الحنين لصدام حسين واسبابه
بقلم/ متابعات
نشر منذ: 16 سنة و 3 أسابيع و 4 أيام
الإثنين 13 أكتوبر-تشرين الأول 2008 07:50 م

في الوقت الذي يتحدث فيه المسؤولون الامريكيون عن حدوث تقدم في العراق على صعيد الاوضاع الامنية والاقتصادية، يعتقد الكثير من العراقيين ان حاضر بلادهم مظلم، وان مستقبلهم اكثر ظلاما، بعد مرور خمس سنوات ونصف السنة على احتلالها.

وكالة انباء رويترز العالمية بثت تحقيقا ميدانيا من منطقة الدجيل التي أعدم الرئيس العراقي صدام حسين بتهمة قتل 148 من ابنائها، نقلت فيه عن لسان مواطنين فيها قولهم 'انهم يحنون الى عهد الرئيس صدام حسين، ويفتقدون حكمه لانهم كانوا يشعرون بقدر اكبرمن الامن'.

الذين أدلوا بمثل هذه الاقوال فقدوا اشقاء او اقارب لهم اثناء حكم الرئيس العراقي، وجميعهم من ابناء الطائفة الشيعية، حتى ان احدهم واسمه سعد مخلف، قال 'اذا عاد شخص مثل صدام حسين فلن اؤيده فحسب، بل سأدعوه الى العشاء، فالحياة في ظل حكمه كانت افضل بكثير'.

الدكتور احمد الجلبي رئيس المؤتمر الوطني العراقي وابرز المنخرطين في مشروع الولايات المتحدة للاطاحة بنظام الرئيس العراقي السابق، عكس صورة مماثلة في حديث لصحيفة امريكية، حيث قال ان العراق ينتج نصف حاجة المواطنين من الكهرباء رغم مرور خمس سنوات على اطاحة النظام السابق، وما زالت الاوضاع الامنية سيئة.

فانخفاض اعمال العنف في العاصمة بغداد لا يعني ان الاوضاع تتحسن في البلاد، مثلما تشيع الادارة الامريكية وتعزو هذا الانجاز الى زيادة عدد القوات الامريكية والسياسة الامريكية المتبعة، فالمواطن العراقي لم يعد آمنا على نفسه واسرته، ويعيش ظروفا معيشية مأساوية في ظل انعدام معظم الخدمات الاساسية من ماء وكهرباء وطبابة، وارتفاع خرافي للاسعار.

حتى هذا التحسن الذي يتم الحديث عنه كان مخادعا، وقصير العمر، فقد استؤنفت العمليات العسكرية التي تستهدف القوات الامريكية والعراقية المتعاونة معها بشكل واضح منذ بدء شهر رمضان الماضي، واصبح لا يمر يوم دون حدوث عمليات انتحارية تنفذها نساء، وهو تطور يعكس تغيير منظمات المقاومة العراقية لاساليب عملها، لتجاوز الاجراءات الامنية المتبعة من قبل الاحتلال وحلفائه، وبما يؤدي الى وصولها لاهدافها بشكل فاعل ومحكم.

العراقيون محقون في حنينهم لنظام الرئيس السابق صدام حسين، فقد كان هذا النظام غير طائفي، وحقق الأمن للجميع، وبنى قاعدة علمية وعسكرية متطورة، ووضع العراق على خريطة المنطقة الاقليمية كقوة عظمى، يخشاها جيرانها ويحترمها الغرب والشرق.

في زمن الرئيس العراقي وقعت بعض المظالم، ومورس التعذيب في السجون، والنظام العراقي الحالي يمارس ما هو أسوأ من ذلك في حق معارضيه، وتم الكشف مؤخراً عن اعدامات ممنهجة في سجن الكاظمية، بطرق بشعة وبعد تعذيب المعتقلين، خاصة اذا كانوا من رجال المقاومة.

الشعب العراقي تعرض الى خديعة كبرى من قبل الولايات المتحدة، وبعض ابنائه الذين تعاونوا مع احتلالها، ويبدو انه بدأ يصحو من فترة التنويم المغناطيسي التي عاش في ظلها طوال السنوات الماضية.

وأصبح يقول كلمة الحق في وضح النهار، وينتقد الأوضاع المزرية التي يعيش في ظلها حالياً، ولذلك لم يكن مفاجئاً أن يقول رجل شيعي في الدجيل اسمه محمد مهدي، تعرض أقاربه للسجن عام 1982، وقتل شقيقه في انفجار سيارة مفخخة لـ'وكالة رويترز': صدام حسين هو القائد الوحيد النبيل الذي حكمنا، رحم الله صدام حسين. قالها على مسمع القوات الأمريكية وعشرات الصحافيين الذين كانوا في حمايتها.

* القدس العربي