دولة عربية تقترب من اتفاق استثماري كبير مع السعودية بعد صفقة الإمارات ما لا يعرفه العرب عن فوائد زيت الزيتون وعجائبه في جسم الإنسان الضالع: وفاة شابة ووالدتها غرقاً في حاجز مائي غلاء عالمي لأسعار الغذاء إلى أعلى مستوى ست مواجهات شرسة ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز إستعدادات كأس الخليج.. لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي تجتمع على هامش قرعة خليجي 26 أول رد من المجلس الرئاسي لوزارة الدفاع السعودية بخصوص مقتل وإصابة جنود سعوديين بحضرموت تقرير: مليون يمني ألحقت بهم أمطار هذا العام أضراراً متفاوتة وضاعفت مخاطر الإصابة بالكوليرا ضبط عشرات الجرائم في تعز والضالع خلال أكتوبر حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها
من الأخطاء الجسيمة التي تقع في إطار توجيه وإرشاد الشباب، هي إعطاؤهم ذلك الانطباع بأن الغريزة الجنسية وحشٌ يصعب ترويضه، وأنهم لن يستطيعوا التعامل معها وكبح جماحها إلا بجهد مضنٍ، والأدهى من ذلك أن يتم تحقير هذه الغريزة في أعين الشباب.
وهو مسلك مُحبط للشباب لا ريب، إذ يرون أنه يلزمهم للتعامل مع الشهوة والسيطرة عليها أن يكون لهم خلق الأنبياء.
أول ما يجب تعزيزه في نفوس الشباب بشأن الغريزة، أن يتم تغيير مفهومهم عنها، فهي ليست عيبًا وليست قدحا في الإنسان الذي جُبل على هذه الرغبة تجاه الجنس الآخر، فهي فطرة، والفطرة ليس فيها قبيح، فالله تعالى يقول {زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ} [آل عمران: 14].
يقول محمد رشيد رضا صاحب تفسير المنار محلقا حول هذه الآية: "فإن الله تعالى ما فطر الناس على شيء قبيح، وكيف يكون حب النساء في أصل الفطرة مذمومًا وهو وسيلة إتمام حكمته في بقاء نوع الإنسان".
كما ينبغي أن يدرك الشباب جيدًا، أن استقامتهم على أمر العفاف وصون النفس عن العبث في هذا الشأن وتحصين أنفسهم من الوقوع في الرذيلة، أمرٌ يدخل في نطاق استطاعتهم وطاقتهم وقدرتهم، فالله تعالى هو الذي أمرهم بذلك، وهو نفسه القائل في كتابه الكريم: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286]،
فمحال أن يأمر الله تعالى الناس بالعفة وهم غير قادرين عليها، لكن الشهوة تنال من المرء عندما يفتح على نفسه أبوابها المحرمة، ويبتعد عن شريعة ربه تعالى. ومن الطرق الناجعة التي يستطيع بها الشباب التعامل مع الغريزة، تغيير الإدراك، والانتقال من منطقة التفكير في إيجاد مجال غير نظيف لها، إلى التركيز على الآثار السلبية المترتبة على ذلك، وهو ما سلكه النبي صلى الله عليه وسلم مع الشاب الذي جاء يستأذنه في الزنا وهمّ الناس أن يقعوا به، فأدناه النبي صلى الله عليه وسلم منه، ثم قال له:
(أتحبه لأمك ؟ قال: لا والله جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لأمهاتهم. قال: أفتحبه لابنتك؟
قال: لا والله يا رسول الله! جعلني الله فداك. قال: ولا الناس يحبونه لبناتهم. قال: أتحبه لأختك؟ قال: لا والله جعلني الله فداك.
قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم...). فجعله النبي صلى الله عليه وسلم لا يلتفت إلى هتاف الشهوة، وإنما التركيز على عواقب هتك الأعراض، في حين أنه لا يقبل بهتك عرضه، وربما كانت فيه إشارة وترهيب من القاعدة المطردة (الجزاء من جنس العمل).
ولئن كان الإقبال على الزواج هو أول ما ينصح به الشباب لمواجهة إلحاح الغريزة، إلا أنه لا يكفل وحده منع الإنسان من الإقدام على انحرافات الغريزة، فالوقوع في الرذائل يقع في نطاق المتزوجين أيضا، لذلك لا غنى عن البناء الإيماني القائم على المداومة على طاعة الله واتقاء الذنوب، وها هو النبي
صلى الله عليه وسلم، يوجّه رجلًا أصاب من امرأة فيما هو دون الفاحشة، توجيها عمليا يُعلي من البناء الإيماني لديه عن طريق طاعة الله التي تحرق الشهوات، فعندما أتاه وذكر له ذلك نزل قول الله تعالى ( أقم الصلاة طرفي النهار وزلفا من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين ) فقال يا رسول الله ألي هذه؟ قال لمن أخذ بها).
وهذا هو المعنى الذي دار حوله ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين عندما قال "اعلم أن أشعة لا إله إلا الله تبدد من ضباب الذنوب وغيومها بقدر قوة ذلك الشعاع وضعفه فلها نور وتفاوت أهلها في ذلك النور قوة وضعفا لا يحصيه إلا الله تعالى..
وكلما عظم نور هذه الكلمة واشتد أحرق من الشبهات والشهوات بحسب قوته وشدته حتى إنه ربما وصل إلى حال لا يصادف معها شبهة ولا شهوة ولا ذنبا إلا أحرقه". نسأل الله تعالى أن يصلح شباب الأمة ويهديهم إلى سواء السبيل، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.