مصرع مشرف حوثي بارز في الجوف ومصادر تكشف التفاصيل مصر تعلن خسارتها 6 مليارات دولار جراء هجمات الحوثيين ضد السفن تحذير البنك الدولي من انزلاق اليمن نحو أزمة إنسانية واقتصادية حادة تقرير أممي يكشف تعزيز قوة الحوثيين نتيجة دعم غير مسبوق تقرير أممي يؤكد تمرد الانتقالي عسكرياً على الشرعية مأرب تحتشد تضامناً مع غزة وتنديدا باستمرار حرب الإبادة الاسرائيلية مباحثات يمنية سعوديه بخصوص إجراءات سير تأشيرات العمرة اجراءات حكومية رادعة ضد محلات الصرافة المخالفة والمضاربين بالعملة في جميع المحافظات المحررة حشود هادرة بمحافظة تعز تنديدا بجرائم الابادة والتهجير بقطاع غزة الذكاء الاصطناعي يورط عملاق التكنولوجيا «تسلا» ويقودها للمحاكمة عبر القضاء
انتصرنا فيما سبق من الزمان، يوم كان شعارنا لا إله إلا الله، يوم كان جنودنا يعفّرون وجوههم سجداً لله قبل المعركة، يوم كان جيشنا يكبر في الأرض فتكبر الملائكة في السماء فتهتز الجبال وتنخلع قلوب الأعداء ويحل النصر ويحصل الظفر، يقول محمد إقبال:
* نحـن الذيـن إذا دُعوا لصلاتهم ـ والحرب تسقي الأرض جاماً أحمرا
* جعلوا الوجوه إلى الحجاز فكبروا ـ في مسمع الـروح الأمـين فكبرا.
يوم حضر خالد بن الوليد معركة اليرموك، وكان جيش الروم كالبحر الهائج فقال أحد المرجفين لخالد: اليوم يا خالد: نفّر إلى جبل سلمى وآجى، قال خالد وقد رفع سبابته ونظره إلى السماء: لا والله لا نفّر إلى جبل سلمى وآجى لكن إلى الله الملتجى، فحصل الفتح المبين.
ولما حاصر قتيبة بن مسلم كابل رفع أحد العباد أصبعه يقول: يا حي يا قيوم، فقال له قتيبة: والله إن أصبعك هذه أقوى عندي من مائة ألف شاب طرير، ومن مائة ألف سيف شهير، ولما حضر صلاح الدين في حطين انتظر حتى صعد خطباء الجمعة على المنابر لتكون ساعة إجابة .
ولما حضر قطز عين جالوت صرخ في الجيش: «وإسلاماه»، وسجد نور الدين محمود عند فتح عكا، وسأل الله أن يحشره من بطون السباع وحواصل الطير، ويوم قال عبد العزيز بن عبد الرحمن لأحد عماله: إذا كان الله معك فمن تخاف؟ وإذا الله كان ضدك فمن ترجو؟
انتصرنا يوم كان الحاكم والمحكوم على قلب رجل واحد، انتصرنا يوم صاح عمر على المنبر عام الرمادة، قائلاً: والله لا أشبع حتى يشبع أطفال المسلمين، انتصرنا يوم نصرنا المستضعفين، وكفلنا الأيتام ورحمنا المساكين وواسينا الفقراء، انتصرنا يوم حملنا القرآن في قلوبنا والعزة في أنوفنا والهمة في رؤوسنا، انتصرنا يوم انتصر العدل على الظلم والحرية على الاستبداد ورأي الأمة على رأي الفرد، انتصرنا يوم شيّدنا صروح المعرفة ومنارات العلم فقدمنا للعالمَ الشافعي وابن تيمية وابن خلدون وابن سينا وابن رشد وألوفاً أمثالهم، انتصرنا يوم قادنا عمر وسعد وخالد وطارق وقتيبة بكتاب الله وسنة رسوله (صلى الله عليه وسلم).
ثم انهزمنا يوم ألغى بعض حكامنا الإسلام جهاراً نهاراً ووضع مكان الله الواحد الحزب الواحد، وألغى لا إله إلا الله ورفع مكانها أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ويوم رفض بعضنا السجود لله وسجد للشيطان والصنم والطاغوت .
وانهزمنا يوم أكلنا الربا والسحت وكذبنا على أنفسنا والناس وغدر بعضنا ببعض وسفك سفهاؤنا دماء عقلائنا، وطففنا الكيل والوزن، وهجرنا القراءة والكتاب والصناعة والإبداع وتشاغلنا باللهو والرقصات الشعبية، والنعرات القبلية والشعارات العنصرية، والهتافات الحزبية، والغناء والغثاء والهذيان والفراغ مع البطالة .
وانهزمنا يوم كُسر القلم الحر، وكُمّم الفم الصادق، وصودرت حقوق الناس وسجن الأبرياء وجلد الشرفاء، واغتيلت حرية الرأي، ولُعب بالمال العام، وعذّبت الشعوب بسياط الاستبداد والاستعباد ونصبت محاكم التفتيش، وصارت كثير من الدول العربية سجوناً كبيرة لمواطنيها، وصار الإسلام تهمة، والمسجد مهجورا، والمصحف مجلة، والمصنع باره، وهجرنا الاكتشاف والاختراع والعمل والإبداع ورضينا بالذل وآثرنا الخمول وعشقنا النوم وغلبنا الكسل .
انهزمنا يوم تفرقنا واختلفنا وانقسمنا إلى طوائف وفرق وأحزاب ومنظمات وجماعات كل فئة تلعن الأخرى وتكفرها وتستحل دماءها، وصار بعض العلماء والكتاب والمفكرين يتبادلون التهم والتخوين والتكفير، ونسينا مهمتنا في الحياة، بعدما كنا خير أمة لأعظم رسالة وأجلّ دعوة في أقدس بقعة لأشرف هدف، بأحسن منهج وأكمل شريعة وأنبل قيادة وأكرم جيل وأصفى منهج وأروع حضارة وأطهر إنسانية، فإلى الله المشتكى وعليه التكلان وهو المستعان وبه المستغاث وإليه الملجأ ومنه الرشد، وحسبنا الله ونعم الوكيل، ولا حول ولا قوة إلا بالله.