بدلاً عن مياه الشرب, ربحت تعز صفقة رُباح
بقلم/ رشاد الشرعبي
نشر منذ: 15 سنة و 8 أشهر و 26 يوماً
الأربعاء 04 فبراير-شباط 2009 11:44 ص

على ذمة صحيفة يومية محسوبة على أحد الأطراف في السلطة الحاكمة, فإن مسئول كبير في قيادة محافظة تعز غادر الوطن إلى دول خليجية للإطلاع على تجاربها في تحلية مياه البحر, وعاد إلى قواعده سالماً بصفقة لشراء (قُرود) تقدر قيمتها بـ35 مليون ريال.

طبعاً الصحيفة لم تحدد بدقة هوية هذا المسئول الكبير المهتم بمعاناة مدينة تعز جراء الأزمات الخانقة في مياه الشرب منذ تسعينيات القرن العشرين المنصرم, ونحن أيضاً في الوقت الحالي لا يهمنا معرفة هويته حتى لا يصاب بعين الحاقدين في المعارضة وتنال منه ألسنتهم الموتورة.

مايهمنا فقط هو ذاك المسئول المغوار الذي عاد إلى الحالمة تعز سالماً غانماً بصفقة لن يحلم أبناء تعز بمثلها أبدا, فصفقة (الربُاح), حسب لهجة التعزيين, بـ 35 مليون ريال فقط, ستوفر عليهم الكثير من المعاناة اليومية, ليس فقط جراء أزمة مياه الشرب, ولكن أيضاً ستوفر على من كان لا يزال منهم عازماً على المشاركة في إنتخابات المؤتمر القادمة, فـ(رُباح الصوفي) ستتكفل بالمهمة وستكون مشاركتها الإنتخابية أجدى وأنفع للصالح الشعبي العام من كل (رُباح القاضي) ومن سبقه في قيادة المحافظة.

هنيئاً لكم يا أبناء تعز الحالمين بمياه شرب لسنوات مديدة, فالخير إليكم قادم على ظهر (الرُباح) وليس على ظهر دبابة, صحيح أن مشروع تحلية مياه البحر الأحمر سيتأخر تنفيذه وبالتالي ستتأخرون في إرواء الظمأ الذي طال أمده, فمحافظ تعز أنشغل عنكم وعطشكم وتجاهل قليلاً وعوده لكم, فـ(صهيب) قد بلغ الفطام ويستحق أن يتربع على كرسي والده تحت قبة البرلمان, و(الُرباح) المستوردة قد تتكفل بنجاحه, ومن ثم الخير سيعم الجميع.

وقبل أسابيع قليلة كان المحافظ يستغرب من الجرأة التي وصل إليها الصحفي القدير\ حمود منصر وساعدته على التفكير بالنزول منافساً في الإنتخابات البرلمانية القادمة, وألحق إستغرابه بتأكيد أن ناخبي الدائرة 37 بشرعب السلام أصواتهم (مضمونه في الجيب), فمن أين سيأتي حمود منصر بناخبين يصوتون له؟ هل سيستورد (ناخبين بلاستيك) من الصين؟.

 هكذا تساءل المحافظ, لكن يبدو أن حمود منصر أخطر مما يتصور المحافظ, فقد بدل إستراتيجيته في المواجهة الإنتخابية المفترضة وأستعان بالمسئول الكبير في تعز, لعقد صفقة وبإسم الحكومة ليستورد خلالها مئات (الرُباح) الذين سيكون تحركهم في المراكز الإنتخابية وصناديق الإقتراع أسهل وأكثر فائدة من (ربُاح الصوفي) الذين يحسمون لصالحه وحزبه النتيجة ويصادرون إرادة الناس في كل إنتخابات.

الحالمون من أبناء تعز لم تعد تهمهم مياه الشرب ولا حتى البحر الأحمر ذاته, فقط ما يهمهم حالياً هو معرفة ما إذا كان المسئول الذي أبرم صفقة شراء (الرُباح) أو القرود هو المحافظ الصوفي نفسه أم أحداً غيره, فهم يعرفونه منذ كان ينافس نفسه على منصب المحافظ بتوجيهات عليا وهو يفصح عن أن تحلية مياه البحر ليشرب منها التعزيون هي واحدة من أولوياته.

 فبالتأكيد لن يسمح المحافظ لأحد غيره من مسئولي المحافظة للسفر والإطلاع على تجارب الآخرين في تحلية مياه البحر, والعودة إلى تعز غانماً بصفقة (رُباح) بـ 35 مليون ريال فقط. 

Rashadali888@gmail.com