مفاهيم وأنوار .. من مفاتيح الفلاح
بقلم/ عارف الدوش
نشر منذ: 12 سنة و شهرين و 26 يوماً
الخميس 09 أغسطس-آب 2012 10:28 م

• الله معنا : قال الله تعالى " وهو معكم أينما كنتم " وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبه في الغار "لا تحزن إن الله معنا " ولم يقل "إن معنا الله " فكانت معية الله تقتضي شهوده قبل كل شيء فليكن الله هو أول من تلجأ إليه فإن أصابك الهم فالله كاشفه وإن أصابك الكرب فالله مفرجه وإن أصابك الفزع فالله دافعه وإن أصابك ما أصابك فالله له.. فمن لم يشهد أن الله هو الأول قبل كلّ شيء فما حاز معيته.

• كن مع الله : يستمتع الناس بالحال فاستمتع أنت بوجودك مع الله.. يفرح الناس إذا ما ذكروا أو أو كسبوا المال والجاه فاجعل فرحك أنت بالوقت الذي تكون فيه مع الله فلا تعدّ العمل على الله عدّا تقول صليت كذا وذكرت كذا ولكن اعمل العمل فرحاً به سبحانه. واجعل من فتورك شوقاً إليه ومن غفلتك رجوعاً إليه وعودة . واعلم أنك إذا كنت مع الله ولو بالفكر والتأمل والتدبر فأنت في حضرته فلتكثر مع الله الحضور فإن أهل الله لا يندمون إلا على وقت مر عليهم ولم يكونوا فيه مع الله.

• العمل نظام وقيم وإتقان : كل عمل تعمله لا بد له من ثلاثة : " نظام " يبيّن قانون العمل ومنهجه و "قيم " يُتعامل بها و "إتقان " يُحكمُ به على جودة ذلك العمل ولهذا فالدين هو إسلام وإيمان وإحسان فالإسلام هو الكتاب والشريعة والإيمان هو الأخلاق والمعاملة والإحسان هو إتقان كلّ شيء وكأنك بين يدي الله يراقبك ويطّلع عليك "أن تعبد الله كأنه يراك فإن لم تكن تراه فإنه يراك " فمن أطاع الله فقد حسن إسلامه ومن تزكت أخلاقه فقد كمل إيمانه ومن أتقن كل شيء فهو من الذين قال الله تعالى فيهم "والله يحب المحسنين "

• لكلّ شيء جسد وروح: فالعمل جسد والنيّة روح ذلك العمل ومن لم يصلح عمله فعمله لا جسد له.. ولا تُرفع الأعمال إلاّ ببراق النيّات فمنهم من يرتفع عمله إلى ما فوق رأسه ومنهم من يُرفع عمله إلى السماء ومنهم إلى العرش ولا يُرفع إلى الله إلاّ ما كان لله وأفضل ما يكون لله: الدعوة إليه وتحبيب الخلق فيه.

• عند الصلاة عليكم بـ3 : لا تعبد الله بجسد بلا روح فقف أمامه بجسد حي واجعل روحك عنده فبذلك يحيا قلبك به وما أشقى ذلك العبد الذي يقف في صلاته بين يدي خالقه وسيده ومليكه بقلب لاه وعقل ساه مشغول الدنيا استهواه الشيطان وأنساه ذكر ربه يقول ملاك الله عنه: لوعلم هذا بين يدي من يقف ما التفت في صلاته!! إذا أردت أن تقيم صلاتك فعليك بثلاث الأولى :أعقل ما تقوله في صلاتك وما تخاطب به ربك فإنه لن يكتب لك من صلاتك إلا ما تعقله منها، والثانية لتشهد وقوفك في حضرة الله عز وجل وأن تخشع بقلبك خشوع العبد المذنب الذي يرجو رحمة الله، والثالثة الذل لله في الصلاة فقد أولى الله عزّ وجلّ إلى إبراهيم عليه وعلى نبينا السلام: أتدري لم اتخذتك خليلا؟، قال: لا يا رب.. قال: لذل مقامك بين يديّ في الصلاة.

• الرزق بسط : إن الله قرن الرزق بالبسط فقال "يبسط الرزق " من وسع على غيره وسع الله عليه .. ألا ترَ كيف أنّ الاستغفار يوسع الأرزاق وذلك أنه يريح الصدر ويبسطه وأنّ أعمال البرّ وصلة الرحم توسع الرزق لأنها توسع صدور الآخرين وتبسطها وأنّ الجنة لا غلّ في الصدور فيها ولا حَزَن فكان رزقها وعطاؤها لا ينفدان أبدا.. ولا نعيم في الدنيا كبسط الصدر ولا سعادة كسعة القلب للعباد .

• اعتذر يتوب عليك : يخطئ ابن آدم فيحلم عليه ربه وهو لا يريد منه إلا الاعتذار والتوبة "كل ابن آدم خطاء وخير الخطاءين التوابون " فإن أخطأ أحدكم فليجعل له من خطئه أربعاً: أن يعترف بخطئه وأن يعتذر لمن أخطأ بحقه وأن يصحّح خطأه ويعوّض عليه "إنّ الحسنات يذهبن السيئات " وأن يتجنب الوقوع فيه بعد ذلك هذه أربع تعلّموها وعلّموها ولا تعجّلوا خطأ غيركم بالغضب والعقوبة بل قوّموه بالرفق والنصيحة.

• قبل العقاب : من عاقب أحداً قبل أن ينذره فقد ظلم، ومن أنذر بالعقاب قبل أن يحذر من الخطأ فقد ظلم.. ومن حذر من الخطأ دون أن يبيّن سبب المنع عنه فقد ظلم.. هكذا سنة الله تبارك وتعالى إذا أراد عقوبة، يقول تعالى: (ولقد ضلّ قبلهم أكثر الأولين، ولقد أرسلنا فيهم منذرين، فانظر كيف كان عاقبة المُنذَرين).. فكم من الآباء والأمهات ورؤساء العمل وغيرهم هم أسرع إلى العقاب منهم إلى التوجيه والتقويم أما لو فعلوا ذلك لكانوا رحمة على من دونهم وليسوا قساة جبارين.

• أطلب لا تستح : أن طلبت فلا تطلب إلا من خالك أرفع إليه حاجتك ولا تخشى ذنوبك أن تحجبك عنه فلا يسمع منك ولا يستجيب لك!.. إن دعوت الله فكن واثقاً ومتيقناً به فليس بين دعاء العبد وبين أن يستجيب له ربه إلا الثقة بالله واليقين به فخاطبه بكرمه فإن الكريم إذا لجأ إليه عدوّه كفاه وإذا استجار به آواه وإذا طلب منه أعطاه ولا يردّ أبداً من ناداه.. فذاك فعل الكريم مع عدوّه فما بالك بفعله مع عبده الموقن به الواثق فيه الراجي له؟! تبارك اسم الله الكريم الذي إن وعد أوفى وإن قدر عفا والذي قبل أن تناديه: "يا رب " يجيبك: "لبيك لبيك ".