شاهد الأهداف.. مباراة كبيرة لليمن رغم الخسارة من السعودية مصادر بريطانية تكشف كيف تهاوى مخطط تشكيل التوازنات الإقليمية بعد سقوط نظام الأسد وتبخر مشروع ثلاث دول سورية توجيه عاجل من مكتب الصحة بالعاصمة صنعاء برفع جاهزية المستشفيات وبنوك الدم وتجهيز سيارات الإسعاف ما حقيقة خصخصة قطاعات شركة بترومسيلة للاستكشاف النفطية في اليمن أبرز خطوة رسمية لتعزيز الوسطية والاعتدال في الخطاب الديني في اليمن وزير الأوقاف يفتتح أكاديمية الإرشاد مدير عام شرطة مأرب يطالب برفع الجاهزية الأمنية وحسن التعامل مع المواطنين أردوغان في تصريح ناري يحمل الموت والحرب يتوعد أكراد سوريا بدفنهم مع أسلحتهم إذا لم يسلموا السلاح عاجل: محكمة في عدن تبرئ الصحفي أحمد ماهر وتحكم بإطلاق سراحه فوراً الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية في اليمن يخدم الحوثيين ... الإقتصاديون يكشفون الذرائع الحوثية الإدارة السورية الجديدة توجه أول تحذير لإيران رداً على تصريحات خامنئي.. ماذا قال؟
فتحت المحامية اللبنانية بشرى الخليل ملف اغتيال المرجع الشيعي العراقي البارز آية الله العظمى محمد محمد صادق الصدر عام 1999، وقالت إن النظام العراقي السابق لم يقم بذلك، مشيرة إلى أن مقتدى الصدر اتهم في نهاية التسعينات جماعات شيعية عراقية مرتبطة بإيران.
وكانت المحامية الخليل صرحت في حلقة من برنامج "بالعربي" على قناة "العربية "الأسبوع الماضي من تقديم الزميلة جيزيل خوري أن "صدام حسين لم الصدر"، ناقلة عن أحد أصدقائها في النظام العراقي السابق قوله إن " العلاقة بين صدام والصدر كانت جيدة".
لكن "عملية الاغتيال كانت نتيجة مؤامرة بين طارق عزيز واسرائيليين التقاهم في اسطانبول بتركيا بهدف القضاء على التحرك الشيعي"، كما يقول قيادي
من التيار الصدري لـ"العربية.نت"، والذي روى للمرة الأولى قصة إشراف قصي صدام على عملية الاغتيال، وكيف قضى الصدر نتيجة رصاصة برأسه وليس نتيجة
حادث سيارته.
قصي وراء مقتل الصدر ..
وحصلت "العربية.نت" على معلومات من قيادي بارز في التيار الصدري يزعم أنها القصة الحقيقية لاغتيال الصدر، فيما أشارت أطراف أخرى من العراق وخارجه في معلومات للعربية.نت أن أطرافا شيعية ذات صلة بإيران نفذت الاغتيال، وليس نظام صدام.
إلى وقت قريب كانت المعلومات تشير إلى أن محمد محمد صادق الصدر لقي مصرعه على يد النظام العراقي في حادث سيارة مدبر عام 1999 وبعد ذلك نقل إلى إحدى المستشفيات بعد إصابته بجروح حيث توفي هناك.
يقول أبو فراس، القيادي السياسي في مكتب الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر، في حديث للعربية.نت يبين فيه تفاصيل تنشر للمرة الأولى: صدام أمر عام 1999 باغتيال محمد محمد صادق الصادر وكلف نجله قصي وأربعة جنرالات في الأمن بتنفيذ المهمة.
وبينما كان الصدر برفقة ولدية مؤمل ومصطفى في سيارته تعرض لملاحقة من قبل سيارة أخرى، فاصطدمت سيارته (نوع ميتسوبيشي) بشجرة وبعد ذلك ترجل عناصر الأمن من السيارة الأخرى وأطلقوا النار على الصدر ونجليه.
وأضاف: قتل مؤمل فورا وأما الصدر فقد جاءته رصاصة من سلاح لواء حضر المكان وأصابته في الرأس وقتلته فورا . ابنه مصطفى أصيب بجروح ونقل إلى المستشفى من قبل الاهالي وهناك أنهى قصي صدام حسين حياته برصاصة.
لغز رحلة طارق عزيز لتركيا
ويكشف "أبو فراس" سرا لم ينشر من قبل عن أن قرار صدام حسين تصفية الصدر جاء بعد اتفاق في مؤتمر سري في استانبول التركية والصفقة تمت بين طارق عزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وشخصيات اسرائيلية طالبت بضرب الحركة الصدرية من جذورها مقابل السماح للحكومة العراقية بتصدير النفط وعدم توجيه ضربة جديدة للنظام .
وعرف عن محمد محمد صادق الصدر ترديده في صلاة الجمعة "كلا كلا أمريكا واسرائيل".ويقول "أبو فراس" عن ذلك " شعاراته كان مختلفة عن شعارات صدام حسين الذي كان مدعوما ومحميا من أمريكا والدليل أن الولايات المتحدة كشف له مؤمرات عديدة كان تحاك ضده وكان يقوم بتصفية أصحاب هذه المؤمرات ،والصدر كان يقول لا لأمريكا و يعرف أن صدام صنيعة أمريكا ".
وعما أشيع بأن صدام كان يدعم الصدر ويحب نجله مقتدى، يجب "ابو فراس" : كلام ملفق. صدام لا علاقة له بالدين وكان معاديا له، وكان ضد كل المرجعيات وقتل آية الله البروجردي وآية الله الغروي.
الخلاف مع الحكيم
كما نفى بشدة أن يكون آية الله محمد باقر الحكيم زعيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وراء اغتيال الصدر، إلا أنه تحدث عن خلافات كانت قائمة بينهما. وقال : الصدر هو إمام مجدد أتى بمفاهيم متطورة وعصرية. التقى بالطبقات الشعبية المسحوقة من خلال الحوزة الناطقة، ولم يهتم بالطبقة المرفهة ، ولأول مرة كان هناك مرجع يحاكي معاناة الناس، بينما كانت المراجع الأخرى محصورة في صفوة المجتمع.
وأضاف: محمد محمد صادق الصدر تبنى الثورة من داخل العراق بينما المجلس الاعلى بقيادة باقر الحكيم تبنى الثورة من خارج العراق. نشأ نوع من الغيرة والانشقاق. فاتهم آل الحكيم الصدر بأنه عميل لصدام فلما قتل الصدر، جاء باقر الحكيم جاء لتعزية مناصريه في إيران ولم يقبلوا حضوره وهاجموه. ولكن لم يتهموه بالاغتيال أبدا.
رؤية مخابراتية ؟
من جانب آخر، قال ضابط عراقي سابق في جهازالمخابرات العراقي " قسم مكافحة النشاط المعادي - مديرية ايران" للعربية.نت : المخابرات لم تقتل الصدر وإنما قتلته مجموعة شيعية على اتصال مع إيران ، وألقي القبض على الشخص المحرض على القتل في كركوك وكان هاربا إلى الشمال ، واعترف بالحادثة وهو من أصل إيراني.
وأضاف "كانت علاقة الصدر قوية مع الدولة، وهو شخصيا لم يحب الإيرانيين والآن ابنه مقتدي جميع رجاله من العرب العراقيين".
وقال "صراعه مع باقر الحكيم كان إيديولوجيا وكان يريد أن تكون الحوزة ناطقة باسم الناس وتتدخل في السياسة وتمثل كل الشيعة في العالم".
محامية تبرئ صدام
من ناحيتها، تقول المحامية اللبنانية بشرى الخليل، التي كانت في لجنة الدفاع عن صدام حسين وطه ياسين رمضان، " أحد أصدقائي في النظام العراقي السابق كان يمسك بملف الشيعة وأبلغني أن علاقة صدام والصدر كانت جيدة ، وسمح له بتأدية صلاة الجمعة أمام حشود كبيرة من الناس".
وأضافت لـ"العربية.نت": " علمت منه أيضا أن صدام كان يوصي شيوخ العشائر الشيعية بالصلاة خلفه، وصدام كان يريد أن يقوّي الصدر كمرجعية شيعية عربية وذلك لأن اصله عربي ، وأعجب صدام به كثيرا ".
وأضافت: "مقتدى الصدر كان مدللا من قبل صدام وقد أرسل برقية إلى صدام بعد مقتل والده وشكره على العزاء بوالده وتحدث بشكل إيجابي مع الرئيس آنذاك وهذه البرقية نشرتها الصحافة ".
وذكّرت بأن الصحافة نشرت ما مضمونه أن " مقتدى في ذلك الوقت اتهم السيد محمد باقر الحكيم شقيق عبد العزيز الحكيم بقتل والده ، وفي مجلس عزاء بإيران ذهب إليه باقر الحكيم فضربوه بالاحذية وطردوه وقد نشرت هذه الحادثة آنذاك صحف عديدة ومجلات مثل مجلة الشراع اللبنانية".
وقالت " البعض من أسرة صدام درسوا الفقه الجعفري على يد أولاد أخت محمد محمد الصادق الصدر في الكاظمية ".
واشارت إلى أن العراقيين من المعارضة الذين كانوا بالخارج هم الذين اتهموا صدام بقتل صادق الصدر علما أنهم كانوا يهاجمونه من قبل ويتهمونه أنه عميل لصدام حسين وعندما قتل انقلبت القصة.
وكانت نشرت تقارير صحافية في نهاية التسعينات أشارت إلى أن محمد محمد صادق الصدر رفض الخروج من العراق، وأصر على البقاء وحماية الحوزة العلمية ، والإشراف على نشاطاتها العلمية والفكرية، ومحاولة بقاء استقلالها عن إيران ،و عمل على الحد من تدخل " قم " في شؤون الحوزة الدينية العلمية والشرعية ، والتأكيد على بقاء القيادة العربية للمذهب الشيعي في مواجهة القيادة الإيرانية.
وأعاد محمد محمد صادق الصدر( الذي لقب بالصدر الثاني ) الاعتبار إلى الصلاة والخطبة يوم الجمعة لدى الشيعة العراقيين، وأعطى التراخيص لوكلائه في المدن العراقية لاقامتها في المساجد . وازداد تحديه لنظام البعث في أواخر التسعينات حين رفض الدعاء لصدام حسين من على منبر الصلاة.