حكم اليمن بين هذيان يحي وأوهام أحمد علي.
بقلم/ عبدالفتاح الحكيمي
نشر منذ: سنتين و 8 أشهر و 23 يوماً
الأحد 20 فبراير-شباط 2022 06:48 م
 

 ألذين قال عنهم يحي محمد عبدالله صالح في تسجيله المصور الأخير أنهم استغفروا ألله وتابوا من رجس ثورة ١١ فبراير ومشاركتهم فيها، هؤلاء موجودون في ذهنه وخيالاته المريضة فقط .. فلا يزال الرجل الفار من وجه العدالة في مرحلة عدم التكيف مع صدمة دحر عائلة عفاش من السلطة، وتسول له أوهامه وشطحات الممنوعات أنهم عائدون إلى العرش لا محالة، وأنها باعتقاده المضطرب مسألة وقت، وأنها كذلك زمرة قليلة من اليمنيين فقط( توكل وإخوان اليمن) تعارض استنساخ تركة عفاش العفنة في أي تسويات سياسية قادمة(إذا حصلت) لتقاسم السلطة.. أما باقي غالبية الشعب اليمني الذي كنس صنم عائلة عفاش وتركته العائلية دون رجعة إلى مزبلة التاريخ فقد تناسى يحي محمد عبدالله صالح وبقايا منبوذي الشعب إن ملفات التصفيات والمجازر الجنائية الكثيرة المقيدة ضده بإشرافه وأخيه عمار وحرس إبن عمه أحمد علي بعد ثورة ١١ فبراير المباركة لا تقل عن حجم جرائمهم المشتركة اللاحقة مع حليف عمه عبدالملك الحوثي منذ ٢١ سبتمبر ٢٠١٤ حتى ١٧ ديسمبر ٢٠١٧م انتفاضة المذعورين الحقيقيين الحمقى التي يتناسى نهايتها الوخيمة في مهادنة مكشوفة مع صميل الحوثيين.

* لستم البديل *

وفي الفيديو الأخير رغى يحي صالح حد الثمالة للتقليل من قيمة وأهمية حركة فبراير الثورية وتناسى إن ثورة فبراير أنجزت هدف كنس حكمهم العائلي السابق في اليمن وشردتهم في المنافي وتحت الإقامة الجبرية، ليتطاول اليوم وأولاد عمومته بتقديم أنفسهم كبديل لما فشلوا فيه قرابة أربعين عاماً بصورة مخزية لا تجيز ظهوره في مجرد فيديو، فما بالنا بأوهام سلطة أكبر من أخلاقياتهم وكفاآتهم، لم يكونوا أهلاً لها بل ليسوا أكثر من قطاع طرق وخلافه من الأوصاف اللائقة بهم وعهدهم الأعوج.

 وإذا كانت ثورة فبراير بقناعة يحي صالح وأزلامه قد فشلت فإن التبشير بعودة بقايا لفاليف العائلة مجرد وهم كيدي وأكثر استحالة من بعث العفن العائلي الرخيص.

وإذا كان ثمة من عجائز صندوق الشئون الإجتماعية وأيتام مقايل الزعيم من فقد بقشيش الإنتخابات المزورة وغيرها، ليسأل يحي وأحمد وعمار وغيرهم أين هم الآن وما هي قيمتهم الحقيقية إذا كانوا يراهنون على الإماراتي والخليجي في وهم فرضهم على إرادة اليمنيين بالقوة.. ومن يستحق التوبة هم المتآمرون على بلدانهم الآن عبر الخارج من الطفيليين وأصحاب السوابق ولصوص المال العام ومن وضع كل إمكانيات ومقدرات جيش الدولة وسلاحها ومالها في جيب الحوثيين وليس من أزاح عن كاهل الشعب كابوس الفساد والأستبداد والتسلط والجهل والنهب.

* أنقذوا المؤتمر منهم!! *

وعلينا التمييز بين المؤتمر الشعبي العام كحاضنة سياسية وطنية وبين أسرة علي صالح وأقاربه من الذين سيفضي سلوكهم الطفيلي على الأوضاع الجديدة في اليمن إلى تشظي التنظيم أكثر مما هو عليه الآن.

ولا يعني إعلان طارق صالح المشئوم عن مكتب سياسي ضرار موازي موازي لهرم المؤتمر القيادي أكثر من طعنة انتهازية ستعجل بمحاذير تفكك المؤتمر وتمزيقه دون رجعة.

فأسرة علي صالح وأقاربه وليس المؤتمر هم عبئ أخلاقي ثقيل مخزي على الوطن برمته.

 

وقد أنشأ طارق الطارئ كيانه الخديج لمواجهة وقمع أحرار التنظيم قبل غيرهم بعد أن أوعز له الأماراتيون بأعلان ذلك باعتباره الممثل السياسي الوحيد للمؤتمر الشعبي العام في مباحثات أي تسوية سياسية ممكنة للصراع في اليمن.

 * رهانات خاسرة *

وبقدر تعاطف بعض المؤتمريين وغيرهم مع بقايا ثكالى وأرامل عفاش يتوهم أمثال يحي محمد عبدالله صالح وأحمد علي إن ذلك مبايعة شعبية لهم وتعطش لعودتهم إلى سدة الحكم وليس من باب الرثاء والاشفاق على مصيرهم المجهول !!.

تظهر تنطعات أحمد علي عبدالله صالح عبر أبواقه الاعلامية الخاوية بين فترة وأخرى والرهان عليه كبديل قادم لتولي رئاسة البلاد قلقه الشخصي على مستقبله ومخاوفه الحقيقية من تطلعات أبناء عمومته، تحديداً(طارق صالح) الذي يعتقد فيه مصدر خطر خاص على تطلعاته وأوهامه خصوصاً بعد أن حاول الأخير تحسين سمعته وترويج إعلان توبته المراوغة على الأرض بالعمل العسكري تحت مظلة تحالف دعم الشرعية، على عكس أخيه يحي الذي لم يعلن توبته من كواليس تحالفاته الخفية مع مشروع إيران في اليمن، من ملاهي شارع الحمراء في بيروت القريب من ضاحية حسن نصر الله، إلى لقاءاته السابقة مع ممثلي الحوثيين في مسقط بعد مصرع عمه التي أفرج بعدها عن جزء من أموال مؤسسته المشبوهة (كنعان من أجل فلسطين) المصادرة في صنعاء !!. 

يبدو إن الإماراتيين يراهنون على ضعف شخصية أحمد علي عبدالله صالح كرئيس افتراضي يريدون توليته قسراً لحكم اليمنيين، فهذا الكساح مصدر ثقتهم به كما هو حال معين عبدالملك، ويعتقدون إن هذا الضعف الذي يصل بالرجل إلى حالة الوهن المزمن سيكون مصدر تحفيز وقبول للقوى والأحزاب السياسية والتكتلات الإجتماعية الطامعة بتمرير وفرض مصالحها الخاصة عند أي تسوية سياسية

لا تبدو قريبة أو ممكنة.

والصراع الخفي حول السلطة ليس مع ثوار ١١ فبراير بل بين أحمد علي وأبناء عمومته الذين يرون أحقيتهم بما لا يقاس من شخص ضعيف متردد لم يسند إليه أبوه صالح أكثر من ألقاب عسكرية لم يكن في مستواها إطلاقاً.. بل وينتظر كعكة السلطة على طبق من ذهب دون أدنى ولو جهد شكلي متأخر كما هو دأب طارق صالح لا يرقى إلى تكفير جريمة تحالفهم مع الحوثيين وتداعياتها الكارثية إلى اليوم.

* عقلية مرضى الحكم *

أخرجو الحوثيين من قراكم وغرف نومكم، ثم أبواب أوهام السلطة والتسلط مفتوحة أمامكم كالمشانق السابقة التي لم تتوبوا من دحس حبالها.

وهذه العقلية البغيضة المتربصة التي عانى منها اليمنيون طويلاً لا تفكر إلا بنفسها على حساب معاناة وآلام وتضحيات الشعب، ولم تساهم إلى اليوم بمجهود حربي حقيقي ولا إعلانها التوبة الحقيقية من مواقفها المخزية في دعم الانقلاب وتمكينه، وأدخلت البلاد في جحر حمار عميق، بل تسعى كعادتها اليوم كالأمس إلى تسميم الحياة العامة وبث هذياناتها المحمومة بمناسبة وبدونها..

ثم كعادة الطفيليين التاريخيين وديدان الأرض الخبيثة ينتظر لفاليف الحكم السابق مكافآت مجزية نظير إشعال الحرب وسفك دماء الناس وأموالهم ومصادرة أمانهم.. ثمن باهض غير مستحق بحجم العودة المستحيلة إلى السلطة.

* يشرعنون لحكم الحوثي*

وفي حين يراهن أحمد علي ويحي وعمار على دور خليجي في فرضهم على المشهد يراهنون أكثر على فرضية وهمية هي إن رفض الشعب اليمني المطلق لحكم واستبداد الأنقلابيين الحوثيين أنسى الناس جرائم وويلات وخراب نظامهم السابق الذي أنتج هذه الحرب الكريهة حياً وميتاً باعتبارها من صنيعته ودسائسه.

لعل أسوأ ما في هذه النغمة الوقحة لأصحاب حق عودة الحكم العائلي هو شرعنة الأنقلاب الحوثي الإيراني على شرعية الشعب اليمني الذي يقاتل الآخرين بدعوى الحق الإلهي العائلي، تماماً كما تفعل جرذان مطابخ نظام السلطة القديم من عائلة عفاش والمطبلين الذين يحلمون بعودة أموال الحرام المدنسة إلى بطون أطفالهم وعوائلهم.