آخر الاخبار

رسائل دول الخليج من العاصمة دمشق لسوريا وللعرب وللمحور الإيراني المليشيا تجبر طلاب جامعة ذمار على إيقاف الدراسة للإلتحاق بدروات طائفية وعسكرية تشمل التدرب على الأسلحة المتوسطة والثقيلة تعرف على الأموال التي سيجنيها ريال مدريد في حال تتويجه بكأس العالم للأندية 2025؟ أول دولة أوروبية تعلن تقديمها الدعم المالي لسوريا توكل كرمان : الشرع يدير سوريا وفق الشرعية الثورية وتشكيل حكومة شاملة بُعَيْدَ سقوط نظام الأسد نكتة سخيفة خمسون قائداً عسكريًا سوريا ينالون أول ترقيات في الجيش السوري شملت وزير الدفاع.. مأرب برس يعيد نشر أسماء ورتب القيادات العسكرية 1200 شخصية تتحضر للاجتماع في دمشق لصناعة مستقبل سوريا .. تفاصيل عاجل الإنذار الأخير ... واتساب سيتوقف عن العمل على هذه الهواتف نهائياً أجهزة الأمن بمحافظة عدن تلقي القبض على عصابة تورطت بإختطاف النساء ...تفاصيل صحيفة هآرتس: الاتفاق السعودي الحوثي معضلة أمام إسرائيل في حربها ضد الحوثيين ... قراءة تل ابيب لمشهد الحسم العسكري المتأرجح

الأدب العربي وأثره في غرس الفضائل
بقلم/ إحسان الفقيه
نشر منذ: أسبوعين و 5 أيام و 3 ساعات
الأربعاء 11 ديسمبر-كانون الأول 2024 08:26 م
 

جرت العادة أن يطلق الأدب في اللغة العربية على الكلام المنظوم والمنثور على أساليب العرب، سواء كان موافقا للفضائل أو خارجًا عنها، فهناك من كتب الأدب العربي مثلا ما احتوى على مضامين خادشة للحياء، لذلك ظهر مصطلح الأدب الإسلامي الذي يهذب قريحة الأدباء ويضبطها بميزان الفضيلة، وهذا هو الأدب العربي الذي أتناوله في هذا المقام، الأدب العربي الهادف البناء.

للأدب العربي تأثير بالغ على صياغة الشخصية وبنائها وتربيتها وتهذيبها وغرس الفضائل فيها، وأبرز مظاهر تأثير الأدب العربي الهادف هو بناء وتعزيز الإطار القيمي الأخلاقي وغرس الفضائل في النفس البشرية، وذلك لأن مضامينه المرتكزة على جودة الصياغة وحسن البيان، تحرك النفس والعقل، وهذا ما يفهم من قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن من البيان لسحرا).

فالبيان هو اجتماع الفصاحة والبلاغة وذكاء القلب مع اللسان، فيشبه السحر من حيث غلبته على النفوس والتأثير فيها.

هذا التأثير يأخذ بالهمم صوب الرقي الأخلاقي، فهو ينقل إلى الأذهان والقلوب والنفوس مضامينه الفكرية والتوجيهية، فيجعل لها مواطن مستقرة فيها، ثم يجعلها فعالة وموجهة للسلوك، وفقا لعبد الرحمن الميداني في كتابه “قضايا حول الشعر العربي والأدب الإسلامي”.

ولذا لا تخلو حياة عالم من علماء الإسلام من التضلع بالأدب العربي، وتجد لهم باعًا في الشعر مثل الشافعي وعبد الله بن المبارك وابن حزم وغيرهم، ومنهم من ألف في الأدب ذاته كالفقيه المحدث الأديب ابن قتيبة، والذي صنف كتاب “أدب الكاتب” تناول فيه أصول الكتابة وآدابها ومعارفها.

وكم من امرئ تأثر ببيت من الشعر فأحدث في نفسه تغييرا، أو كان سببا في استقامته، أو رقة قلبه، كحال الإمام أحمد عندما سأله أحدهم عن شعر الرقاق، فقال أحمد: مثل ماذا؟ فأنشد الرجل:

إذا ما قال لي ربي أما استحييت تعصيني

وتخفي الذنب عن خلقي وبالعصيان تأتيني

فجعل الإمام يرددها ويبكي.

كما أن الأدب يربي المرء على تقويم لسانه بأجمل الألفاظ والعبارات والمعاني الدقيقة، فيكون نمطًا من أنماط التهذيب والتربية، إذ إن تحري الألفاظ الجميلة يكون له عادة، فالأديب أو المتضلع بالأدب العربي يتعرض لغيث اللغة العربية المتضمن لعذوبة المعاني واتساع المعجم وكثرة المترادفات وروعة تركيب الجمل.

ونظرا لأن الأدب بمختلف فنونه يتضمن الحكم والأمثال ومواطن العِبر التي جادت بها قريحة أهل الأدب والعلم في الشعر والنثر، فلذلك فإنه يربي الذهن وينمي الفكر ويوسع المدارك ويمد بساط الخيال للتأمل والتفكر، وحاجة الإنسان إلى ذلك جدّ هامة، يقول عبد الله بن المقفع: ولسنا إلى ما يمسك أرماقنا من المأكل والمشرب بأحوج منا إلى ما يثبت عقولنا من الأدب الذي به تقاوت العقول، وليس غذاء الطعام بأسرع في نبات الجسد من غذاء الأدب في نبات العقل.

ومن ثم ينبغي على كل طالب علم أو مبتغٍ للثقافة، أن يجعل لكتب الأدب العربية الهادفة نصيبا من قراءاته ومطالعاته، فإنه لا غنى عنها لعالم أو طالب علم أو مثقف.

وتعظم أهمية الأدب في هذا العصر الذي فسدت فيه الأذواق، وأعرض فيه الناس عن اللغة وفنونها وآدابها حتى صارت جزءًا من الماضي لا علاقة لها بحاضرنا، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون