الساحر بن عمر ... الحوار والإقصاء!
بقلم/ علي بن عبدالله
نشر منذ: 12 سنة و 4 أشهر و 15 يوماً
الأربعاء 04 يوليو-تموز 2012 03:41 م

دكتاتور الأمس سقط ولو شكليا ، والنظام السابق مدفونا رسميا ، وحكم العائلة في خبر ولو إعرابيا ، لكنه يبقى لهذا الدكتاتور جذور ، وللنظام نفوذ ، ولحكم العائلة أنصار.

والثورة هي في أسمى معانيها ، هي الصلح والتصالح والوئام والتوافق والتآخي ، وهي في أصدق صورها ، احترام الآخر وقبوله وإشراكه ، وهي في أدق تفاصيلها ، العدل والإنصاف ، وهي في أرقى أهدافها التنازل والرضى بأنصاف الحلول ، وهي في سرها وجهرها وسبرها وسطحها وكيانها وجوهرها ترفض سياسة الإقصاء وإطلاق الأحكام العامة وتعميمها ، والمحاسبة بجريرة الغير.

الثورة اليوم بحاجة إلي ثورة إصلاحية ، أجد أن تسميتها ثورة ، عار وجرم وفعل شنيع ، تمعن معي :-

ترفض كيانات وتكتلات ثورية كثيرة ، المشاركة في الحوار الوطني - الشكلي - ، إستنكارا لمشاركة ما يسمونهم ، بأنصار القتلة ، بغص النظر عن مصداقية التسمية ، وثبوت التهمة ، لكن شباب الثورة مستعدون للمشاركة في الحوا مع الحكومة والرئيس المنتخب ، الذان أعطيا الحصانة للقتلة أنفسهم ، بل وإن بعضا منهم لا يزال على رأس عمله وفي الحكومة ، ومع ذلك هم يرفضون المشاركة في الحوار لوجود شباب المؤتمر.

من يفسر لي إي ثورة هذه ، وأين موقع هذا التصرف الأرعن الثوري من الإعراب ، ومن وراء هذه العقلية الرجعية الثورية ، وهل من حق تكتلات ثورية حزبية رعناء ، أن تقصي من تريد عن الحوار ، وتدخل من تريد!

جاء الساحر بن عمر ، فغدا سنعلم ، أن هذه الشروط الثورية الإقصائية ، إنما هي مزايدات ، وضحك على الدقون ، انتخب رئيس وشكلت حكومة ، وأضحى الإعلام الدولي والإقليمي ، ينظر للقضية اليمنية ، من منظار الأزمة ، وفقدنا مصطلح الثورة .

الحوار للجميع ، ولكن ليس للجميع الجميع ، فقط لمن كتب أسماءهم الرئيس هادي ، وصادق عليهم الساحر بن عمر بختم رعاة المبادرة ومجلس الأمن.

الحوار للجميع ، ولكن أهل صعدة من أهل السنة وعلماء اليمن ، ليسوا من الجميع ، وربما من اليمن ، وغدا سنعلم أيضا من تم أقصاؤه.

وحين يغضب الساحر بن عمر ، سيقول ( سيقول بلا شروط ، بلا زفت ، واللي يشتي يشارك وعنده بطاقة الدعوة للمشاركة فمرحبا ، واللي عنده شروط ، الله معه ، خل الثورة تنفعه ، والساحات تضمه ) ، وحينها سنسمع هذه التكتلات والإئتلافات الثورية الرعناء ، تقول لنا ( إن من مصلحة الوطن المشاركة في الحوار وإنجاحه )

لا يزال بعض الشباب يغردون خارج السرب ، ويضعون شروط ، ويهتفون الثورة مستمرة ، لكنها في الواقع( متسمرة ) ! في لوحة الإعلانات الشهيرة بخط الستين!