ما لا يعرفه العرب عن فوائد زيت الزيتون وعجائبه في جسم الإنسان الضالع: وفاة شابة ووالدتها غرقاً في حاجز مائي غلاء عالمي لأسعار الغذاء إلى أعلى مستوى ست مواجهات شرسة ضمن بطولة الدوري الإنجليزي الممتاز إستعدادات كأس الخليج.. لجنة الحكام باتحاد كأس الخليج العربي تجتمع على هامش قرعة خليجي 26 أول رد من المجلس الرئاسي لوزارة الدفاع السعودية بخصوص مقتل وإصابة جنود سعوديين بحضرموت تقرير: مليون يمني ألحقت بهم أمطار هذا العام أضراراً متفاوتة وضاعفت مخاطر الإصابة بالكوليرا ضبط عشرات الجرائم في تعز والضالع خلال أكتوبر حزب الإصلاح يتحدث لمكتب المبعوث الأممي عن مرتكزات وخطوات السلام وأولوية قصوى أكد عليها المسلمون في أميركا صوتوا لمرشح ثالث عقاباً لهاريس وترامب
مأرب برس - خاص
للأسف قِسراً قادتني ليلة العيد المليئة بالفرح و السرور إلى نبش أوراقي باحثاً عن ورقة ترجمت فيها ثرثرة بلغة القلم ، فظلّت حبيسة السطور منذُ أكثر من عام تقريباً إلى اللحظة ، كتبتها على أثر ليلة عيد مُشابهة لعيدنا الفائت ، و كالعادة تنضح بالبهجة المسنونة و المُستحبة و لا تخلوا من المُنغصات الغير مرغوب بها البتة .
و بالرغم من تطاير الاغبرةِ التي تراكمت على تلك الأوراق ، لكن الأحرف و الكلمات لا زالت تبرق لأنها تعكس واقعاً مُعاصراً لا زلنا نعاني منه حالياً..
اسمحوا لي بطرح تلك الثرثرة القديمة هنا و من ثم سأتبعها بوجهة نظر مُثخنة بالتساؤلات المتمخضة من أحداث تُعايشنا اليوم موجهاً إياها للدكتور " مجوّر " مع التحية :
" حنان تشكرك يا فخامة الرئيس أنت و الصين الشعبية "
(( لطالما عشت و أخوتي و لم يعرف أحد منا في الواقع شيء اسمه عيد ميلاد ، بيد أننا اكتسبنا هذه الثقافة – أعياد الميلاد – أو بمعنى أصح تعرّفنا عليها عن طريق شاشات التلفاز ، و كوننا لا نقوم بها فذلك ليس من باب الاستنكار و إنما لعدم الاستهواء لها .
تعوّدت في كل ليلة عيد – فطر أو أضحى – جمع أخوتي حولي مُتبادلين أطراف الحديث الممزوج بالفرحة ، فنأكل حلويات العيد التي تكون ذا طعم آخر في ذلك اليوم ، وتطبيقاً لهذه العادة المُهمة في نظري قمت بها اليوم أي في ليلة عيد الفطر المُبارك من هذه السنة ، وبينما نحن في خضم اللحظات الأسرية الجميلة ، و على أنغام ( آنستنا يا عيد ) للراحل " علي الآنسي " تسلل إلينا الكابوس اليومي و الذي يزور أحياء العاصمة يومياً دونما إشعار مسبق أو تنويه ممن يُرسلوه كأقل تقدير كي لا نخسر إلكترونياً !
انقطع التيّار الكهربائي ، و أكرمناه بالشموع صينية الصنع ، و بدا الأمر اعتيادياً فقد تعودنا زيارة هذا الضيف و حقاً أصبح روتين يومي لا بد منه ، و لكن لم تخلو النفس تلك اللحظة من غصة كون هذه الليلة ليلة عيد !!
حاولت إنقاذ الموقف و طلبت جمع الشموع من زوايا الغرفة و زيادة عددها ، و وضعتها في وَسط أواني الكعك و الحلويات و قلت لهم ( تخيلوا أن اليوم هو عيد ميلاد " حنان " الخامس ) !
الموقف كان مُشابهاً لطقوس أعياد الميلاد ، حتى أننا غنينا الأغنية المعروفة في مثل تلك أحتفالات - هابي بيرث دي - غير أن الفرق أنهم في المسلسلات و الأفلام هم من يتحكمون بالتيار الكهربائي و إنارته بعد إطفاء الشموع بخلافنا تماماً في تلك الليلة .
أنهينا تلك الطقوس التي تخللها الضحك و المرح بالرغم من غياب النور !
و الحقيقة أن " حنان " نامت تلك الليلة و الابتسامة تكاد تتفطر من وجنتيها و البهجة التي تختلج نفسها تعكسها ضحكاتها البريئة ، لأنها الوحيدة من أخوتها الذي كان لها حفل عيد ميلاد و أطفأت فيه الشموع ، و الفضل في ذلك للمعنيين و المُتخصصين و المسئولين عن ذلك ، لأننا في محيط حُكمهم !! و من الواجب شكر اللّه عز وجل على كل شيء و مِن ثَم أولياء الأمر على ما هو خير ، فالحمد لله لأننا اليوم في القرن الواحد والعشرين ولا زلنا نستخدم الشموع ليس لنحيي الليالِ الرومانسية و إنما لنُضيء ما حولنا .
هنا قد طبقنا المقولة التي تقول ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) فلولا انقطاع الكهرباء تلك الليلة ما كنا احتفلنا بعيد ميلاد " حنان "
إذأ هنا " حنان " تشكركم بحرارة يا من كنتم السبب في ذلك أو كان صمتكم عامل رئيسي في حفل عيد الميلاد هذا ، كما أنها تشكر الصين الشعبية التي زودتنا بالشموع ، فلو كانت الشموع الوطنية على الأقل بجودة الشموع الصينية و التي تُعتبر من أردأ الصناعات لكنا اختزلنا الشكر لكم .
صنعاء :
ما جعلني أنبش أوراقي و أنقلها لكم هو أني بالأمس القريب احتفلت بعيد ميلاد " حنان " السادس في ليلة عيد الأضحى ولا زلتُ أتساءل إلى متى ؟
الأخ معالي الدكتور " مجوّر " رئيس حكومة الأمل اليوم ، وزير الكهرباء سابقاً ، من حقي عليكم كمواطن يمني أن أستنكر ما يحدث كما من حقكم عليّ أن أكون منصفاً ، فأنا أعلم أن الإصلاح لن يتحقق في ليلةٍ و ضُحاها لكني أعلم أيضاً أننا يجب أن نلمس بوادر ذلك الإصلاح على الواقع ، فأين هي ؟
و لأني أريد إنصافكم ، و أسعى للابتعاد عن المُغالاة و القذف الرائج تحت مُبرر الانتقاد ، و الذي أمتهنه البعض مؤخراً ، يجب في المُقابل هنا أيضاً أنصاف علم الإدارة الذي ندرسه في الجامعات و الذي يختلف مع بعض سياساتكم !! بالرغم أنكم أشخاص معروفين بالمقدرة و الخبرة و النزاهة التي تؤهلكم لهذه المسؤولية الكبيرة و الصعبة المرمية على عاتقكم و لكن ما حدث مؤخراً حول أبعاد الاتفاقية التي أبرمت بين اليمن ممثلةً بوزارة الكهرباء و الطاقة مع شركة " باورد كوربوريشن " الأمريكية غريب للغاية ، فلولا تدخل الأستاذ " منير الماوري " بعد الله و من ثم هيئة مكافحة الفساد لكنا تكبدنا خسائر مادية تُقدر بـ 15 مليار دولار أمريكي بخلاف الخسائر المعنوية الأكثر بكثير من الأرقام ! و لكن الأغرب سيدي و الغير مُستوعب إلى الآن في الشارع هو عدم مُحاسبة من قام بهذه الاتفاقية و سعى لها ، مُعتمداً على العلاقات الشخصية – الصداقة إن صح – في إنجاز مهمة إستراتيجية للوطن و التي كانت ستخدم أكثر من 22 مليون نسمة ! فهل شخص مثل وزير الكهربا ( د / بهران ) مع احترامي الشديد لحرف ( الدال ) يستطيع أن يكون رباناً لوزارة الكهرباء ، و قد اقترف هذا الخطأ الفادح في أول عمل أو مهمة علنية له بعد تقلده منصب وزير الكهرباء و الطاقة المفقودة أو وزارة الظلام كما يسميها الناس ؟
لستُ مُخولاً للطعن في قدراته الهندسية والمهنية و لا طعن أي مُميزات أخرى تدعمها الشهادات و تاريخه العلمي ، أيضاً لستُ مُخولاً في التشكيك في نزاهته أبداً ، لكن هل لنا أن نضع النقاط على الحروف ، باحثين عن توضيح للعامة ، قد صح ما ضجت به وسائل الإعلام عن الفضيحة وملابساتها ودليل وقوعها هو إيقافها من قبل هيئة مكافحة الفساد ، و هذا يعني للأسف و مع احترامي الشديد لشخصه الكريم أنه كادر لا يستطيع قيادة وزارته إدارياً – بعيداً عن النزاهة - وقد وقع في هذا الخطأ الكبير بحجم مركزه ، و في أول مُهمة هامة في تاريخ اليمن المُعاصر ، بل لا نستبعد فشله الذريع في وزاره هي عَلم من أعلام الفساد في اليمن الحديث ، و الذي يُفهرس موظفوها تحت مصفوفتين ، الأولى أصحاب كروش محشوة بما ليس لهم ، و الثانية موظفين في عصره يشكون من أن مُديريهم كانوا أول من جعلوا الشهر 35 أو 37 يوماً ، فلا يحصلون على مرتباتهم إلا بعد دخول ثلث أيام من الشهر التالي و بعد مراجعات و معاملات ، وهم مُطالبون بعدم مد أيديهم على المال العام !
دعونا نتحدث بلسان الأمي و الذي لم يتعلم من باب الافتراض ..
قبل تطبيق أي خطوة جريئة لأي مشروع - حتى لو كان صغيراً - على الواقع ، يجب دراسته دراسة واسعة من عدة جوانب و يجب أن نستفسر عن الشركات أو الأشخاص الذي سنتعاون معهم لإتمام هذا المشروع و قياس مدى قدرتهم للقيام بما يُطلب منهم إلخ من الدراسات والتي تسبق أي اتفاقية و مثل هذه الدراسات تكون واحدة من عدد من الدراسات و التي تُسمى علمياً ( دراسة الجدوى ) و بشكل أوسع ( التخطيط الإستراتيجي ) للمشروع من شتى الجوانب حتى لو كان المشروع خدمياً .
فهل يُعّقل أن صاحب هذا الخطأ قد قام بدراسة الجهة الأولى و المنفذة للمشروع و مدا قدرتها المتاحة ؟ هل خفيَ على وزير الكهرباء أن هذه الشركة لا تملك السيولة المالية و لا الكفاءة للقيام بمثل هذا مشروع ضخم ؟
سماحة معالي رئيس حكومة الأمل .. نبحث عن بصيص هذا الأمل و الذي لن يكون إلا إذا لمسنا المصداقية منكم و محاسبة المخطئين إن أخطئوا و وضع الأشخاص المناسبين بدلاً عنهم كأقل تقدير ، أو شرح تفاصيل الحدث للناس بشكل أوسع لا الاكتفاء بما صدر رسمياً عن لجنة مُكافحة الفساد ، لأننا كهربائياً لا نريد أن نحتفل بعيد ميلاد أحفاد الطفلة " حنان "
Hamdan_alaly@hotmail.com