الجيش السوداني يلاحق قوات الدعم بتحرك سريع ....ويكشف عن عملية عسكرية شاملة لاستعادة السيطرة على الخرطوم.. تهريب الأموال بشوالات عبر المنافذ الرسمية.. البنك المركزي في عدن يعلّق الرئيس العليمي يتحدث عن دعم بريطاني جديد لقوات خفر السواحل اليمنية مقتل ثلاثة اشقاء برصاص قريب لهم في جريمة ثانية تشهدها محافظة عمران خلال يوم واحد توكل كرمان تسلم الأفغانية نيلا إبراهيمي جائزة السلام الدولية للأطفال 2024 أردوغان يحذر المنطقة والعالم من حرب كبيرة قادمة على الأبواب منتخبنا الوطني يصل البحرين للمشاركة في تصفيات كأس ديفيز للتنس وكلاء المحافظات غير المحررة يناقشون مستجدات الأوضاع ومستحقات المرحلة وتعزيز التنسيق وتوحيد الجهود انتشار مخيف لمرض السرطان في أحد المحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي .. مارب برس ينشر أرقام وإحصائيات رسمية خبير عسكري يكشف عن تحول وتطور جديد في المواجهة الأمريكية تجاه الحوثيين ولماذا استخدمت واشنطن قاذفات B2 وبدأت بقصف أهداف متحركة؟
الخليخ الامارتية- صادق ناشر
تواجه اليمن تحديات كبيرة من أبرزها اشتعال المواجهات العسكرية مع الحوثيين في محافظة صعدة (شمال) والقلاقل في الجنوب مع الدعوات المتزايدة للانفصال، تزامن ذلك مع إعلان المعارضة تعليق الحوار مع حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم الذي يتزعمه الرئيس علي عبدالله صالح .ويبدي رئيس الدائرة السياسية لحزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم عبدالله غانم في حوار مع “الخليج” ثقته من قدرة الجيش على حسم الأوضاع في صعدة، مشيراً إلى تورط جهات إقليمية أهمها إيران في دعم الحوثيين .وأشار إلى أن المعارضة تريد من السلطة الاستجابة لمطالب الحراك في الجنوب وحل مشكلة صعدة، متهماً المعارضة بالوقوف وراء ما يحدث في كل من الجنوب والشمال .واتهم غانم الحزب الاشتراكي بالإبقاء على أمينه العام السابق علي سالم البيض الداعي للانفصال و”فك الارتباط”، وقال إن البيض اعتقد أن الحراك الجنوبي قد نضج وأنه حان الوقت لقطاف ثماره . ورفض غانم في حوراه الدعوات إلى تطبيق الفيدرالية في اليمن، وقال إنها جربت في الجنوب قبل الاستقلال العام 1967 وفشلت، مشيراً إلى أن الدخول في مخاطرة مثل الفيدرالية محفوفة بالمخاطر ويمكن ان تفشل منذ الوهلة الأولى . وأوضح أن الحزب سبق له أن رفض مثل هذه الدعوة في حوارات مع المعارضة، قائلاً إنها “لا تمثل بأي حال من الأحوال حلا لمشاكل اليمن الحقيقية”، بل إنها مجرد أفكار موجودة عند جماعة من النخبة . وتالياً نص الحوار:
* من أية زاوية تفهمون ما يجري هذه الأيام في محافظة صعدة بين الجيش والحوثيين؟
- نفهم ما يجري في صعدة هذه الأيام من زاوية أنها أحداث تهدد الدولة اليمنية بأكملها، لأن هناك من يرفع السلاح في وجه الدولة انطلاقاً من مذهب التعصب لقناعة مذهبية معينة، وهنا تأتي الخطورة .
* ألا تخشون من أن تنسلخ صعدة لصالح الحوثيين؟
- لن تنسلخ صعدة، صعدة جزء من الوطن اليمني، وهي جزء من الدولة اليمنية ولا يمكنها أن تنسلخ على الإطلاق مهما حدث .
* ما خيارات الدولة في حسم الأوضاع في صعدة؟
- هذه مسألة تتطلب معرفة عسكرية ليست متوفرة لدي، لكنني أعتقد ان قواتنا المسلحة بمقدورها حسم هذا الصراع .
* هل تعتقدون أن هناك بعداً إقليمياً ودولياً فيما يجري في صعدة؟
- هذا هو محل الخطر، الخوف من ان توجد قوى إقليمية أو غير إقليمية وراء ما يحدث، من دون شك هناك أبعاد إقليمية ودولية طالما ان هذه الأحداث تقع في حدود بيننا وبين المملكة العربية السعودية، المسألة لا تحتاج إلى ذكاء كبير حتى نعرف ان هناك أبعاداً إقليمية، لأن كل ما يجري عند حدود دولة أخرى لابد أن تتأثر به الدولة الأخرى .
* أتحدث عن دعم خارجي للحوثيين؟
- هذا الدعم قد صرح به من قبل بأنه يأتي من إيران .
* وماذا عن الاتهامات عن ليبيا؟
- إذا كانت هناك فئات أخرى ابحثوا عنها .
الأزمة مع المعارضة
* كيف تصفون طبيعة ما يجري اليوم بين الحزب الحاكم والمعارضة فيما يتعلق بالحوار الذي توقف بسبب الاتهامات المتبادلة من الطرفين بتوقيفه؟
- الحوار لم يتوقف مع المعارضة بصورة عامة، بل توقف مع جزء من المعارضة المتمثلة في أحزاب اللقاء المشترك، أما أحزاب الحوار الوطني للمعارضة فالحوارات مستمرة، الحوار مع أحزاب اللقاء المشترك تم تعليقه مؤخراً بواسطة رسالة أرسلتها هذه الأحزاب إلى المؤتمر الشعبي العام تقول فيها إنها قد قررت تعليق الحوار مع حزب المؤتمر .
* ما الأسباب برأيكم التي دفعت المعارضة إلى اتخاذ مثل هذا الموقف؟
- هم لا يريدون التوجه للانتخابات، وكنا وقعنا معهم اتفاقاً في شهر فبراير/ شباط الماضي يقضي بتأجيل الانتخابات لمدة عامين، على ان تجري خلالهما حوارات من اجل تطوير النظام السياسي والنظام الانتخابي بما في ذلك القائمة النسبية وتعديل قانون الانتخابات وإعادة تشكيل اللجنة العليا للانتخابات .
المعارضة طالبت بما أسمته “تنقية الأجواء في البلاد قبل الدخول في الحوار”، مع ان الاتفاق لم يتضمن ذلك، لكنه تضمن العمل معاً من اجل خلق ظروف آمنة لإجراء الانتخابات، لأن التهيئة شرط للانتخابات وليست شرطاً للحوار، لم يقبل الإخوة في المعارضة هذا التفسير وأصروا على تفسيرهم وقالوا إنهم سيطلبون منا القيام بتهيئة الأجواء من أجل أن نقوم معهم بالحوار .
* ما هو تفسير المعارضة لتهيئة الأجواء المناسبة للحوار؟
- ان نستجيب لمطالب ما يسمى “الحراك الجنوبي”، وهم (المعارضة) سبب هذا الحراك ومن يقفون وراءه، وان نحل المشكلة في صعدة وهم من يؤججون هذه المشكلة، وأن نقوم بالإفراج عن معتقلين ارتكبوا جرائم جنائية مثل جماعة الفضلي وأصحابه وان نطلق ما يسمونها “الحريات العامة والخاصة” التي لم يقيدها أحد في الأصل .
* في ظل هذه الأجواء، هل تعتقدون أن الحوار الوطني وصل إلى طريق مسدود؟
- لا أقول ان الحوار وصل إلى طريق مسدود، لكنه قريب من الانسداد، فالمعارضة تحاول عرقلته من دون شك، لكننا قررنا أن نسير في إجراءات التحضير للانتخابات وقبلها الاستفتاء على الإجراءات الانتخابية بموجب المواعيد الدستورية ولن نتخلف عن هذه المواعيد سواء اشترك معنا فيها الآخرون أم بقوا متفرجين .
الحراك الجنوبي
* كيف تقيمون ما يحدث في الجنوب وخاصة ان هناك شعارات ترفع مطالبة بالانفصال وفك الارتباط والاستقلال وغيرها؟
- ما يسمى “الحراك الجنوبي” ليس سلميا كما يشاع عنه، بل هو سلمي أحيانا ومسلح أحيانا أخرى، وما يشاع عن الحراك الجنوبي انه مستقل عن الأحزاب غير صحيح فهو صورة من صور نشاط الحزب الاشتراكي اليمني في تلك المديريات التي ينشط فيها الحراك الجنوبي .
واعتقد ان حراكاً مثل هذا لا توجد إمكانية للحوار معه طالما انه يرفع شعار الانفصال، اللعبة التي يلعبها الحزب الاشتراكي أنه لا يرفع رسميا شعار الانفصال، لكنه يدع الحراك يرفع شعار الانفصال، وهي لعبة معروفة ومكشوفة؛ فالكل يقول إن هناك حراكاً في الجنوب، لكننا والحزب الاشتراكي نعرف جيداً ما الذي يوجد في الجنوب .
* هل تريد أن تقول لي إن الحزب الاشتراكي ما زال انفصالياً؟
- أعتقد ذلك .
* لكنه يعلن رسميا أنه مع خيار الوحدة؟
- هو يعلن انه مع خيار الوحدة مضطراً، لكنه أعلن مؤخراً أنه يسعى إلى الفيدرالية، وإن كان يقول ان الفيدرالية في إطار الوحدة، وهي محاولة للمغالطة لأن الفيدرالية هي فخ ينصب لليمنيين كي يقعوا فيه لأنها آخر خطوة قبل الانفصال .
* هناك من قيادات الخارج ممن لم يتفق معها الحزب الاشتراكي مثل نائب الرئيس السابق علي سالم البيض ومن يقود الحراك في هذه القضية؟
- علي سالم البيض مازال عضوا في اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني، وهذه إحدى الألاعيب التي يلعبونها، لذلك فالحزب الاشتراكي لم يفصل البيض من عضويته وما زال يعترف به كعضو في اللجنة المركزية وحتى لم يستنكروا تصريحاته الأخيرة في إعلانه فك الارتباط .
* لماذا برأيك أعلن البيض في هذا الوقت بالذات الدعوة للانفصال أو فك الارتباط، ما هي حساباته؟
- حساباته هي نفس حسابات الحزب الاشتراكي، هم يعتقدون أنهم استطاعوا أن يغالطوا الشعب اليمني وأن يغالطوا السلطة وكل القوى السياسية بأن هناك شيئاً جديداً في المحافظات الجنوبية اسمه الحراك، وان هذا الحراك قد بات قاب قوسين أو أدنى من جني ثمرة هذا الحراك وهي الانفصال من جديد، البيض للأسف وقع في هذا المطب وفرح به ولقي استنكار كل الشعب اليمني، وهو الآن قابع في أوروبا ينتظر ما سيثمره هذا الحراك .
* هل لديكم أي تصور إلى أين سينتهي المشهد في الجنوب؟
- عندما تغلب صفة العقل على تفكير قيادات الحزب الاشتراكي حينها سوف يكون بالإمكان الوصول إلى حل يسهم في تهدئة الأوضاع ليس على الساحة الجنوبية كلها لأن الحراك اليوم موجود في مديريات ردفان والضالع وبعض المناطق الجنوبية وليست كلها .
* هل لكم ان تلتقوا مع الحزب الاشتراكي مباشرة طالما أنه يعلن على الأقل أنه متمسك بالوحدة؟
- نحن لا نمانع من ذلك نحن نرحب باللقاء دائما، ولكن تحت سقف الوحدة .
* هل هناك حوار مباشر مع الحزب الاشتراكي؟
- لا يوجد حوار مباشر والحزب الاشتراكي لا يقبل أن يجرى معه حوار مباشر إلا عبر اللقاء المشترك .
* هل هناك أية تسوية سياسية يمكن ان تنهي الخلافات القائمة اليوم بين السلطة والمعارضة؟
- هذا الأمر متروك للطرفين لأن يتحاورا بشأنه، لكن طالما أن الإخوة في المشترك يرفضون الحوار حول هذه القضايا فنحن سننتظر إلى أن يقتنعوا .
* كيف تفهمون دعوات الرئيس علي عبدالله صالح إلى التصالح والتسامح هل هيمن شعور الخطر على الوحدة أم ماذا؟
- دعوات الأخ الرئيس منطلقة من شعوره بالمسؤولية جراء ما يحدث، وشعوره بأنه أب لكل اليمنيين ويدعوهم إلى التصالح والتسامح وإلى الحوار، وهذه الدعوة لا تزال قائمة ونتمنى ان تلقى الاستجابة لها في أقرب وقت ممكن .
مشاعر الكراهية
* ألا تشعرون أن هناك خطراً على الوحدة من تمزق هنا وتشتت هناك، خاصة مع حرب صعدة في الشمال والحراك في الجنوب؟
- هذه المشاكل لا تشكل خطراً على الوحدة، لكنها تشكل خطراً على الدولة، وباستمرار كانت الدولة اليمنية القوية محل استهداف من قبل قوى ليس في مصلحتها أن توجد مثل هذه الدولة القوية، لهذا فإن هذه الأخطار تهدد الدولة ولا تهدد الوحدة .
* هل تعتقدون ان مشاعر الكراهية التي تلمس اليوم في بعض المناطق بين أبناء الشمال والجنوب يمكن أن تحد من مفهوم الوحدة الحقيقية عند الناس؟
- الوحدة اليمنية وجدت لتبقى وهي باقية إلى الأبد إن شاء الله، مشاعر الكراهية التي ذكرتها هي مشاعر مؤقتة أثارها الحزب الاشتراكي عن طريق ما يسمى “الحراك الجنوبي” وعن طريق وصف أبناء الشمال بأوصاف غير لائقة، هذا ما أثار الكراهية، وهناك من داخل الحزب الاشتراكي اليمني من اوجد وعياً خاطئاً لدى البعض من المحافظات الجنوبية من أن الشماليين يستغلونكم ويستعمرونكم والناس بسطاء يصدقو بأن هؤلاء الناس محتلون لأرضهم فيبدون الكراهية ضدهم وهذه مقدمة لكي يستخدم السلاح في هذه القضية وهي نتيجة خطيرة وأعتقد أن من بدأوا بإثارة الكراهية بين الناس ربما أصبحوا نادمين، هذا إذا كان عندهم شعور إنساني ووطني حقيقي .
* لكن ألا تخشون من تكريس مصطلح الاحتلال في بعض المناطق الجنوبية؟
- هذا هو الذي يمكن ان يؤدي إلى حمل السلاح ضد ما يسمونه “المحتل”، وهذه هي نقطة أساسية في مشاعر الكراهية التي يبثها الحزب الاشتراكي اليمني عبر ما يقال إنه الحراك الجنوبي، وهذه القضية دائما ما يكررها قادة الحزب الاشتراكي اليمني أنهم يشعرون بأن الوحدة تحولت إلى احتلال ويقولون ان حرب 94 هي حرب لاحتلال الجنوب، وهذا مفهوم خاطئ وهم يحاولون أن يكرسوه بين أعضائهم وبين جماهير الشعب وهم أول من يعرفون ان هذه مفاهيم خاطئة ومفاهيم مفتعلة وأحيانا يقولون إن الوحدة انتهت بحرب ،94 أنا هنا اسأل إذا كانت قوات الحزب الاشتراكي اليمني انتصرت في حرب ،94 هل ستبقى الوحدة؟ لهذا فإن حرب 94 هي التي أنهت الانفصال ودحرت الانفصال وحافظت على الوحدة .
* وهل تم تطبيع كل مخلفات وآثار هذه الحرب؟
- نعم، لكن الإخوة في الحزب الاشتراكي يطرحون بأنهم يريدون إزالة كافة نتائج حرب ،94 بمعنى أنهم يريدون إزالة الوحدة .
* لم يعد هذا طرح الحزب الاشتراكي بل هي أيضا طروحات بقية أحزاب اللقاء المشترك بمن فيها حزب التجمع اليمني للإصلاح .
- اسألهم هل هم يفهمون ما يقولون؟ هم ينساقون بغباء في هذه النقطة وراء دعاوى الحزب الاشتراكي اليمني المبطنة .
* هل هناك توجه للحوار مع القادة السياسيين المقيمين في الخارج مثل علي ناصر محمد، أم أن السلطة مكتفية بالحوار مع قادة الداخل؟
- لا يوجد ما يمنع من الحوار مع القيادات الموجودة في الخارج ومنهم علي ناصر، لكن لا بد أن يكون حواراً تحت سقف الوحدة، أما غير ذلك فإنه حوار غير منطقي .
التحالفات والقبيلة
* أقمتم تحالفات مع أكثر من طرف، لكن بعضهم بدأ يبتعد عنكم مثلا الفضلي نموذج في الجنوب والشيخ حميد الأحمر نموذج آخر في الشمال، ما تعليقكم؟
- هذه التحالفات المحلية هي تحالفات تضطر إليها أحياناً القوى في الحزب الحاكم مع قوى محلية قبلية وخروجهم عن هذا الاتفاق لا يشكل خطورة كبيرة .
* كيف تقرأون رسالة الفضلي وتحوله من الحليف إلى العدو؟
- الفضلي قبلي وإقطاعي صغير يحاول أن يكبر في زمن الوحدة، وهذا مستحيل .
* قبل فترة دعا الشيخ حميد الأحمر إلى حراك في الشمال يوازي الحراك في الجنوب لمواجهة النظام، برأيكم ما خلفيات هذه الدعوة؟
- هذا شكل من أشكال العداء للمؤتمر الشعبي العام، وهذا العداء تكرسه قيادات في اللقاء المشترك ومنهم حميد الأحمر في صفوف الأعضاء المنتمين إلى المعارضة، فالأحمر واللقاء المشترك يتعاملان مع المؤتمر الشعبي العام على أنه عدو وفي تعامله مع الرئيس علي عبدالله صالح ومع السلطة وكأنهم أعداء، وهذه خطة فاشلة وخطة غير منطقية فأحزاب المعارضة يفترض بها أن تكون الوجه الآخر للسلطة وللنظام وتتعاون مع النظام من أجل كشف السلبيات ومحاربة الفساد وليس من أجل إثارة الكراهية بين الناس .
* هل هناك فكاك مع القبيلة المتحالفة مع السلطة إذا أريد بناء دولة حقيقية؟
- أتصور أن هذا الفكاك سوف يبدو بصورة مختلفة إذا استطعنا أن نحل المشكلة التاريخية المزمنة في اليمن، وهي مشكلة الصراع بين الدولة والقبيلة، هذا الصراع الذي يبدوا أحياناً وكأن الدولة حسمته لصالحها ويتراجع أحيانا لدرجة يبدو فيها ان القبيلة قد تقدمت لتحسمه لصالحها كما هو مضمون مقابلة حميد الأحمر وهي قضية تاريخية .
ونحن نأمل هنا من قوى التحديث في المجتمع ان تنحاز إلى صف الدولة في الصراع الدائر بين الدولة والقبيلة، وأعتقد أن هذا الصراع يعود إلى حدٍ كبير إلى الفقر الموجود لدى الدولة ولدى المجتمع وربما خروج اليمن من دائرة الفقر سيعجل من حسم هذا الصراع لصالح الدولة ولصالح قوى التحديث في المجتمع .
نرفض الفيدرالية
* هناك دعوات للفيدرالية في اليمن، فهل يمكن أن تحل المشكلة القائمة اليوم؟
- لقد جربنا الفيدرالية في جنوب الوطن بإشراف الاستعمار البريطاني في عام 58 59م، وفشلت هذه التجربة، والشعب اليمني رفض الفيدرالية ووقف إلى جانب سلطة الدولة البسيطة، الوحدة لم تفشل والدولة البسيطة لم تفشل، لكن الذين فشلوا يمكن ان يكونوا أفراداً وربما سياسيات، لكن الوحدة كما يردد البعض لم تفشل على الإطلاق، وهذا إدعاء غريب .
الدخول في مخاطرة مثل الفيدرالية محفوفة بالمخاطر ويمكن ان تفشل منذ أول وهلة، الدولة البسيطة هي السائدة في الفكر السياسي العربي ولا يوجد لهذه القاعدة السائدة إلا استثناءات قليلة محكومة بقدرها وظروفها الذاتية الخاصة وهي لا تنطبق مع إمكانات وظروف الشعب اليمني، ثم إن الدعوة لهذه الفيدرالية مع الأسف لم تأت إلا من أولئك الذين سبق لهم ان أعلنوا الانفصال وشاركوا فيه، وهذا يشير إلى ان هناك نية مشبوهة وراء الدعوة إلى الفيدرالية وربما تكون كما قلت سابقا الإجراء قبل الأخير المؤدي إلى الانفصال .
* ما الذي يخيفكم من الدخول في حوارات لمناقشة هذه القضية أم أن المسألة محسومة لديكم؟
- سبق ان طرحت قضية الفيدرالية في حوارات مع الحزب الحاكم ورفضها الحزب، ثم إن الفيدرالية لا تمثل بأي حال من الأحوال حلا لمشاكل اليمن الحقيقية، هي مجرد أفكار موجودة عند جماعة من النخبة الذين يريدون أن يفرضوا أفكاراً حتى هم لم يختبروها، يريدون أن يفرضوا أفكاراً على المجتمع اليمني لأنه رفض الانفصال .
وأنا أقول إن مشاكل الشعب اليمني ليست هنا، مشاكل الشعب اليمني متمثلة بالفقر والأمية وفي التعصب القبلي والمناطقي، وهي مشاكل لا تحلها الفيدرالية ولا حتى تقترب من حل هذه المشاكل .
* ماذا عن الحكم المحلي كامل أو واسع الصلاحيات، برأيكم ما الفرق بين المصطلحين؟
- في تقديري ان المصطلحين هما من قبيل التعبيرات السيارة التي عادة ما يدرج الناس على استخدامها من دون إدراك لجوهرها وأبعادها، كرجل قانون أقول لك ان العبرة في جدية الحكم المحلي وفيما يضعه القانون للحكم المحلي بصلاحيات وإمكانات بيد المجالس المحلية وهيئاتها التنفيذية وهو بمقدار ما ينقل من المركز مهام وصلاحيات ويحيلها بصورة كاملة ونهائية إلى المحليات، هذا هو الحكم المحلي وأنا مع هذه الفكرة من دون إضافة لا “واسع” ولا “كامل” .
* هل هذه تؤدي إلى فكرة الفيدرالية بمفهومها البسيط؟
- لا تؤدي إلى فكرة الفيدراليات، الحكم المحلي سواء قلت أوسع أو كامل هو في إطار الدولة البسيطة وهو في إطار اللا مركزية الإدارية والمالية التي لا تحمل بعداً سياسياً، أما الفيدرالية فهي لا مركزية سياسية أي أنها ليست فقط إدارية ومالية ولكنها تحمل بعداً سياسياً .