لم كل هذا يا إعلاميي قنواتنا الحكومية؟
بقلم/ د. فاطمة عبدالرحمن
نشر منذ: 13 سنة و 3 أشهر و 11 يوماً
السبت 06 أغسطس-آب 2011 12:56 ص

أولا شهر كريم وكل عام ويمننا الحبيب بخير.. أستهل مقالتي بتقديم تساؤلات لمذيعي ومقدمي البرامج في قنواتنا الحكومية اليمنية وغير الحكومية مثل «سبأ» و«اليمن» و«يمانية» و«الايمان» و«العقيق»... ألا تشاهدون انفسكم يا مقدمي البرامج الهزيلة والكاذبة والملفقة بعد عرضها؟ بالله عليكم هل انتم مقتنعون بما تعرضون؟ هل تصدقون ما تقدمون من مسرحيات هزلية مضحكة ومبكية في آن واحد؟ انكم ترتكبون الخطأ تلو الآخر ولا تحاسبون انفسكم، وأنا أتساءل بشكل عام ولا اخص احدا بذاته، لم كل هذه التجاوزات في قنواتنا الحكومية والرسمية، أما من رقيب! أما من حكيم يوقف كل هذه الاخطاء والزلاّت بحق الشعب اليمني؟ تساؤلات اسألوها انفسكم بأمانة! ألم تتعلموا من القنوات والفضائيات العربية والعالمية كيفية إعداد البرامج التلفزيونية؟ ألم تتعلموا بكليات الاعلام التي درستم بها مدى أهمية المصداقية في تقديم النشرات الاخبارية والبرامج الحوارية وما شروط ادارة برنامج حواري؟.

يا أعزائي في قنواتنا الحكومية، شروط تقديم أي برنامج حواري من ابجدياته: الموضوع المُناقش، الضيوف، التكافؤ بينهم وعددهم، وتوقيت البرنامج - ومن العدل والمهنية والمصداقية الاعلامية في مثل هذه البرامج يشترط أن يكون مقدم البرنامج حياديا 100%،- وليس كما حدث في احد البرامج الحوارية المباشرة في قناة «سبأ»، وهي أحد الأخطاء الكثيرة التي وقعت فيها هذه القناة.

ودعوني اتعمق قليلا في سرد بعض تفاصيل هذا البرنامج الحواري، بالرغم من أنه قديم (مساء الاحد 15/5/2011) ولكن للتوضيح ليس الاّ.. ولضرب عصفورين بحجر واحد، وسوف اوضح لاحقا لم أردت التعمق في هذا!

مثال (1): ما حدث في قناة «سبأ»: استضافوا شابة من شباب الحرية والتغيير وتمثل اتجاه واحد هو رأي الشباب الحُّر والشعب اليمني في ميادين الحرية والتغيير، وهي «رنا» وحشدوا لها مجموعة من النساء ممن فاتهن القطار فعلا!! عددهن تقريبا (10)، اضافة الى مذيعة مهاجمة وليست مُقدمة، وعدد من المتصلين المأجورين، كل أولئك ضد «رنا» الصبية القوية، ومع كل ذلك كانت ردود الفتاة في المساحة الوقتية المتاحة لها قوية وكلماتها ثابتة ورأيها مقنع وأسلوبها واضح، وقد اظهرت شجاعة ولباقة نادرة أذهلت كثير من المشاهدين الذين تابعوا البرنامج وهي لم تكن تحاور بل كانت تحارب في كل اتجاه، نعم أستطيع القول أنها كانت تحارب كل أولئك ممن كانوا يهاجمون هذه الثائرة الصغيرة بعمرها والكبيرة بفكرها والمستمعة بهدوئها لكل الالفاظ المستفزة والخارجة عن اللياقة! والله اني لأقول لهذه الشابة «رنا» بارك الله بك وبحماسك وبشجاعتك، وأفصح الله لسانك الصادق الحق، وأقول لوالديك بوركتما هذه الابنة والمناضلة الصغيرة سلمت افكاركما وعقولكما التي أنشأت مثلها.. ولكن لا تستغربوا يا من تشاهدون مثل هذه الشابة والتي تمثل احدى النماذج الموجودة في ساحات الحرية والتغيير في يمننا الغالي، هؤلاء هن الثائرات الحرائر مع زملائهن الشباب الثائر الحرّ ممن هم في سنها اكبر قليلا او اصغر، جميعهم ممن أرادوا تغيير وتحديث اليمن والنهوض به وإعادة حضارته وأمجاده ورونقه وسعادته ممن سرقوه خلال ثلاثة عقود.. وما زالوا مصَرون على تدميره! ولكن هيهات هيهات وأنًى لهم ذلك مادام فينا أمثال «رنا» وزملائها, فهنيئا لنا نحن اليمنيون وجود هؤلاء الشباب بأفكارهم البناءة وحماسهم الشديد وصبرهم اللاّمحدود، لذا نحن واثقون بهم وبقدراتهم اذا سلًمناهم امور اليمن مستقبلا! وساعدناهم وأخذنا بأياديهم, هذه الايادي البيضاء والعقول النًيرة كثورتهم السلمية البيضاء والتي ستنهض باليمن وتضعها في المكان الذي يليق بها بين الأمم، هؤلاء هم من سيبنون مستقبل اليمن الحديث وسيعيدون أمجاده. ونحن نعدكم أيها الشباب الثائر الحُر، أن نساندكم بكل ما نستطيع حتى تتحقق كل اهداف الثورة ما دام جيلنا وجيل من سبقونا لم يتمكنوا من القيام بهذه الثورة من عشرات السنين فواجبنا اليوم هو دعمكم.

(ألم يكن لي الحق في التعمق وتوضيح ما حدث في هذا البرنامج الحواري؟!).

مثال(2): ما حدث في قناة «يمانية» (عدن) حيث أقدم بعض المسئولين عن هذه القناة بمضايقة وإقصاء عدد من المذيعين والمذيعات من تقديم برامجهم عندما علموا بانضمامهم للثورة، من خلال تهميشهم وتجاهلهم وإقصائهم، ويستعاض عنهم بمذيعين جدد أقل منهم خبرة، وهم من المطبلين والمنافقين الذين يمثلون ابواقا للسلطة، وهذا ما حدث فعلا بالأمس القريب مع احدى المذيعات المتميزات بقناة «يمانية» (عدن)، وكيف مُنعت من تقديم برنامجها الرمضاني – بحسب تصريحها نقلها موقع «مأرب برس»- وكيف تم ترقية احدى المذيعات وتعيينها بمنصب واسع وفضفاض جدا عليها مما أثار حنق وغضب كثير من المذيعين والمذيعات ممن هم احق بهذا المنصب! هذه بعض النماذج للأخطاء التي تُرتكب في قنواتنا الحكومية، ولو تطرقت تفصيلا لما حدث ويحدث في قناة اليمن الفضائية من مهازل يومية لثارت الاوراق.. وجفَ الحبر.. واعتصم القلم!

يا إعلاميي قنوات اليمن الحكومية- آنفة الذكر- ألا تدركوا يا إعلاميي السلطة! واسمحوا لي أن القبكم بهذا اللقب لأني لم اجد توصيفا لكم غير هذا، وسوف اوضح لمَ استخدمت هذا اللقب، من خلال ما استعرضته في المثالين السابقين ومما شاهدته في أغلب برامجكم ولقاءاتكم ونشرات اخباركم – مع العلم اني لم أعد اتابع هذه القنوات لأني تعبت من كثرة المهازل والأكاذيب التي تقدمونها، ولكني اتابعها فقط من باب التوثيق ليس الاّ- ما هذا السفَه والدجل الاعلامي؟ ما هذ الذي تقدمونه من برامج ومقابلات ولقاءات لأشخاص -ولكني لا اعتبرهم اشخاصا بل (شخوصا)- والفرق بين الكلمتين واضح! تم اختيارهم بعناية وتلقينهم ما هو مطلوب منهم بدقة؟ -ولا انكر ان البعض يعبرون فعلا عن آرأئهم- وأسألكم أين المهنية الاعلامية؟ اين المصداقية؟ أين الحيادية في الطرح الاعلامي؟- وأتساءل هل هذه البرامج موجهة من قبل اشخاص لا ينتمون للمجال الاعلامي لا من قريب ولا من بعيد؟ وهل وظيفتكم الاعلامية موجهة للتطبيل والتمجيد لأفراد معينين؟ ما تقدموه لا ينتمي لوظيفية العمل الاعلامي البتة، وآخرها التهديد والوعيد الذي تمّ بثه عبر وسائل اعلامية حكومية رسمية بخطورة الاعتداء على الثوار الأحرار في ساحة التغيير بصنعاء ما هذا يا إعلاميي السلطة؟ ماذا تفعلون بأنفسكم وبنا؟ المجال الاعلامي لا يكون ناجحا ومؤثرا وصادقا وقريبا من المشاهدين أو المستمعين أو القرّاء ما لم يكن من يديره إعلاميون متخصصون يتمتعون بمساحة حرية مقبولة، ومصداقية حقيقية، ومهنية عالية، وهذا ما تفتقده برامجكم ونشراتكم للأسف الشديد! واتساءل ما دوركم كإعلاميين لقنوات حكومية تستمدون أفكار برامجكم من مخزون ما تعلمتوه في المؤسسات الاكاديمية الإعلامية، اضافة الى خبراتكم الاعلامية الميدانية الحُرَة! واضع عدة خطوط حمراء تحت كلمة الحُرة، هذه المساحة من الحرية متاحة لكل الصحفيين والاعلاميين بكافة المؤسسات الاعلامية المحلية والعربية والعالمية، أم انكم مسيرون لا مخًيرون؟ هل تعلمون أن هذه القنوات الحكومية التي تستخدمونها هي ملك للشعب اليمني كله وليس للحاكم واتباعه؟ وانتم تستخدمون أموال الشعب وقوت اليمنيين وعرقهم في تفتيت وحدتهم! ما هكذا يُدار الإعلام يا هؤلاء؟؟ اسمحوا لي ن اقول لكم علّكم كنتم ساهون عن الحقيقة، دور القنوات الحكومية الفعلي باعتبارها ملكا للشعب اليمني هو الحيادية في طرح كل شيء، في تقديم البرامج الثقافية والاجتماعية والسياسية والدينية وحتى النشرات الإخبارية واللقاءات والمقابلات وفي النزول الميداني لتنقلوا بكل مهنية ومصداقية اعلامية ما يحدث في الشارع اليمنى اليوم في كل محافظات الجمهورية، المؤيد والمعارض، المحايد والمستقل، عالم الدين والجاهل به، المثقف والأمي، الشيخ والقبيلي. التاجر والبائع، المعلم والطالب، الغني والفقير، الكبير والصغير، المدني والريفي ، الضابط والجندي...الخ، وتعرضوه على الناس عبر وسائل الإعلام الحكومي لأنه ملك لهم.. لأنه ملك للشعب!! وهم سوف يحكمون! اين تعلمتم هذا النوع من المهنية الاعلامية الملفقة؟ أين درستم هذا الدجل الإعلامي؟ كثيرون يعلمون أن ذلك من اساسيات وأبجديات العمل الاعلامي! انا لست بإعلامية ولكني استطيع التفريق بين كل ذلك. وانتم ايضا تستطيعون أن تميزوا ولكنكم ترمون كل ذلك وراء ظهوركم.. لماذا؟ من أجل ماذا؟ لم كل هذا الشطح الاعلامي؟ ألم تشاهدوا ما حدث بالاعلاميين بمصر وتونس؟ ألم تتعضوا بما حدث لهم بالأمس القريب؟ وكيف يعيشون اليوم وهم في خزي وخجل دائم من انفسهم ومن زملائهم ومن مشاهديهم! (واليوم العالم كله شهد محاكمة الرئيس المصري السابق"حسنى مبارك"، أرأيتم كيف طالبت هيئة الدفاع عن أسر الشهداء بضم وسائل الاعلام الرسمية المصرية الى قائمة المتهمين باعتبارهم مشاركين في التحريض على القتل)! فهل تنتظرون هذه النتيجة؟ ألن تستفيدوا من أخطائهم؟ ولكن لن أُعمٌم فهناك مجموعة من الاعلاميين اليمنيين الشرفاء في كل وسائل الإعلام الحكومي تنبهوا لذلك وتحرروا وعبروا عن رأيهم صراحة وعلناً أمام الجميع ولم يقنعهم ما تقدمه وسائل الإعلام الرسمي بكافة وسائله من تزييف للحقائق، والمجال هنا لا يتسع لذكرهم فهم كُثر... ومع ذلك كله لن نقطع الخيط بيننا وبينكم ايها الاعلاميون يامن مازلتم تزيفون كثير من الحقائق،وتحرضون الجندي المسكين على قتل اخيه وابن عمه وجاره وابن قريته ومدينته– لأنه كما تعلمون انّ هؤلاء الجنود لا يسمح لهم إلاّ بمشاهدة القنوات التليفزيونية الحكومية ومنعت عنهم باقي القنوات الفضائية العربية والاجنبية ذات المصداقية والمحايدة.. لماذا؟ خوفا من أن يكتشف هؤلاء الجنود-المُغّرر بهم - الحقيقة التي تزيفوها بإعلامكم.. واذا أكتشفوها حتما سيكون لهم رأي آخر وسينضمون للثورة!

أيها الإعلاميون الاحرار, اسمحوا لي من هنا من هذه النافذة أن أناديكم و أناشدكم ان تحكًموا عقولكم وافكاركم وتوجهوها الاتجاه الصحيح انتم منا ونحن منكم نحن شعب يمني واحد وإن اختلفنا في الرأي وفي وجهات النظر.. لكننا في الاخير يمانيون! جميعنا نحب اليمن ونخاف عليها من كل الأخطار التي قد تحيط بها ... اليوم تغيب عنكم الحقيقة أو غُيٌبت عنكم إما بإرادتكم أو بغيرها فاسمعوها منا ونحن نمدُ ايدينا اليكم فلا تحولوا دون وحدة الشعب اليمني الحُرّ.. أتعلموا أن خروج الشباب للساحات مطالبين بحقوق مشروعة هو لأجلي وأجلك، ولأجل ابني وابنك ولأجل مستقبل اجيالنا القادمة كلها. وكما تعلمون بأن الاعلام بكافة وسائلة المرئية والمسموعة والمقروءة سلاح ذو حدين اما أن يوحد أبناء الشعب ويقربهم من بعضهم اذا ما استخدم ووُجًه الاتجاه الصحيح، أو يشقٌ الصف اذا ما استخدم ووُجَه الاتجاه الخاطئ، وانتم اليوم تستخدمون الإعلام بالشكل الخاطئ، أتعلمون انكم من مواقعكم هذه تمثلون خطورة على ابناء الشعب الواحد، وأسلوبكم هذا سوف يولد فتنة لا تُحمد عقباها! أنه بعملكم هذا تفريق لابناء اليمن الواحد الذين ظلًوا موحدين وسيبقون هكذا أياديهم بأيدي بعض لا يفرق بينهم حاكم ولا سلطة ولا مسئوول كائنا من كان، الى أن يرث الله الأرض ومن عليها. فاتقوا الله في انفسكم وفي شعبكم! وحافظوا على تاريخكم الاعلامي قبل فوات الأوان!

أيها الإعلاميون، لأجل كل الحقائق المخيفة التي سردتها سلفا اطلقت عليكم لقب «إعلاميو السلطة». وغدا القريب -بإذن الله تعالى- ستكتشفون الحقيقة وأنا على يقين بأنكم ستكونون معنا مع الثورة مع الحق، مثل كثيرون منكم كانوا حيث انتم اليوم ثم انضموا الى الثوار الاحرار، فانضموا الينا لنرحب بكم وبكل الأطياف والفئات العامة والخاصة من أبناء الشعب اليمني من يريد ان يتنفس حرية، واستغلوا حلول شهر رمضان الكريم شهر الرحمة والمغفرة والعتق من النار وانضموا الى الأحرار، وكما يردد الثوار في كل ساحات الحرية والتغيير عندما ينضم اليهم أحرارا «حيًا بهم.. حيًا بهم.. واحنا تشرفنا بهم..»ألا تشتاقون الى مثل هذا الترحيب العظيم والذي يشرفنا ويشرف كل حُرّ أزاح عنه الخوف، فاليوم في ظل هذه الثورة العظيمة الخوف عار.. والذُل عار.. ندعوكم فانضموا الينا لتتذوقوا طعم ومعاني الحرية، ها نحن نمدٌ ايدينا وقلوبنا وساحاتنا اليكم فلا تردوها وتردونا خائبين .. وتهدموا المعبد كله عليكم...اتركوا جزءًا منه يُرجعكم الينا ويُرجعنا اليكم عندما تستقيم الأمور في هذا البلد الحبيب، والذي قال عنه وعنا رسولنا العظيم محمد صلى الله عليه وسلم «الإيمان يمان والحكمة يمانية » وهذه الصفة فخر لكل اليمانيين نتباهى بها جميعنا من اقصى الشمال الى اقصى الجنوب ومن اقصى الشرق الى اقصى الغرب.

فكروا مليًا في كلامي.. استوعبوا عباراته.. وسوف تدركون الحقيقة الغائبة عنكم. فإذا لم تتعلموا وتستوعبوا الدرس اليوم فمتى؟! واللبيب بالاشارة يفهم!!!