دبلوماسي أمريكي: الصين شجعت الحوثيين على مهاجمة سفن الدول الأخرى ورفضت إجراءات دولية ضدهم بعد الكشف عن تصفية غالبية قادة حزب الله .. واشنطن وتل أبيب ترصدان 7 ملايين دولار لمن يبلغ عن الناجي الوحيد من اغتيالات قادة «حزب الله» استشهاد دكتور يمني مع أمه في قصف شنه جيش الإحتلال الإسرائيلي آخر التقارير والمعلومات بشأن مصير خليفة حسن نصرالله.. وحزب الله يلتزم الصمت أرقام توضح كم جريمة ضبطتها أجهزة أمن العاصمة عدن خلال 3 أشهر معارك طاحنة والجبهات الأوكرانية تتساقط..و روسيا تحرر بلدة أوغليدار الهامة استراتيجيا ارتفاع حصيلة الحرب في غزة إلى 41825 قتيلاً تفاصيل 18 غارة أميركية بريطانية على اليمن حماس تنعى 9 من مقاوميها اغتالهم الاحتلال بالضفة ولبنان الذهب يسجل خسائر أسبوعية مفاجئة بعد 3 أسابيع من المكاسب
موسى رجلا ناجحا بمعيار السياسة فاشلا بمعيار الأخلاق. فقد تمكن رمسيس الثاني خلال فترة حكمه من تأمين حدود مصر الشمالية الشرقية والغربية والجنوبية، واستعادة أرض كنعان، في حروب طويلة ضد الحثيين والليبيين والنوبيين وقراصنة البحر المتوسط، وغيرهم من الطامعين في مقدرات الامبراطورية المصرية. وشهدت مصر خلال فترة حكمه أكبر حركة بناء وتشييد للمدن والمعابد والمسلات في تاريخها القديم كله.
وكان أول من نقل عاصمة الدولة من جنوب مصر إلى شمالها في الدلتا، أسماها مدينة رعمسيس. كما بنى مدينة الفيوم في الغرب لتكون مدينة صناعية تزود الجيش بما يحتاج من الملابس والمعدات اللوجستية. وهو أيضا صاحب اطول فترة حكم في تاريخ مصر. إذ حكمها بمفرده - وبجوار والده الملك - قرابة 67 سنة.
وكان على المستوى الشخصي يتسم بشجاعة نادرة. فقد توغل في إحدى المعارك إلى قلب جيش العدو وليس معه سوى قلة من الفرسان عندما شعر أن جيشه يتراجع في المعركة. لكن هذا الرجل بهذه الإنجازات كان يفكر بمعايير السياسة الخالصة، دون مراعاة للبعد الأخلاقي فيها. ولهذا أصدر قرارا ملكيا بقتل المواليد الذكور من الجالية الإسرائيلية التي كانت قد توطنت في مصر قبل مجيئه بأكثر من 300 سنة.
لأن هذه الجالية حسب كلامه تنمو ديمغرافيا بصورة تهدد مستقبل المصريين. فالنساء الإسرائيليات ذوات خصوبة عالية ولا بد من إجراء قانوني وقائي يحفظ التفوق الديمغرافي للمصريين. وفي هذا السياق بعث الله موسى لإنقاذ هذه الجالية المستضعفة إذا لم يتمكن من إنقاذ فرعون نفسه ومملكته!.
وجرى ما جرى بعد ذلك من قصة يعرفها الناس. الشاهد في الحكاية أن قوم موسى الذين عانوا الأمرين تحت سلطة فرعون، وكانوا يتمنون الخلاص منه، قد ندموا على خروجهم ضد نظام فرعون ولاموا موسى وثورته لوما شديدا. وقالوا له متبرمين: أُوذِينَا مِن قَبْلِ أَن تَأْتِيَنَا وَمِن بَعْدِ مَا جِئْتَنَا. كان موسى يعلم أن قومه لن يصبروا على استحقاقات الثورة والحرية، لأن الأجيال الأخيرة منهم كانت قد نشأت في ظل العبودية والسخرة. والعبد بطبيعته لا يستطيع تحمل تكاليف الثورة من أجل الحقوق والحريات.
وسرعان ما يتراجع أو يندم على ما فعل مع أي خسارة تلقاه. لكنه كان يحاول معهم وينصحهم بالصبر، ويبشرهم بحياة كريمة بعد الصبر: قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ. وبعد هذه الآية مباشرة يعقب القرآن بالقول: وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ. وكأنه يقول لهم لقد كانت يد الله تعمل في قوم فرعون الذين عاندوا الحق بطريقتها الخاصة، لكن بني إسرائيل لم يكونوا يفقهون هذه الطريقة!. ولهذا ظلوا يشتكون ويتبرمون من الوضع الجديد ويقولون ما معناه: لقد كنا في عهد فرعون نتمتع بالحد الأدنى من الحياة المستقرة، نأكل الخيار والبقل والبصل والعدس، ونتمتع ببعض الأمن والأمان. إلى أن جاء موسى (الثورة) فأخرجنا إلى صحراء ليس فيها إلا طعام واحد وثعابين سامة قتلت منا مئات الأشخاص!.
اللافت في الآيات الماضية أن موسى قد وعد قومه بوراثة الأرض بعد المصريين. لكن الثابت تاريخيا وقرآنيا أن الجيل الذي خاطبه موسى بهذه الآية لم يدخل فلسطين ولا عاد إلى مصر بل هلك في سيناء بعد أن حكم عليه بالتيه أربعين عاما فيها. ولم يتحقق هذا الوعد إلا في الجيل التالي بعد وفاة موسى وجيل العبيد الذين معه!. ويبدو أن وعود الثورات كلها لا تتحقق إلا بعد ذهاب الجيل العنيد المصاب بأخلاق العبودية وأمراضها. اليوم هناك من ندم على تأييده للثورة الشعبية في 2011. تماما كما ندم قوم موسى على خروجهم ضد فرعون .
مع أن فرعون كان أكثر شرفا وإنجازا من علي عبد الله صالح. فهذا الأخير هو أفشل الحكام بمعيار السياسة ومعيار الأخلاق وكل معيار ممكن. ويبدو أن قدر هذا الجيل المريض بالعناد والنفاق والكذب أن لا ينال خير الربيع العربي.
وأن الثورة بتحولاتها العميقة غير المنظورة ستخدم أجيالا أخرى قادمة!. أما قوم صالح الذين عملوا على إفشالها فقد أخذهم الله بالسنين ونقص في الثمرات وكل ما أصاب قوم فرعون من قبل. وأما الثوار الذين أصابهم الشقاق والنفاق فهم في مرحلة التيه الان ويبدو أنهم لن يروا ثمار خروجهم في حياتهم.