المطلوب من وزراء حكومة الوفاق
بقلم/ محمد الحذيفي
نشر منذ: 12 سنة و 11 شهراً و يومين
السبت 17 ديسمبر-كانون الأول 2011 05:03 م

هناك مطالب عدة مطلوب تنفيذها من قبل وزراء حكومة الوفاق الوطني , وخاصة وزراء المعارضة في تشكيلة هذه الحكومة , إن كانوا فعلا يخدمون أهداف ثورة الشباب , وهذا لا شك فيه , ولكن من باب ليطمئن قلب شباب الثورة في ساحات الحرية وميادين التغير , ومن باب تقليص الفجوة , والهوة التي يحاول أعداء الثورة إيجادها , وتوسيعها بين شباب الثورة وبين أحزاب المعارضة بفعل الفعل السياسي الذي يختلف نوعا ما عن الفعل الثوري في الوسيلة والأسلوب , ويتفق معه في الغاية والهدف.

وما هو مطلوب فعله من قبل هؤلاء الوزراء , وخاصة وزراء المعارضة , العمل على إنشاء غرفة عمليات لكل وزير ترصد له ما يكتب عن الوزير والوزارة التي يرأسها , وما هو مطلوب منه وفريق عمله في الوزارة التي هو فيها , وتتابع أراء الشارع حول أداء عمل الوزارة لتتجنب السلبيات وتعزز من الإيجابيات , لا أن يسير عمل وزراء المعارضة على غرار وزراء المؤتمر الشعبي العام في السنوات الماضية , في الإهمال ولا مبالاة , وكأنك يا زيد ما غزيت , وأن تكون غرفة العمليات فعالة ومستمرة , لا أن تكون كصناديق الشكاوي في بعض الوزارات والمستشفيات , والتي لا تفتح على مدار السنة ولا حتى مرة واحدة.

كما أنه مطلوب أيضا من وزراء هذه الحكومة تبني المواقف والمطالب الثورية , والتحدث بلغة ثورية , وبمنطق ثوري , وبأسلوب دبلوماسي , كما أن عليهم زيارة ساحة التغيير التي لا تبعد عنهم سوى أمتار أو بعض كيلو مترات داخل العاصمة صنعاء للاستفادة من أراء الشباب , والاستعانة بالخبرات الشبابية إن لم يكن يوسعهم النزول إلى ساحات الحرية وميادين التغيير المختلفة , وكذل للتشاور , والتحاور مع الشباب لكي يثبتوا فعلا أنهم يعبرون عن هؤلاء الشباب , ويعبرون عن الشارع الثائر , لا أن يظلوا في الأبراج العاجية , والغرف المكيفة ثم يأتون بعد ذلك لادعاء أنهم يمثلون الشباب , فهذا منطق لا يستقيم وأهداف ومبادئ التغيير , وخاصة وأن هناك توجسات , وهواجس في عقول الكثير من الثوار من أن تكتفي المعارضة بما تحقق , وتعتبره نصرا عظيما لا يوازيه إلا انتصار المسلمين يوم أحد , وتعمل على الإبقاء على هذا الوضع حفاظا على المكاسب التي قد يخيل إليها أنها حققتها دون إحالة المتهمين بقتل شباب الثورة , وقصف الأحياء السكنية في المدن والقرى إلى المحاكمة , ما لم يتم هذا فسيزيد من تعقيد الأوضاع , وسيجعل الباب مفتوحا على كل الاحتمالات , وهو ما سيعده الشباب انتقاصا من ثورتهم , واحتيالا على أهدافها التي نادت من أول يوم بإسقاط النظام بكل أركانه ورموزه وفلسفته وثقافته.

*سهيل والجزيرة

صحيح أننا عشنا "33" عاما على سماع قناة الزعيم الملهم , والأوحد , وصاحب الفخامة والسمو , والرأي الواحد الأوحد حتى بعد أن دخلنا عصر الفضاء المفتوح , وثورة المعلومات , والإعلام العابر للقارات , إلا أن البث المحلي ضل محصورا على قنوات لوثت عقل المشاهد , ودمرت تفكيره , فالمطلوب من قناة سهيل , والجزيرة الخروج إلى الشارع , وعدم التقوقع بحجة عدم التصريح , والبحث عن تصريحات للعمل من الوزارة الجديدة بما في ذلك حضور اجتماع مجلس الوزراء , والمؤتمرات الصحفية للحكومة , وحضور الفعاليات الرسمية لكل المسئولين مثلها مثل قناة اليمن - سبأ - الإيمان - عدن , وهذا حق من حق قناة سهيل كقناة محلية لتنافس بقوة الحقيقية ومصداقية الكلمة لنعرف حقيقة الحكومة الجديدة بما في ذلك من يمثلون المعارضة , إذ من غير المقبول بعد اليوم التذرع بالقوانين لأنه وبموجب المبادرة الخليجية تعطل العمل بالدستور , وبمعظم القوانين في البلد , وأصبحت هي القانون الساري حاليا.