|
كان لحزب الاصلاح نفوذ كبير على ما تبقى من سلطة رئاسة الشرعية(المختطفة أصلا ً من التحالف) ـ لكنه لم يتفرد لا بالقرار ولا بكل و مناصب السلطة في الحكومة وبقايا مؤسساتها الهشة المتاحة، أو تلك التي ساهم أكثر من غيره في إعادة لملمتها من العدم، و كذلك بقايا وحدات عسكرية متشظية وتعبئة المقاومة الشعبية ضد الأنقلاب مع غيره من الوطنيين الأحرار. لم تفقد الناس بعد ذاكرتها القريبة لشريط الوقائع والأحداث كما فقد البعض ماء وجهه وهو شريك كامل بمغانم الشرعية الإصلاحية لا بمغارمها. ومشكلة حزب الإصلاح أنه منح بعض حلفائه أكبر من حجمهم الحقيقي ممن مُنحوا تزكيته لشغل مناصب كبيرة من خارج الحزب، ولم يقدموا في المعركة ولو قطرة ماء واحدة، سوى طعناتهم الجاحدة. سبقهم في عبث الحسابات السياسية بالوظيفة العامة للدولة الرئيس عبدربه منصور هادي عندما منح حراك الجنوب- الأنتقالي لاحقاً أكبر من حجمهم في إدارة خمس محافظات جنوبية ومناصب عليا في البداية، ثم تدارك المصيبة متأخراً عندما عرقلوا عودته إلى عدن، فتمرد الذين احتضنهم الطرفان على من صنعهم.. فلا هادي تمكن من سلطته في الجنوب ولا الإصلاح المتهم بالأستحواذ على سلطة الشرعية حمى نفسه وكوادره من مسلسل التصفيات جنوباً حتى اللحظة.
أما بقايا قيادات الناصريين المندثرة فقلبت لأولياء نعمتها الإصلاحيين ظهر المجن حتى وهم يشغلون بحجمهم السياسي الهزيل موقع نائب رئيس الوزراء ووزارات الخارجية والإدارة المحلية ووكلاء وزارات عديدة وسفارات وملحقيات حتى لنسائهم وأبنائهم وأصهارهم، وتحت تصرفهم كذلك مخزون المساعدات الإنسانية الخارجية الكبير وإدارة مؤسسات وهيئات في تعز على ذمة وزارة الأدارة المحلية ومصالح المديريات .
وهؤلاء الذين نفخ فيهم حزب الإصلاح من بركاته على حساب مبادئ المفاضلة والأستحقاق الإداري مَنْ هُم؟؟ وماذا قدموه للوطن في محنته على افتراض تقاسم السلطة، على قاعدة حجم المكونات الإنتخابي وليس على عادة الإنتهازية الطفيلية التى نشأت عليها بقايا قيادات حزب القرية الناصري وأضرابه من أيام مقايل صالح الخاصة، ومن الذي حرض أبي العباس الذي يبكيه حسن العديني على تمردات ومذابح جنود الشرعية بتعز ، وكأنهم جديرون بما حصلوا عليه !!. ولكأن فساداً بحجم نهب ٦٠٠ ألف سلة غذائية أيضاً دفعة واحدةمن المساعدات التي استأثر بإدارتها تنظيم المخلافي وعبد الله نعمان لم يثر حفيظة من يعتقد أن حزب الإصلاح وحده كَلْبش على كل شيء.
ولماذا أصيب المهندس علي عبدالملك الشيباني أبرز طبولهم البلهاء بالصدمة مؤخراً ولعن اليوم الذي عرف فيه قيادات قومية شرهة على شاكلة هؤلاء الذين انخدع الرجل بمظاهرهم وشعاراتهم المستهلكة طوال ٤٥ من تجربته العبثية معهم. أما مخلفات مؤتمر نبيل الصوفي فشغلت معظم وزارات ومؤسسات الحكومات المتعاقبة طوال الحرب إلى اليوم ليس ضمن تشكيلات سلطة الشرعية وحدها، بل وابتلعت كذلك نصف وزارات حكومات صنعاء الأنقلابية في الشمال وإلى اليوم والغد، وبعد عقد من الزمان. اختراعات مروان غفوري *
وبإمكان مروان غفوري غفر الله بشأن تهويلات سيطرة حزب الإصلاح على سلطات وأموال الشرعية وكل شيء اختراع تفاصيل لم تحدث إلا في مخياله الروائي الخصب، كتلك التي اقترفها بحق الصحابي الجليل علي بن ابي طالب رضي الله عنه وجيل الصحابة بعقلية الشيعي نفسه الذي يستجر أوهام قبل 1400 سنة، ولم تحدث على أنها حقائق ووقايع وأحداث مطلقة مستمرة حتى اللحظة، بما فيها ظهور علي بن ابي طالب والعباس في ايران ، مع فارق أن مروان غفوري في كامل جهوزيته التلفيقية أكثر من شيعة الشوارع أنه كان شاهداً حينها على واقعة الجمل وصفين، ومقتل عثمان والحسين، وان الله تعالى أطال في عمره منذ تلك الحقبة المتطاولة ليقول لنا شهادته وروايته التي نتوقع أن يضيف إليها لاحقاً قيامه بدور الوساطة والنصح للصحابة والتابعين الذين قال عنهم ارحم الراحمين(كنتم خير امة ۽خرجت للناس) وأن الله رضي عن الذين بايعوا الرسول صلى الله عليه وسلم تحت الشجرة ورضوا عنه.
ومن يكذب على كتاب الله وسنة رسوله، فهو جاهز ناجز للتزوير باسم إبن تيمية أيضاً وتحريف مقولاته المنصفة في فضل وشجاعة علي بن أبي طالب وركون النبي صلى الله عليه وسلم إلى قيادته في بعض الغزوات الشهيرة.
أما الغفوري فله لذعات وحي فكرية، وقرآن مختلف عن كتاب الله، وهو الذي زعم قبل شهرين فقط في مواعظه للمتقين إن الله بَرَّأ المشركين من الكفر، مثله في ذلك مثل القائلين بقرآن علي وفاطمة.. فكذب على الله وعلى كتابه ورسوله وصحابته وكذب على القراء والمتابعين والمنبهرين ببلاغته اللغوية الشيطانية
. فوظيفة المثقف المبدع الأرتقاء بوعي الناس لا اغتيالهم الفكري، بتزييف وتحريف البديهيات ، وهو سقوط لا اخلاقي يتعارض مع وظيفة المثقف المبدع باستمراء غاية التضليل والأستخفاف بعقول البسطاء، وتغذية فكر التطرف العنصري والمناطقي البغيض، واستمناء الشهرة الشخصية من رماد الضغينة الإجتماعية وتأليب العوام على بعضهم.
وبدلًا من توظيف موهبته البلاغية لتعرية مشروع الكهنوت الحوثي ومزاعم ادعاء الإنتساب لبيت النبوة، أظهر مروان غفوري تطاوله على من زكّاهم الله تعالى، وهاجم برعونة علي بن أبي طالب الذي شبع موتاً رضوان الله عليه بجريرة كارثة وعبث الأنقلابيين باعتباره في قناعته السطحية الساذجة جدّ عبدالملك ويحي الحوثي، فخدم الكهنوت السلالي العنصري من حيث اعتقد أنه يواجه خرافته *
*ألأنتقام من نجاح الإصلاح*
قال نبيل الصوفي ضمناً ما زعمه آخرون من إن بقاء قوات موالية لحزب الإصلاح في شبوة يعرقل عملية تحرير البلاد من انقلاب الحوثي، وتعامى نبيل وغيره إن مؤشرات خوض معركة عسكرية ضد الحوثيين أصبحت ضعيفة جداً، إلا أنها شماعة ملائمة لتبرير ضرب أبرز القوى الوطنية التي قدمت آلاف الشهداء والجرحى في مواجهة المشروع الكهنوتي، على عكس المتطفلين على السلطة دون تضحيات حقيقية، وهو ضمنهم. نجحت ادارة حزب الإصلاح بشكل كبير على محدودية رقعة جغرافيا سيطرة وحركة دولة الشرعية اليمنية من حيث فشل خصومه في إدارة ما بأيديهم.
وأهمية نموذج إدارة الإصلاح لمحافظة شبوة أو مأرب مثلاً أنه فضح عجز خصومه الآخرين المسيطرين بالنار والحديد على عدن لحج والضالع وسوقطرى وجزء من أبين، ومعظم الجنوب التي إداروها بالقمع والجبايات ونهب موارد الدولة والترويع والتجويع.
لعل نموذج إدارة حزب الأصلاح (ألإخونجي) بهذا المستوى في شبوة أو مأرب في ظل كارثة الحرب الأنقلابية كشف إلى أي مدى إن كياناً مثل الأنتقالي يستطيع فقط أن يعطل ويعرقل ويقمع ، وليس أن يعمل ويقدم للناس إلا ما يؤذيهم ويفاقم البؤس رغم. وبذلك قضى حزب الإصلاح الماكر على مستقبل خصومه بأدائه الإداري فقط، وتعريتهم وأِحراقهم سلمياً أمام أنصارهم قبل خصومهم، في معركة إدارية حددت للناس من هم رجال الدولة ومن هم العصابات والمليشيات.
ولو لم يكن أداء حزب الإصلاح مقبولًا نوعاً ما لكثيرين مقارنة بغيره، وفي ظروف حرب كارثية، لما تكالبت الخطوات المحمومة الآن ومنذ تشكيل مسمى مجلس رئاسة للقضاء على وجوده والأنتقام منه واستئصاله بأي ثمن.
ألصوفي وشركاه
يتعامى نبيل صوفي عن حقيقة المليشيات المدسوسة التي طعنت ظهر التحالف في معركة استعادة بيحان وعسيلان، والعين في أوج تقدمات قوات العمالقة الاخيرة. وقبلها بأشهر فقط نفذوا طعنة قطع الإمدادات عن مقاتلي الشرعية لاستعادة مديرية الزاهر آل حميقان، ثم طلبوا من الإصلاح استعادة مديريات شبوة التي تواطأوا هم في تسليمها للحوثيين وأقاموا ولائم وعزومات واستقبالات مشتركة وصور سيلفي بالأحضان على ذمة الخيانة العظمى.
كانت القوات العسكرية والقبائل التي يقودها حزب الإصلاح على مشارف صنعاء ببضعة كيلو مترات، وأبى التحالف إلا أن يضرب ويقصف طلائع المتقدمين، حتى لا يحسب بنظرهم النصر للإخوان المسلمين..
وهكذا تجلى تواطؤ وقف تحرير الحديدة لاحقاً بعد أن استدعوا عبدربه منصور للإشراف على المعركة.
ثم أوكلوا الدور مرة أخرى وتالية لمليشياتهم بقطع إمدادات تحرير مديرية الزاهر- آل حميقان- لتمكين الحوثيين مما تبقى من البيضاء، وعندما ضعفت جبهات شبوة جراء مؤامرة البيضاء نفسها بدرجة رئيسية اتهموا حزب الإصلاح بتسليم بيحان وعسيلان وأخواتها للحوثة. وسننتظر مع نبيل الصوفي ورهاناته الغبية على الذين سيبيدون الحوثيين خلال سبعة أشهر وليس سبع سنوات؟
* حسن العديني *
تحدث مؤخراً عن أَخْوَنة حزب الإصلاح لقوات الجيش وتحويلها إلى جماعات إرهابية واستدل بأحداث شبوة، وتعز واتهام الأخونج بها، ضمن مشروع ابتلاع الدولة، بينما من افتعل الأحداث والمواجهات هي مليشيات الأنتقالي في شبوة لإظهار أنها من فرض تنحية قائد القوات الخاصة عبدربه لعكب وغيره بالقوة، لتمحو انكسارات أغسطس ٢٠١٩م.
ولكن كالعادة ينقذ الطيران هؤلاء من ورطتهم الأخيرة أيضاً كما فعل سابقاً في مدخل نقطة العلم بعدن ٢٠١٩م عندما فرت قيادات المليشيات من مواقعها.
ولم يعترف حسن العديني بفضل هؤلاء الخصوم (الأخونج) على صمود راية الجمهورية إلى اليوم في وجه مشروع الكهنوت الذي لم يكتب ضده الرجل ما يدل على موقف مثقف حقيقي من الأنقلاب وكارثيته، فتماهى في الأبتذال والسفه الفكري للتذكير بنفسه لعل وعسى من يدفع قيمة بوق صدئ ومجاني.
وخذل محافظ شبوة عوض الوزير طروحات وترهات حسن العديني الكيدية بشأن ولاءات وتبعية القوات الخاصة بشبوة وهو يناشد جنود وضباط القوات الخاصة وأمن شبوة أمس بالعودة لمواصلة دورهم الوطني في حفظ أمن شبوة واستقرارها، وهم من وصفهم العديني وغيره بالأرهابيين وجيش الأخونج، فكيف يطلب من هؤلاء المشكوك بولائهم العسكري حماية خصومهم، ولماذا لم يأخذ المحافظ بتحذيرات العديني الإستراتيجية وهو ينبه من خطورة إخوان مسلمين اليمن على أمن البلاد والمنطقة، كأي تهويمات كيدية تصدر عن مخبر فاشل. وكثيرون أمثال العديني لا يعترفون بفضل هؤلاء الذين حموا مؤخرات رويبضات الخارج والداخل طوال سبع سنوات، ومنعوا انتكاسة راية وعلم النظام الجمهوري، أمثال فهد الشرفي الذي شَبَّهته فائقة السيد بفتحة الشرج وكل قذارات بعض البشر !!.
* تقاسم تركة الإصلاح*
هؤلاء الذين يتباكون على بشاعة فساد سلطة حزب الإصلاح ضمن الشرعية السابقة جاءوا فقط لتقاسم تركة هذا الفساد الحميم بأسوأ ما عندهم من مخرجات بشرية نَهِمة، وليس انتصاراً لقيم الدولة والإدارة والتنمية وتحرير الوظيفة العامة من الأختطاف والتقاسم ومحاصصة الأحزاب ومن لم يفوضهم الشعب بالحكم والتحكم بالرقاب والمعاش.
ولان الشاهد ان الأنتقالي مثلاً عَطّل مهام ودور دولة ومؤسسات سلطة الشرعية وتقاسم مناصبها ومغرياتها فقط منذ 2015 م واستولى على معظم إيراداتها في معظم المناطق المحررة باسم الحراك الجنوبي أولًا، ومجلس انتقالي لاحقاً ، وفعل المؤتمرجيون والناصرجيون بالمثل فإن الهدف من تضخيم سيطرة حزب الإصلاح على المشهد الإداري والعسكري لسلطة للشرعية إذن هو استئصاله بدءاً بمحاولات يائسة لتحجيمه هنا وهناك.
وإلا ما شرعية الانتقالي الطفيلي والمؤتمر الأنتهازي أو زعانف الناصري وذيولهم في سلطات الشرعية السابقة والحالية. فانتهازيوا قيادات المؤتمر الضائع لا يمثلون أكثر من انفسهم وقد تشظى المؤتمر كحزب سلطة فقد رأسه وبقيت جثته ممزقة لرهان المتاجرين به فقط ، في حين لا يُعَوَّل على رهانات دعم خارجي وخليجي ببعث من في القبور ومن لفض الشعب قياداتهم لأنهم سبب نكبته ومحنته إلى اليوم والغد..
هذا هو الفرق الكبير بين حزب فكري عقائدي كالإصلاح خروجه من السلطة يراكم رصيد شعبيته بعد مواقفه الوطنية المشهودة في الدفاع عن مؤخرات حلفاء الحوثي الذين سلموه السلطة والسلاح والرجال للأنتقام من الشعب ، وبين من يتسول المجتمع الدولي والإقليمي بفرض وجوده وشرعيته مقابل أدوار مشبوهة تعاود طعن الناس ونهب ثروات البلاد دون هوادة.
فالحزب الحقيقي لا تصنعه السلطة إلا بمقدار رسوخ جذوره وشعبيته، أما الجماعات والتيارات التي تصنعها السلطة كمسمى المؤتمر وفلول الناصرية فلا مستقبل ولا بقاء لها إلا بحبل الخيانة والعمالة والأرتزاق، والتآمر على الشرفاء.
في الخميس 18 أغسطس-آب 2022 07:04:15 م