|
ما بين الماضي و الحاضر و الآتي
في هذا الوطن الممتلئ الساحات
بون شاسع .. و مسافات
…
الماضي ..
وطن مختزل في فرد
يحتكر مقاليد الأمر
و تسمية الأشياء
فهو الآمر و هو الناهي
و هو القائد و الابن البارْ
و هو الرمز و صفو الصفوة
أعظم ما أنجبت الأرض
و يقسم ما بين الناس
هذا سين و هذا صاد
و يوزع ما شاء من الخيرات
على من شاء
لا حق و لا باطل فيما يفعلْ
و لك الويل إذا لم تقبلْ
و لك العيش مع البؤساء
و الحاضر ..
فرد منتبه من غفوته
قد فاتته اللحظة
و بان الوهمْ
ينظر، فيرى آلاف ألوف الناس
بكل مكان
و هي تناديه أن اخرج منها
لست الآمر .. لست الناهي من بعد اليوم
لست البار و لست الرمز
و لسنا ما سميت و ما قسّمت
و ليس أحب إلينا ما أعطيت
و إذا تمنعُ عنا خير الأرض، فلن تـُنقـِصنا حيث منعت
و الآتي ..
شعب لا فرد
حكم مدني .. يمسك فيه الشعب بناصية الحكام
و يلقيهم للعار
إذا هم أكلوا السحت
و نكثوا العهد
…
الماضي ..
عملاقا صيره الحاكم قزما
و عزيزا أمسى شحاذا يطرق أبواب المعطين
رقما صعبا في ميزان القوة حوله صفرا
و جميعا فرقه آحادا و فرادى
و الحاضر ..
شعب قد سئم العيش بأطراف التاريخْ
خارج دائرة الفعلْ
و أراد العزة مهما كلفه الأمر
و الآتي .. أمل ينمو- نخشى أن يُقتل ثانية
وطن أكبر من كل أمانينا
نبنيه فيبنينا
وطن يحمينا
…
الماضي معلومْ
فوضي و ظلام
و حروب في كل مكان
صفقات تعقد لا ندري ما فيها
و أناس تشبع من نهش لحوم أناس أخرى
و الحاضر ..
معلوم بشجاعة شعب يرفض أن يبقي في قبو الماضي
و يتوق إلى النور
و الآتي .. مجهول - قيل لنا -
لكن فظاعة معلوم الماضي
و شجاعة معلوم الحاضر
تجعنا لا نخشى هذا المجهول
...
الماضي .. فِرَق و شيعْ
ثارات و صراعاتْ
و الحاضر ..
ساحات فيها من كل الناس
فرادى و جماعات
و الآتي ..
يمنيٌ، ليس مهما من أنتْ
و لا من أين أتيت، فأنت مواطن
و أمام القانون الآتي - أيضا
أنت مواطن
تلبس خنجرك المربوط على حقويك
تعصب رأسك أو تلبس ربطة عنق
تحلق أو لا تحلق ذقنك
أنت مواطن
من أقصي هذا الوطن إلى أدناه
…
ما بين الماضي و الحاضر و المستقبلْ
في هذا الوطن الميمونْ
داء و دواءْ
أمل و رجاءْ
و طوابير من الشهداء
في الثلاثاء 26 إبريل-نيسان 2011 07:20:40 م