باراك أوباما أو أبو حسين !! بقلم/ دكتور/محمد لطف الحميري
نشر منذ: 16 سنة و 4 أشهر و 16 يوماً السبت 14 يونيو-حزيران 2008 08:38 م
مأرب برس - خاص الأسبوع الأول من الشهر الجاري كان تاريخيا إذ شهد هزيمة هيلاري كلينتون ممثلة النخب الديمقراطية في السباق إلى البيت الأبيض وإعلان دعمها الكامل لمرشح حزبها باراك أوباما الذي سيخوض معركة انتخابية شرسة ضد مرشح الحزب الجمهوري جون ماكين الذي يحظى بدعم الجماعات اليمينية المتشددة التي تتموضع في مفاصل الاقتصاد الأمريكي وتمتلك ترسانة دعائية وإعلامية جبارة قد تقضي على أحلام الليبراليين من المهاجرين والفقراء ودعاة الحقوق المدنية والمناوئين لسياسة الغزوات والحروب الاستباقية.باراك حسين أوباما من مواليد أغسطس 1961 لأب كيني مسلم وأم بيضاء أمريكية مسيحية ، بعد انفصال والديه عاش ظروفا عائلية صعبة وأزمة هوية بدأت منذ التحاقه بمدرسة إسلامية في العاصمة الإندونيسية لمدة سنتين ليتحول بعدها إلى مدرسة مسيحية كاثوليكية ، لكن شخصية الرجل القوية وعزيمته الصلبة مكنتاه من التفوق العلمي والاجتماعي والسياسي ليصبح واحدا من أصغر أعضاء مجلس الشيوخ الأمريكي سنا وأول سيناتور أسود في تاريخ المجلس ، هذه السيرة الذاتية الفريدة في مجتمع لا يزال غارقا في العنصرية ربما أقنعت شرائح كبيرة داخل الحزب الديمقراطي لتمنحه ثقتها بقيادة الحزب وإلحاق الهزيمة بمرشح الجمهوريين. الحزب الديمقراطي انتصر هذه المرة على نفسه حيث تمكن من تقديم مرشح مختلف لا تعكس أجندته الصراعات المحتدمة بين الطبقات السياسية والمالية داخل الحزب ذلك أن أوباما استطاع من خلال قدراته الخطابية أن يقدم برنامجا جديدا جعله مثالا للسياسي الأمريكي المنفتح على الجميع الذي يترفع عن المماحكات السياسية ويحلم ببناء بلده على أسس متجددة تتجاوز الفوارق الدينية والعرقية وتلك إستراتيجية ربما تمكنه خلال أشهر قليلة من تغيير اتجاهات ناخبين معتدلين من الحزبين ومن خارجهما . منذ بداية السباق في الانتخابات التمهيدية للحزبين الديمقراطي والجمهوري اتجهت أنظار العرب والمسلمين وخاصة المسلمين الأمريكيين نحو أوباما ذلك أن جذوره الأفريقية الإسلامية ومعارضته للحرب على العراق وتبنيه سياسة تحترم الحقوق المدنية لسكان أمريكا وتحسين صورة وعلاقة بلاده بالعالمين العربي والإسلامي الذين تأثرا كثيرا من السياسات المتهورة للرئيس جورج بوش ليبدو أوباما للكثيرين بأنه المخلص الوحيد من هذه السياسات الظالمة وربما ما ساعد على تعزيز هذه الانطباعات تأكيدات أوباما المتكررة بأن قناعاته الأخلاقية والسياسية نابعة من إيمانه بأن أمريكا بلاد لها رسالة كونية تؤهلها لقيادة العالم نحو السلام والديمقراطية والمفاوضات المباشرة لحل الأزمات التي تهدد مستقبل العيش في كوكب الأرض. كثير من المسلمين تشوهت لديهم صورة أوباما عندما وقف خطيبا أمام مؤتمر اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة ليعلن أن القدس عاصمة إسرائيل وأنه سيدافع بكل ما أوتي من قوة عن ربيبة أمريكا وأن أمنها وتزويدها بالأسلحة المتطورة من أولويات سياسته الخارجية إذا ما اعتلى كرسي الرئاسة، كل تلك التعهدات فاجأت البسطاء من العرب والمسلمين لكنها كانت بالنسبة للسياسيين والمراقبين من بديهيات السياسة الأمريكية لأن من يريد الوصول إلى البيت الأبيض لابد أن يحظى أولا بدعم اللوبيات وأخطرها " أيباك " بل إن هناك من يقول إنها صانعة الرؤساء الأمريكيين ، لكن ورغم كل ما كشف عنه مؤخرا مرشح الحزب الديمقراطي إلا أنني مازلت آمل رغم الصعوبات الكبيرة أن يحكم أمريكا رئيس تناديه العربان يا ابو حسين !!