حزب الإصلاح في اليمن يوجه دعوة للأمم المتحدة ومجلس الأمن بخصوص العدوان الإسرائيلي على غزة
تقرير دولي.. اليمن خامس أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم وأعداد النازحين ستصل الى اكثر من 5 مليون نازح ..
مركز الفلك الدولي يكشف عن موعد عيد الفطر 2025 وغرة شهر شوال
عاجل ...الجامعة العربية تكشف عن أدوات المواجة مع إسرائيل ردا على المجازر الإسرائيلية في غزة
وزارة الدفاع الأمريكية: مصممون على تدمير قدرات الحوثيين العسكرية
أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني
تفاصيل لقاء الرئيس رشاد العليمي مع سفير تركيا
عاجل .. غارات أمريكية تستهدف منزلا لقيادي حوثي بحي الجراف بالعاصمة صنعاء وغارات أخرى على البيضاء والجوف
رئيس الوزراء يرأس اجتماعاً عاجلا لقيادة البنك المركزي ووزارتي المالية والنفط .. تفاصيل
الخليج يفرض رسوماً نهائية على ألمنيوم الصين
لم أعد أسمع بأذني اليسرى ، ضعف السمع فيها تدريجيا حتى لم أعد أسمع فيها شيئا ، ففط طنين خافت ، قبل أكثر من عام أصبت بطنين حاد في الأذنين ولم ينته الا بعد أسابيع من التعب واستخدام العلاج ، وفوق هذا لطف الله وفضله ، لقد أرهقني ذلك الطنين ونغص حياتي بشكل مخيف.
بإذن الله أذهب للطبيب وأبذل جهدي في العلاج حتى لا أفقد سمعي بشكل كامل ، مع أنني سأنعم بجو هادئ يناسبني للقراءة والتركيز ، لكنني في الوقت نفسه سأخسر كثيرا ، سأخسر الأصوات الجميلة للمقرئين والمنشدين، الحوارات الجادة من البودكاست ، أحاديث أمي ، الفيديوهات الرائعة وغيرها الكثير .
من المؤكد أن السكري العامل الأبرز لما يحدث ، وكلما حاولت التعايش معه ومصادقته كلما فاجئني بضربة مؤلمة وغير متوقعة .!
كان الأديب الكبير الذي كتب " وحي القلم " و " تحت راية القرآن " وغيرها من الروائع قد أصيب بالصمم وعاش طيلة عمره يسعى للعلاج ، يومها لم يكن الطب بهذا التطور ، ولم تكن السماعات الحديثة قد ظهرت بهذا الشكل المتقدم ، لقد كان يراسل الكثير من أصدقائه ومحبيه في أوربا وغيرها كلما سمع عن ظهور سماعات جديدة لتقوية السمع ، ومع هذا تجاوز هذه الإعاقة ، وعاش حياته كأي إنسان طبيعي وكتب وأبدع وقدم للأمة الكثير من المؤلفات الرائعة ، والكتابات النافعة ، والإبداع المدهش .
قرأت الكثير من الكتب فلم أجد مثل لغة الرافعي المتفردة الراقية المحلقة في أفق من الجمال والروعة التي لا مثيل لها ، كيف لا وقد أقتبسها من القرآن فهو من عاش " تحت راية القرآن " ومن كتب وأبدع وأجاد وأفاد في الحديث عن بلاغة القرآن فقد بدأ الرافعي حياته مع القرآن الكريم، فقد ختمها أيضا معه، حيث كان القرآن الكريم آخر عهد له بالقراءة التي هي شغفه الأول والأخير، كما كان آخر عهد له أيضا بالحياة التي عاش فيها مسافرا على أجنحة الإبداع، أو متبتلا تحت ظلال وحي القلم .
ومما يؤثر في دفاعه عن لغة القرآن قوله عن نفسه "إنّه يُخيل إليّ دائما أنّي رسول لغوي بُعثت للدفاع عن القرآن ولغته وبيانه، فأنا أبدا في موقف الجيش تحت السلاح".
كم أدهشني ذلك العمق الذي في كلمات ذلك الأصم الناطق ، وكم أطربني أسلوبه الساحر المتدفق مثل نهر من العسل المصفى ، وكم بهرني أسلوبه وهو يغوص في أعماق النفس البشرية ورغم ما أودع الرجل في كتابه من تاريخ وعمق تحليلي وقراءة واعية للتراث العربي بمختلف مجالاته الثقافية والأدبية والدينية، فإنه كان بالنسبة له أقل من المرغوب ودون ما كان يروم، إذ يقول "لا أقول إنّي أتيت منه على آخر الإرادة، ولا أعزم أنّي أوفيتُ الإفادة .
في وحي القلم يحدثك الرافعي بمناجاة بديعة وشعور صادق عن خبايا النفس وخفايا القلب وتقلبات العواطف وأسبابها ويفلسفها ويفككها ويكشف لك أسرارها ويخرج لك أخبارها وكأنه قد أصطلي بنارها فكتب كتابة من عانى وكابد الأشواق وأحب وسهر الليالي وجرب الهيام وأصابه الشغف وأشرف على التلف .!
والرافعي يكتب بقلب يتذوق الجمال ويستشفه في كل ما يكتب ، وإذا كتب عن الجمال في المرأة فإنه يكتب عن أرقى معنى له ذلك الذي يتجاوز اثارة الغريزة الجسدية أو النظرة بعين مراهق لا يرى الجمال إلا في شهوته وما يثيرها ولكنه يرى هذا الجمال كجزء من كتاب الكون الكبير المفتوح والذي يدعوك كل ما فيه من جمال وعظمة إلى الإيمان بالله الخالق المبدع تبارك الله أحسن الخالقين ..
لقد استطردت كثيرا في حديثي عن الرافعي وأدبه حتى خرجت عن موضوعي ، وهو استطراد مفيد على كل حال .