آخر الاخبار

الرئيس العليمي يتحدث عن دعم بريطاني جديد لقوات خفر السواحل اليمنية مقتل ثلاثة اشقاء برصاص قريب لهم في جريمة ثانية تشهدها محافظة عمران خلال يوم واحد توكل كرمان تسلم الأفغانية نيلا إبراهيمي جائزة السلام الدولية للأطفال 2024 أردوغان يحذر المنطقة والعالم من حرب كبيرة قادمة على الأبواب منتخبنا الوطني يصل البحرين للمشاركة في تصفيات كأس ديفيز للتنس وكلاء المحافظات غير المحررة يناقشون مستجدات الأوضاع ومستحقات المرحلة وتعزيز التنسيق وتوحيد الجهود انتشار مخيف لمرض السرطان في أحد المحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي .. مارب برس ينشر أرقام وإحصائيات رسمية خبير عسكري يكشف عن تحول وتطور جديد في المواجهة الأمريكية تجاه الحوثيين ولماذا استخدمت واشنطن قاذفات B2 وبدأت بقصف أهداف متحركة؟ عاجل: مقتل جندي حوثي شمال اليمن وسرقة راتبه وسلاحه في جريمة هزت المنطقة  المنتخب اليمني يطير إلى ماليزيا لإقامة معسكر ومباراة ودية استعداداً لكأس الخليج

مأرب وأبواق الكذب
بقلم/ كاتب/علي الغليسي
نشر منذ: 9 سنوات و 11 شهراً و 6 أيام
الأحد 14 ديسمبر-كانون الأول 2014 03:46 ص
يبدو أن بقاء محافظة مأرب خارج دائرة الصراعات المسلحة لا يروق لكثير من الساسة وتجار الحروب ومهندسي الخراب ; فلجأوا إلى صناعة الكذب ونشر الإشاعات وتلفيق الأخبار على مدار الساعة بغرض رفع حدة الاحتقان والدفع باتجاه إدخال مصدر النفط والطاقة الكهربائية في دوامة النزاعات وموجة من أعمال العنف التي قد لا يحمد عقباها. ..التحريض الذي تمارسه بعض وسائل الإعلام الحوثية والمؤتمرية ضد محافظة مأرب هذه الأيام أمر ليس جديدا,فقد عانت حاضرة سبأ منذ عشرات السنين من حملات تشويه من خلال إلصاق كل ما هو قبيح بأحفاد بلقيس وورثة حضارتها الرائدة, وتم العمل بشكل مدروس منذ زمن على خلخلة القيم المجتمعية بكل الوسائل والتوغل في الأوساط الاجتماعية لاستقطاب بعض ضعفاء النفوس لتنفيذ أجندتهم الدنيئة والخبيثة.
تمارس فضائيات وصحف ومواقع المؤتمر والحوثي هذه الأيام الكذب دون حياء وتسوق الافتراءات ضد مأرب وأبنائها بشكل سافر بعيد كل البعد عن أخلاقيات الصحافة, ولا تستحي من الحديث عنهم على مدار الساعة بأنهم قاعدة ومخربون وقطاع طرق وغيرها من الأوصاف التي تقوم بتعميمها على أبناء هذه المحافظة المعطاءة.
يبحث الحوثي من خلال تلك الحملة الإعلامية المصاحبة للتمدد والتوسع المتواصل لجماعته المسلحة عن ذرائع تلائم طموحاته التوسعية,وتعزف تلك الوسائل على وتر الأذى الذي لحق بأبناء اليمن جراء ممارسات بعض المأجورين واستهدافهم للمصالح العامة,ويتم الحشد إعلاميا لتقديم مسلحي الحوثي على أنهم من سينقذ اليمن من ممارسات أولئك المأجورين وأن لديهم القدرة على تأمين أنابيب النفط وأبراج الكهرباء,دون أن يكلفوا أنفسهم عناء ذكر الدولة ومسئولياتها حيال ذلك الأمر,في ظل وجود عدد كبير من المعسكرات والوحدات الأمنية ,ناهيكم عن تحليل واستعراض أسماء المخربين وانتماءاتهم ومن يقف وراء تمويل عملياتهم التخريبية وأهدافها الخفية قبل المعلنة, وغيرها من المسائل التي تؤكد تورط الحوثي وحلفائه في دعم المخربين بشكل مباشر أو غير مباشر.
يسعى الإعلام الحوثي والمؤتمري أيضاً إلى إلصاق تهمة القاعدة بأبناء محافظة مأرب من خلال تقارير تلفزيونية وصحفية (وبالذات في حق قبائل عبيدة والأشراف المتواجدين حاليا في نخلاء والسحيل)..وذلك الأمر ليس وليد اللحظة حيث كان الرئيس السابق يعمل بكل الوسائل وفي كافة الإتجاهات على إلصاق تلك التهمة من أجل جلب الدعم الخارجي, بالرغم من معرفته التامة بأن عناصر القاعدة تعتبر محافظة مأرب نقطةعبور لا أكثر ! كون طبيعتها الصحراوية المفتوحة لا تتطابق مع مواصفات الملاذات الآمنةالتي تبحث عنها تلك العناصر بالإضافة إلى الموقف القبلي الموحد والرافض لتواجد القاعدة في أراضيها , فقد ساندت القبائل في العام 2002م حملة عسكرية لطردبعض العناصر التي حاولت الاستقرار بالمحافظة , كما أن هناك اتفاقات قبلية تقضي بالبراءة وإهدار دم أي شخص يتعاون مع القاعدة أو يؤوي عناصرها أو يتستر عليهم والجميع ملتزمون بها..ومن المهم الإشارة إلى آخر مواجهات مسلحة خاضتها القبائل في العام 2013م رفضا لمرور القاعدة من أراضيها, وقدم (آل معيلي) من خيرةالرجال وعشرات المصابين بعضهم لازال يتلقى العلاج حتى اليوم على نفقته الخاصة.
أثق جيدا بموقف أبناء مأرب الواحد والمتجدد ضد التخريب والتنظيمات الإرهابية لكنهم لن يقوموا مقام الدولة في الحرب على الإرهاب وردع المخربين وملاحقة أي عناصر خارجة عن القانون , لما لذلك الأمر من تداعيات سلبية من شأنها ضرب السلم الإجتماعي في الصميم ,وسيفتح الباب واسعا أمام نزاعات ستثقل كاهل الأجيال بثأرات قبلية بالإمكان تجنبها من خلال تفعيل دور مؤسسات الدولة وأجهزتها الأمنية والعسكرية.
ما ينبغي التأكيد عليه هو أن قبائل حاضرة سبأ لا يحتاجون إلى من يأتي ليعلمهم السلم والشراكة والتعايش لأنها ثقافة أصيلة عندهم ورثوها عن ملكة سبأ التي ذكر القرآن الكريم عظمة عرشها ورجاحة عقلها وفراستها المدهشة , كما أنهم يعرفون يقينا أنهم سند الوطن الحقيقي في الشدائد والأزمات حتى وإن كانت مأرب أرضا وإنسانا في أدنى سلم اهتمامات الدولة ومؤسساتها المختلفة وفي مرمى نيران الاتهامات والتشويه والتشهير الرسمي والشعبي بالتوازي مع حالة الحرمان وقسوة التهميش وعذابات العقود العجاف.