|
مأرب برس - خاص
المشترك يستنكر.. المشترك يدين.. المشترك يقاطع ..المشترك يدعو .. المشترك يناقش .. المشترك يائس.. المشترك يرضخ ..الخ ؟!..
النتيجة:
وطنية " فالسو".
** خسارة أيها الوطن الحبيب.. لغة الخطاب السياسي تتناقض مع مضمون قضيتك.. ليس ثمة مؤشرات تنبئ عن مخاض فعلي للتغيير وإصلاح ما أفسدته السياسة والبرامج التنموية الكاذبة التي تزعمها السلطة منذ عقود.
تباً للسياسة ولغتها.. وأي معارضة في هذا البلد المسكين..شعارات ويافطات ومانشيتات صحفية بارزة تتلبس تطلعات وأحلام الإنسان.. وتتسلل إلى ملامحه وهمساته لوأد تفاصيلها وارتداءها كأقنعة .. لذا لم يحدث التغيير ، لأن الإنسان بكل ما تحمله معانيه من قيم وعواطف وهموم وقضايا وأخلاق ومعتقدات وسمو ورغبات وحقوق وحريات.. ، مجرد هامش في الصفحة الأخيرة من ملفات السلطة والحوار السياسي بين المشترك والحزب المالك للبلاد..عذراً.. الحاكم.
- الوطن والإنسان أشياء مؤجلة لحين تحقيق التسويات السياسية بين الأطراف المتنازعة على القرار.
• طبعاً الشعب اليمني بسيط وفطري .. وقابليته واسعة جداً لتصديق الشعارات و الملاسنات السياسية بين السلطة والمعارضة.. والفاهم بين القراء البسطاء يقرأ الأخبار وعناوين الصحف ليعلق عليها : " لا مشترك و لا مؤتمر..هؤلاء كلهم غاغة"... وتستمر قابلية الشعب للنتائج المعلنة والمحسومة لصالح الحزب الحاكم .. ولماذا يرفض ؟.. فهو شعب مطواع .. يحترم رضوخ الأحزاب التي تمثله .. سيما أن الأخيرة لعبت دورها صح في المسرحية السياسية " الهزلية على طول"..ورضخت للنتائج والقرارات الفردية - مهما كانت سلبية وغير أخلاقية وتضر بمصلحة الوطن - ومهما قادت البلاد إلى مزيد من التسلط والخنوع والقهر والجوع ..- لأنها في نظرهم غير قابلة للنقاش ، كون الأخير غير مهذب ويفضي إلى مزيد من المكايدات وفضح سياسة البلاد.. وربما أيضاً الإضرار بالمصلحة العليا والسيادة الوطنية... " ومش مهم المصلحة السفلى لأنها لا تخدم المتسلطين.. وأهم شيء يرضى الفندم".
• السلطة أتقنت توظيف المعارضة ممثلة ً في المشترك ، وتحديد أدواره واختيار لاعبيه المحترفين للمطال و التعامل بنفس طوووووووووويل جداً.. بحيث أصبحوا شركاء في إدخال الشعب متاهة واسعة تحول دون التشكيك في نزاهة الطرفين .. فكلاهما يدعي المساعدة للوصول إلى مخرج.
•لن نخوض في تفاصيل سيناريوهات الفعاليات الانتخابية والاستحقاقات الديمقراطية -" برلمانية ، ورئاسية ، ومحلية ومحافظين " - التي خاضتها البلاد بجرأة غير عادية .. منعاً لفتح
جراح قديمة .
نكتفي بإطلالة سريعة على الأزمات المريرة ، الحالية ، التي تنهر الإنسان ، وتقهر الطفل والمسن والمرأة ، وتحرق الأخضر واليابس ، باسم حماية الوطن ، والدفاع عن حقوق الإنسان وصون ممتلكاته ، والعدالة والأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي ، والديمقراطية ، واستمرار عجلة التنمية الاقتصادية .. وتبين مواقف المشترك والسلطة من هذه المرارات التي يتجرعها البسطاء شمال وجنوب البلاد.
• أيام قلائل مضت على استئناف الحوار السياسي بين المشترك والحزب الحاكم .. القضية تعديل قانون الانتخابات.. وإعلام الطرفين مسخر لتبادل التهم ، وتصيد السلبيات ، ونبش أوجاع الماضي ، والكيد ، وكل متطلبات اللعبة.. وبالطبع نفس العناوين والشعارات المستهلكة والجافة.." المشترك يدين.. يستنكر.. يعلن .. يرفض .. يقاطع .. يرضخ"..والبيان الصحفي الأخير الصادر عن الهيئة التنفيذية للمشترك بخصوص موقفه الرافض لاستئثار الكتلة البرلمانية المؤتمرية وانفرادها بقرارات تعديل قانون الانتخابات ، هو ذات المضمون لبياناته السابقة المستنكرة والرافضة لنتائج انتخابات الرئاسة والمجالس المحلية والمحافظين وانفراد الحزب الحاكم بالمغالطة فيها..
وهو ذات البيانات التي ستصدر مستقبلاً للاعتصام والمقاطعة المؤقتة للانتخابات البرلمانية القادمة .. واستنكار النتائج ، وكيل التهم للسلطة.. لهذا يتقبل الشعب لأن ممثليه لا يدخرون قناعاً أوسيلة أو أداة من أجل الرضوخ للنتائج النهائية واستمرار الوجه الشاحب للبلاد .. فتباً لدموع
التماسيح.. " وأهم شيء يرضى الفندم".
• المواطن البسيط لا يفقه شيئاً عن هذه اللعبة ، وتفوته تفاصيلها الخفية والقذرة ، لأن كثيراً من وسائل الإعلام لا تخدم قضية الوطن و المواطن..وتكتفي بنشر البيانات والملاعنات المتبادلة..
• أليست القضية تهم المواطن وليس المشترك والمؤتمر؟.. بالتأكيد .. لكن مصلحة البلاد آخر الأشياء التي يفكرون فيها.. لذا من أخلاقهم أنهم يتلاعنون ثم تجمعهم كشوفات الاستحقاقات المالية وبدلات الجلوس حول طاولة الحوار.. وموائد الغداء الفاخرة ، و مقائل القات.. يجتمعون متفقين حول هذه الثلاث النعم فقط.. إيماناً منهم بعدم شخصنة الاختلاف حول قضية الانسان والوطن..فالعمل عمل ، والصداقة تستمر.. " ومش مهم مصلحة الوطن .. أهم شيء يرضى الفندم".
لذا تحرص فضائيات "اللوزي" بعقلياتها الإدارية البائدة على نقل جلسات قبة البرلمان .. المصيبة نقل جلسات قديمة في العصر الحديث.. رغم أنه مجلس مشائخ و ظاهرة صوتية لا تستحق النقل لعدة ساعات.. وكان حريّاً بالشاعر السريالي " اللوزي" -الذي أحال وزارة الإعلام إلى قسم شرطة -، وبالفرقاء المنسجمين حول طاولة الحوار ، نقل جلساتهم تلفزيونيا ً ليعرف المواطن الحقيقة المؤلمة ويدرك مواطن الخلل التي تحدث فيها مساومة سياسية بين الأحزاب حول لقمة عيشه وحياته.. فجلساتهم هي المحددة لمصير البلاد ورقاب البسطاء ، كونهم شركاء الحكم وليس البرلمان .. وبياناتهم مجرد تعابير عن انفعالاتهم وليس عن مصلحة البلاد.. وهذه واحدة من بروفات القضية السياسية.
• البروفة الثانية لا تقل سؤً عن الأولى .. النتائج تحسم دائماً لصالح الحزب الحاكم رغماً عن أنوف الجميع.. فينتهي المشهد المسرحي للمشترك بتصدر عناوين الصحف لعدة أسابيع " تنديد ، استنكار ، رفض".. وما أن تتم التسويات السياسية وتقديم التعويضات للمتضررين ، حتى يختتم ببيان رضوخ للنتائج .. " ومش مهم يعجب الشعب.. أهم شيء يعجب الفندم"..
• سبق لهم الرضوخ لنتائج الانتخابات الرئاسية رغم زيفها.. ثم انتخابات المحافظين رغم عدم تنافسيتها .. واعتبروا الأخيرة خطوة ناجحة في الطريق الصحيح وسابقة عظيمة في الوطن العربي..
تعساً لكم ولبلاهتكم واستخفافكم بعقول المواطنين و حقوقهم ومصائرهم.. ومنذ متى أيها الفرقاء المتفقون على دق المسمار الأخير في نعش الوطن ، يبدأ الطريق الصحيح بقرارات فردية وغش وخداع وتزوير ودجل وتدليس وتضليل للوعي الوطني؟!
• مصيبة بلادنا منذ قيام الوحدة وحتى اليوم هو الانحراف عن الديمقراطية.. وابتداء الطريق الصحيح بانتخابات كل ثلاث سنوات مثخنة بالمغالطات واللصوصية واستغلال البسطاء وإرضاء الرئيس وزيف الضمائر والشعارات وفتح المزيد من الدكاكين السياسية الربحية.. وهذا لا يختلف عن وضع الوزارات والمؤسسات الحكومية ، فمنذ أربعين سنة ، كلما تم تعيين وزير أو رئيس مؤسسة يعلن أنه بدأ من الصفر.. حتى بتجديد تعيينه يبدأ من الصفر.. ولذا مازلنا في الصفر ونبدأ كل موسم انتخابي من بداية الطريق.. " أهم شيء يعجب الفندم".
• أتساءل .. لماذا المشترك اليوم يستنكر القرارات الفردية والتسلطية ، وعدم إشراكه في تعديل قانون الانتخابات ؟!..لماذا يطمح للشراكة في قضية عادية ويدين النظام؟!..ويثير بلبلة إعلامية واستعدادات للاعتصام والمقاطعة وكسب عواطف الناس.. إنها مجرد انتخابات نتائجها محسومة مسبقاً..ولصالح المؤتمر..وهي ليست أهم شأناً من الدماء المراقة في صعدة وحرف سفيان.. مجرد قانون " يطلع وإلا ينزل" سيتراكم عليه الغبار..ولن يحمي حقوق أو يحقق عدالة اجتماعية أو مواطنة متساوية وديمقراطية إيجابية..
لماذا التناقض الانساني والنفسي يا " مشترك".. صحوا النوم ، السلطة فردية من زمان.. ولا أظنكم كنتم شركاء في قرارات سفك الدماء و الإبادات الجماعية وارتكاب الجرائم البشعة في حق الأطفال والنساء من قبل الطيران.. مع ذلك لم تستنكروها - باستثناء مواقف الحزب الاشتراكي التي لم تعجب النظام - ..
كلها قرارات فردية .. محو مدينة الحرف وعشرات المدن والقرى في صعدة ، فأيها أهم.. قانون الانتخابات أم استغلال المؤسسة العسكرية والأمنية بقرار فردي غامض ، للتدمير والنهب وقتل المواطنين في الشمال والجنوب ، والاعتقالات التعسفية الواسعة للهاشميين والعلماء والصحفيين و زعماء الحرية في الجنوب تحت ذرائع ومبررات تضليلية مدعومة بالمزيد من التعسفات و الأزمات والقمع والانتهاكات؟!.
• صعدة ملف إنساني .. وقضية وطنية وأخلاقية تشكل مفترق طرق أساسي يحدد مستقبل الوطن ويفضح مواقف بعضكم الواهية والمتخاذلة تجاهها..
أكثر من 50 مليون ريال يومياً تخرج من وزارة المالية لتمويل عمليات القتل والتشريد.. وتكتفون بالحديث عن الأزمة الاقتصادية وتحميل أبناء صعدة مسئولية إعاقة مسيرة التنمية التي لا تعرفها محافظتهم إلا في عاصمتها ومحيطها القريب.. وتطالبون بالتعبير السلمي عن قضاياهم .. ولا تطالبون بإيقاف وتجميد الزحف العسكري المكثف وجنون سلاح الجو... فهلاَّ تبادلتم الأماكن مع الحوثي وأنصاره - بخيالاتكم فقط - هل ستدافعون عن أنفسكم ، أم ستخرجون مسيرات صامتة تؤطرها الحواجز الخرسانية وتفرقها الغازات أو متفجرات من عناصر أمن مندسة - كما حدث في المحافظات الجنوبية - وتنتهي بالمئات منكم في السجون دون أن تتحقق أي مطالب أو حقوق مواطنة؟!.
• أغلقوا جميع ملفاتكم السياسية .. وافتحوا ملف صعدة ، فهو أخطر على الوطن ومستقبله من القوانين الوهمية والمسرحيات الانهزامية اليائسة.
• لا أعتقد أن ثمة تغيير سيحدث في هذه البلاد.. بل سيستمر التسلط وتعطيل الإرادات وتلميع الفساد وتوسيع بؤره ، على حساب حقوق وإنسانية المواطنين وكراماتهم.
تعرفون لماذا؟.. الجواب بكل بساطة.. قضيتكم فاشلة ولن تحدث فرقاً في الحياة.
التغيير ليس مجرد قرارات وأرقام صفحات وقوانين " حبر على ورق".. فالذي يلتهم ويستنزف الوطن ثقافة و فكر ديكتاتوري مسيطران على عقليات ونفسيات الأسماء التي تحكمنا منذ أربعة عقود.. وقناعات لديهم أنهم في طريق صحيح يبدأ في كل مرحلة انتخابية.. فلا تحلموا بالتغيير طالما ملفات التوريث قائمة ومتحققة.. فالرئيس هو الرئيس .. والقادة العسكريون هم أنفسهم .. وقيادات الأحزاب لا يتغيرون .. كأنها أملاك شخصية.. والوزراء يتنقلون في كل التعديلات من وزارة إلى محافظة إلى سفارة إلى وزارة.. وغير المرغوب في وطنيته الخالصة يرمونه في مجلس الشورى.. حتى بعد انتخابات المحافظين لم تتغير الوجوه التي يفرضها الحزب الحاكم بقرارات جمهورية أو انتخابية .. فما الفرق بين الانتقال من منصب قائد لواء عسكري أو منصب شيخ ورجل أعمال كل يوم يحفر شوارع المحافظات.. إلى منصب محافظ لعمران أو وزير.. والذي سقط في الانتخابات رجعوه وزير... بينما مكاسب الثورة خاصة بأدعيائها الجبناء ، وليس بالوطن وأبنائه.
لذا لن يحدث التغيير في ظل عدم تنوع المثقفين ، وتغييب الوجوه الشابة المغمورة أو المرمية في السجون.. ولا أقصد بالوجوه الشابة تلك المدرجة في ملفات التوريث.. بل يجب أن نلمس تغييراً جذرياً في أسماء وألقاب العائلات بثقافات علمية معاصرة ومتجددة تعيش و تحقق طموحها وأحلامها وفق رؤاها وقناعاتها لا وفق قناعات مواليد القرن التاسع العاشر.. فهذا العصر له جيل جديد خاص به لا يقبل التسلط والتحكم في مصيره مثلما أن الابن يختار الزوجة التي يحبها لا التي تعجب أباه ..أو يحلم أن يصبح مهندس " أد الدنيا" وأبوه يريده صاحب بقالة أو سائق شاحنة.. الظروف تتغير .. وما يحكمنا حالياً هو الغرور والغطرسة والأنانيات.. فأرجوكم دعونا وشأننا وارحلوا عن هذه البلاد.. يكفي مرارات وأوجاع وجراح..
" ومش مهم يرضى الفندم.. أهم شيء يرضى الضمير".
المشترك يستنكر.. المشترك يدين.. المشترك يقاطع ..المشترك يدعو .. المشترك يناقش .. المشترك يائس.. المشترك يرضخ ..الخ ؟!..
النتيجة:
وطنية " فالسو".
** خسارة أيها الوطن الحبيب.. لغة الخطاب السياسي تتناقض مع مضمون قضيتك.. ليس ثمة مؤشرات تنبئ عن مخاض فعلي للتغيير وإصلاح ما أفسدته السياسة والبرامج التنموية الكاذبة التي تزعمها السلطة منذ عقود.
تباً للسياسة ولغتها.. وأي معارضة في هذا البلد المسكين..شعارات ويافطات ومانشيتات صحفية بارزة تتلبس تطلعات وأحلام الإنسان.. وتتسلل إلى ملامحه وهمساته لوأد تفاصيلها وارتداءها كأقنعة .. لذا لم يحدث التغيير ، لأن الإنسان بكل ما تحمله معانيه من قيم وعواطف وهموم وقضايا وأخلاق ومعتقدات وسمو ورغبات وحقوق وحريات.. ، مجرد هامش في الصفحة الأخيرة من ملفات السلطة والحوار السياسي بين المشترك والحزب المالك للبلاد..عذراً.. الحاكم.
- الوطن والإنسان أشياء مؤجلة لحين تحقيق التسويات السياسية بين الأطراف المتنازعة على القرار.
• طبعاً الشعب اليمني بسيط وفطري .. وقابليته واسعة جداً لتصديق الشعارات و الملاسنات السياسية بين السلطة والمعارضة.. والفاهم بين القراء البسطاء يقرأ الأخبار وعناوين الصحف ليعلق عليها : " لا مشترك و لا مؤتمر..هؤلاء كلهم غاغة"... وتستمر قابلية الشعب للنتائج المعلنة والمحسومة لصالح الحزب الحاكم .. ولماذا يرفض ؟.. فهو شعب مطواع .. يحترم رضوخ الأحزاب التي تمثله .. سيما أن الأخيرة لعبت دورها صح في المسرحية السياسية " الهزلية على طول"..ورضخت للنتائج والقرارات الفردية - مهما كانت سلبية وغير أخلاقية وتضر بمصلحة الوطن - ومهما قادت البلاد إلى مزيد من التسلط والخنوع والقهر والجوع ..- لأنها في نظرهم غير قابلة للنقاش ، كون الأخير غير مهذب ويفضي إلى مزيد من المكايدات وفضح سياسة البلاد.. وربما أيضاً الإضرار بالمصلحة العليا والسيادة الوطنية... " ومش مهم المصلحة السفلى لأنها لا تخدم المتسلطين.. وأهم شيء يرضى الفندم".
• السلطة أتقنت توظيف المعارضة ممثلة ً في المشترك ، وتحديد أدواره واختيار لاعبيه المحترفين للمطال و التعامل بنفس طوووووووووويل جداً.. بحيث أصبحوا شركاء في إدخال الشعب متاهة واسعة تحول دون التشكيك في نزاهة الطرفين .. فكلاهما يدعي المساعدة للوصول إلى مخرج.
•لن نخوض في تفاصيل سيناريوهات الفعاليات الانتخابية والاستحقاقات الديمقراطية -" برلمانية ، ورئاسية ، ومحلية ومحافظين " - التي خاضتها البلاد بجرأة غير عادية .. منعاً لفتح
جراح قديمة .
نكتفي بإطلالة سريعة على الأزمات المريرة ، الحالية ، التي تنهر الإنسان ، وتقهر الطفل والمسن والمرأة ، وتحرق الأخضر واليابس ، باسم حماية الوطن ، والدفاع عن حقوق الإنسان وصون ممتلكاته ، والعدالة والأمن والاستقرار والسلم الاجتماعي ، والديمقراطية ، واستمرار عجلة التنمية الاقتصادية .. وتبين مواقف المشترك والسلطة من هذه المرارات التي يتجرعها البسطاء شمال وجنوب البلاد.
• أيام قلائل مضت على استئناف الحوار السياسي بين المشترك والحزب الحاكم .. القضية تعديل قانون الانتخابات.. وإعلام الطرفين مسخر لتبادل التهم ، وتصيد السلبيات ، ونبش أوجاع الماضي ، والكيد ، وكل متطلبات اللعبة.. وبالطبع نفس العناوين والشعارات المستهلكة والجافة.." المشترك يدين.. يستنكر.. يعلن .. يرفض .. يقاطع .. يرضخ"..والبيان الصحفي الأخير الصادر عن الهيئة التنفيذية للمشترك بخصوص موقفه الرافض لاستئثار الكتلة البرلمانية المؤتمرية وانفرادها بقرارات تعديل قانون الانتخابات ، هو ذات المضمون لبياناته السابقة المستنكرة والرافضة لنتائج انتخابات الرئاسة والمجالس المحلية والمحافظين وانفراد الحزب الحاكم بالمغالطة فيها..
وهو ذات البيانات التي ستصدر مستقبلاً للاعتصام والمقاطعة المؤقتة للانتخابات البرلمانية القادمة .. واستنكار النتائج ، وكيل التهم للسلطة.. لهذا يتقبل الشعب لأن ممثليه لا يدخرون قناعاً أوسيلة أو أداة من أجل الرضوخ للنتائج النهائية واستمرار الوجه الشاحب للبلاد .. فتباً لدموع
التماسيح.. " وأهم شيء يرضى الفندم".
• المواطن البسيط لا يفقه شيئاً عن هذه اللعبة ، وتفوته تفاصيلها الخفية والقذرة ، لأن كثيراً من وسائل الإعلام لا تخدم قضية الوطن و المواطن..وتكتفي بنشر البيانات والملاعنات المتبادلة..
• أليست القضية تهم المواطن وليس المشترك والمؤتمر؟.. بالتأكيد .. لكن مصلحة البلاد آخر الأشياء التي يفكرون فيها.. لذا من أخلاقهم أنهم يتلاعنون ثم تجمعهم كشوفات الاستحقاقات المالية وبدلات الجلوس حول طاولة الحوار.. وموائد الغداء الفاخرة ، و مقائل القات.. يجتمعون متفقين حول هذه الثلاث النعم فقط.. إيماناً منهم بعدم شخصنة الاختلاف حول قضية الانسان والوطن..فالعمل عمل ، والصداقة تستمر.. " ومش مهم مصلحة الوطن .. أهم شيء يرضى الفندم".
لذا تحرص فضائيات "اللوزي" بعقلياتها الإدارية البائدة على نقل جلسات قبة البرلمان .. المصيبة نقل جلسات قديمة في العصر الحديث.. رغم أنه مجلس مشائخ و ظاهرة صوتية لا تستحق النقل لعدة ساعات.. وكان حريّاً بالشاعر السريالي " اللوزي" -الذي أحال وزارة الإعلام إلى قسم شرطة -، وبالفرقاء المنسجمين حول طاولة الحوار ، نقل جلساتهم تلفزيونيا ً ليعرف المواطن الحقيقة المؤلمة ويدرك مواطن الخلل التي تحدث فيها مساومة سياسية بين الأحزاب حول لقمة عيشه وحياته.. فجلساتهم هي المحددة لمصير البلاد ورقاب البسطاء ، كونهم شركاء الحكم وليس البرلمان .. وبياناتهم مجرد تعابير عن انفعالاتهم وليس عن مصلحة البلاد.. وهذه واحدة من بروفات القضية السياسية.
• البروفة الثانية لا تقل سؤً عن الأولى .. النتائج تحسم دائماً لصالح الحزب الحاكم رغماً عن أنوف الجميع.. فينتهي المشهد المسرحي للمشترك بتصدر عناوين الصحف لعدة أسابيع " تنديد ، استنكار ، رفض".. وما أن تتم التسويات السياسية وتقديم التعويضات للمتضررين ، حتى يختتم ببيان رضوخ للنتائج .. " ومش مهم يعجب الشعب.. أهم شيء يعجب الفندم"..
• سبق لهم الرضوخ لنتائج الانتخابات الرئاسية رغم زيفها.. ثم انتخابات المحافظين رغم عدم تنافسيتها .. واعتبروا الأخيرة خطوة ناجحة في الطريق الصحيح وسابقة عظيمة في الوطن العربي..
تعساً لكم ولبلاهتكم واستخفافكم بعقول المواطنين و حقوقهم ومصائرهم.. ومنذ متى أيها الفرقاء المتفقون على دق المسمار الأخير في نعش الوطن ، يبدأ الطريق الصحيح بقرارات فردية وغش وخداع وتزوير ودجل وتدليس وتضليل للوعي الوطني؟!
• مصيبة بلادنا منذ قيام الوحدة وحتى اليوم هو الانحراف عن الديمقراطية.. وابتداء الطريق الصحيح بانتخابات كل ثلاث سنوات مثخنة بالمغالطات واللصوصية واستغلال البسطاء وإرضاء الرئيس وزيف الضمائر والشعارات وفتح المزيد من الدكاكين السياسية الربحية.. وهذا لا يختلف عن وضع الوزارات والمؤسسات الحكومية ، فمنذ أربعين سنة ، كلما تم تعيين وزير أو رئيس مؤسسة يعلن أنه بدأ من الصفر.. حتى بتجديد تعيينه يبدأ من الصفر.. ولذا مازلنا في الصفر ونبدأ كل موسم انتخابي من بداية الطريق.. " أهم شيء يعجب الفندم".
• أتساءل .. لماذا المشترك اليوم يستنكر القرارات الفردية والتسلطية ، وعدم إشراكه في تعديل قانون الانتخابات ؟!..لماذا يطمح للشراكة في قضية عادية ويدين النظام؟!..ويثير بلبلة إعلامية واستعدادات للاعتصام والمقاطعة وكسب عواطف الناس.. إنها مجرد انتخابات نتائجها محسومة مسبقاً..ولصالح المؤتمر..وهي ليست أهم شأناً من الدماء المراقة في صعدة وحرف سفيان.. مجرد قانون " يطلع وإلا ينزل" سيتراكم عليه الغبار..ولن يحمي حقوق أو يحقق عدالة اجتماعية أو مواطنة متساوية وديمقراطية إيجابية..
لماذا التناقض الانساني والنفسي يا " مشترك".. صحوا النوم ، السلطة فردية من زمان.. ولا أظنكم كنتم شركاء في قرارات سفك الدماء و الإبادات الجماعية وارتكاب الجرائم البشعة في حق الأطفال والنساء من قبل الطيران.. مع ذلك لم تستنكروها - باستثناء مواقف الحزب الاشتراكي التي لم تعجب النظام - ..
كلها قرارات فردية .. محو مدينة الحرف وعشرات المدن والقرى في صعدة ، فأيها أهم.. قانون الانتخابات أم استغلال المؤسسة العسكرية والأمنية بقرار فردي غامض ، للتدمير والنهب وقتل المواطنين في الشمال والجنوب ، والاعتقالات التعسفية الواسعة للهاشميين والعلماء والصحفيين و زعماء الحرية في الجنوب تحت ذرائع ومبررات تضليلية مدعومة بالمزيد من التعسفات و الأزمات والقمع والانتهاكات؟!.
• صعدة ملف إنساني .. وقضية وطنية وأخلاقية تشكل مفترق طرق أساسي يحدد مستقبل الوطن ويفضح مواقف بعضكم الواهية والمتخاذلة تجاهها..
أكثر من 50 مليون ريال يومياً تخرج من وزارة المالية لتمويل عمليات القتل والتشريد.. وتكتفون بالحديث عن الأزمة الاقتصادية وتحميل أبناء صعدة مسئولية إعاقة مسيرة التنمية التي لا تعرفها محافظتهم إلا في عاصمتها ومحيطها القريب.. وتطالبون بالتعبير السلمي عن قضاياهم .. ولا تطالبون بإيقاف وتجميد الزحف العسكري المكثف وجنون سلاح الجو... فهلاَّ تبادلتم الأماكن مع الحوثي وأنصاره - بخيالاتكم فقط - هل ستدافعون عن أنفسكم ، أم ستخرجون مسيرات صامتة تؤطرها الحواجز الخرسانية وتفرقها الغازات أو متفجرات من عناصر أمن مندسة - كما حدث في المحافظات الجنوبية - وتنتهي بالمئات منكم في السجون دون أن تتحقق أي مطالب أو حقوق مواطنة؟!.
• أغلقوا جميع ملفاتكم السياسية .. وافتحوا ملف صعدة ، فهو أخطر على الوطن ومستقبله من القوانين الوهمية والمسرحيات الانهزامية اليائسة.
• لا أعتقد أن ثمة تغيير سيحدث في هذه البلاد.. بل سيستمر التسلط وتعطيل الإرادات وتلميع الفساد وتوسيع بؤره ، على حساب حقوق وإنسانية المواطنين وكراماتهم.
تعرفون لماذا؟.. الجواب بكل بساطة.. قضيتكم فاشلة ولن تحدث فرقاً في الحياة.
التغيير ليس مجرد قرارات وأرقام صفحات وقوانين " حبر على ورق".. فالذي يلتهم ويستنزف الوطن ثقافة و فكر ديكتاتوري مسيطران على عقليات ونفسيات الأسماء التي تحكمنا منذ أربعة عقود.. وقناعات لديهم أنهم في طريق صحيح يبدأ في كل مرحلة انتخابية.. فلا تحلموا بالتغيير طالما ملفات التوريث قائمة ومتحققة.. فالرئيس هو الرئيس .. والقادة العسكريون هم أنفسهم .. وقيادات الأحزاب لا يتغيرون .. كأنها أملاك شخصية.. والوزراء يتنقلون في كل التعديلات من وزارة إلى محافظة إلى سفارة إلى وزارة.. وغير المرغوب في وطنيته الخالصة يرمونه في مجلس الشورى.. حتى بعد انتخابات المحافظين لم تتغير الوجوه التي يفرضها الحزب الحاكم بقرارات جمهورية أو انتخابية .. فما الفرق بين الانتقال من منصب قائد لواء عسكري أو منصب شيخ ورجل أعمال كل يوم يحفر شوارع المحافظات.. إلى منصب محافظ لعمران أو وزير.. والذي سقط في الانتخابات رجعوه وزير... بينما مكاسب الثورة خاصة بأدعيائها الجبناء ، وليس بالوطن وأبنائه.
لذا لن يحدث التغيير في ظل عدم تنوع المثقفين ، وتغييب الوجوه الشابة المغمورة أو المرمية في السجون.. ولا أقصد بالوجوه الشابة تلك المدرجة في ملفات التوريث.. بل يجب أن نلمس تغييراً جذرياً في أسماء وألقاب العائلات بثقافات علمية معاصرة ومتجددة تعيش و تحقق طموحها وأحلامها وفق رؤاها وقناعاتها لا وفق قناعات مواليد القرن التاسع العاشر.. فهذا العصر له جيل جديد خاص به لا يقبل التسلط والتحكم في مصيره مثلما أن الابن يختار الزوجة التي يحبها لا التي تعجب أباه ..أو يحلم أن يصبح مهندس " أد الدنيا" وأبوه يريده صاحب بقالة أو سائق شاحنة.. الظروف تتغير .. وما يحكمنا حالياً هو الغرور والغطرسة والأنانيات.. فأرجوكم دعونا وشأننا وارحلوا عن هذه البلاد.. يكفي مرارات وأوجاع وجراح..
" ومش مهم يرضى الفندم.. أهم شيء يرضى الضمير".
في الخميس 26 يونيو-حزيران 2008 04:54:42 م