منتخب عُمان يحول تأخره بهدف أمام قطر إلى فوز 2-1 النائب العام السوداني: 200 ألف مرتزق يقاتلون إلى جانب قوات الدعم السريع معارضون في تل أبيب: يجب على إسرائيل أن تضرب إيران بشكل مباشر إذا كانت تريد وقف الحوثيين المليشيات الحوثية تعتدي على أحد التجار بمحافظة إب تحركات لطرد الحوثيين من العراق وإغلاق مكتبهم... مسؤول عراقي يكشف عن طلب أمريكي بوقف أنشطة الحوثيين في بغداد مناقشة مخطط ''استراتيجي" لمدينة المخا درجات الحرارة والطقس المتوقع في اليمن خلال الساعات القادمة وجه بإنشاء وإعادة تشكيل بعض الهيئات واللجان.. مجلس القيادة يشدد على عودة جميع مؤسسات الدولة للعمل من اليمن اتفاق في سوريا على حل جميع الفصائل المسلحة ودمجها في وزارة الدفاع تصريحات مدرب اليمن قبل مواجهة السعودية الحاسمة في كأس الخليج.. ماذا قال؟
تلوح في الأفق معطيات ومتغيرات جديدة بدأت تتشكل في مشهد حضرموت السياسي والإجتماعي منذ زيارة الرئيس الدكتور رشاد العليمي للمكلا مؤخراً.
وكان الأثر الكبير ليس لقرار منح المحافظة استقلال الإدارة الذاتية وحسب، بل وتعزيز ذلك أيضاً بحزمة مشاريع خدمية تنموية مطلبية أولية أخرجت المراوحين في أماكنهم والمتشائمين هناك من حالة التململ والتذمر العام إلى حالة الأمل والتفاعل الإيجابي البناء، والثقة بمصداقية التوجهات الرئاسية وسلطة المحافظ المثابر مبخوت بن ماضي.
بدأ رهان مجلس الانتقالي على القوة العسكرية وحدها يتذبذب ويتبدل ، فبعد تهديداته السابقة والمتكررة باجتياح المحافظة الإستراتيجية الغنية بالنفط والثروات الأخرى والسيطرة عليها بالقوة ظهر الأنتقالي مؤخراً بعد عودة فرج سالمين البحسني الطارئة كمن يحاول فقط تفادي الضياع السياسي والحفاظ على تماسك كيانه الذاتي من مصير مختلف ، لأن أشياء عديدة متسارعة قد حدثت بعكس الحسابات التي رسم عليها أهدافه المتسرعة غيرت المشهد الحضرمي رأسا على عقب وأبرزها :
تغيُّر المزاج الداخلي العام إزاء مخاطر المغامرات العسكرية غير المحسوبة الضارة بالنسيج الإجتماعي الحضرمي التي ظل يدعوا إليها ويراهن عليها أمثال أحمد بن بريك وفرج البحسني إلى اتجاه التماهي المخاتل مع فرص ووعود بناء وإصلاح البيت الداخلي والوئام الإجتماعي.
ويناوب فرج البحسني المحسوب كعضو في مجلس رئاسة الجمهورية اليمنية بعد عودته الأخيرة قبل أسبوعين من الخارج في مكتبه واستدعاء رؤساء ومدراء المصالح والمؤسسات الحكومية بصورة يومية وعلى مدار الساعة لتفادي الأكثر بعد إعلان ١٥ فصيل سياسى وتيار مدني المفاجئ لدعم توجهات المحافظ مبخوت بن ماضي والتوقيع على ذلك رسمياً، مقابل تجميد أبرز حلفاء مجلس الأنتقالي في حضرموت التقاربات معه، في أقصر شهر عسل سياسي لتيار مجلس حراك باعوم الذي ظهر قبل فترة كرأس حربة خطابية دعائية متنقلة للأنتقالي في مواجهة الآخر، وما تلى ذلك مؤخراً من تقديم قيادات عديدة استقالات مُسَبّبَة من المجلس في المديريات بعد فترة وجيزة من مؤتمر الجمعية الوطنية الشهير. ظهرت لغة فرج البحسني الأخيرة المهادنة والمراوغة مع قيادة المحافظة ومجلس حضرموت الوطني كذلك وبأكثر من اتجاه : ألاول :
عدم تكرار الرجل واشتراطه مطلب إخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى الذي كان أكبر المحرضين ضدها.
ألثاني : محاولة إحياء حضور مجلس الأنتقالي إعلامياً الذي ظهر باهتاً في يوم فعالية يوم الأرض ٧ يوليو الفائت في المكلا وسيئون وغيرها، وتكثيف لقاءاته اليومية المفتعلة مع رؤساء المؤسسات والمصالح الحكومية الحضرمية دون صفة قانونية رسمية أو تفويض رئاسي، إلا من برواز صورة الرئيس الدكتور رشاد العليمي المعلقة على جدار مكتبه للإيحاء بتمثيله الشخصي للسلطة الجمهورية اليمنية، وممارسة نشاط حزبي لصالح فصيل مناهض لها. وهي محاولات لإثبات البحسني قدراته الشخصية المنعدمة وجاهزيته في التأثير على الجماهير المكتضة في ذهنه.
الثالث : ممارسة الرجل للتضليل السياسي على حقيقة المواقف الدولية الداعمة والمباركة لقيام مجلس حضرموت الوطني والتقليل من أهمية التحولات الداخلية والخارجية لغير صالح مشروع الانتقالي.
وقد زعم فرج البحسني قبل عشرة أيام في لقائه بقيادات الانتقالي المحلية بتعاظم الإهتمام الدولي الخارجي بالقضية الجنوبية ليوحي كعادته في التدليس باتصالاته الخاصة مع الدول الكبرى، تماماً كما ادعى ذلك قبيل انعقاد الجمعية العمومية للاتتقالي بالمكلا، وأنه عاد من رحلته السابقة في أبريل الماضي في مهمة وملفات كبيرة خاصة بحضرموت والجنوب وغيرها. ورأينا حجم التأييد والدعم الدولي قبل شهرين من قبل ممثلي بعثات الإتحاد الأوروبي وأمريكا واليابان وغيرها لمجلس حضرموت الوطني وحق تمثيله المستقل في أي مباحثات بالأوضاع اليمنية بعيداً عن تسويقات فرج البحسني لكيانات أخرى.
الإتجاه الرابع:
وبين مراوغة ومهادنة البحسني من المحتمل بحثه عن وضعه الخاص في أي معادلة حضرمية جديدة كما هي عادة دورانه وتنقلاته مع بوصلة المكاسب الذاتية، خصوصاً لجهة ضمور وجود الأنتقالي في حضرموت بسبب رفض خيار العنف وركون غالبية الحضارم للسلام والتنمية.
عدم فصله في المهام بين استغلال عضويته في الرئاسة لتنفيذ .. رغم أنه لا يمتلك أية صلاحيات أو سلطات دستورية وقانونية على الإطلاق في التدخل المباشر بشؤون المحافظة على طريقة الشيخ سلطان العرادة الذي يجمع بين عضوية مجلس الرئاسة والقيادة التنفيذية المباشرة لمحافظة مأرب. ومع ذلك لا يزال رهان الأنتقالي على الورقة العسكرية بعد دفعهم بقوات جديدة أخرجوها من عدن مؤخراً إلى ساحل حضرموت لتعويض تراجع وجودهم الشعبي، إلى جانب ترنحات أحمد بن بريك والبحسني السياسية كمحاولة أخيرة لتفادي انكشاف هشاشة الغطاء الشعبي المتزايد هناك وتعويضه بنزولات ميدانية مباشرة وجلجلات إعلامية مدفوعة الثمن.
وخلافاً لرهان المجتمع الدولي على أمن واستقرار حضرموت الذي أعلنه ممثلوا الإتحاد الأوروبي وأمريكا واليابان وغيرها مع لقاء ممثلي مجلس حضرموت الوطني بالرياض في مايو الماضي، يحضر التلويح باستخدام القوة لتغيير المعادلة كوسيلة ضغط أكثر منها كخيار أخير لفرض أمر واقع يناقض إرادة الناس الشعبية الغالبة.
ولم يخبرنا فرج البحسني عن ما قاله له الأوروبيون وهمسوا في أذنه حول مخاطر المغامرة بتهديدات استقرار وأمن حضرموت التي يراهن المجتمع الدولي عليها.