حكومة الأمل ، و بصيص الضوء
بقلم/ همدان العليي
نشر منذ: 16 سنة و 10 أشهر و 16 يوماً
الأحد 23 ديسمبر-كانون الأول 2007 11:44 ص

مأرب برس - خاص

للأسف قِسراً قادتني ليلة العيد المليئة بالفرح و السرور إلى نبش أوراقي باحثاً عن ورقة ترجمت فيها ثرثرة بلغة القلم ، فظلّت حبيسة السطور منذُ أكثر من عام تقريباً إلى اللحظة ، كتبتها على أثر ليلة عيد مُشابهة لعيدنا الفائت ، و كالعادة تنضح بالبهجة المسنونة و المُستحبة و لا تخلوا من المُنغصات الغير مرغوب بها البتة .

و بالرغم من تطاير الاغبرةِ التي تراكمت على تلك الأوراق ، لكن الأحرف و الكلمات لا زالت تبرق لأنها تعكس واقعاً مُعاصراً لا زلنا نعاني منه حالياً..

اسمحوا لي بطرح تلك الثرثرة القديمة هنا و من ثم سأتبعها بوجهة نظر مُثخنة بالتساؤلات المتمخضة من أحداث تُعايشنا اليوم موجهاً إياها للدكتور " مجوّر " مع التحية :

 " حنان تشكرك يا فخامة الرئيس أنت و الصين الشعبية "

(( لطالما عشت و أخوتي و لم يعرف أحد منا في الواقع شيء اسمه عيد ميلاد ، بيد أننا اكتسبنا هذه الثقافة – أعياد الميلاد – أو بمعنى أصح تعرّفنا عليها عن طريق شاشات التلفاز ، و كوننا لا نقوم بها فذلك ليس من باب الاستنكار و إنما لعدم الاستهواء لها .

تعوّدت في كل ليلة عيد – فطر أو أضحى – جمع أخوتي حولي مُتبادلين أطراف الحديث الممزوج بالفرحة ، فنأكل حلويات العيد التي تكون ذا طعم آخر في ذلك اليوم ، وتطبيقاً لهذه العادة المُهمة في نظري قمت بها اليوم أي في ليلة عيد الفطر المُبارك من هذه السنة ، وبينما نحن في خضم اللحظات الأسرية الجميلة ، و على أنغام ( آنستنا يا عيد ) للراحل " علي الآنسي " تسلل إلينا الكابوس اليومي و الذي يزور أحياء العاصمة يومياً دونما إشعار مسبق أو تنويه ممن يُرسلوه كأقل تقدير كي لا نخسر إلكترونياً !

انقطع التيّار الكهربائي ، و أكرمناه بالشموع صينية الصنع ، و بدا الأمر اعتيادياً فقد تعودنا زيارة هذا الضيف و حقاً أصبح روتين يومي لا بد منه ، و لكن لم تخلو النفس تلك اللحظة من غصة كون هذه الليلة ليلة عيد !!

حاولت إنقاذ الموقف و طلبت جمع الشموع من زوايا الغرفة و زيادة عددها ، و وضعتها في وَسط أواني الكعك و الحلويات و قلت لهم ( تخيلوا أن اليوم هو عيد ميلاد " حنان " الخامس ) !

الموقف كان مُشابهاً لطقوس أعياد الميلاد ، حتى أننا غنينا الأغنية المعروفة في مثل تلك أحتفالات - هابي بيرث دي - غير أن الفرق أنهم في المسلسلات و الأفلام هم من يتحكمون بالتيار الكهربائي و إنارته بعد إطفاء الشموع بخلافنا تماماً في تلك الليلة .

أنهينا تلك الطقوس التي تخللها الضحك و المرح بالرغم من غياب النور !

 و الحقيقة أن " حنان " نامت تلك الليلة و الابتسامة تكاد تتفطر من وجنتيها و البهجة التي تختلج نفسها تعكسها ضحكاتها البريئة ، لأنها الوحيدة من أخوتها الذي كان لها حفل عيد ميلاد و أطفأت فيه الشموع ، و الفضل في ذلك للمعنيين و المُتخصصين و المسئولين عن ذلك ، لأننا في محيط حُكمهم !! و من الواجب شكر اللّه عز وجل على كل شيء و مِن ثَم أولياء الأمر على ما هو خير ، فالحمد لله لأننا اليوم في القرن الواحد والعشرين ولا زلنا نستخدم الشموع ليس لنحيي الليالِ الرومانسية و إنما لنُضيء ما حولنا .

هنا قد طبقنا المقولة التي تقول ( مصائب قوم عند قوم فوائد ) فلولا انقطاع الكهرباء تلك الليلة ما كنا احتفلنا بعيد ميلاد " حنان "

إذأ هنا " حنان " تشكركم بحرارة يا من كنتم السبب في ذلك أو كان صمتكم عامل رئيسي في حفل عيد الميلاد هذا ، كما أنها تشكر الصين الشعبية التي زودتنا بالشموع ، فلو كانت الشموع الوطنية على الأقل بجودة الشموع الصينية و التي تُعتبر من أردأ الصناعات لكنا اختزلنا الشكر لكم .

 

    

صنعاء :

ما جعلني أنبش أوراقي و أنقلها لكم هو أني بالأمس القريب احتفلت بعيد ميلاد " حنان " السادس في ليلة عيد الأضحى ولا زلتُ أتساءل إلى متى ؟

الأخ معالي الدكتور " مجوّر " رئيس حكومة الأمل اليوم ، وزير الكهرباء سابقاً ، من حقي عليكم كمواطن يمني أن أستنكر ما يحدث كما من حقكم عليّ أن أكون منصفاً ، فأنا أعلم أن الإصلاح لن يتحقق في ليلةٍ و ضُحاها لكني أعلم أيضاً أننا يجب أن نلمس بوادر ذلك الإصلاح على الواقع ، فأين هي ؟

و لأني أريد إنصافكم ، و أسعى للابتعاد عن المُغالاة و القذف الرائج تحت مُبرر الانتقاد ، و الذي أمتهنه البعض مؤخراً ، يجب في المُقابل هنا أيضاً أنصاف علم الإدارة الذي ندرسه في الجامعات و الذي يختلف مع بعض سياساتكم !! بالرغم أنكم أشخاص معروفين بالمقدرة و الخبرة و النزاهة التي تؤهلكم لهذه المسؤولية الكبيرة و الصعبة المرمية على عاتقكم و لكن ما حدث مؤخراً حول أبعاد الاتفاقية التي أبرمت بين اليمن ممثلةً بوزارة الكهرباء و الطاقة مع شركة " باورد كوربوريشن " الأمريكية غريب للغاية ، فلولا تدخل الأستاذ " منير الماوري " بعد الله و من ثم هيئة مكافحة الفساد لكنا تكبدنا خسائر مادية تُقدر بـ 15 مليار دولار أمريكي بخلاف الخسائر المعنوية الأكثر بكثير من الأرقام ! و لكن الأغرب سيدي و الغير مُستوعب إلى الآن في الشارع هو عدم مُحاسبة من قام بهذه الاتفاقية و سعى لها ، مُعتمداً على العلاقات الشخصية – الصداقة إن صح – في إنجاز مهمة إستراتيجية للوطن و التي كانت ستخدم أكثر من 22 مليون نسمة ! فهل شخص مثل وزير الكهربا ( د / بهران ) مع احترامي الشديد لحرف ( الدال ) يستطيع أن يكون رباناً لوزارة الكهرباء ، و قد اقترف هذا الخطأ الفادح في أول عمل أو مهمة علنية له بعد تقلده منصب وزير الكهرباء و الطاقة المفقودة أو وزارة الظلام كما يسميها الناس ؟

لستُ مُخولاً للطعن في قدراته الهندسية والمهنية و لا طعن أي مُميزات أخرى تدعمها الشهادات و تاريخه العلمي ، أيضاً لستُ مُخولاً في التشكيك في نزاهته أبداً ، لكن هل لنا أن نضع النقاط على الحروف ، باحثين عن توضيح للعامة ، قد صح ما ضجت به وسائل الإعلام عن الفضيحة وملابساتها ودليل وقوعها هو إيقافها من قبل هيئة مكافحة الفساد ، و هذا يعني للأسف و مع احترامي الشديد لشخصه الكريم أنه كادر لا يستطيع قيادة وزارته إدارياً – بعيداً عن النزاهة - وقد وقع في هذا الخطأ الكبير بحجم مركزه ، و في أول مُهمة هامة في تاريخ اليمن المُعاصر ، بل لا نستبعد فشله الذريع في وزاره هي عَلم من أعلام الفساد في اليمن الحديث ، و الذي يُفهرس موظفوها تحت مصفوفتين ، الأولى أصحاب كروش محشوة بما ليس لهم ، و الثانية موظفين في عصره يشكون من أن مُديريهم كانوا أول من جعلوا الشهر 35 أو 37 يوماً ، فلا يحصلون على مرتباتهم إلا بعد دخول ثلث أيام من الشهر التالي و بعد مراجعات و معاملات ، وهم مُطالبون بعدم مد أيديهم على المال العام !

دعونا نتحدث بلسان الأمي و الذي لم يتعلم من باب الافتراض ..

قبل تطبيق أي خطوة جريئة لأي مشروع - حتى لو كان صغيراً - على الواقع ، يجب دراسته دراسة واسعة من عدة جوانب و يجب أن نستفسر عن الشركات أو الأشخاص الذي سنتعاون معهم لإتمام هذا المشروع و قياس مدى قدرتهم للقيام بما يُطلب منهم إلخ من الدراسات والتي تسبق أي اتفاقية و مثل هذه الدراسات تكون واحدة من عدد من الدراسات و التي تُسمى علمياً ( دراسة الجدوى ) و بشكل أوسع ( التخطيط الإستراتيجي ) للمشروع من شتى الجوانب حتى لو كان المشروع خدمياً .

فهل يُعّقل أن صاحب هذا الخطأ قد قام بدراسة الجهة الأولى و المنفذة للمشروع و مدا قدرتها المتاحة ؟ هل خفيَ على وزير الكهرباء أن هذه الشركة لا تملك السيولة المالية و لا الكفاءة للقيام بمثل هذا مشروع ضخم ؟

سماحة معالي رئيس حكومة الأمل .. نبحث عن بصيص هذا الأمل و الذي لن يكون إلا إذا لمسنا المصداقية منكم و محاسبة المخطئين إن أخطئوا و وضع الأشخاص المناسبين بدلاً عنهم كأقل تقدير ، أو شرح تفاصيل الحدث للناس بشكل أوسع لا الاكتفاء بما صدر رسمياً عن لجنة مُكافحة الفساد ، لأننا كهربائياً لا نريد أن نحتفل بعيد ميلاد أحفاد الطفلة " حنان "

Hamdan_alaly@hotmail.com

أبو عبدالله بن الحسنالوطنية في قاموس الرئيس
أبو عبدالله بن الحسن
د.عائض القرنيما هي حقيقة العيد؟
د.عائض القرني
مشاهدة المزيد