آخر الاخبار

هربا من الضربات الإسرائيلية..قيادات الحوثي تنقل اجتماعاتها السرية الى إحدى السفارات الأجنبية في صنعاء وعبد الملك الحوثي يفر الى هذه المحافظة المليشيا الحوثية تقوم بتصفية أحد موظفي الأمم المتحدة بكتم أنفاسه وخنقه حتى الموت... رئيس منظمة إرادة يكشف عن إعدامات جماعية للمئات بينهم مختطفين من محافظة صعدة إسرائيل تتوعد سنضرب إيران.. وطهران تهدد: سيكون ردنا أقسى بعد النجاح الكبير وإستفادة 10 آلاف طالب وطالبة من مختلف الجنسيات مؤسسة توكل كرمان تعلن عن فتح باب التقديم للدفعة الثانية من منحة دبلوم اللغة الإنجليزية في لقاء بقطر.. رئيس ايران يتودد السعودية ويعبر عن ارتياحه للعلاقات المتنامية مع المملكة الحكومة اليمنية توجه طلباً للمجتمع الدولي يتعلق بملاحقة قادة جماعة الحوثي وتصنيفها إرهـ بياً مصرع احد قيادات الحرس الثوري الإيراني بدمشق الكشف عن مضمون رسائل تهديد بعثها الحوثيون وصلت عبر البريد الإلكتروني.. الجماعة ترفض التعليق بمبرر انها ''معلومات عسكرية سرية'' أربعة سيناريوهات محتملة للحرب الاسرائيلية البرية على لبنان أمنية عدن تناقش عدة ملفات بينها تحركات مشبوهة لخلايا حوثية

الطفولة المشنوقة وأحلامها المقتولة
بقلم/ صالح المنصوب
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و 22 يوماً
الثلاثاء 12 يوليو-تموز 2011 05:35 م

المثير والمحزن الذي يهم كل يمني بل كل إنسان في هذا العالم حال الأطفال في اليمن حال يبعث الشفقة والإنسانية. كيف لا وأنت تشاهد طفلًا في السنة العاشرة إلى اثني عشر يعمل بكل طاقته تاركًا المدرسة والأسرة باحثًا عن مصدر رزق لأسرته.

شدني كثيرًا أن أكتب في هذا الموضوع ذو الملامح الإنسانية, موضوع يبكي له من له قلب رحيم, قلب يحمل معاني وقيم إنسانية, يبكيه إنسان صاحي الضمير.

كيف لا وطفل أسأله: لماذا تعمل بجمع مخلفات البلاستيك؟ وكيف تركت صفوف الدراسة؟ فيجيب, وتجاعيد الحزن تبدو على عينيه: أنا أعول أسرة مكونة من عشرة أبناء؛ لأن والدي توفى وتركنا ونحن بلا راتب, وأعمل لأسد رمقهم.

من سيعولهم غيره؟ سيموتون إن تركهم. قال إن هذا ما أجبره على ذلك.

وأضاف: تركت المدرسة؛ لأنه لا يوجد من يصرف علينا.

هذا الطفل مثل الكثيرين غيره الذين لا يبالى بحالهم أحد, ولا يوجد من يهتم بهم في زمن انعدمت القيم وذبحت فيه الإنسانية وتجرد الناس عن هؤلاء البسطاء الذين لا يجدون من يعولهم, فتسببت في قتل طفولتهم, ولم يتذوقوا حلاوة السعادة, ولم يدخل إلى قلوبهم الفرح, وصارت كل أيامهم حزن وشقاء وبؤس وعمل متواصل لا يعرف فيه راحة أو إجازة في سبيل البحث عن لقمة عيس تسد احتياجات أسرهم.

الكل يتفرج وهم يعيشون العذاب دون مراعاة لهم ولا لحالهم. لم يجدوا من يهتم بهم. تركوا المدارس؛ ليس هروبًا, بل الضرر والهم المعيشي جعلهم يبحثون عن قوت يسد جوعهم.

وفي الجانب الآخر, طفلٌ يعمل طوال اليوم يشق الأرض قادمًا من محافظة أخرى, قاطعًا مسافات طويلة, باحثًا عن عمل, حاملًا بيده منجلًا أكبر منه, يظل طوال اليوم يشق ويحمل التربة وينقلها. جرح عميق أصابني. فسارعت أخاطبه: لماذا تعمل ولماذا لم تلتحق بالتعليم؟ أجاب: كتب لي أن أعمل هكذا. أبي شاخ وأنا ابنه الوحيد, بالله عليك اتركه يجوع؟ خرجت لطلب لقمة العيش, إذا لم تعمل حتى صاحب العمل يصارعك يحاول أن يحولك إلى محرث. حُرمنا التعليم والراحة؛ لأن لقمة العيش أضحت صعبة, ولا يجد من يساعدك على تجاوز حالتك البائسة سوى السخرية والهراء من أصحاب الترف من الناس.

بشر مجردون من الإنسانية غارقون في المال يعبثون ويلهون ولا يدرون ما يمر به الفقراء من الناس, أعطاهم الله مالًا لكنهم لا يدرون كيف ينفقوه, لماذا لا ينفقون على هؤلاء ويساعدوهم؟ تلك ستكون ثمرة لهم لإدخال السعادة على هؤلاء. لكنهم لا يريدون الاقتراب منهم ساخرين, بل ربما مكرمين؛ لأنهم يعملون من عمل أيديهم ويمدهم الله بالقوة, هم يحبون العيش بالترف ومع المترفين الغارقين في رغد العيش مثلهم لا رحمة ولا شفقة تدخلهم؛ لأنهم لم يمروا بذاك الحال. نقول لهم: ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.