السلفيون في اليمن وخيارات المشاركة في المرحلة المقبلة
بقلم/ عبداللطيف العامري
نشر منذ: 12 سنة و 9 أشهر و 30 يوماً
الثلاثاء 17 يناير-كانون الثاني 2012 06:00 م

 يدرك السلفيون في اليمن ضرورة التعامل مع الواقع الجديد الذي تشكل إثر ثورات الربيع العربي عموما والثورة اليمنية خصوصاً بما يتناسب وطبيعة التغيرات الكبرى التي طرأت على المشهد السياسي ، وتجدر الإشارة إلى أن المقصود بالسلفيين هنا هم أولئك الذين شاركوا في الفعاليات الثورية سواء كان ذلك عبر البيانات والكتابات المنددة بالظلم والإستبداد أو بالمشاركة العملية في الساحات وإشهار تكتلاتٍ ثورية معروفة في ساحات الثورة في اليمن ، بيد أن تحدياتٍ جساماً تقف أمام خيارات المشاركة السياسية بالمفهوم المتداول بين الأحزاب والتكتلات الأخرى والمتمثل في خوض التجربة الديمقراطية والوصول إلى قاعة البرلمان ، ويبدو السلفيون إزاء هذا المشهد الجديد أمام خيارات عدة مصفوفة على طاولة القرار السلفي :

الأول : خوض غمار السياسة وفق النُّظم الديمقراطية المعروفة عبر إشهار حزب سياسي يحوي تكتلاتهم الثورية ، والمنافسة في الإنتخابات المزمع إجراؤها ، ورهانهم في هذا على قاعدتهم الشعبية التي اكتسبوها من خلال مسيرتهم الدعوية حيث لم يسبق أن مارسوا المماحكات السياسية التي تحصل بين الأحزاب المتنافسة مما يزيد من فرصهم في ثقة الجماهير بهم ، كما أن لهم جهوداً خيرية لمسها أفراد المجتمع من قبل الجمعيات الخيرية التي يشرفون عليها ، ويعزز هذا الموقف لديهم أيضاً فرص ملائمة المناخ السياسي للحركات الإسلامية بشكل عام .

الثاني :ـ الإحجام عن الدخول في اللعبة السياسية المعروفة إذ أن أي إقدام على خوض مثل هذه التجارب يتم عبر دراسات وأسس معلومة ليس أقلها العامل المادي والإعلامي بالإضافة إلى الإستقطاب الجماهيري المنظم إذ أن العواطف لن تجدي في ظل منافسات منظمة ، وإذا ما تمت المشاركة بطريقة مندفعة غير مدروسة فستخلف آثاراً سلبية ، والمشاركة دون الأخذ في الإعتبار ضرورة وجود كفاءات في مختلف التخصصات كالطب والهندسة والإقتصاد والسياسة والتجارة وغيرها، يعكس النتائج سلباً فالمجتمع لا يحتاج إلى دعاة فقط ، بل هو بحاجة إلى إدارة شاملة في مختلف مناحي الحياة، ناهيك عن ضرورة الدبلوماسية في العلاقات الإقليمية والدولية والتي بدورها تؤثر في المشهد بطريقة أو بأخرى

الثالث :ـ الحرص على البقاء على مسافة واحدة من الأحزاب المتنافسة والقيام بدور المراقب والمحتسب ، والحرص على الدعم بأشكاله المشروعة لكل من يحقق مصالح العباد بغض النظر عن انتمائه الحزبي مع إمكانية المشاركة بجهود فردية مستقلة أو حتى بالتنسيق مع بعض الأجنحة القريبة من الفكر السلفي في بعض الأحزاب الأخرى، وهذا الأمر لا يؤثر على جهدهم الدعوي وكلما كانت دعوتهم الناس بعيدة عن المطامع السياسية والحزبية كان ذلك أجدى للقبول والفائدة ، كما أنه لا يزال هناك تأرجح في بعض المواقف داخل البيت السلفي من المشاركة في المجالس التشريعية والموقف من قانون الأحزاب والتعامل مع مفهوم الديمقراطية بشكل عام .