إنهيار مخيف للريال اليمني في عدن صباح اليوم الخميس محكمة الاستئناف الكويت تحجز قضية طارق السويدان للحكم أردوغان يحسم موفقة من حرب غزه و يعلن قطع العلاقات مع إسرائيل القيادة الأمريكية تعلن عن ضربات جوية جديدة تستهدف مخازن أسلحة الحوثيين وتصدي لهجماتهم في باب المندب مدير أمن المهرة يكشف عن حرب و مواجهات للقوات الأمنية مع مهربي المخدرات مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة
مأرب برس – سبأنت: تحقيق محمد لطف النقيب
المعاكسات .. احدى الظواهر الدخيلة على المجتمع والتي بدأت تبرز بشكل ملفت للنظر مؤخرا ، والفتيات بشكل خاص هن ضحايا هذه الظاهرة ويتعرضن للمضايقة اثناء تواجدهن في الشوارع .
يعتبر البعض هذه الظاهرة وسيلة لتفريغ طاقات الشباب المكبوتة واستسلامهم للفراغ والبطالة وافتقادهم للتوجيه السليم ومتابعة ذويهم , وهناك يبرز تساؤل ماهي الأسباب التي تدفع هؤلاء الشباب للقيام بمثل هذه التصرفات وما انعكاسها على المجتمع ؟.
* دافع عن شرف أخته فأردوه قتيلاً :
بينما كانت (أروى) تمضي في طريقها بالشارع وبحسب قولها " كنت مرتدية الحجاب الاسلامي التقليدي " إذا بشاب يعترضها في الطريق ويلقي على مسامعها ألفاظا بذيئة ، بل بلغت به الجرأة لأن يضع يده على يدها ويحاول ايقافها، فلم تجد بداً من اطلاق صرخة ذعر ليتجمع الناس حولها ومنهم أخوها الذي تواجد بالصدفة فرأى أخته في هذا الموقف فقام بتلقين المعاكس درساً قاسياً وانهال عليه بالضرب المبرح..
لم يتوقف الأمر عند ذلك فقد أصر الشاب المعاكس على أن يحمل حقده في صدره ويجمع اربعة من اصدقائه المخلصين ليأخذوا ما اعتبره ثأراً لكرامته المجروحة، وتربص وأصدقائه لشقيق الفتاة في أحد الشوارع بعد صلاة المغرب والذي كان برفقة احد اصدقائه وشرعوا في استفزازه وتوجيه ألفاظ بذيئة اليه، لتنشب معركة غير متكافئة تنتهي بتلقي شقيق اروى طعنه من جنبية احدهم في ظهره لترديه قتيلاً،فيما اصيب صديقه بعدة جروح .
* الفضائيات هي السبب :
يرجع وليد العنسي (طالب جامعي) السبب الرئيس لما يحدث من معاكسات ومضايقات في الشوارع من قبل بعض الشباب الطائش والمتهور الى ما تعرضه الفضائيات من مناظر وصور غير أخلاقية يقوم كثير من الشباب بمحاكاتها ومحاولة تقليدها في تصرفاته وسلوكه ..
ويرى وليد أن الوازع الديني يلعب دورا كبيرا في تقويم سلوك الشباب وتوجيهتصرفاتهم.. فاذا كان هذا الوازع ضعيفاً فان الشاب أو الفتاة لايدركون سوءتصرفاتهم ومغبة فعلهم المشين .. ومن اهم اسباب المعاكسات حسب رأيه رفقة السوء وهذا السبب من أكثرالأسباب شيوعاً وتشجيعاً على (المعاكسات) ,اضافةالى سوء التربية والتوجيه ففي غياب التوجيه والتربية للشباب عامةً تنموالظواهر السيئة والأخلاق المشينة لاسيما في مرحلة الشباب أو ما يصطلح علىتسميتها "بالمراهقة" , وكذلك الفراغ فالانسان الذي لا يدري ماذا يعمل فياغلب الاحيان يتجه الى هذا الطريق وايضا تأخير الزواج وكثيراً ما يكون غلاء المهور سبباً في دفع الشباب إلى اقتفاء طريق المعاكسة والمغامرة بأعراض الآخريندون تفكير .
* متبرجات من نوع جديد :
فيما ترى أم عمار ( ربة بيت ) أن حشمة الفتاة تلعب دورها وأنه كلما كانت المرأة أمكن في الحجاب وأبعد عن الريبة كان ذلك أشرف وأطهر وأنقى لها و يبعدها عن الكثير من المضايقات في الشارع ..وتؤكد أنها لا تخرج إلا محتشمة وتتحاشى أي نوع من أنواع الزينة في لبسها تجنبا لاي مضايقات.
وترجع سبب المعاكسات إلى لبس الفتيات والذي وصفته بالخروج عن العفة وعن كل معاني الستر والطهارة فهي متبرجة من نوع جديد .. وقالت " التبرج لا يعني خلع الحجاب وإظهار الشعر بحد ذاته ولكنه يعني عدم الحشمة في المظهر الخارجي أياً كان نوعه سواء في العباءة أو الكعب العالي أو أي نوع من أنواع الإغراءات التي تثير الشباب وتقسمهم نصفين نصف يغار على الفتاة ويتمنى أن يصفعها على وجهها ليرد إليها عقلها ونصف يعتبرها فريسة سهلة للمعاكسة والتجاوب ".
* كما تدين تدان :
يقول الدكتور صالح العروسي الأستاذ بقسم الدراسات الاسلامية بكلية الآداب جامعة صنعاء " إذا كان الانسان لا يرضى أن يؤذيه أحد في أمه أو أخته أو ابنته أو زوجته ، فعليه كذلك أن يستحي ان تصدر مثل هذه التصرفات منه تجاه الناس الآخرين" ويضيف " فليعلم الشباب بنوعيه أن أشد الأذى أذى العرض" .. ويحمل الشباب المسئولية الأعظم في المعاكسات والمضايقات .
ويستدل الدكتور العروسي بأبيات شعرية للأمام الشافعي تعبر عن هذه الظاهرة وأن من وقع في عرض غيره ربما أوقع الله في عرضه غيره.. يا هاتكًا حرم الرجال وقاطعا .. ... .. سبل المودة عشت غير مكرم لو كنت حـرًا من سلالة ماجد .. ... .. ما كنت هتاكًا لحــرمة مسلم من يزن في بيت بألفي درهم .. ... .. في أهلـه يُزنى بغــير الدرهم إن الزنـــا دَيْنٌ إذا أقرضتــه .. ... .. كان الوفا في أهل بيتك فاعلم
* أفضل أوقات المعاكسات وطرقها عند الشباب :
يعترف الشاب ( ماهر ) أنه معاكس ويستمتع كثيراً عندما يجد تجاوب من أي فتاة و أفضل أوقات المعاكسات برأيه الأوقات المتأخرة من الليل عبر الهاتف ، ويبرر رأيه هذا بأن طبيعة المغامرة للمعاكسين تجعلهم يميلون لاختيار أوقات الراحة التامة للآخرين وإزعاجهم في تلك الأوقات.. كما أن القلق والشعور بالوحدة والانعزال يزداد في الساعات المتأخرة من الليل , حيث يجد المعاكس ذاته وحيداً، فهو قلق ومن حوله سكون فتزداد الوحشة ويلجأ الشاب في هذه الحالة للمعاكسات الهاتفية للخروج من هذا الوضع.
وقد تعددت طرق المعاكسات حسب قول آخر وتطورت اساليبها وتنوعت وسائلها وتفنن فيها الشباب وبعض الشابات فمن غمز بالعين، أو ابتسامة ناعمة، أو نكتة طريفة، أو تعليقات يظنها صاحبها ظريفة وقد لا يتعتبرها الطرف الاخر كذلك ،الى نظرة ناعسة، أو عباءة ملفتة للنظر، أو مشية متكسرة متغنجة، أو ابتسامة موحية،أورائحة عطرية نفاذة تشد اليها الانتباه .
* البطالة والفراغ من اكثر الاسباب :
وفيما ترى الدكتورة منى الاصبحي أستاذة علم النفس بجامعة صنعاء أن القضية لها علاقة بالطبيعة المحافظة داخل الأسرة اليمنية بشكل خاص وفي المجتمع اليمني بشكل عام وتزداد الظاهرة بالرغم من المحافظة داخل الأسر لأنها ترتبط ارتباطا وثيقا بتزايد معدلات البطالة لدى الشباب، والفراغ لدى الفتيات وكذلك الإحباط الناتج عند الشباب بسبب زيادة المهور وعدم قدرة الشباب على الزواج وزيادة تكاليفه فيصاب الشباب بالإحباط ويتخذون من المعاكسات وسيلة لإشباع الغرائز حينا ، ولقضاء أوقات الفراغ في الشوارع احيانا.
* المعاكسون شديدو الخجل وسريعو الاثارة :
يؤكد الدكتور احمد العمري أختصاصي الطب النفسي أن الأشخاص المعاكسين يتصفون بعدم النضوج الانفعالي، وعدم نمو الضمير الاجتماعي، وبالتالي يجدون صعوبة في عملية التكيف بالرغم من نضوجهم الجسدي والنظرة إليهم باعتبارهم كبارًا، وهم لا يزالون يعانون من طفولة الذات الاجتماعية، وهم نرجسيون، ولا يوجد لديهم أية مراعاة لمشاعر الآخرين، ويفهمون الحرية والقانون والكرامة الإنسانية بمفهوم خاص تسيطر عليه الأنا الفردية.
وقد يستغرب القارئ إذا عرف أنهم ـ حسب الدكتور العمري ـ شديدو الخجل وسريعو الإثارة ومتقلبو المزاج، ونادرًا ما تكون الصعوبات حافزًا ودافعًا لهم لبذل مزيد من الجهد، بل إنهم لا يتعلمون من أخطائهم، ويكرهون الالتزام بالقيم الأخلاقية والنواميس الاجتماعية.