إنهيار مخيف للريال اليمني في عدن صباح اليوم الخميس محكمة الاستئناف الكويت تحجز قضية طارق السويدان للحكم أردوغان يحسم موفقة من حرب غزه و يعلن قطع العلاقات مع إسرائيل القيادة الأمريكية تعلن عن ضربات جوية جديدة تستهدف مخازن أسلحة الحوثيين وتصدي لهجماتهم في باب المندب مدير أمن المهرة يكشف عن حرب و مواجهات للقوات الأمنية مع مهربي المخدرات مكتب المبعوث الأممي يكشف تفاصيل لقاء سابق مع قيادات من حزب الإصلاح صاغت مسودته بريطانيا.. مجلس الأمن الدولي يصوت بالإجماع على قرار جديد بشأن اليمن الحكم على نجم رياضي كبير من أصل عربي بتهمة الاعتداء الجنسي الحوثيون يخنقون أفراح اليمنيين ..كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس مراقبون يكشفون لـ مأرب برس «سر» استهداف مليشيات الحوثي لـ أسرة آل الأحمر بصورة ممنهجة
" مأرب برس - خاص "
لا أحد ومهما كان خلافه مع صدام حسين إلا أن يقف له احتراما وتقديرا على مواقفه الشجاعة وصموده الكبير أمام كل هذه الضغوطات التي تمارس ضده ، فرجل مثله جمع كل النقائض في الشارع العربي من انهزام ونصر داخلي ، من ذل وكبرياء ، من أمل وانكسار ، ورجل مثله وهو يستقبل حكم إعدامه بالهتاف لوطنه ولأمته العربية لا يجعلنا إلا نقف مذهولين أمامه مهما اختلفنا معه.
حكم الإعدام على صدام بسبب قضية الدجيل هو حكم غاية في السخافة ولم يعد يقنع سوى الشعب الأمريكي الذي صرنا نوقن أنه شعب لا يستطيع إطلاقا إلا أن ينصاع وبكل سطحية لإعلامه وللقرارات الارتجالية العاجلة التي تغير ولاءه بين اللحظة والأخرى من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ، فكون أن هناك عملية انقلاب مدعومة من إيران ضد الحكم في العراق لا يمكن أن يواجه إلا بعمل حازم وبتطبيق القانون ضدهم وهذه من بداهات الأمور إلا لدى السذج ومن لديهم مآرب متسخة ، هذا في حال تناسينا أن كل يومين في العراق يقتل إضعاف قتلى أهالي الدجيل بكثير ، والمالكي نفسه يطلق يد المليشيات للتصفيات الجسدية والمذهبية والأمن مفقود وانعدام تام للخدمات الأساسية التي تمكن الإنسان أن يعيش بشيء من الكرامة .
إعدام صدام أو إعلان الحكم ضده بالإعدام لم يعد يفرح أحد لو تذكروا فقط كيف كانوا يعيشون في عهده وكيف هو حالهم الآن ، وان المقارنة بين العهدين تميل مباشرة إلى حكم صدام ، لكن هذا لن يكون مبررا لحكم مستبد بينما يكون مبررا لحكم أقل استبدادا ، وأنا أجزم أنه لا يوجد شيء في هذا الكون أكثر استبدادا وظلما من احتلال الوطن ومسخ الهوية وتمزيق الأرض ومصادرة ثرواته لصالح شعب آخر يدعي بالشعب الأمريكي والبريطاني ، هذا في حال اعتقدنا أن الأمر منحصر في العراق فقط ، بينما الواقع يتحدث ويقول أن هناك مخطط كبير يتجاوز العراق ليعيد تشكيل المنطقة وهويتها ويجعلها أجزاء طائفية مذهبية نتنه تنشغل في تصفيات تاريخية بلهاء على حساب البعد القومي والعروبي والديني ، مما سيدخلنا في دوامة دهرية أخرى لا نعلم متى نتجاوزها .
لماذا صدام _ شاء من شاء وأبى من أبى _ يجد تعاطف كبير من شعوب الأمة العربية ،ولماذا فشل الإعلام الأمريكي وبعض الإعلام العربي أمام تغير مفاهيم الإنسان العربي ، ولماذا العربي يبدوا أكثر نضجا واستقلالا رغم الكبت السياسي والثقافي بينما مثلما نرى دوما أنه ينجح _ الإعلام الأمريكي _ مع الإنسان الأمريكي ، هذا كون العربي أكثر التصاقا _ رغم كل هذا الضيم _ بهمومه القومية ويتعاطف تلقائيا مع أية مأساة تصيب أخيه العربي في أي بقعة على الأرض وأن التأثيرات الإعلامية ونشر الخبر بصياغة موجهة لم تعد تشكل أي معضلة أمام فهمه الصحيح لما يجري ألان ، فالاحتلال هو أمر سيء وهمجي ويتوجب مقاومته ولا يمكن تبريريه بأي شكل من الأشكال ، كما أن العميل هو عميل ولا يمكن شرح موقفه وكأنه يعبر عن وجهة نظر يمكن تقبلها والتحاور معها ، لذا الصورة ألان أوضح ما تكون عليه خاصة حين واجه صدام حكم الإعدام بالهتاف لعروبته ولوطنه وبأن المقاومة مشتعلة كأنها للتو انطلقت .
يعتقد بوش أن تعجيله بإصدار حكم الإعدام هذا قد يساعده في خوض الانتخابات القادمة خاصة أن شعبيته في أسوء حالاتها ويعلم أن فشله في الانتخابات قد يعجل نوعا ما من الانسحاب من العراق ويعلم أيضا عملاء أمريكا أنهم سيواجهون مصير غاية في الصعوبة حين تتخلى عنهم واشنطن ناجية بنفسها ، لكن الذي قد لا يتصوره بوش وأزلامه بأن صدور مثل هذا الحكم قد يعطي المقاومة زخم وعنفوان أكبر وأن يعيد نتاج صورة صدام حسين بأنه ذاك البطل الصامد الذي لا يركع أبدا .
كثيرة هي أخطاء بوش ومثل بوش هو جدير بعمل مثل كل هذه الفضائح الدموية والإجرامية ، ومثل بوش هو من يستحق أن يصدر بحقه حكم بالإعدام لقتله مئات الآف من العراقيين ولدعمه لإسرائيل لترتكب مجازر ضد الأطفال والنساء في فلسطين ولبنان وتأيده المطلق أيضا للأنظمة الاستبدادية في المنطقة العربية ، فرجل مثل هذا من يستطيع _ إلا إن يكون بلا حياء أو قيم _ أن يروج لمشروعه ويدافع عنه .
العراق لن ينتهي بموت رجل مثل صدام ، والعراق لن يمزق لأن بوش تورط في توطيد الأمن وتركيع شعبه ، والعراق سيبقى عربيا لأن التاريخ والطبيعة تفرضان أجندتها ، ومن كانت الطبيعة والتاريخ معه فهو ولا شك منتصر ، بينما الأمم المبتورة والتي لا تنتمي إلى ارث أو ثقافة هي من يسهل تطويعها وإعادة إنتاجها من جديد ، وأرض بابل حتما ليست هي كذلك .