تحوّل مثير.. ميتا تسمح باستخدام ذكائها الاصطناعي لأغراض عسكرية أمريكية انستغرام يطرح خيارات جديدة لتصفية الرسائل للمبدعين الجمهوريون يسيطرون على مجلس الشيوخ الأمريكي والتنافس مستمر على مجلس النواب سفينة حربية إيطالية تنضم إلى حملة حماية البحر الأحمر ترامب يفوز بالانتخابات الرئاسية الأمريكية وفق النتائج الأولية مفاجأة مدوية.. صلاح بديلا لنيمار في الهلال السعودي ترامب يعلن التقدم والفوز في 12 منطقة أمريكية … . نتائج الانتخابات الرئاسية الأميركية لحظة بلحظة التحالف العربي ينفذ ثلاث عمليات إجلاء جوية في سقطرى الكشف عن القيادي الحوثي المسؤول عن تهريب الأسلحة الإيرانية التحركات واللقاءات العسكرية العليا.. هل قررت الشرعية خوض معركة الحسم مع مليشيا الحوثي؟.. تقرير
لا يمكن لأي قوة مهما كانت إمكانياتها البشرية والمادية احتكار الثورة أو إدعاء ملكيتها لأنها ثورة شعبية شاركت فيها كل فئات الشعب. ومن يزعم أنه كان سببًا في إشعال فتيلها أو هو أول من نزل إلى الشارع فهو كاذب؛ لأن الذين نزلوا إلى الشارع في الأيام الأولى للثورة كان بالآلاف, لم يكونوا شبابًا فقط, كما يقال, بل كانوا شيوخًا وشبابًا ونساءً ورجالًا. فالأوضاع المعيشية الصعبة والظروف الاقتصادية والفساد المستشري في كل مرافق الدولة جعل الناس جميعًا يتطلعون إلى التغيير, لاسيما بعد أن وصل الناس إلى قناعة أن الانتخابات لم تكن إلا عبارة عن مهرجانات لإعادة إنتاج النظام الحاكم من جديد وإعطاءه شرعية جديدة.
لقد كان النصر الذي حققته الثورة المصرية ومن قبلها الثورة التونسية والسقوط السريع لنظام حسنى مبارك, بمثابة الملهم الذي أحيا الأمل في نفوس ملايين اليمنيين, فأرادوا استنساخ التجربة المصرية؛ كون النظام المصري يشبه إلى حد كبير النظام اليمني، إضافة إلى أن الأوضاع في اليمن أكثر بؤسًا عن مصر وتونس.
لقد عمل اللقاء المشترك خلال السنوات الأخيرة الماضية على إرساء ثقافة النضال السلمي بين الجماهير من خلال إقامة العديد من الاعتصامات والمسيرات الجماهيرية، هذه الثقافة ساعدت إلى حدٍ ما في توعية الجماهير, وكانت بمثابة تهيئة للحفاظ على استمرارية سليمة الثورة, حيث جعلت هذه الثقافة كثيرًا من القبائل في أقصى المناطق القبلية يتركون الأسلحة في بيوتهم ويأتون إلى ساحات الحرية والتغيير بصدورهم العارية.
الثورة, وإن كانت في أساسها ثورة سياسية هدفها إسقاط النظام الحاكم وإقامة دولة مدينة, فإن المتابع لها يكتشف أنها أكبر من ذلك بكثير, فهي ثورة اجتماعية وثقافية واقتصادية أحدثت هزة كبيرة داخل نسيج المجتمع, وغيرت كثيرًا من قناعات الناس وعاداتهم وأثبتت أن الشعب اليمنى شعب عظيم, وأنه شعب الحكمة والإيمان, وأنه غني بالقيادات والكوادر والمواهب الإبداعية, فقد أظهرت الثورة قيادات شبابية قادرة على تحمل المسئولية, وأظهرت مواهب وإبداعات كانت مطمورة, وعملت على القضاء على الإحباط واليأس الذي كان قد سيطر على نفوس الشباب ونَزعت من قلوبهم عامل الخوف والرعب الذي دمر مواهبهم لعقود من الزمن وجعلتهم ينظرون إلى المستقبل بعين الأمل والتفاؤل, وأحيت الولاء والحب للوطن في قلوب الشباب, فصار الكل يقف إجلالًا واحترامًا عند سماع النشيد الوطني, وصار العلم الوطني من المقدسات.
هذا المعاني كانت قد ضعفت كثير في السنوات الأخيرة؛ لأن الإعلام, لاسيما الإعلام الرسمي, الذي يصرف عليه من المال العام ربط حب الوطن وولائه بشخص الحاكم الفرد, فمن أحبه أحب الوطن ومن كرهه فهو ضد الوطن.. هذا أثر على القيم الوطنية في نفوس الكثير, لاسيما شريحة الشباب الذين حرموا كثيرًا من الحقوق.
لقد جاءت الثورة لتفصل بين الوطن والحاكم. فالوطن شيء والحاكم شيء آخر. الوطن باقٍ والحاكم إلى زوال. هذه من أجمل ثمار الثورة التي لحظتها من خلال متابعتي اليومية لمجرياتها.
ولقد أظهرت الثورة معادن الرجال وبانت الخبيث من الطيب وأصحاب المبادئ من أصحاب المصالح. لقد انضمت إليها شخصيات كان يعتقد أنها مقربة من النظام ومعه قلبًا وقالبًا, لكنهم تركوا مناصبهم والامتيازات التي كانوا يحصلون عليها وصاروا عناصر فاعلة يثبت أنهم تحرروا من عامل الخوف, سواء الخوف النفسي أو الخوف على المصالح.