أول دولة خليجية عظمى تستعد في إنشاء ائتلاف عسكري مع الولايات المتحدة لحماية الملاحة في البحر الأحمر صواريخ تضرب تل أبيب في مدارس الحوثيين.. التعليم يتحول إلى أداة لترسيخ الولاء بالقوة الأمم المتحدة تتحدث عن توقف وصول سفن الوقود إلى ميناء الحديدة فيتو روسي صادم في الأمم المتحدة يشعل غضب الغرب الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين الحوثيون يبدّلون المنازل المستولى عليها إلى مراكز احتجاز بعد اكتظاظ سجونهم بالمعتقلين المحكمة الجزائية في عدن تصدر حكمها النهائي في المتهمين بتفجارات القائد جواس شهادات مروعة لمعتقلين أفرجت عنهم المليشيات أخيراً وزارة الرياضة التابعة للحوثيين تهدد الأندية.. واتهامات بالتنسيق لتجميد الكرة اليمنية
قليل هم الذين لا يتأثرون بمتاع السلطة والمنصب، أما الغالبية من الناس فهم يتغيرون بمجرد تسلمهم مناصب معينة، فقد ترى الإنسان وديعا لطيفا متواضعا نزيهاً يحمل هما وطنياً، وبمجرد تسلمه منصبا معينا، تجده يُغيّر أسلوبه في التعامل مع الناس وقضاياهم.. يظهر لهم جانبا كان خفياً.. فيه شيء من التعالي والجشع، وتضيع منه بعض المبادئ والقيم النبيلة..!
هذا داء حقيقي قد يصيب الكثير إلا من رحم الله، ربما هذا التحول قد ينطبق على كاتب هذه السطور في يوم ما إذا أراد الله أن يكون مسئولا على أمر في المستقبل. ولهذا لا أتمنى أن يفهم كلامي بشكل خطأ، لأني بهذا المقال أبدي حرصي على الأستاذ باسندوة.
يروى أن القاضي "ابن شبرمة" كان برفقة ابنه، وإذا به قد رأى موكباً لأحد الأمراء، فاشمئز منهم، وقال:" لي ديني ولهم دنياهم" ثم أنشد قول الشاعر:
أراها وإن كانت تُحب كأنها سحابة صيف عن قريب تقشع
وبعد حين، التفت إليه الحاكم وأعطاه ولاية القضاء. وبعدما قبل، ذكّره ابنه بما كان يقول وهو بعيد عن السلطة فقال ابن شبرمة لأبنه:" يا بني إنهم يجدون مثل أبيك الكثير، ولكنني لا أجد مثلهم وإن أباك أكل من حلوائهم, فانحط في أهوائهم".
وحول ذات الأمر يقول أحمد شوقي:
يولَدُ السَيِّدُ المُتَوَّجُ غَضّاً طَهَّرَتهُ في مَهدِها النَعماءُ
لَم يُغَيِّرهُ يَومَ ميلادِهِ بُؤ سٌ وَلا نالَهُ وَليداً شَقاءُ
فَإِذا ما المُمَلِّقونَ تَوَلَّو هُ تَوَلَّى طِباعَهُ الخُيَلاءُ
وَسَرى في فُؤادِهِ زُخرُفُ القَو لِ تَراهُ مُستَعذَباً وَهوَ داءُ
فَإِذا أَبيَضُ الهَديلِ غُرابٌ وَإِذا أَبلَجُ الصَباحِ مَساءُ
ما أريد توضيحه هنا هو أن المناصب في الغالب تفسد النفوس الطيبة وتنسيها مهامها الأساسية، وهذه الحقيقة يجب أن تكون حاضرة في ذهن أي شخص قَبِل المنصب وتحمل المسؤولية. إضافة لذلك، يجب أن يؤمن من قبل المسؤولية بأنه سيتعرض للانتقادات التي منها الصحيح ومنها دون ذلك، وبالتالي يجب أن يتقبل هذا النقد ويحاول أن يصحح الأخطاء إن وجدت، وأن لا يتعامل-دائماً- مع هذه الانتقادات على أنها استهداف لشخصه لأننا لسنا معصومين، وهناك أخطاء حقيقة تستحق من الرعية نقدها وتستوجب من المسئول الاهتمام بها ومعالجتها والحرص على عدم تكرارها مرة أخرى..!
في الأسبوع الماضي حضرت حفل إشهار حزب العدالة والبناء الذي ألقى فيه الأستاذ محمد باسندوة كلمة لا تخلو من لغة التسامح والمحبة التي عودنا عليها رئيس حكومة الوفاق الوطني، لكن ما كان ملفتاً للكثير في تلك الكلمة؛ إشارته المتكررة لمن يكتبون عنه وينتقدونه أو يسبوه عبر وسائل الإعلام، بالرغم أنه قد تحدث عن هذه النقطة في أكثر من مناسبة..!
ليس هذا فقط ما دفعني لتوجيه هذه الرسالة لمعالي رئيس الوزراء، ثمة ملاحظات تدفعنا إلى توجيه هذه الرسالة العاجلة.. بالإمكان الإشارة لبعضها هنا..
الأستاذ باسندوة.. إن المرحلة بحق بحاجة إلى استغلال كل ثانية من وقت حكومتكم لإيجاد مخارج وحلول لهذا الشعب الذي يعول عليكم كثيراً.. حاولوا أن تغضوا الطرف عن تلك الإساءات التي يحاول البعض بها النيل من تاريخكم المشرف.. لا تستهلكوا وقتكم في الرد عليهم، اتركوا المماحكات الحزبية والسياسية جانباً لأنها لن تنتهي والتفتوا لقضايا البسطاء كي يشعروا بأن هناك شيء مختلف، واحرصوا على أن لا يصابوا بالإحباط بعدما استبشروا خيراً فيقودهم ذلك إلى الندم والتحسر على الوضع السابق الذي ثرنا ضده..!
ليس من المنطقي أن يعقد مجلس الوزراء جلسة طارئة للنظر في الهجمة الشرسة التي تشنها بعض وسائل الإعلام على شخص باسندوة، بينما لا تعقد جلسة خاصة بمناقشة ظاهرة قطع الطرقات في مختلف أنحاء الجمهورية على سبيل المثال..!
معالي رئيس الوزراء.. أن تتناولك بعض وسائل الإعلام بشكل غير لائق، فهذه قضية لا تعني جاري المسكين الذي لا يجد ما يعطيه لأبنائه. وأن تظهر عبر شاشات التلفاز مشاركاً في احتفالات وفعاليات الجمعيات والجامعات فهذه خطوة لا تقلل من نقمة الطلاب -المُقدمين على فترة امتحانات- بسبب معاناتهم الناتجة عن مشكلة انقطاع الكهرباء التي لم تُحل منذ تحملكم المسؤولية قبل أكثر من خمسة أشهر..!
أيضاً، الشباب العاطل لا يأبه بمشاركتكم في مؤتمر حوار الحضارات أو لقاءاتكم بزعماء الدول.. فهذه ليست انجازات بالنسبة لهم. البسطاء من الشعب اليمني- وهم الأغلبية – لا يهمهم ذلك، وهم ينتظرون أن يلمسوا ثمار التغيير ومرحلة الوفاق بشكل مباشر.. نتمنى أن لا يطول انتظارهم كي لا نفاجأ يوماً بخروجهم إلى الشوارع مطالبين بعودة الماضي..!