الهيئة العليا لمكافحة الجراد
بقلم/ زكريا الكمالي
نشر منذ: 16 سنة و 4 أشهر و 24 يوماً
الجمعة 20 يونيو-حزيران 2008 10:59 ص

مأرب برس - خاص

بعد التصريح الحكومي الذي عقب التعديل الوزاري الأخير بعد انتخابات المحافظين، وكشف فيه عن وجود «فاسدين» ضمن الخارجين من التشكيلة الحكومية، وملفات لـ«أفسد منهم» مازالوا ضمنها، وسيتم إحالتها قريباً لهيئة مكافحة الفساد، بعد ذلك كله، عاشت الهيئة عصرها الذهبي، أحلى مراحل الزخم كما يقولون.. رحبت بتصريح المصدر المسؤول، ورفضت الكشف عن اسمائهم بحجة ان ذلك ليس من اختصاصها، وأشادت بالإرادة السياسية الجادة لـ«سحق الفاسدين» .. وناااامت.
نامت الهيئة بعد صحوها من سبات عميق.. بعد ترحيب شعبي واسع بـ«الترحيب» وكشفها قبله عن 5 قضايا كبدت الدولة 02 مليار ريال، قضيتان من تعز : القلعة التاريخية والطريق الأثري.
كثيرون كانوا ينتظرون كشف الأسماء، يريدون من الهيئة ان تسمي، تحاكم وتحيل، احتراماً للإسم الرباعي المخيف الذي تحمله، لكن شيئاً لم يحصل، أدركت الهيئة انها ان سمت، ستقع، وساعتها لن «يسمى عليها أحد» !!
حمداً لله على سلامتها والتزامها بالتخصصات والقانون.
سلـخ
التلذذ بـ«سلخ الشاه قبل ذبحها» أسلوب يتقنه كافة اليمنيين، يتمتعون وهم يشاهدون الضحايا «أي ضحايا» يتساقطون كالحب، فمابالكم بضحية «فاسد».. مفردة لم يعتادوا على سماعها كثيراً، ولم ترددها ألسنتهم أكثر من خمس مرات في العام ربما.
لايهم إن كان فاسداً من العيار الثقيل، أو صاحب اللاوزن ، أو مظلوماً
نفرح عندما نشاهد الخبر، وإن كنا لا نعرف ماذا ارتكب، ونعرف أناساً أفسد منهم بتفوق، لكنا لاندرك شيئاً، وإلا لقمنا بالإبلاغ عنهم ، واستمتعنا بـ «ضحية» ثانية وثالثة والف.
لن نخسر شيئاً إن فعلنا ذلك، لن نخسر ان جعلنا الهيئة ترحب طوال العام، ومنازل أعضائها تمتلىء بالملفات الفاسدة والمعطبة.
اليمني كريم بطبعه، متسامح، عاطفي، وسادي في نفس الوقت، «القبيلة تظهر عندما يفحص دمه قبل الفصيلة».. لذلك لن يبلغ بفاسد أو قضية فساد رغم أنه أول من يصاب بالضرر منها.
لكنه يطالب بـ«تعليق الفاسدين» في أبواب «اليمن وموسى ومشرف»، وميدان التحرير حتى يتسنى للجميع مشاهدتهم، والتقاط الصور التذكارية معهم، يتمنى وضعهم داخل حفرة، ورجمهم بالحجارة حتى تغيب الشمس، إذا لم يكن «عرز» ويلفظ أنفاسه في منتصف النهار.
الوعي المجتمعي بأهمية مكافحة الفساد لا وجود له.. هكذا تحدث عضو الهيئة عز الدين سعيد أحمد، كتحد ضمن تحديات أربعة وكان محقاً.
لن يُبلِّغ اليمني عن فاسد، وان كان يتمنى في نفسه سحله من أعلى «نقيل يسلح» وحتى «الحوبان»، لن يبادر، وإنما ينتظر من أعضاء الهيئة القيام بعمل «مسح ميداني للفاسدين» في كافة محافظات الجمهورية على غرار مسح الأسر الفقيرة.
مكافحة الضنك
- الاسبوع الماضي، كدت أرمي بنفسي من الباص بعد ضحكة أفقدتني توازني من عتب جاد لصديق «أخجف» على الهيئة التي سمعت عن وفاة امرأة في الضالع متأثرة بإصابتها بحمى الضنك، ولم تحرك ساكناً، أو «تكافح الضنك».
ورغم يقيني بأن صديقي «محموم جداً»، ويعيش ككل شباب اليمن «عيشة ضنكا»، إلا أني وافقته الرأي - مجبراً لابطل - بأن على الهيئة التحقيق في القضية، كيف بدأ المرض، وكيف توفيت المرأة التي قال والدها إن إهمال المستشفى كان السبب.
الهيئة لن تستطيع لوحدها مكافحة كل شيء، لذا، فالوقت قد حان لإنشاء هيئات مماثلة، هيئة عليا لمكافحة الضنك، وهيئة عليا لمكافحة الدود الحلزونية، وهيئة عليا لمكافحة الجراد على اعتبار أن الفاسدين في بلادنا مثل «الجراد» في انتشارهم وتكاثرهم .
هيئة لمكافحة الكلاب الضالة في المدن، وهيئة لمكافحة الفضيلة.. هيئة لمكافحة الكتاب وهيئة لمكافحة الآثار.. حتى لايبقى موطن للفساد أو لتهريب آثارنا، خاصة وأننا لم نستطع مكافحة سماسرة الآثار الذين يعيثون فساداً في الأرض، وليس أمامنا إلا أن نكافح الآثار، والكتاب أيضاً.
هيئة عليا لمكافحة الصراصير، وهيئة صغرى لمكافحة حشرة دوباس النخيل.
هيئة لمكافحة الأيادي الطويلة، وهيئة لبتر الايادي القصيرة جداً التي لانفع منها.
كل هذه قضايا فساد عظمى، ومكافحتها، واجب مقدس.
ومن واجب الهيئة العليا لمكافحة الفساد، عمل دراسة جدوى لمكافحة كل هذه الأشياء، أو تفريغ أعضائها للعمل في هيئات مستقلة، و «كل واحد يكافح من طريقه».
alkamaliz@hotmail.com