عدن تشتعل غضبا احتجاجات ليلية وقطع طرق بسبب إنهيار كلي للكهرباء لأول مرة في تاريخ المدينة تقرير صحفيات بلاقيود يوثق الانتهاكات الإسرائيلية ضد النساء والفتيات في قطاع غزة ويكشف عن مقتل أكثر من 15000 أنثى صحيفة أمريكية: الحوثيون نفذوا سياسة العنف الجنسي والقمع ضد النساء الناشطات سياسياً والمهنيات سلطنة عُمان تعلن موقفها من خطة.ترامب لتهجير الفلسطينيين الحوثيون يعتقلون تعسفيا أحد أعضاء نقابة المحامين اليمنيين المليشيات الحوثية تفرج عن الإعلامية اليمنية سحر الخولاني صراع النفوذ الحوثي في إب إشتباكات دامية على قطعة أرض تقتل شابا وتصيب أخرين بجروح خطيرة اتحاد الشرطة الرياضي ينظم ماراثون اختراق الضاحية في اربعينية الفقيد العقيد بدر صالح الجيش الوطني ينجح في كسر هجوم حوثي عنيف جنوب اليمن الموظفون النازحون يتظاهرون غداً الخميس بالعاصمة عدن للمطالبة بصرف مرتبات 7 أشهر متأخرة
مارب برس - خاص
لانحتاج في اليمن إلى مزيد من الديمقراطية ،بل مزيد من الثقافة التي تؤسس لديمقراطية حقيقية ذات مضمون حاضر في تفاصيل الممارسة الحياتية ،وما لم يكن لدى المثقفين هم بناء ثقافة حقيقية فإن الديمقراطية ستظل ذلك الديكور الخاوي من فعل وسلوك إيجابي يؤدي نتائج إيجابية .
نحن لدينا ديمقراطية في اليمن، بل متخمون بها في بطون الصحف الرسمية والحزبية ،وعلى أفواه الساسة حكاما ومعارضين ،لكنها ديمقراطية سلبية ،والديمقراطية السلبية ديكتاتورية أخرى واستبداد ناعم يمارس العبث خلف رداء انيق وبالتالي يشرعن للفساد وينتج صيغ دستورية لايستطيع أحد رفضها ،بل التسليم بها كونها جاءت عبر صندوق الاقتراع ،وبطريقة تبدو كما لو أنها نزيهة.
في مجتمعنا ثقافة ينبغي ان تفتت ،عقلية يجب أن تبنى بناء سليما ،تفكير متحجر مسكون بالتبعية والكسل ، ورموز اجتماعية تقود المجتمع باتجاه ما يخدمها لتساهم في إبقاءه دون مستوى الوعي المطلوب ،تعيد صياغته وفق طرف فكرية قديمة تخدم وجودها وتعزز هيمنتها ومكانتها ،هذه الثقافة تغذيها السلطة وتمكن لرموزها تأسيس "معلامة" تحت مسمى الدفاع عن العادات والتقاليد الأصيلة!! لذلك ظهر اليوم من يقول انه سينشئ لهذه العادات مدارس وكتاتيب ويصدر ملازم لتعليمها.
وساهم الإعلاميون ومالكو الصحف والمثقفون والأكاديميون في إبراز هذه الأفكار وتعزيز مكانة هذه الرموز في الوعي الوطني العام ،وبدلا من تجاهلها حتى كأضعف الإيمان على الأقل دون الوقوف ضدها نفخوا فيها روح الحياة وأعادوها إلى براويز الصورة.
ظهر أيضا من السياسيون والأكاديميون من يكتب عن رجال اليمن الأقوياء ،ولم يكتب أحدا عن شعب اليمن القوي القادر على صناعة التغيير ،إن ذلك احتقارا للشعب وتقزيما لــ30مليون نسمة في قلة لا تمثل إيجابياتهم شيئا أمام سلبياتهم ،بل كرسوا للحالة السلبية في حاضرنا ومستقبلنا كل ما هو سيء وقاتل.
لماذا اليوم نحاول ان نغير وحين نتحرك تغدو الحركة مشلولة وكان دروبنا ألغام توشك أن تنفجر ؟ لماذا تنفد طاقتنا بسرعة ويعترينا داء الملل ،كل تلك الأسئلة وغيرها الكثير ينتصب أمامنا ،والجواب لأن كل فرد منا لغم بشري محشو بثقافة تقليدية وموروث سيء ،عصبي ..مناطقي ..أناني ..استعلائي ..انتهازي..،وما إن يبدا الشعب ممارسة تغييريه نضالية ،حتى تستشعر تلك القوى خطر التغيير على نفوذها ومراكزها فتعمد إلى العزف على هذه الأوتار ،فإذ بنا بين دهشة وضحاها عصبيون ننزوي في أطر ضيقة لا يهمها وطن أو قيمة إنسانية جامعة وناهضة باتجاه التغيير الشامل من أجل الوطن برمته .
هكذا أعاقتنا هذه الثقافة وكبلتنا .
لا نحارب الأصالة في تلك التقاليد كما يقولون، نحن نحارب العطالة في تلك العادات والركود والسلبية والتمترس الضيق على حساب الوطن والشعب وحقوقه .
ثقافة "غزية" هي التي أوصلتنا إلى هكذا وضع شائك مشبوك بالفوضى والتردد والاحتشاد الفئوي القبلي المناطقي ،وضع أضحى فيه التغيير غير ممكن بل ومستحيل.
المثقفون والنخبة اليمنية متواطئة مع هذه المنهجية ،بل وتؤصل لها وتصنع رموزها وأصنامها ، والاعلام متواطئ على إبرازها ونعتها بأوصاف ليست فيها ،أي أننا جميعا متواطئون على دق أعناقنا وعنق الشعب.