أردوغان يحذر المنطقة والعالم من حرب كبيرة قادمة على الأبواب منتخبنا الوطني يصل البحرين للمشاركة في تصفيات كأس ديفيز للتنس وكلاء المحافظات غير المحررة يناقشون مستجدات الأوضاع ومستحقات المرحلة وتعزيز التنسيق وتوحيد الجهود انتشار مخيف لمرض السرطان في أحد المحافظات الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي .. مارب برس ينشر أرقام وإحصائيات رسمية خبير عسكري يكشف عن تحول وتطور جديد في المواجهة الأمريكية تجاه الحوثيين ولماذا استخدمت واشنطن قاذفات B2 وبدأت بقصف أهداف متحركة؟ عاجل: مقتل جندي حوثي شمال اليمن وسرقة راتبه وسلاحه في جريمة هزت المنطقة المنتخب اليمني يطير إلى ماليزيا لإقامة معسكر ومباراة ودية استعداداً لكأس الخليج تفاصيل هجوم للحوثيين استهدف سفينة تركية.. ما حمولتها وأين كانت متجهة؟ مشروع قرار بمجلس الأمن لوقف الحرب على غزة يونسكو توافق على دعم عاجل لواحدة من المعالم الحضارية والتاريخية في اليمن
مأرب برس – السويد - عبدالباسط السعيدي
الْحُبّ.. تِلْكَ الْكَلِمَة الَّتِي طالما فَتحَتِ الْأَبْوَاب أَمَام الشُّعَرَاء وأرّقت العُشَّاق.. تِلْكَ الْكَلِمَة الَّتِي طالمَا ألّغت الْعَقْل لتحل فِي الْفُؤَاد.. تِلْكَ الْكَلِمَة الَّتِي إِنّ زِدْنَاهَا حرف الراء ليَتوَسَّطُها أَدْرَكْنَا بأَنَّ لَهَا ضحاياها أيضا..!!
للّحُبّ أَوْجُه عديدة فِي فِكْر ونفس الْإِنْسَان إِلَّا انْه يظلُ مسألة قياسية ذات أشكال مختلفة، وخصوصاً حينما يتعلق بأمورٍ مختلفة.!
إِنّ الْحُبّ بَيْنَ الْمَرْأَة والرَّجُل يُعتَبر أَوَّل خاطر يطرُقُ أَبْوَاب أفكارنا حينما نتحدثُ عَنْ مفهوم الْحُبّ، وَهُوَ-
إِي الْحُبّ بَيْنَ الرَّجُل والمرأة - شيءٌ قديمٌ قِدَم الْإِنْسَان وعواطفه ومتجددٌ تجددها؛ فمنذُ بدء الخليقة كَانَ هُوَ الدافع الرئيس للقاء الْمَرْأَة والرَّجُل كي تستمر الْحَيَاة..وتبعاً لدفع الْحُبّ فإن الرَّجُل يصطفي محبوبته من بَيْنَ سائر نِساء الْعَالَم لشيءٍ فِيهَا قَدْ لا يراهُ الْآخِرُون، وقَدْ لا يخلو الْحُبّ مِنْ مسألة قدر ( والدُنيا قضاءٌ وقَدَرْ ) ...
نَحنُ نعيش فِي مجتمعٍ آدابه لا تسمح إطلاقا بإشهار كلمة (أُحِبُّك)، لذا وَمَعَ تعطل الْكَلَام فِي هَذَا الموضوع؛ فقد يحب الرَّجُل الْمَرْأَة من أَوَّل نظرة، وذَلِكَ بأن يُعجَب بوجهها مثلاً أو قوامها أو أي شيءٍ فِيهَا، وكثيراً مَا أَذْهَبْت النَّظْرَة الْأُولَى عقول كثير من الرِّجَال..!!
فِي الواقع أَنّ النَّظْرَةُ الْأُولَى الَّتِي تُؤرِّقُ الْإِنْسَان حُبّاً ووُجداً، مَا هِيَ إِلَّا فحولةٌ سبقت الرَّائِيّ نفسه، وأقامت هَذَا الْوَهْم أو الْأَرَق – لا الألق - بينه وبين من رأى، لذا فإن كثيرٌ من هَؤُلاءِ قَدْ يصيبهم الْمَرَض والوهن وربما الْمَوْت صمتاً عَلَى مَنْ أحَبُّوه حُبّاً لا يستطيعون إِعلانه..!
مِنْ وجهةِ نَظَرِي الشَّخصية – المُتَواضِعة بِطَبِيعة الْحَالّ - إِنَّ الصرَاع مَعَ عادات وتقاليد الْمُجْتَمِع الراسخة تطورت لتكون عَلَى هَذَا الشكل الْقَائِم حالياً، لذا فإن معاكستها أو الْخُرُوج عليها يعنى إِعْلَان الْحَرْب عَلَى كل الْمُجْتَمِع، وربما يستلزم الطرد من البيئة الْمُحِيطَة لخطورة الْمُتَمَرِّد عَلَى مَا هُوَ قائم...وعليه فإنّ الْحَقِيقَة الَّتِي يجب أَنّ نستوعبُها تماماً فِي مجتمعنا هِيَ أَنَّهُ لا يوجد حُبٌّ قبل الزواج، ولذا كَانَ للناس عزاء فِي عبارة أَنّ الْحُبّ الحقيقي يبدأ بعد الزواج، وما يحدث بإسم الْحُبّ قبل الزواج مَا هُوَ إِلَّا إعجَابٌ فَائضٌ ووَهْمٌ زَائِدٌ فِي بيئةٍ لا تصلُح لهذه المُمَارسَات، لِذَا تُصبح مُعاناة المحبُ مرهقةٌ إذا ما أَطَلِّق المُحِّبُ الْعِنَان لخياله...
إِنّ كَلِمَة الْحُبّ فِي حَدّ ذَاتِها ليست خَطأً، وتوجد للحُبّ أشكالٌ وأوجهٌ عَدِيدَة، مثل الْحُبّ لله وفي الله وهي أسمى درجات الْحُبّ، وحب الْأُمّ والأخ والصديق وكلها أَنْوَاع لا حَرَج مِنْ الْجَهْر بها، أَمَّا حُبّ الرَّجُل للمرأة وعَدم قُبُول الْجَهْر بِهِ، فَذِلِكَ لتداخُل قَرَائن أُخْرَىََ مِنْهَا التشهير والمُمَارسَات الخاطِئة، وطالما كَانَ الْإِنْسَان صادقاً فلماذا يرفض الدُّخُول مِنْ الْبَاب المُحَدِّد لطبيعة هذه العلاقات؟!
قَطْعَاً لا يُوجد نبيٌّ للحُبّ، وما وَرَدَ فِي الْكُتُبِ عَنْ أَدَّب الْحُبّ مَا هُوَ إِلَّا لُغَة وتفَاصيل لمُعَانَاةٍ يُخَالِطُهَا عَدْم الصَّبْر..!!
أَيّ إِنّ مَا كتبه المُحِبُّون والشُّعَرَاء مَا هُوَ إِلَّا محاولات تجاوز لما كَانَ سائداً ولا يوجد جديد فِي الْحُبّ ذاته، وَلَو قدَّر الله لكُتَّاب أَدَّب الْحُبّ وأشعاره أَنْ يحققوا أهدافهم ويتزوجوا بمن أَحبُّوا، فلن يطول الزَّمَن حَتَّى يمزقوا كل الأوراق الَّتِي كتبوا عليها ، ويتنكروا لمِا قَالُوا ولأدركوا إِنّ الْأَشْيَاء والنَّاس لاَ يتَفوقون عَلَى ذواتهم... بمعنى أَنّ الْجَهْل بالحب يجعله عظيماً والجهل بالطرف الْأَخَر يزيد من تعقيد الْفَهْم؛ فيتجاوز الْحُبّ الْعَقْل لصعوبة الإدراك ويشغل الْقُلْب وجداً، وَهَذَا يدفع للتعاطي مَعَ قرائن الْحُبّ وربما الجريمة وَبالتأكيد ليس هَذَا من الْحِكْمَة.
ولِكُل مَنْ يخشى أَنْ يقع فِي هَذَا الْبَحْر الهائج: يجب أَنّ تجهد نفسك فِي شيئين عِنْدَ مقابلتِك لإمرأةٍ تخشى الْوُقُوع فِي حبائلها، أَوَّلًا أَنْ لا تنظر إِلَى وجهها كثيراً، وثانياً يجب أَنْ تتفادى عينيك عينيها، لأن ذَلِكَ قَدْ يخلف خيالاً مريضاً ومُرهِقا أَنْتَ لستَ فِي حاجةٍ لَهُ.
هذا وكان الله في عوننا جميعاً، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،