عروبة في المهجـر
بقلم/ فائزة البريكي
نشر منذ: 17 سنة و أسبوعين و 5 أيام
الخميس 06 ديسمبر-كانون الأول 2007 06:14 ص

مأرب برس – لندن – خاص

على اعتاب مدينة كان الفرح فيها جزء من حزن.. الناس مجرد ناس ,,, كلنا ندّعي أننا كنا أحياء .. مستمتعين .. نتنقل بحرية .. ننعم بحياة رفاهية لهفة خاطر أبعدتنا عن مايجري حول العالم .. كل شئ حولنا كان يُنذر بنهاية جميلة واستقرار لم نكن نعلم مايخبئه لنا القدر .. ولا ندرك خطئية غيرنا إلا عندما تُصيبنا فجأة لنلبس ثوب آخر قد لانجد أنفسنا فيه ونسأل لماذا ولكن قد فات أوانه كل شئ من حولنا يتغير .. نحن نتغير وننعزل فترة حتى عن ذاتناااا لنغادر مدينة فرح قد لبست ثوب أحزانهااا وهي عروسااا تُزف بدموع فرح مزيفة .. كان لكل نقطة في سطر قصة ,, ولكل قصة موعد مع قدر مجهول سألت نفسي كثيرا وربما لازلت ماذا نريد من هذه الحياة؟ فهل ان حققنا كل مانتمناه تكون السعادة ام يتسرب الملل الى نفوسنا ونبدأ بالبحث عن متاعب جديدة نحن بغني عنها؟

لا أنكر بأنني إمرأة متشبعة ,, ولا تكتفي بالقليل ,, ولا تتوقف عند تحقيق الخطوات وتبحث دائما عن مايفتح شهيتها للتحدي لإكتشاف الجديد وتحقيق المزيــد .

عندما افتح اي باب جديد لابد وان اسأل نفسي هل انا بقدر تلك المسؤولية ؟ ام ساقف عاجزة امامهااا؟

بقدر اعترافي بقدراتي الا انني اعجز ان أحقق بعض من احلامي وامنياتي ان لم تكن تسعد المحيطين بي واحبهم الى قلبي افكر كثيرا أعمل كثيرا وارتاح أكثر عندما أجد نفسي قد وقفت ولم أتوقف حققت ولم أتحقق أحببت ولم أُحبب هناك اشخاص نجهلهم تماما ولكن عندما نلتقي بهم نشعر وكأننا نعرفهم منذ سنوات ,, وهناك اشخاص متواجدين يوميا في حياتنا ونشعر بأننا كل يوم نكتشف شئ جديد عنهم وان هناك مسافة لازالت تفصلنا عنهم في مدينة الضباب الساحرة التي سحرتني بجوها الطبيعي واسلوب حياتها الراقي وبتجمعها العربي المكثف من كل قُطـر نكهات عربية لم تسنح لي الفرصة في بلدي الثاني الامارات ان تجمعني بهم في مثل هذا النوع من الجلسات والحوارات للعنصرية المقيتة التي نتميز بها في الخليج ولا أنكر بأنني كنت البس بعض من ثوب العنصرية ليس حُبا فيها بل تأثرا بالبيئة التي أعيش فيها ,ولكن في نفس الوقت كنت اشعر بعدم رضا من الداخل كوننا نعيش منفصلين عن ثقافات اخرى تَضيف لنا لا نضيف لها ولكنها الحياة تُلبسنا دائما ثوب عروبي مزيف ولا نعرف قيمة عروبتنا الا عندما نغادرها لنبحث عنها في غُربة روح ووطن أعادتنا الى ايامنا الجميلة التي افتقدناها في اوطاننااا

جلسات نسائية رجالية نسائية خاصة كانت او عملية تعتبر بالنسبة لي اكتشاف اعماق من عمق الأعماق لناس كنت اجهلهم وقد يكونون ايضا يجهلوني الرجل القليل الكلام المُقنع يلفت نظري ,, كثير العمل بنتائج يأسرني كلمات قالتها احد الحاضرات من البلد الشقيق الجزائر في احد جلساتنا الثقافية النسائية كانت كافية لتجعلني التفت نحو ذلك الصوت الدافئ الواثق من نفسه وبتلك العبارات التي اشبعتني دون تُخمة وتكلف انها تتحدث عن مايجول بخاطري وكانها أنا امعقول ان هناك نساء تفكر بنفس طريقتي وانا كنت ممن احسب نفسي شاذة عن القاعدة كوني القى الكثير من الإنتقادات وحصيلة صراحتي كم كبير من الأعداء ومجموعة لا بأس بها فقط من الصديقات والأصدقاء وهجوم شرس دون ان يقنعني أحد بوجهة نظـره

اصبحت اترقب حضورها في اي مناسبة وكأنها نصفي الفكري الآخر الذي يشبعني فكريا فيخرسني لانني وجدت ضالتي التي طالما حيرتني

تغيرت الأيام وتغير حال الجلسات لتصبح مختطلة نساء ورجال من جميع المستويات العلمية كان بينهم شابافي الثلاثينات من عمره افتتح الجلسة بمقدمة اصابتني بملل غير متوقع لم يترك بيتا من الشعر الا وقاله ولم يترك حكمة الا وطرحها ولم يترك للحاضرين شيئا وكأنها مُخصصة له فقلت في قرارة نفسي الهذا بلغنا الحد من الروتين الممل حتى في جلساتنا الفكرية والثقافية ؟

لماذا لا نتبادل الآراء والأفكار لنعرف بعضنا أكثر ؟

كنت بيني وبين نفسي ومعي احدى الصديقات قد قررنا الخروج الصداع بدأ يضرب في رأسي

ولكن مع توقف المتحدث الطويل جدا عن المحاضرة المملة ومع بداية شاب آخر في نفس سنوات عمره

اختلف الوضع تماما كانت افتتاحيته بسؤال ترك لنا المكان وكأنه خلية نحل نقاشات حادةاختلافات اتفاقات آراء متعددة فقررنا العودة والاستمرار في هذا الحوار الشيق

هذا الأخ ايضا من الجزائر الشقيق كان يتحدث بلغة عربية فصحى مُتميزة مع ادخال بعض من اللهجة الجزائرية الجميلة هنا سألت صديقتي الا ترين بأن الجزائر متميزة في هذه الجلسات عن غيرها من الدول العربية؟

فالجلسة النسائية السابقة كانت امرأة جزائرية واليوم رجل جزائري ما الحكاية ؟

حتى لا أُطيل لهذه الجلسات الفكرية الثقافية نكهة خاصة سأتحدث فيها عندما تسنح لي الفرصة عن مادار من نقاش ساخن حول: كيف يفكر الرجل في المرأة وكيف تفكر المرأة في الرجل

من جميع النواحي حيث خرجنا من هذه الجلسة بمدرسة فكرية جديدة جمعتنا فيها تجمع عروبي للمهاجرين في المهجر والفكر الحديث ظروف الغربة وصراع الأجيال والحضاراات  واتركم جميعا اصدقائي في رعاية الله وحفظه فأنا على موعد مع رحلة سفر

وللحديث يوما ما بقية ان شاءالله

محبتي لكم وشوقي حتى النخاع لبلدي الحبيب اليمن