مستشار ترامب يكشف عن أول قرار جديدًا يخض روسيا بعيدًا عن العقوبات اشتعال المعارك الطاحنة في السودان مـن جديد و ارتفاع عدد القتلى إلى 300 في ولاية الجزيرة السودانية موسكو وكييف تتبادلان أعنف هجمات بالطائرات المسيَّرة منذ بداية النزاع العيسي مرشحاً وحيداً لرئاسة اتحاد كرة القدم في اليمن الخطوط الجوية اليمنية تنفي الشائعات وتؤكد إنتظام برنامج الرحلات أبراج الحجاج والشركات المتعهدة بخدمة الإعاشة في مواجهة صارمة مع لجنة تحديد مواصفات وأسعار خدمات الحجاج خلال مسحها الميداني توجيهات رئاسية بالتحقيق في مقتل ضباط سعوديين بحضرموت والتنسيق مع قيادة القوات المشتركة التابعة للتحالف تفاصيل جديدة حول مقتل العسكريين السعوديين بحضرموت.. عملية ''مدبرة' والجاني لايزال في سيئون الحوثيون يجبرون سفينة تجارية على تغيير مسارها توزيع 300 سيارة وكرسي كهربائي متحرك للمعاقين حركيا بمأرب.
لن أكون مبالغا إذا قلت إن من ضمن الأسباب التي أدت إلى عدم اكتمال النصاب في قمة الدوحة هو (التوريث) فكما هو معلوم للجميع أن سباق التوريث جار على قدم وساق داخل الأنظمة الجمهورية في الوطن العربي، ومن أبرز هذه الشخصيات هو جمال محمد حسني مبارك والذي يتم إعداده لاستلام الحكم في مصر بعد أبيه «عن طريق الانتخاب الديمقراطي» وطبعا هذا لن يحدث إلا بمباركة غربية وبالتحديد أمريكية، وبالتالي فإن المطلوب من الرئيس المصري أن لا يغضب إسرائيل لأن غضبها من غضب أمريكا، وإذا غضبت أمريكا انعكس الوضع على جمال..
وأصبح من ضمن المغضوب عليهم، لذلك لم يكتف الرئيس المصري بإغلاق معبر رفح ومحاصرة أكثر من مليون ونصف نسمة في قطاع غزة ومنع الأطباء والمساعدات والدواء من المرور إلى داخل القطاع الذي يتعرض لقصف صهيوني عنيف برا وبحرا وجوا، لم يكتف الرئيس بذلك بل إن المهمة الموكلة إليه تتطلب منه بصفته زعيم معسكر «الاعتدال» وفق التصنيف الأمريكي أن يفعل أكثر من غلق المعبر، ساعيا إلى إجهاض أي قمة عربية طائرة بشأن غزة حتى لا يكتمل النصاب، وهو ما حصل فعلا فقد وصل هذا التأثير إلى هنا في اليمن والذي كان رئيسها «فارس العرب» من أشد المتحمسين إلى عقد قمة عربية طارئة من أجل غزة، بل وأعطى موافقته لحضور مؤتمر الدوحة الذي دعت إليه قطر وفوق هذا كله كان «سيف العرب» قد ألقى في اليوم الأول أمام كبار قادة الجيش خطابا حماسيا حول غزة، ذكرني بخطابات الستينات من القرن الماضي، وانتقد فيه العرب لعدم نصرتهم للمقاومة وحيا صمودها في غزة، وقد تناقلت هذا الخطاب معظم وسائل الإعلام العربية، ولكن هذا كله يتبخر في الهواء وانقلبت الأمور رأسا على عقب مع وصول «رنة تلفون» أتت في ظلام الليل من الشقيقة الكبرى والتي تتزعم إلى جانب مصر معسكر «المنبطحين العرب» وكانت بدورها قد استقبلت في وقت سابق الرئيس المصري والذي طلب منها إيصال رسالة إلى أبو «أحمد» من أبو «جمال» بعدم حضور مؤتمر الدوحة.
وبما أن الاثنين يحملان نفس المشروع «التوريث» فقد كانت الاستجابة سريعة فما إن أتى ظهر الخميس الماضي حتى أعلنت اليمن مقاطعتها لقمة الدوحة حرصا على الصف العربي وعلى مستقبل «الأبناء»، وقد شكل هذا الإعلان صدمة قوية للشارع اليمني الذي اكتشف أن فارس العرب قد أصبح بلا حصان وربما بلا سيف، وقد لخص هذا الوضع أمير قطر بقوله: «ما إن يكتمل النصاب حتى يتراجع، فحسبي الله ونعم الوكيل»، وبنظرة موضوعية حول الربح والخسارة في قمة الدوحة بعيدا عن الواجب الديني والقومي فإن مصلحة اليمن كانت تقتضي حضور هذه القمة.. لماذا؟
معلوم أن اللاعبين الرئيسيين في قضية صعدة كانوا متواجدين في قطر «إيران، سوريا، ليبيا، بالإضافة إلى الدولة المضيفة» وهذا كان يتطلب منا الحضور لحسابات داخلية تتعلق بالتمرد في صعدة، ولكن من الآن نتوقع كل شيء حتى المزايدة من قبل عبدالملك الحوثي بأن اليمن قد وقفت إلى جانب أمريكا وقاطعت مؤتمر الدوحة من أجل نصرة غزة، وها قد نجح هذا الاجتماع في الدوحة وخرج بقرارات لم تخرج بها أي قمة عربية سابقة منذ قمة اللاءات الثلاث في الخرطوم في ستينيات القرن الماضي، وفي اعتقادي أن الذين سيذهبون إلى قمة الكويت كالذي يذهب لحضور حفل زفاف بعد ثلاث أيام من إقامة هذا الحفل، فيوم العرس الحقيقي كان في الدوحة، فمهما كانت الضغوطات التي مورست على اليمن فإنها لن تكون بأي حال من الأحوال أقوى من الضغوطات التي مورست على السودان، ومع ذلك حضر رئيسها المطلوب دوليا ومصريا وسعوديا، حضر لأنه لا يعد أحد أبنائه باستلام الحكم بعده في السودان، فليس هناك شيء يخاف عليه مثل بعض الزعماء الآخرين، فتحية لهذا الزعيم العربي الكبير، ولا عزاء للمورثين، ومن المضحك أنني وعند كتابتي لهذا المقال وصلتني رسالة عبر الهاتف «يمن موبايل» مفادها أن رئيس الجمهورية يدعو إلى قمة إسلامية لمناقشة العدوان الإسرائيلي على غزة ويدعو إلى فتح باب التطوع أمام المسلمين لنصرة أهلهم في غزة، وكأنه لم يجف عرقه بعد مؤتمر الدوحة، خلاص يا ريس فغلطة الشاطر بألف فقد فاز بها عكاشة فلا ينفع الترقيع فسوف يصبح المثل الآن غلطة الشاطر علي بدلا من غلطة الشاطر حسن، وهذا يجعلنا نشعر بالقلق الشديد على مستقبل البلاد وأنها تسير بالبركة ومستشاري «البركا..».
حتى كبار رجال الدولة والذي أعلن التلفزيون الخميس الماضي أن رئيس الدولة اجتمع بهم نجد أن بعضهم لم يصل سن الأربعين، ومع ذلك شاهدنا هذا البعض يحتل مقعدا خلف رئيس الدولة، وهذا بفضل الله وحب الوالدين، ولو كان هناك مستشارين حقيقيين لرئيس الدولة هذا إن كان يستشير أحداً لما نصحوه في خطابه أن يشكر قناة العربية التي أجمعت الأمة بالكامل على رداءتها في تغطية العدوان على غزة بل ووصفها البعض على أنها قناة عبرية..
ومع ذلك صاحبنا غرد خارج السرب، وبما أن الرئيس قد دعا إلى مؤتمر قمة إسلامي فعلى سكان العاصمة الاستعداد لتحمل الازدحام عند وصول زعماء العالم الإسلامي والإجراءات الأمنية المشددة أثناء مؤتمر القمة الإسلامية التي دعا إليها رئيس الجمهورية، وفي الأخير تحية إلى كل زعيم حضر مؤتمر الدوحة من أجل غزة، ولا عزاء للمتخلفين.*