أن الذي يناقش هذا الأمر في أحد الفضائيات ليرد على أئمة المذاهب امرأة شمطاء ناشرة شعرها، كاشفة فخذيهاـ، ضاغطة أردافها ،كأنها تؤدي رقصة على أحد مسارح هوليود السينمائي، وتقول عبارة عظيمة صنفتها بأنها من أعظم ما سمعت في تاريخ حياتها العلمية وهي مقولة لواحد وصفته هي بالشاب الذي قال: ((ويل لأمة تنكح صغارها وأمواتها، وترضع رجالها)) .هذا كل ما في الأمر من اكتشاف.
ونحن نقول لهم هوينا أيها المرجفون أما مر عليكم قول الشاعر:
أعاذكَ اللهُ من سهامهمو ... ومخطئٌ من رميهُ القمرُ.
إن إرجفاكم هذا لن ينقص من عظمة المدرسة الفقهية شيئا، فالفقهاء لم يحثوا الأمة على نكاح الزوجة الميتة كما أرجفتم وقلتم، ولكنهم عنونوا وصنفوا شيئا وجدوه ولمسوه على الأرض، يحدث أحيانا من قبل ضعاف النفوس، وأصحاب الأخلاق المنحلة الذين ترتكس نفوسهم بأن يمارسوا العشرة الزوجية مع زوجاتهم اللاتي أصبحن في عالم الحياة الأخروية...والذي دعاهم لهذا هو مناقشتهم لأحكام الغسل الذي يعد بابا من أبواب العبادات الذي هو أساس طهارة المرء وفق المنهج الذي جاء به صلى الله عليه وسلم، بل ذكره القرآن بنص صريح: ( وإن كنتم جنبا فاطهروا)) واستدعى المقام عند الفقهاء لبسط كل صغيرة وكبيرة سمعوا بها أو تصوروا حصولها، بل إننا نقرأ في عصرنا هذا على صفحات المجلات والمواقع من ينبش قبور الفتيات بعد دفنهن مباشرة لممارسة الجنس معهن، فالقضية واردة وحاصلة على الأرض، وليست من نسج الخيال.
أما بخصوص عبارة (( ويل لأمة تنكح صغارها وميتتها، وترضع رجالها)) هذه العبارة مردودة على قائلها جملة وتفصيلا، فالإسلام لم يحث على نكاح الصغيرات، ولكنه جعل البلوغ شرطا لدخول قفص الزوجية، وأما ما يريدون اللمز به فهو معروف لدينا، ويقصدون بذلك زواج النبي صلى الله عليه وسلم بأم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وعمرها تسع سنين.
نقول لهم: كانت قد بلغت المحيض بهذا السن، وهي ليست حالة خاصة بها، بل مثلها كثير من الفتيات اللاتي يصلن سن البلوغ مبكرين، والعبرة بالبلوغ الذي يترتب عليه الحمل والإرضاع وليس السن.
أما بخصوص إرضاع الرجال فيكفي قول ابن الخطيب الذي يقول فيه : " هل يجوز لعاقل يؤمن بالله واليوم الآخر، بعد أن قرأ قوله تعالى: " قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ " أن يصدق أن هذا الحديث، أو أن يعيره بالا. وهذه القضية قد بسط الرد عليها في كتب الفقه باستفاضة، ولو قال بها أحد فهو ليس حجة على الإسلام، ويظل قوله محل نقاش. وقضية سالم مولى أبي حذيفة خاصة به لا تنسحب على غيره، إن صحت الرواية.
وأخيرا نقول لهؤلاء المرجفين رويدا ....رويدا....رويدا....ستظل المدرسة الفقهية شامخة البنيان، محمية بقوة الله...مهما حاولتم المساس بها...أو تشويه صورتها....فستظلون أيها المرجفون أقزاما في الساحة ... يشار إليكم بالبنان.