آخر الاخبار

خامنئي يدعو لربط الأحزمة من افغانستان الى اليمن ومن إيران الى غزة ولبنان مسئول ايراني كبير يتحدى إسرائيل ويصل بيروت لدعم حزب الله فيفا تدرس طلباً فلسطينياً بمنع إسرائيل من المشاركة في بطولات كرة القدم العالمية محافظات يتوقع أن تشهد هطول أمطار متفاوتة الشدة خلال الـ24 ساعة القادمة حقوقيون يتحدثون عن احكام الإعدام خارج القانون التي يصدرها الحوثيون هربا من الضربات الإسرائيلية..قيادات الحوثي تنقل اجتماعاتها السرية الى إحدى السفارات الأجنبية في صنعاء وعبد الملك الحوثي يفر الى هذه المحافظة المليشيا الحوثية تقوم بتصفية أحد موظفي الأمم المتحدة بكتم أنفاسه وخنقه حتى الموت... رئيس منظمة إرادة يكشف عن إعدامات جماعية للمئات بينهم مختطفين من محافظة صعدة إسرائيل تتوعد سنضرب إيران.. وطهران تهدد: سيكون ردنا أقسى بعد النجاح الكبير وإستفادة 10 آلاف طالب وطالبة من مختلف الجنسيات مؤسسة توكل كرمان تعلن عن فتح باب التقديم للدفعة الثانية من منحة دبلوم اللغة الإنجليزية في لقاء بقطر.. رئيس ايران يتودد السعودية ويعبر عن ارتياحه للعلاقات المتنامية مع المملكة

الثورات العربية بين أزمة الركود والطموحات الشعبية
بقلم/ جمال محمد الدويري
نشر منذ: 13 سنة و شهرين و يومين
الإثنين 01 أغسطس-آب 2011 10:56 م

جمال محمد الدويري

أهلّ شهر رمضان وكان الثوار في كل بلدان العالم يحلمون بشهر تغمره المحبة والود والاخاء والتسامح ليكون محطة ثورية جديدة ثورة النفس على النفس ثورة الذات على الانا والأثرة والاحتكار والظلم ولم تكتمل فرحتها في مصر وتونس واليمن فما هو السبب؟

إن المتتبع لآراء بعض من الفئة الصمت أو الفئة المحايدة سيجدها تجلد الثورة والثوار بصنوف اللوم على ما انتجته الثورة من فوضى امنية واقتصادية واجتماعية وهم بهذا كصنف بني اسرائيل الذين قالوا "اذهب انت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون", فإن كان لهم خيرا قالوا ألم نكن معكم، وان كان للنظام نصيب قالوا نحن معك دوما.

وتعكس هذه المرحلة نفسية الشعوب العربية التى ارهقت بالذل والاستتباع وروضت على الطاعة والعبودية وهي المرحلة التى تأسست نواتها مع ابي جعفر المنصور في دولة بني العباس "وان استطعت ان لا تبقي بها لسان عربيا فافعل" حيث راى ان خطر العرب على النظام العباسي هو المهدد الوحيد والاشد فتكا لانهم يرون تساويهم في اموال الدولة، كما ان حريتهم وانفتهم تمنعهم من النفاق، فالرئيس والسيد في فكرهم الثوري خادما لأتباعه هنا تتجلى مفهوم السيادة لا كما في كسرى وهرقل ، ومنذ ذلك الوقت اصبحت نظرية ابي جعفر المنصور تنمو شيئا فشيئا حتى اصبحت مكتملة في عصرنا ،على مبدأ استبدال شعبا بشعب آخر وطرد العقوق الشعبي بتصفيته وسجنه وترحيله واسهل طريق قي ذلك اقامة مبدأ الابادة الجماعية ومن استطاع ان يرحل من الشعب فليفعل ما دام سيكون مقيد الفكر والقلم خارج بلده.

غير ان وجع الثورة يزيد خطره على الثوار يأسا واستعجالا لنصر التمكين ، وهو ما قد يؤدي الى تراجعها وضعفها والانقلاب عليها ، والاستيئاس من اليأس يعود الى عدة اشياء اهمها: ان تكون محطة لمراجعة النفس وتصفيتها والتواضع البيني والاعتراف بدور الافراد قبل المنظمات والاحزاب في انجاح الثورة كما قالوا في بدر "ذاك يوم طلحة" رغم انها عصابة مؤمنة استنصرت بسبل النصر وعملت بسننه الإلهية في اخلاقها واخلاصها. والثانية ان تكون وسيلة للتصالح والمصالحة والتنازل الشخصي لمصلحة العامة وابتغاء الاجر والثواب من الله لا من الثورة واعيانها، والثالثة قطع الارتباطات الشخصية بفلان وعلان واحزاب جهمان ونعمان لان الثورة مصدرها شعب وارادتها شعبية وتقزيمها بحزبية وشخصية دليل على ضعف الوطنية والارادة و الايمان، والرابعة تتجلى بلباس الاخلاق والتقوى "ذلك خير" فتكون الخطابات دعائية اتصالية مع الله وتواصلية مع الناس حتى تكتمل ارادة الثورة وتلتحم مع ارادة الله في مواقفها دون امتنان لاحد او اعلاء لشانه ما دام الله وحده يحاسبنا فردا فردا.

وقد وقعت الثورة بالارتباطات الشخصية والجهوية فتراجعت وتناست اتصالها فانقطعت وتركت تواصلها ففسدت هذه متغيرات الذات والداخل.

اما علل الخارج فنجد ان النظام السعودي والاماراتي والعماني وغيره من النظم تدعم النظم المتهالكة بمالها وكرمها المستفيض ليس حبا في هذه النظم وانما خشية من التغيير الذي قد يحقق عزة وانتصارا للثوار والوطن، ومع هذا تقف هذه النظم لتعيق وتمنع تقدمات الثوار في كل من مصر واليمن وسوريا والبحرين وتونس وليبيا رغم ان لها اغراضا سياسية مع بعض النظم الا ان خطر الاحداق الشعبي قد يؤدي الى تدمير نظمها العتيقة والمتوارثة ،لهذا فإنها تدفع الاموال المضادة للثوار وتقديمها بسخاء وافراط بينما تمارس سياساتها الاخرى لتربط ود الثوار بها وتمارس في سريتها على بناء خطين متوازيين من تحركاتها السياسية والمالية هي:

أولاهما دعم النظم العتيقة وإبقاؤها في سلطتها منفردة كما كانت او تحاول ان تعمل مصالحات بين النظام المستبد والمعارضة على مبدأ تقاسم المصالح وتناصفها. وثانيهما تعمل على تكوين نظام جديد يكون خادما وتابعا لها مقابل ما تقدمه من مساعدات اقتصادية مرهونة بمتطلبات سياسية تكون اولى متطلباتها التزام هذه الدول بعدم استقطاب او ايواء اي معارضة خليجية مستقبلا.

بينما تتجلى اولى هذه الخطط في الارادة الامريكية الاسرائيلية الاوروبية والمتمثلة بإبقاء النظم العربية القديمة ودعمها لأنها صمام امان للمصالح الامريكية الاسرائيلية وزوالها يعني نهاية المد الامريكي الاسرائيلي ومن ثم وان تحركت الثورة ذاتيا فان المطلوب امريكيا هو:

استبدال النظم العميلة المتهالكة بنظم جديدة عميلة بصورة ثورية شعبية وهو ما استصعب على السياسة الامريكية الاسرائيلية حتى الان من الوثوق بأحد, وما زالت جارية البحث حتى تحقق ما تريد وستبقى العقبات والتحديات تعيق الثوار حتى يجدوا بأنفسهم النظام الذي سترضى عنه ارادة الذات الامريكية والاقليمية ويقدمونه مرهونا بضمانات عسكرية يعيد الوضع الى ازمة ثورية جديدة اذا ما تراجع عن تلبية السياسات الإقليمية والدولية لمصالحهم.