آخر الاخبار

مأرب: وزارة الشباب والرياضة تدشن البرنامج التدريبي لعام 2025م تستهدف تأهيل شباب13محافظة. أول توجيهات رئاسية للبنك المركزي.. استعدادات لعزل البنك المركزي بصنعاء وسحب السويفت ونقل مقار البنوك الى عدن أول رد إيراني على تصنيف ترامب للحوثيين كمنظمة إرهابية سفير اليمن بالدوحة يجري مباحثات لإطلاق مشروع طموح لتدريب معلمي اليمن ورفع كفاءاتهم بدعم قطري ويبشر بتدشينه قريبا عاجل : إشهار مؤتمر سقطرى الوطني بقيادة القحطاني .. رسائل للمجلس الرئاسي والسلطة المحلية ومأرب برس ينشر قائمة بقياداته العليا الرئيس العليمي يبدأ أول خطوة في الإجراءات التنفيذية لقرار تصنيف الحوثيين منظمة ارهابية الحكومة اليمنية تعلن موقفها من قرار تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية وزير الخارجية السوري: نستلهم سوريا الجديدة من رؤية السعودية 2030 ماذا يعني تصنيف ترامب للحوثيين منظمة إرهابية أجنبية؟ ماهي الدلالات السياسية التي تحملها زيارة وزير الخارجية السعودي إلى لبنان؟

حب ألتسلط ...
بقلم/ رائد محمد سيف
نشر منذ: 12 سنة و 10 أشهر و 20 يوماً
السبت 03 مارس - آذار 2012 07:29 م

التسلط : هو الاستفادة الكاملة من موقع السلطة والتجبر والأنانية فى اتخاذ القرار وإجبار من يقع تحت نطاق هذه السلطة على تنفيذ القرارات دون النقاش او تبادل الاراء مما يسبب جروح معنوية مبطنة بأساليب التحطيم النفسية التى لا تقل ضرراً عن الجروح المادية.

وليس من السهل التخلص من طرق التفكير القديمة تلك التي أُلفت في عقود طويلة ثقيلة، فإطلاق العقول لتفكر، والألسنة لتقول، والأقلام لتكتب، والأيدي لتعمل، هو الوضع الصحيح والأصيل، فتتسع حدود الحرية إلى أن تصل إلى مداها الممكن، ولا تستقيم الحياة، ولا ترتقي، ولا تتجدّد، إلا بهذا، وذلك في الأحوال المعتادة، وهو في حال الثورة أولى وأحرى.

فإذا كان المجتمع حيًّا متيقّظًا توجهت سهام الأنظار إلى كل اعوجاج فقوّمته، وإلى كل خلل فسدّته، وإلى كل عيب فأصلحته، وإذا كان المجتمع صحيحًا معافًى انغمرت كل إساءة، وكل غرض شخصي، في محاسن الرغبة الغالبة في التبصير والتطهير.

الطريقة القديمة في التفكير طريقة "حب التسلط "، ترى للسلطة من التقديس والعصمة وعدم جواز المخالفة ما يرتفع بها عن البشرية إلى الإلهية، وما يجعل انتقاد الأقوال والأعمال دليلاً على عدم الاعتراف بالمشروعية، أو على النُّفرة والكراهية.

كل من يتبرم بالانتقاد إنما يفترض في المنقود عملُه الكمال والعصمة، وكل من يُقِرُّ بالنقص والقصور يجب أن يسعى إلى تحصيل الآراء المسدِّدة للوجهة، والمكملة للنقص.

الثورة في حال من الفورة والتشكُّل، شارك فيها الجميع، ومن أهم أهدافها مشاركة الجميع في صنع المستقبل، فإنه إنما ثار الثائرون على الاستبداد في حكم البلاد، وعلى القداسة في شؤون السياسة، وعلى التأليه والصنمية في الشؤون البشرية العادية.

والدولة اليمنية المدنية في حال من التمهيد والتأسيس، فمهما بُنيت على أساس غير متين، وعلى رأي غير نضيج، وعلى قاعدة غير مستحكمة، فإنما هو رفع لبناء غير راسخ، وإقامة لجدار سينقض، وتأسيس على جُرُف سينهار.

إن قيادة الثورة كما هي في حاجة إلى تسديد الرأي بالمشورة، هي في حاجة إلى السند الشعبي لمقاومة مطامع الحاقدين ومساومة الغرب الطامع في أعظم حظ من تحصيل المغانم، والراغب في أكبر قدر من الاطمئنان على المصالح، فالأقرب إلى قلبه، والأحب إلى نفسه، الفريق القديم الذي خبَره طويلا، وعلم أنه بالقياس إليه أقوم قيلاً، وأهدى سبيلاً. وهو ما بدّل سياسته، وقلَب ظهر المحن، إلا بثورة الشعب، فلا يمكن التقليل من سطوته إلا باستمرار هذا الجو الثوري الشعبي الذي تستمد فيه القيادة من الشعب المشروعية والرأي والتعضيد والمؤازرة.

وأما الذين يحبون السلطة كيفما كانت حالتها، ويسيرون معها أينما ولت وجهها، ويثنون عليها وإن ساء صنيعها، فإنما يدفعونها إلى شر المآلات، ويزينون لها سيئ العمل والقول، ويعينونها على ما يضر ولا ينفع.

قال ابن المقفع: إذا توليت إدارة في دولة جديدة، فرأيت جريان الأمور على غير رأي حكيم، وكثرةً من الأعوان على غير مغنم يجنونه، ونجاحًا في الأعمال بغير إعداد وتخطيط، فلا تغتر بذلك، ولا تركن إليه، فلكل جديد رغبة ورهبة، من أجلهما يعين أقوام بأنفسهم، وأقوام بما عندهم، ويستقر الأمر أمدًا ليس بالطويل، ثم يظهر عوار كل شيء فيما بعد، وينهد كل بنيان رفع على غير ركن وثيق.