رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح
أصبح الإحباط والتشاؤم هما السائدان عند الحديث عن مستقبل هذه البلاد برغم مرور 46 عاما على قيام ثورتيها ضد الجهل والفقر و18 سنة على مشروع الديمقراطية الذي يتراجع حينا بعد حين والسؤال الحاضر الذي يشغل اليمنيين مع اختلاف إجاباته :- لماذا هذه البلاد دائما تخطو للخلف رغم تضاعف عدد مناضليها ؟أو على الأقل من يقولون بأنهم يعملون لأجلها.
والحقيقة أني لا أشكك آبدا بأن هناك مناضلين كثر يحاولون النهوض بهذه البلاد لكن المشكلة الأساسية أن مثل هذا النضال عادة مايتم دون رؤية أو مشروع واضح وإنما نضال يقوم على أفكار وتوقعات شخصية متغيرة و آنية مرتبطة بأحداث معينة ولا تلبث أن تذهب مع الريح حتى في وثائق الحكومة و الأحزاب والمؤسسات قد لا تجد ما يشير إلى وجودها حتى وإن رفعت في بعض الأحيان كشعارات ما تلبث أن تظهر وتختفي أو يتم العمل ببعضها ويتم تجاهل البعض الآخر لعدم الجدية في الالتزام بها أو لعدم تمثيلها لقيمنا التي نؤمن بها أو حتى صياغتها على قاعدة مصالح البلد نفسها بغض النظر عن مواقفنا الشخصية تجاه أفرادها أو مؤسساتها.وهو ما يفسر التغيير المفاجئ والكامل في مواقفنا وكتاباتنا وقضايانا حتى تجاه الوطن نفسه ! ولا نستغرب إذا رأينا أيضا حلولا غير مجدية بل وفي أوقات كثيرة تعقد أزمات الوطن إلى الحد الذي لا يجعلنا فقط نتوقع تدهوراً وتحولات مدمرة لهذه البلاد فقط بل نعمل على تنفيذها وأظن أن قادة هذه البلاد إذا اقتنعوا في مشروع مشترك أو حتى فردي وآمنوا به وأخلصوا له ومن ثم التزموا به لرأينا نتائج غير التي نعيشها .. على الأقل كان الرئيس وجماعته قد قادوا حكومة مؤثرة وكان المشترك وشلته خلقوا مؤسسات معارضة ومستقلة قوية قادرة على مواجهة الاستبداد والفساد على الضفة الأخرى ..بل وكانت الصحافة هي الأخرى بنت مؤسسات حية ضخمة توفر عليها وعلى الوطن الانتهاكات اليومية لحرياتها وفي نهاية المطاف كانوا جميعا سيصبحون شركاء أقوياء لبناء بلد قوي اقتصاديا وثقافيا ..لكن غياب ملامح مشروع النهوض بالوطن جعل من مشاريعنا مجرد (مشاريع شخصية ) تظهر وتختفي بحسب مشاعرنا.ولي في حضور المشاريع الشخصية على حساب مشاريع الوطن لقادة هذه البلاد خمسة أمثلة متنوعة :-
* فقط إذا تابعنا المشاريع التي يدعو الرئيس المعارضة للحوار حولها سنجدها ليست أكثر من لقاءات علنية وسرية يتم فيها تبادل الآراء الشخصية حول إنقاذ اليمن والقفز من موضوع إلى أخر بحسب قلق الرئيس في كل مرحلة .. حتى مجرد الحوار مع المعارضة لا يأتي كقناعة بالشراكة التي يجب للمعارضة أن تعمل لأجلها وإنما تأتي كلعب جديدة يريد أن يستعرض فيه الرئيس ذكاءه و(حذاقته) على المعارضة وفي نهاية المطاف يجمع قادة البلاد على أن مشروع التنمية لهذه البلاد هو (قال الرئيس .. ورفض الرئيس ) والمشكلة انه حتى عندما يوافق الرئيس على مشروع مشترك المفروض أنه للوطن يأتي من ينفي ويؤكد.. وبين مئات اللقاءات خلال سنوات طويلة من عمر نزيف هذه البلاد تجهض كل الأفكار التي كان مجرد البدء بالعمل بها إنقاذا حقيقيا للجميع
* ومن غياب مشروع الرئيس إلى غياب مشاريع أحزاب المعارضة ومنظمات المجتمع المدني :- فمازلت اذكر أني خلال التحضير للانتخابات الرئاسية السابقة التقيت بشخصية اشتراكية مؤثرة وكنت عاتبة على أحزاب المشترك لعدم تضمن مشروعهم للإصلاح السياسي رؤية حقوقية واضحة لمشاركة النساء (كمناضلة في حقوق النساء ) فقال لي نحن في الاشتراكي كانت لنا رؤية قوية وموسعة حول ذلك لكن الإخوة في الإصلاح رفضوها حتى لا يغضب (متشددو الإصلاح) ولا يساندونا في الانتخابات الرئاسية . وتحت مشاعري الشخصية الكارهة للرئيس تخليت عن ما كنت أسميه مشروعي وقناعاتي (مشاركة النساء ) وانجررت خلف المشترك ضد الرئيس كما تخلى تماما الاشتراكي وما تبقى من المشترك ولتحترق حقوق النساء !
* وفي ذكر الاشتراكي (حزب الملاذ من القبلية والتشدد الديني سابقا ) ..نسي بعض قيادات الحزب الذين ربما لا يراكمون ولا يقرأون نضال حزبهم خلال السنوات الطويلة التي مرت ضد دور القبيلة السلبي دائما في مراحل التطور في اليمن تحديدا .. وتحولت القبيلة من أداة غير حضارية في تحديث المجتمع اليمني بحسب شعارت الاشتراكي إلى قبلة لبعضهم ويا ليت كان هناك مبرر وطني أتى في إطار تحول في مشروع الحزب الاشتراكي .. لكن أن يكون رجل كـ(سلطان السامعي ) عضو اللجنة المركزية في الحزب الاشتراكي بما يمثله من نضال وفكر متجدد ضمن تجمع قبلي يقوم على الخلاف الشخصي بين حسين الأحمر و الرئيس فيصبح حسين (فجأة) ذا مشروع وطني تحديثي لم يحدد بعد فيه ماا لذي ستقدمه القبيلة للتنمية والديمقراطية في هذه البلاد وما موقع النساء والسيد والخادم في بنائه القبيلي ويكون كالسامعي وبعض الاشتراكيين جزءاً من هذا المشروع الشخصي..فهي الكارثة .
* وعلى ذكر المناضلين الجدد الذين صلينا خلفهم ومجدناهم بنفس السطحية والجهل الذي مجد فيهما اليمنيون الرئيس علي صالح 30 عاما بدون حتى مجرد السؤال عن مشاريعهم ثم محاسبتهم ،مجدت المعارضة وما تبعها من الصحف الشيخ الثري القادم أصلا من رحم التركيبة الأسرية القبلية للنظام (حميد الأحمر ) وأصبح حميد (فجأة )أيضا قائدا للمعارضة بدون أن نعرف حتى الآن ما رؤية حميد الجديدة التي جعلته يخاطر بمصالحه المالية التي وجدت في ظل دعم ومساندة خصوم اليوم أصدقاء الأمس .. لم نعرف أكثر من كونه إصلاحيا يؤمن بأحد أركان الديمقراطية وهي (تداول السلطة سلميا ) ويكفر -كما بدا من خطاباته ومواقفه بأكثرها أهمية وهي :-حقوق النساء، حرية التعبير ،أن تصبح الديمقراطية ثقافة .. وعذرا عن إساءات الفهم .. فالأحمر الذي ذهب إلى الضالع عندما ثارت على الفقر والظلم فيها ذهب ليعلن عن حقهم في أن يثوروا ضد الظلم وفي أن يناصروا بديلا يحكمهم .. لكنه لم يتطرق ولو في سطر واحد لخطأ اقحام الوطن ومصالحه في اختلافنا مع النظام وقطع الطريق ومصالح الناس والتي ليست من أخلاقيات النضال السلمي .. فمشروع الديمقراطية كاملا لم يكن حاضرا حينها .* وعن هذا السلوك المزدوج تجاه قيم الديمقراطية أورد مثالا يعكس حجم شخصنة مشاريعنا الوطنية . فعندما ضرب واختطف وظهر محاكما زميلنا الصحفي عبد الكريم الخيواني في يونيو المنصرم كان زميل النضال الذي فتح أهم الملفات الصحفية التي ساندت ودعمت مشروع المشترك للإصلاح السياسي ،قد أطلق صراحه شرط إحضار ضمانة تجارية لكن زميلنا الخيواني ظل في السجن يومين إضافيين لان قيادة المشترك التي تعمل جاهدة لتعزيز الحريات في اليمن عجزت بكل ما تملكه من إمبراطورية حميد الاقتصادية واستثماراتها أن توجد ختم (صاحب بقالة) يمكن الخيواني من العودة إلى صغاره لولا أن تطوع الزميل نبيل الصوفي مختزلا دور هؤلاء القادة في توفير الضمانة .. والسبب شخصي طبعا ،سواء في اعتقال الخيواني لـ(كراهية الرئيس له ) أو في إبقاء المشترك له يومين في الزنزانة ولهذا أوقف العمل على ترسيخ الحريات الصحفية في مشاريع أحزاب المشترك وصودرت حقوقه الإنسانية من قبل الجهات الأمنية التي تديره أسرة الرئيس ..والحقيقة أن هذا المثال لا يعكس فقط حجم العبث الذي نمارسه في قيمنا وفي أنفسنا ومن ثم انعاكسه على هذه البلاد كتراكم من الهزلية والاستهتار في إدارة البلاد ومشاريعها و الإحباط والغضب في مواقف الناس بقدر ما يعكس حقيقة أن البناء والتغيير لم يبدأ بعد كي ننتظر النتائج .
* وأخيرا أتمنى أن نراجع جميعا أنفسنا بالقدر الذي نخشاه على مستقبلنا وأؤكد هنا فيما يتعلق بحميد الأحمر بأنني بالرغم من أني أخشى على هذه البلاد من مستقبل يكون هو قائد فيه أحيي فيه مخاطرته لمصالحه والإضافة التي حاول أن يوجدها في الحراك الشعبي المعارض الا انه في الوقت الذي كنا نتمنى فيه أن يواصل مابدأه وجدنا أن كل ذلك لم يكن أكثر من فورة غضب على مصالح تضررت ومشاركة في سلطة تم استبعاده منها وحين لاح في الأفق عودتها عاد الرجل الى ضفته السابقة منهيا حيرة وتساؤلاً عن السبب الذي رمى به إلى الضفة الأخرى معلنا بشكل عملي عدم قدرته على الصمود مع الحراك الذي سانده وقاده ليؤكد أن ما كان يقوم به ليس أكثر من مجرد (نضال مصلحي) هو أشبه بثورة محمد عبد الإله القاضي ا وياسر العواضي رغم فارق الأخير عن الأول إلا أن الجميع على أية حال وجدوا في جلباب الرئيس ثم فجأة اكتشفوا بأن هناك فساداً وظلماً وأن لديهم مشروعاً وطنياً يتفق مع المعارضة أكثر ثم ما لبثوا أن اكتشفوا أن الوطن بمشاريعه لم يغادر جلباب الرئيس فعادوا اليه والفارق فقط يكمن في ثمن العودة وتقدير وقتها وزمانها !
* عن صحيفة الوسط
* عن صحيفة الوسط