عاجل : الجيش السوداني يعلن السيطرة على مصفاة نفطية كانت تغطي نصف احتياجات السودان لقاء قبلي واسع لأبناء وقبائل شرعب بشأن ماتعرض له مدير وكالة سبأ بمأرب جرائم متصاعدة في إب.. حرائق حوثية تلتهم سيارة مغترب وأحد الشقق التي يسكنها نساء وأطفال دعم سياسي امريكي من إدارة ترامب لرئيس الوزراء احمد بن مبارك رئيس هيئة أركان الجيش السوداني يعلن عن نصر استراتيجي من مقر القيادة العامة...ويكشف عن نقطة تحول حاسمة للشعب السوداني مأرب: ندعوة تدعو إلى تشكيل لجنة وطنية للحفاظ على الهوية اليمنية وتحصين ألأجيال شاهد: القسام تستعرض غنائم من سلاح النخبة الإسرائيلية في منصة تسليم المجندات الأسيرات وإسرائيل تعتبر الأمر ''إهانة'' عميد الأسرى الفلسطينيين يرى الحرية بعد 39 سنة في سجون الإحتلال.. من هو وما قصته؟ الحكومة اليمنية تعلن جاهزية الموانئ المحررة لاستقبال جميع الامدادات التجارية والإغاثية والخطوط الملاحية غوتيريش يوجه دعوة للحوثيين ويدين بشدة اعتقال 7 من موظفي الأمم المتحدة
لا أخفي مشاعري البهيجة بزيارة العميد طارق صالح لتعز، وقبلها زيارات وتحركات المحافظ نبيل شمسان المتكررة إلى المخاء، مهما كانت أهداف تلك الزيارات، إلا أني أعتبرها تقارباً بين القوى المختلفة المتواجدة على أرض تعز لتوحيد الرؤى والجهود وتحقيق التقارب بين الجميع، في وقت نحن أحوج إلى كل ذرة تقارب ورص الصفوف لمواجهة التغول الحوثي في البلاد.
تعز أكبر محافظة مكسورة ومدمرة من قبل الانقلابيين، وأكبر من دفع أهلها الأثمان الباهظة والمختلفة، وما زالت تدفع، وما زال الكيد السياسي يحيط بها من كل اتجاه؛ فهي اليمن الصغرى، والجبهة الحقيقية التي يحسب لها الحوثي كل حساب، ولكنها أيضاً أكبر جبهة صمدت وأذلت الحوثية ودفعتها الأثمان الباهظة، وصارت أملاً للجميع. تعافي تعز هو تعافي لليمن بشكل عام، فلا يمكن أن تنهض اليمن من عثرتها إلا بتعز؛ لكن تعز جريحة ومكسورة الجناح حالياً، تحتاج إلى لم شعثها، وتوحيد قواها في مواجهة عدو غاشم لا يرحم.
لن تجد تعز ولا التعزيون ولا طارق أفضل وقتاً ولا حالاً من اليوم للبحث في انتشالها من هذا التعثر، بعد أن أُهدِرت كل أوراقها في السنين الخالية. طارق صالح حالياً يعتبر أهم ورقة وقوة في المحافظة، فضلاً عن مقاومتها المتواجدة على الأرض؛ كل طرف يحتاج الآخر، وكلا الطرفين يحتاج التحرر والانعتاق من المشروع الإمامي الحديث، وبما أن طارق صالح أصبح من قيادات الشرعية فتوحيد الجهود أصبح واجب الوقت على كلمة التحرير.
يمتلك العميد طارق السلاح والمال والمنفذ البحري، وقريباً المنفذ الجوي، وتمتلك تعز ومقاومتها الإمكانات البشرية الهائلة، والكوادر السياسية والعلمية والإدارية المؤهلة، والموطن الواسع، وكل طرف سيكمل الآخر بهذه الأوراق والإمكانيات. تبقى جبهة الحوبان أهم محك عملي لهذا التقارب والاتفاق، حتى لا تصير تلك التصريحات كلمات عابرة تذروها الرياح، لتكتمل فرحة اللقاء بفرحة التحرير والنصر والخلاص من العبودية الإمامية الحديثة؛ فإما أن تكون هذه الجبهة فاضحة لكل النوايا، أو رافعة للحرية والخلاص.
بتحرير تعز على الأقل يُعطَى اليمنيون المقهورون التواقون إلى الخلاص وطناً مؤقتاً وأرضاً يتحركون منها لتحرير بقية اليمن، شريطة أن تكون تعز ملجأ آمناً وحقيقياً لكل الفارين من جحيم الحوثي، بقيادة حقيقية كفؤة ونزيهة دون مظالم ودون انتقاص، ويتم تلافي ما حدث في عدن من قصور واختلالات لكل الفارين إليها من الجحيم الحوثي.
المواطنون، والقوى المختلفة، الذين يجدون في تعز الموطن الآمن والصدر الحاني سيعملون على إنعاشها حيوياً وتجارياً، وستكون منطلقاً للتحرير كما كانت عدن أرضية التحرير لثورة السادس والعشرين من سبتمبر. تمتلك تعز ثروة بشرية هائلة بكل إمكانياتهم الثقافية والعلمية والتجارية والحضارية، واليوم العسكرية، وهي مقومات النهوض لأية أمة تريد أن تنهض، لو استعادت ريادتها وثوريتها كما فعلت في ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وهو الأمر الذي يدركه الحوثة الإرهابيون فيشددون من وطأتها على المحافظة.
لن تقوم لليمن قائمة، ولا للجمهورية ركن ركين دون تعز، ولن يكون الشمال شمالاً دون تعز، ولا الجنوب جنوباً دون تعز أيضاً، وهي حقيقة تاريخية مهما تغافل عنها الجميع. فإذا توحدت الجهود، وخلصت النوايا، وشجع التحالف هذا التقارب، وتم العمل على قيادة موحدة وبرؤية موحدة للخلاص والتحرير فإن إمكانية النهوض قائمة وسهلة لمن أراد، وليس من صالح الجميع هذا الشتات والتنافر، في ظل توحد كلمة العدو وقراره.
على كل الأطراف داخل تعز أن تستبق الزمن للتحرير، وتستبق الأحداث القادمة؛ فإن الأيام القادمة حبلى بالمفاجآت، قبل أن يتم تسليم اليمن للحوثي كما سلمت اليمن للإمام يحيى حميد الدين من قبل الأتراك بعد الحرب العالمية الأولى. زيارة طارق صالح لتعز هي زيارة طبيعية، بل ومتأخرة، كان ينبغي أن تكون منذ أمد بعيد، فقد سبقت تلك الزيارات لقاءات متعددة سواء بقيادة محور تعز، أو زيارات المحافظ للمخاء، ينبغي أن تتوج هذه الزيارة بعمل برنامج موحد للجميع، ليكون الجميع أملاً لأمة خلفهم تعول عليهم الكثير من الأفعال والتكامل؛ فالجميع مشرد من أرضه وموطنه، حتى الذين في الخارج الذين أجبرتهم الظروف على المغادرة تواقون إلى موطن آمن يعودون إليه، فلا أحد يحب أن يعيش خارج وطنه إذا توفرت فيه عوامل البقاء.
ففي حين يجري العمل في المخاء على قدم وساق في بناء مطار جوي ودولي، وشق وسفلتة طريق الكدحة تعز؛ كأهم شرايين الروابط الداخلية، سيكون كل شيء ميسر إذا ما كانت هناك نوايا أخرى، أو حدوث مستجدات تشتت هذه الجهود وتفشل هذا التقارب سواء من عوامل خارجية أو داخلية، وبحسب علمي فالجميع متفق على هذا التقارب، وهو تتويج لنداءات سابقة لكل الأطراف المتضررة من الانقلاب. لكم يسوؤنا تجريح إخواننا الجنوبيين، أو غيرهم، الذين يكررون مقولة حرروا محافظتكم من الاحتلال الحوثي، فهي ما زالت مشطورة نصفين، ومعهم حق كل الحق في ذلك، ينبغي أن تحرك نكف القيادات المختلفة خاصة وكل القيادات العليا للدولة اليوم هم من أبناء المحافظة؛ كان ينبغي الإسراع بالتحرير حتى لو لم يتم التجريح من قبل الآخرين؛ إذ لا كرامة لإنسان خارج موطنه.