السعودية وأميركا تبحثان تطوير الشراكة في المجال العسكري والدفاعي.. وملف اليمن حاضراً
جامعة عدن تنتصر للعلم وتلغي درجة ماجستير سرقها قيادي في المجلس الإنتقالي وتتخذ قرارات عقابية ''تفاصيل''
(تقرير) أزمة البحر الأحمر أعادت القراصنة الصوماليين وعلاقتهم بالحوثيين جعلتهم ''أكثر فتكًا''
تحسن مفاجئ في أسعار الصرف
كميات ضخمة من المخدرات والممنوعات وكتب طائفية تقع في يد السلطات في منفذ الوديعة كانت في طريقها إلى السعودية
إسرائيل تنقل المعركة الضفة .. دبابات تدخل حيز المواجهات للإجهاز على السلطة
سوريا تعلن افتتاح بئر غاز جديد بطاقة 130 ألف متر مكعب
بعد الإمتناع عن اخراجهم ..رسالة إسرائيلية جديدة بشأن الإفراج عن 620 أسيرا فلسطينيا وهذه شروطها التي لا تصدق
الجيش السوداني يعلن السيطرة على المدخل الشرقي لجسر سوبا وفك الحصار جزئيا عن الخرطوم
مجلس الأمن يعتمد مشروع قرار أمريكي لإنهاء الحرب بأوكرانيا
قطعت واشنطن الطريق على الهرولة الروسية السريعة وهي حاملة اتفاق بوتين - أردوغان الأخير في موسكو نحو مجلس الأمن الدولي، فقد حلمت موسكو من خلال التحرك الجديد بإضفاء شرعية على اتفاق يلد اتفاقا، ومؤتمر يلد آخر منذ سنوات، لينسخ اللاحق السابق، مع تأكيدها وترسيخها أن الحل العسكري والتدميري والمغلّف بقشرة رقيقة من الحل السياسي المغشوش والخادع للبعض، كل هذا من اختصاصها وحدها فقط في سوريا، وأنها لن تقبل شريكا آخر يشاركها رسم صورة سوريا ومستقبلها.
لكنّ أمريكا وحلفاءها الغربيين قطعوا الطريق باستخدام حق «الفيتو»، ونقلت بعض المصادر المطّلعة على لقاءات الائتلاف السوري المعارض مع المبعوث الأمريكي جيمس جيفري، بعد أيام على الاتفاق التركي - الروسي، قوله للوفد إن الأستانة انتهت تماما، وهو ما يفسّر ربما تلميح أردوغان -خلال المؤتمر الصحفي المشترك مع بوتين- إلى «اتفاق جنيف» و«قرار 2254» الناصّ على هيئة حكم انتقالي بعيدا عن بشار الأسد، كما كرّر أردوغان لاحقا تأكيد «اتفاق جنيف»، وهو الأمر الذي يعني أن الحل في سوريا لا يمكن أن يكون ثنائيا وبعيدا عن أمريكا ومصالحها، ولا يمكن لأحد الاستفراد وحده بالحل السوري.
التجربة الماضية في التزام روسيا وذيلها في دمشق غير مشجّعة أبدا، فخرق الاتفاقيات هو أكثر ما ميّز ويميّز الاتفاقيات السابقة، وتطبيق بند تسيير الدوريات المشتركة على خط «أم 4» بين سراقب واللاذقية، وهو طريق ما يزال بأيدي الثوار، سيثير حالة غضب رهيبة وسط المدنيين؛ إذ بدأ الأهالي منذ اليوم بالتهديد بقطعه بالمظاهرات المدنية، ليذكّروا بأن القرى والبلدات على جانبي الطريق ما يزال أهلها تحت الأنقاض أو في الخيام، مشرّدين بفعل القصف الجوي الروسي والأسدي.
الواضح أن الدور الأمريكي بدأ بالتصاعد في سوريا بعد التطورات الأخيرة، وجاء ظهور المبعوث الأمريكي جيمس جيفري مع المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة والسفير الأمريكي في تركيا ديفيد ساترفيلد، على الحدود التركية - السورية، ليرسل رسالة واضحة للروس وللأتراك، بأن أمريكا لن تدع الحل الروسي يُفرض على إدلب، لا سيّما وقد ترافق هذا مع انفتاح إعلامي أمريكي وغربي على هيئة «تحرير الشام»، التي كانت قد صُنّف اسمها السابق «جبهة النصرة» على قوائم الإرهاب؛ لكن من الواضح أن التعاطي الأمريكي والغربي معها ومع المناطق الخاضعة لسيطرتها هذه الأيام، مختلف تماما عن السابق، وهو ما أثار حفيظة الروس ولافروف شخصيا.
المؤكد أن مرحلة ما بعد دخول الوفد الأمريكي إلى معبر باب الهوى ليست كقبلها، وأن المرحلة الجديدة سيكون عنوانها أمريكيا، لا سيّما بعد الإشارات الأمريكية باتجاه تركيا من أنها حليف استراتيجي، وأنها تدرس طلبها الحصول على دفاعات جوية، كما أعلن عن ذلك السفير الأمريكي في أنقرة، مشيرا بذلك إلى صواريخ «باتريوت»، وثمة ضغط من الدولة العميقة الأمريكية لمساعدة الشريك الاستراتيجي التركي في مواجهة روسيا.
ثمة إشارة مهمة لدى البعض، وهي أن الطرف التركي لجأ إلى اتفاقه الأخير مع موسكو -الذي قُرئ أمريكيا ضده وضد مصالحه، كونه يُبعدها عن الحل النهائي السوري شيئا فشيئا- على أنه محاولة تركية لدفع الأمريكيين إلى التدخل الذي حصل، وكان بمنزلة لعبة البلياردو، التي ظاهرها ضرب كرة معينة، ولكن الهدف الحقيقي للاعب هو الكرة الأخرى، وهو ما لجأ إلى فعله أردوغان. فهل كان الأخير يسعى إلى دفع أمريكا لتدخّل أوضح وخشن ضد الروس بعد أن كان في فوهة المدفع لسنوات؟