آخر الاخبار

الكشف عن الاسباب الخفية التي أجبرت إيران للتخلي عن صبرها الاستراتيجي والرد بهجوم صاروخي مفاجئ على إسرائيل الجوف..رد حازم من قوات الشرعية على محاولة تسلل فاشلة للمليشيات وهذا ما تركته الاخيرة ورائها مخابرات الحوثي تعتقل مسؤولاً تربوياً وتقتاده الى جهة مجهولة بينهم نحو 40 صحفيًا وكاتبًا.. منظمة تتحدث عن موجة اعتقالات حوثية عشوائية تستهدف المدنيين في مناطق الميليشيات المليشيات تدشن حملات تجنيد إجبارية للطلاب والكادر التربوي في صنعاء دبلوماسي أمريكي: الصين شجعت الحوثيين على مهاجمة سفن الدول الأخرى ورفضت إجراءات دولية ضدهم بعد الكشف عن تصفية غالبية قادة حزب الله .. واشنطن وتل أبيب ترصدان 7 ملايين دولار لمن يبلغ عن الناجي الوحيد من اغتيالات قادة «حزب الله» استشهاد دكتور يمني مع أمه في قصف شنه جيش الإحتلال الإسرائيلي آخر التقارير والمعلومات بشأن مصير خليفة حسن نصرالله.. وحزب الله يلتزم الصمت أرقام توضح كم جريمة ضبطتها أجهزة أمن العاصمة عدن خلال 3 أشهر

في ذكرى الكرامة
بقلم/ عمار زعبل الزريقي
نشر منذ: 12 سنة و 6 أشهر و 18 يوماً
السبت 17 مارس - آذار 2012 06:10 م

هاهي الذكرى الأولى للمشهد الأكثر دموية وبشاعة لنظام كان من أكثر الأنظمة العربية تشدقاً واستعراضاً لديمقراطية مزيفة، وبأخواتها الأكثر زيفاً وبعداً عن الواقع من حرية تعبير ومواطنة وشراكة وغيرها....

وهو النظام الذي سعى بكل ما أؤتي من قوة ومكر ودهاء لؤاد الثورة في مهدها، والعمل على تفريغ معانيها السامية, بل والانحراف بها عن خط سيرها, الذي اختطته الجموع الثائرة لفضح ديمقراطية نظام هجين، يتمتع ببعض ممارسات تحسبها ديمقراطية وماهي كذلك من انتخابات صورية ومنظمات مدنية وغيرها من المشروعات, التي أريد بها التوريث والتمديد إيغالاً في قمع الإنسان وامتهان كرامته وتعذيبه وتكبيل حريته وتشويه صورته في العالم أجمع...

"جمعة الكرامة" عروس الثورة تجر أذيالها للثوار كرامة وأملاً عظيماً ... وإن كانت مأتماً وقاهرة للبزة العسكرية وللتخلف ولثقافة الاستعلاء والديكتاتورية... والقشة التي قصمت ظهر النظام وهزت أركان عرشه بأن التحقت الملايين بصورة استثنائية بهرت العالم وأظهرت الحقائق جلية، وأبانت قبح النظام وفضحت القمع الممنهج، وكشفت النوايا المبيتة لفرعون النظام وزبانيته المقربين، ممن علوا في الأرض واستباحوا الأعراض والأموال, فلقد رأى العالم قباحة ودمامة، طالما حاولت التخفي والتستر، فتحتِ أية ذريعة سيحتمي نظام ينتهكُ كرامة الإنسان ويقتله دون رحمة, بل ويمعن في تعذيبه.. فكان الإعلان الممهور والسقوط المدوي، الذي لا قيامة له والتسليم بأن قدر الثورة آت, وأن دماء الأبرياء لن تذهب هدراً، وأن القصاص لهم هدف أسمى وأول وحق مشروع من دعاة الديمقراطية, التي تعني حفظ كرامة الإنسان وصيانة حقوقه ورعاية مصالحه والإيمان بأفكاره وبرامجه وتطلعاته..

فـ"جمعة الكرامة" وشهداؤها الأبرار هم: المشنقة والحبل الذي التف مبكراً ومازال على عنق النظام، ومن المفترض كمسلمة أولى أن يلتف حول رقاب المجرمين وأولهم صالح، الذي لو أحصينا مفردة الديمقراطية في خطاباته لما استطعنا لها حصرا...

إذاً هي الذكرى الأولى، ومازال صالح يكتب روايته الدموية بفصولها اللامتناهية من اللعب باللغة والتحريش بحبكة غرائبية يعجز عنها الكتابُ الغرائبيون من أصحاب الواقعية السحرية وغيرهم.. وهو يسرد ضعفنا الجبان وعجزنا وانكساراتنا المرة بأنْ فوتنا فرصة شنقه ومأجوريه وشخوصه القبيحة التي مازالت تؤدي أدواراً خبيثة هنا وهناك..

إنها الذكرى الأولى لنقيم أولاً محاكمنا الذاتية؛ نحاكم فيها ذواتنا، التي ارتضت الهوان والدونية وحياة الذل والاستعباد؛ لأنا لم نأخذ القصاص بعدُ من مصاصي دماء كرامتنا، لم ننتصر لشهداء الكرامة من قتلتهم، الذين يرقصون ويشربون نخب نجاتهم, الذي لن يدوم وحرارة الكرامة تدب في عروقنا..

إنها الذكرى الأولى لشعارات وأحلام لا نريدها تتبخر وتنتهي من أولويات مراحلنا المقبلة، آمنا بها من قبل, وآمن بها الشهداء وعاهدنا أنفسنا بإتمامها وإنجازها على الوجه الأكمل.. فنحن على استعداد كامل لإحياء هذا اليوم إذ انتصرنا للشهداء والجرحى وأخذنا بنواص خاطئة كاذبة، وبأيد آثمة قاتلة، تلطخت بدماء غالية على كل فرد، ينشد الحرية والكرامة والعيش الكريم.. ولن يكون ذلك إلا إذا ظهرت الخطوات الواضحة والشجاعة وأولها كشف أسماء المتورطين في مذبحة الكرامة، ممن اغتالوا الأبرياء ومارسوا القتل بتلذذ دون رحمة وإنسانية ووازع من خلق أو ضمير