بالأسماء والتفاصيل.. إليك المرشحون للمشاركة بإدارة ترامب فضيحة ثالثة تنفجر في مكتب نتنياهو.. ماذا تعرف عنها ؟ توقعات بحدوث زلزال مدمر بهذا الموعد… ومصادر تكشف التفاصيل إفراج الحوثيين عن موظفة أممية بعد خمسة أشهر من الاحتجاز 10 أغنياء استفادوا من فوز ترامب بالرئاسة مصدر مقيم في واشنطن : وزارة الدفاع الأمريكية أكملت استعداداتها لشن ضربة عسكرية واسعة تستهدف المليشيات في 4 محافظات هل يقلب ترامب الموازين على صقور تل أبيب .. نتنياهو بين الخوف من ترامب والاستبشار بقدومه تطورات مزعجة للحوثيين.. ماذا حدث في معسكراتهم بـ صنعاء ؟ دولة عربية تفرض الحجاب على جميع النساء اعتباراً من الأسبوع المقبل السعودية تعتزم إطلاق مشروع للذكاء الاصطناعي بدعم يصل إلى 100 مليار دولار سعيا لمنافسة دولة خليجية
إنه من الثابت أن الكيان الصهيوني لم ينتصر في غزة في عدوانه الأخير عليها، بل إنه خرج منها مذموما مدحورا.. لكن بالمقابل هل يعني ذلك أن حماس انتصرت؟ .
الجواب: لنقل أن هذا الأمر غير واضح لنا، في الوقت الراهن على الأقل..لأن المؤامرة أصلا لا تزال قائمة والضغوط العربية والأمريكية والأوروبية لا تزال مستمرة على الطرف الأضعف وهو حركة حماس طبعا. ومقياس الانتصار هو مدى ثبات هذه الحركة على مبادئها وثوابتها الإسلامية في هذه المرحلة الحرجة.
ومهما كان الأمر فإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال وبأي معني من المعاني التشكيك في صمود كتائب القسام وباقي الفصائل الفلسطينية أو التقليل من تضحياتهم بأرواحهم ودمائهم الزكية في التصدي للهجمة الصهيونية الوحشية على غزة بمختلف الأسلحة الفتاكة بما فيها أسلحة التدمير الشامل. لقد أبلى المجاهدون القساميون البواسل وإخوانهم من باقي الفصائل المجاهدة أحسن البلاء وأدوا ما عليهم بل وأكثر مما عليهم، وسطروا بأسلحتهم الخفيفة والبدائية أروع ملاحم الفداء في وجه الغطرسة الصهيونية في هذه المعركة غير المتكافئة، وطبعا ذلك نيابة عن الأمة ودفاعا عن أنفسهم وأهلهم وأرضهم وعقيدتهم وثوابتهم.
هنية وبيان الانتصار
ونحن إذا سلمنا جدلا أن حركة حماس قد انتصرت في هذه المنازلة غير المتكافئة، كونها قد خرجت منها سالمة مع اندحار الجيش الصهيوني بعيدا عن قطاع غزة، فيؤخذ على قيادة حركة حماس من وجهة نظري مبالغتها في الإشادة بهذا الانتصار ومدحها لنفسها وللفصائل التي قاتلت إلى جانبها في هذه المعركة مدحا يخرج عن حدود المعقول والمقبول، مع المسارعة للإعلان لهذا الطرف أو ذاك أنه شريك في ذلك ( الانتصار الذي تحقق)، وأنا تابعت كلمة الأستاذ إسماعيل هنية عبر شاشة قناة الجزيرة التي أعلن فيها انتصار الفصائل الفلسطينية..وأشاد بصمود هذه الفصائل بمختلف توجهاتها الإسلامية والوطنية، وأشار إلى حدوث ما يشبه المعجزات الإلهية..
ورغم أن الأستاذ إسماعيل هنية كان يبدو متماسكا وواثقا من نفسه وفي حالة معنوية عالية، وهو يلقي ( بيان الانتصار )، إلا أن كلماته لم تستطع أن تتسلل إلى قلبي أنا الذي استبشر لمجرد أن تنفذ عملية ضد المحتل الغاشم في أي مكان من بلاد المسلمين، وأعقب على ذلك بالقول أن الأمة لا تزال بخير ، وشعرت أن الخطاب متكلف مع كون الأستاذ إسماعيل هنية لا زال مصرا على ما تسمى بـ ( المصالحة الوطنية )، والجلوس إلى طاولة المفاوضات. ومع من؟ مع السلطة الفلسطينية التي ثبت فسادها وانتهاء صلاحيتها، ومع الرئيس البهائي محمود ميرزا عباس العميل ومع مختلف الفصائل- وأنا هنا أتحدث عن انطباعي الشخصي.
ومن المثير للدهشة أن خطاب الأستاذ إسماعيل هنية قد جاء مواكبا ومتمشيا مع تلك الحملة الإعلامية الكبيرة التي حفلت بها – ولا زالت تحفل - القنوات الإعلامية - وبخاصة الشيعية منها كالمنار وغيرها - للترويج لذلك الانتصار وتسويقه بشكل غير عادي ولم يسبق له مثيل. ومن الواضح أن هذه القنوات لم يكن يهمها الاحتفاء بالانتصار بقدر ما يهمها المزايدة وتلميع وجه هذا الطرف وإغاضة الطرف ذاك، لدرجة أن هذا الخبر قد غطى على غيره من الأخبار، حتى أن حدثا هاما مثل انسحاب الجيش الأثيوبي الصليبي من أرض الصومال تحت وقع ضربات الشباب المجاهدين لم يحظ بأية أهمية، مع أن انتصار المجاهدين في الصومال هو انتصار للمسلمين في فلسطين وفي العراق وفي أفغانستان، ومثل ذلك يقال عن انتصار حماس في غزة وعن انتصار طالبان في أفغانستان وعن انتصار المجاهدين في العراق.
غزة بالنسبة للكيان الصهيوني
إخواني الأعزاء قلت سابقا أن الكيان الصهيوني لم ينتصر في غزة... بل خرج منها مذموما مدحورا . بيد أن الكيان الصهيوني لم يخسر المعركة، ويجب أن نعلم جميعا أن الكيان الصهيوني من خلال هجومه الأخير على غزة لم يكن يريد إعادة احتلال غزة، لأن عبء غزة على هذا الكيان أكبر بكثير من الفوائد التي سيجنيها من خلال إعادة فرض احتلاله لها، فقطاع غزة يتضخم بمئات الآلاف من السكان واللاجئين، وما يتطلب إدارة هؤلاء من أعباء وجهود، وهؤلاء السكان بات عددهم يربو على مليون ونصف مليون نسمة، يعيش معظمهم في 8 مخيمات للاجئين، وفي 4 مدن، و8 قرى، بالإضافة إلى بعض التجمعات السكانية العشوائية.
وأغلب المدن والقرى والمخيمات في قطاع غزة شحيحة الموارد وهي تفتقر إلى الخدمات الأساسية وخدمات البنية التحتية، ومتطلبات الحفاظ على البيئة من التلوث، هذا الأخير الذي أصبح بحد ذاته مشكلة تؤرق السكان في قطاع غزة وتقض مضاجعهم.
وتبلغ مساحة القطاع حوالي 365 كيلومتر مربع، وتصل الكثافة السكانية في بعض المخيمات إلى 100000 نسمة في الكيلو متر المربع الواحد. بمعنى أن أكثر سكان قطاع غزة يعيشون أوضاعا استثنائية بالغة القسوة وفي حالة يرثى لها من الفقر وفي ظروف سكنية وصحية وبيئية سيئة. وتقول الأرقام الإحصائية أن أكثر من 60% من سكان قطاع غزة هم من الفقراء، وإن زهاء 20% من بينهم لا يملكون شيئًا، أي أنهم باتوا من المعوزين الذين يعيشون على الهبات والتبرعات المحلية والخارجية التي تقل عاما بعد عام. هذا كان قبل الغزو الصهيوني الأخير، أما اليوم فالوضع أسوأ من ذلك بكثير. هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى فإن منطقة قطاع غزة وفقا لرأي الخبراء والمحللين العسكريين، لا تعتبر منطقة إستراتيجية حيوية بالنسبة للكيان الصهيوني، لعدة عوامل منها:
1- أن الدولة الوحيدة ذات الحدود المشتركة مع القطاع هي مصر التي ألغت حالة الحرب مع الكيان الصهيوني منذ أكثر من 30سنة، والتي تسيطر إسرائيل على منطقة خطوط مواصلا تها.
2- لاا توجد في قطاع غزة أماكن مقدسة بالنسبة لليهود تثير أي نزاعات سياسية أو أمنية.
3- لا توجد مشكلة مياه مشتركة بين القطاع والكيان الصهيوني.
4- ليس للقطاع أي قيمة دفاعية بالنسبة للصهاينة، إذا ما دهمهم جيش عربي قادم من وراء الحدود الخارجية.
ولهذه العوامل وغيرها فإن الكيان الصهيوني قد أعتبر قطاع غزة منذ مدة طويلة منطقة صالحة للمساومات والتنازلات، ومن ثم الحصول بالمقابل على تنازلات كبيرة تتعلق باستراتيجيته الأمنية، وتغطي على حتمية احتفاظه بضروريات إستراتيجية في الضفة الغربية والقدس الشريف.
وهو لكل ذلك سبق أن تخلى عنها للسلطة الفلسطينية بعد أن وقع معها اتفاقية غزة - أريحا أولا، سيئة الصيت (1993)، والتي استطاع الكيان الصهيوني بموجبها من الالتفاف على الانتفاضة الفلسطينية والتخلص من الأعباء الجسيمة المترتبة على استمرار احتلاله للقطاع، وألقى بهذه الأعباء والمسئوليات على عاتق تلك السلطة وطبعا بتشجيع من بعض الأطراف العربية الرسمية.
كما أن الكيان الصهيوني لهذه الأسباب وحرصا على عدم وجع الدماغ قام بتصفية مستوطناته اليهودية من أرضها في عام 2005.
وعلى هذا النحو أيضا يمكن تفسير سرعة انسحاب جيش العدو الصهيوني من قطاع غزة بعد عدوانه الهمجي الأخير، فضلا عن خوفه من ضربات المقاومة.
حماس بالنسبة للكيان الصهيوني
كما أن الكيان الصهيوني من خلال هذا العدوان الغاشم، لم يكن يريد القضاء على حركة حماس، لأن هذا الأمر أساسا ليس بمقدوره، لأن حماس جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي الفلسطيني، وهي قد أصبحت مؤسسة أكثر من كونها حركة والكيان الصهيوني مهما فعل فلن يستطيع القضاء عليها.
والسؤال هنا: إذا لم يكن الكيان الصهيوني يريد احتلال غزة، من خلال عدوانه الأخير عليها، وإذا لم يكن يريد القضاء على حركة حماس فما هو هدفه إذن من العدوان؟ أهو القتل والتدمير وارتكاب جرائم حرب فقط؟
الجواب كلا: بل حماس كانت هي المستهدفة، وهذا أمر لا شك فيه، ولا جدال حوله، ولكن هدف الكيان الصهيوني لم يكن يصل إلى درجة القضاء على حركة حماس.
يترتب على ذلك سؤال آخر هو: لماذا لا يريد الكيان الصهيوني القضاء على حركة حماس؟
الجواب: علاوة على كون هذا الهدف صعب المنال، كما قلت سابقا، فإن القضاء على حركة حماس ليس من مصلحة الكيان الصهيوني.
ويجب علينا هنا أن ندرك، شئنا هذا أم أبينا، أنه بقدر ما حركة حماس مستفيدة من بسط سيطرتها على قطاع غزة، بقدر ما الكيان الصهيوني مستفيد من ذلك أيضا- أو بالأحرى هو قد يستفيد من ذلك مستقبلا - حتى ولو أن هذه الاستفادة قد تأتي بطريقة غير مباشرة بل وربما من خلال صيغة قد تبدو – في الظاهر - مرضية لطموح حركة حماس، وغير مؤثرة على شعبيتها في الساحة الإسلامية- فحركة حماس كما هو معروف قد أثبتت نجاحا كبيرا في إدارة الأمور في قطاع غزة، وهي بحكم شعبيتها وتغلغلها في مدن وقرى ومخيمات القطاع، مؤهلة وصالحة لأن تكون بديلا للسلطة الفلسطينية التي أثبتت فشلها ، بسبب فساد قادتها، في تحقيق الأمن في هذا القطاع، ومشكلة الأمن في غزة هو الهاجس الذي كان ولا زال يمثل مشكلة مقلقة جدا، ومؤرقة جدا بالنسبة للصهاينة لدرجة أن أحد قادة الصهاينة ( إسحاق رابين ) تمنى أن يستفيق من نومه ذات يوم ويرى غزة قد غرقت في البحر.
ولو أن السلطة الفلسطينية قد استطاعت تحقيق ما يريده منها الكيان الصهيوني في غزة لما رمى بها لقمة سائغة لكتائب القسام وتخلى عنها بتلك السهولة في منتصف عام2007.
ولهذا السبب فإن الكيان الصهيوني لا يريد القضاء على حركة حماس، فالقضاء على حركة حماس يعني سيادة الفوضى العارمة في قطاع غزة ومن ثم انفلات الأوضاع وصعوبة السيطرة عليها، مع عدم وجود البديل الجاهز الذي يمكن أن يسد مسد حركة حماس ، لاسيما وأن الكيان الصهيوني قد فقد ثقته في السلطة، ولم يعد لبقائها من ضرورة سوى لابتزاز حركة حماس وشغل الطرفين بمفاوضات عقيمة غير منتهية.
وإن الاضطراب الذي قد ينشأ في قطاع غزة، هو ما يقلق الكيان الصهيوني ومعه النظام المصري، لما قد يترتب على ذلك من كارثة إنسانية واجتماعية ستلحق بهذا الطوفان البشري الهائل المتمثل في مجتمعات قطاع غزة من السكان واللاجئين.
كما أن ذلك وفقا للحسابات الصهيونية وحسابات العقل والمنطق- وهذا ربما هو الأهم - لا يعني توقف المقاومة فالجهاد ماض إلى يوم القيامة بعدل عادل أو بجور جائر، بحماس أو بدون حماس، بل أن الانفلات الأمني في غزة قد يكون بيئة صالحة لولادة حركات مقاومة جديدة أشد وأشرس وانكي على الكيان الصهيوني، فوق كونها لا تؤمن بالمفاوضات والحلول الوسط سواء مع الاحتلال، أو مع المنخرطين في مشاريع الاحتلال، لاسيما تلك التي تنتمي للسلفية الجهادية التي باتت تثير فزع الصهاينة وحكام العرب والغرب على حد سواء، وهو ما قد يزيد من متاعب الكيان الصهيوني، وينسف ما بناه على مدى عقود، ويعيد الاحتلال الصهيوني لفلسطين إلى المربع الأول.
ومن هنا فإن العدو الصهيوني من خلال الهجوم الوحشي الأخير على غزة .
لم يكن يريد القضاء على حركة حماس، وإنما هو كان يريد ترويضها وتحجيمها، والقضاء على بنيتها التحتية، وكسر أسنانها ومخالبها، وبمعنى آخر تجريدها من سلاحها ، وخاصة الصواريخ، التي تهدد أمن المستوطنات والمدن الصهيونية القريبة من غزة.. وهذا ما صرح به أعلام العدو الصهيوني..
ولا أظن أن هناك من يجادل في أن هذا الهدف قد تحقق - فلا أظن أن هناك صواريخ ستنطلق من قبل حركة حماس نحو المدن والمستوطنات الصهيونية بعد اليوم، إلا أن تكون ردود أفعال على ممارسات عدوانية صهيونية..يعني أن زمام المبادرة قد تم نزعه من يد حركة حماس، وهي ستفكر في المستقبل ألف مرة قبل أن تطلق أي صاروخ على مستعمرات الكيان الغاصب، مع إبقاء قطاع غزة مغلقا وتحت الرقابة الصهيونية والعربية والدولية، والانشغال بإعادة الأعمار وبالمفاوضات مع السلطة إلى أجل غير مسمى، ولنا عبرة فيما حدث في جنوب لبنان عام 2006، فمنذ ذلك الوقت وحتى الآن لم يجرؤ حزب الله صاحب ( الانتصار الأسطوري) أن يطلق صاروخا واحدا على شمال الكيان الصهيوني.
مستقبل حركة حماس
المستقبل في علم الله سبحانه وتعالى ونحن لا نملك سوى الحدس والتوقعات بناء على ما نلمسه من تطورات في سياقات الأحداث الجارية على الساحة ، ولذلك فأنا أقول: أنه إذ تحقق هذا الهدف – وهو منع حركة حماس من إطلاق الصواريخ على المستوطنات الصهيونية- فهناك فيما أرى تطور آخر يراهن عليه قادة الكيان الصهيوني، وهو قد يسهم - من وجهة نظرهم- في ترويض حركة حماس وإيقاف نشاطها العسكري – وليس السياسي - عند حدود معينة، هذا التطور هو مدى تقدم المفاوضات مع الجانبين السوري والإيراني. فالصهاينة يعتقدون أنه من خلال التوصل إلى تقدم ملموس فيما يتعلق بالمفاوضات بينهم وبين الجانبين السوري والإيراني وعبر تقديم بعض التنازلات والحوافز لهما إلى جانب ما سيمارس عليهما من ضغوط سياسية واقتصادية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، يعتقدون أن كل ذلك من شأنه جعل الطرف السوري والإيراني يمارس بالمقابل ضغوطا على حركة حماس ربما لتوقيع هدنة طويلة الأجل مع الكيان الصهيوني، مع بقاء قطاع غزة تحت سيطرتها، وهو ما قد يعني ضمنيا تحويلها بصورة متدرجة إلى مؤسسة مدنية تبحث عن حلول لمشاكل المجتمع الذي توجد فيه، وتسعى لتوفير لقمة العيش لتلك الحشود البشرية الهائلة من السكان واللاجئين في مدن وقرى ومخيمات قطاع غزة، وتشرف على توزيع المساعدات الإنسانية، وطبعا دون أن يكون هناك مانع من بقاء السلاح الخفيف بيد أعضائها، وإشرافها على المسائل الأمنية في قطاع غزة، ما دام أنه ليس هناك ضرر منها على الكيان الصهيوني ومادام أنه ليس هناك صواريخ ستنطلق على رأس أم أي من المستوطنات الصهيونية. وكما هو معروف فإن كل ما يهم الكيان الصهيوني في نهاية المطاف هو مصالحه وفي مقدمتها أمنه الذاتي، وكذلك فإن ما يهم النظامين السوري والإيراني هو مصالحهما في نهاية المطاف، فنحن نعيش في عالم اليوم المادي الذي تحكمه المصالح لا المبادئ.
وأنا هاهنا لم استبعد دور قيادة حركة حماس، فحركة حماس حركة مستقلة، لها ثوابتها التي لن تتنازل عنها، وهي التي ستقرر مصيرها بنفسها، وهي ليست أداة طيعة بيد هذا الطرف أو ذاك، حتى يتم تشكيلها وفق مشيئته- هذا على الأقل ما نسمعه من قيادة الحركة، ونحن لا نشكك بما تقوله قيادة حركة حماس، وأتمنى من الله أن يكون كل ما تقوله صحيحا ، وأن يتم البرهنة عليه في المستقبل القريب بإذن الله.
لكن مع ذلك ومع حسن ظننا بحركة حماس فهناك نقطة ضعف أساسية ستعاني منها حركة حماس في المستقبل، وطبعا ذلك في حالة حدوث تقدم في المفاوضات بين الجانبين الصهيوني والسوري، بشكل متزامن بطبيعة الحال مع تقدم في المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران، نقطة الضعف تلك تتمثل في وجود القيادة السياسية لحركة حماس، والتي بيدها الحل والعقد في دمشق، وليس في عقر دارها، أقصد طبعا في قطاع غزة بين شعبها وأهلها.
ونصيحتي لحركة حماس إذا أرادت الخير للإسلام وجمع كلمة المسلمين أن تحاول الابتعاد ولو بصورة تدريجية عن الطائفة المخذولة، وما أروع الجهاد بدون وجود علاقة معها ، والذي أغنى طالبان في أفغانستان والشباب المجاهد في الصومال، وفصائل الجهاد في العراق، سيغني مجاهدي حماس عن الروافض، وهيهات هيهات أن يكون الروافض المضلون عضدا لأهل التوحيد، ولو ملأوا الدنيا بالشعارات وضجوها بالهتافات.
هذا والله من رواء القصد