بن عبود: الجوف واعدة بالاستكشافات النفطية
بقلم/ جريدة مأرب برس
نشر منذ: 11 سنة و 8 أشهر و 8 أيام
الثلاثاء 12 مارس - آذار 2013 12:23 م
حوار: أحمد الحسن حدير
نبدأ الحديث من تعيينك على كرسي المحافظة، حيث دار وما يزال حديث بأنكم أتيتم على محافظة لا تمتلك أي مقومات.. إلى أي مدى كانت جاهزية الحياة في الجوف معدومة؟
الحقيقة التي يجب أن لا تخفى على أحد هي أن محافظة الجوف واعدة بالخير وهي من المحافظات ذات المستقبل المشرق وأنا أعتبرها بأنها احد الركائز الاقتصادية المهمّة للجمهورية اليمنية بما تحويه هذه المحافظة من خير كبير سواء في ثرواتها النفطية والمعدنية والزراعية ومعالمها السياحية بالإضافة إلى ثروتها البشرية.
وقد كانت خارج جاهزية الدولة بسبب الأحداث التي مرت بها البلاد وعاشت عامين أو أكثر وهي خارج نطاق وجاهزية الدولة إلاّ أنه كان يديرها شباب الثورة مع الجهات التي تهمهّا مصلحة هذه المحافظة والبعد بها عن الصراعات.
قلت أنها فعلاً كانت خارج نطاق الدولة, هل تم إعادتها إلى النطاق والجاهزية؟
فعلاً عندما نزلت إلى محافظة الجوف تم تفعيل المؤسسات والمكاتب الرسمية وتفعيل الدوام الرسمي كما تم تفعيل الجانب الأمني سواء في المحور العسكري أو إدارة الأمن لهذه المحافظة التي عانت كثيراً من فقدان وتع هذه المؤسسات لفترة طويلة .
ماصحة المعلومات التي أفادت بأن أكبر حقول النفط في الجوف؟
هذه معلومات متواترة من هنا وهناك تفيد بأن هذه المحافظة هي من أكبر المحافظات الاحتياطية للغاز وتعتبر من ضمن المحافظات النفطية في الجمهورية والدليل على ذلك أن قطاع 18 هذا القطاع الذي يعتبر الجزء الأكبر منه في الجوف وجزء منه في محافظة مأرب قد تم إنتاج النفط فيه في محافظة مأرب أما الجزء الآخر والذي يوجد في محافظة الجوف إلى الآن لا يزال الإنتاج فيهحبيس الجانب الأمني والاجتماعي لهذه المحافظة.
هل هناك اتفاق بينكم وبين جهة مستثمرة للتنقيب عن هذه الثروة؟
نعم هناك اتفاقات بين وزارة النفط وبين الشركات الأجنبية ومن ضمنها الشركة الهندية التي قامت بالمسح والتنقيب في الجزء الكبير من المحافظة والذي يعتقد أنهُ يحتوي على بحيرة من البترول والغاز ولوزارة النفط تواصل مع بعض الشركات الأجنبية التي تسعى للتنقيب في الجوف والعائق الرئيسي الذي يقف حجر عثرة أمام هذه الشركات هو الجانب الأمني. ونحن في صدد التجهيز والإعداد والترتيب للوصول بهذه المحافظة إلى إيجاد الأمن والاستقرار فيها ومن ثم يتم استقبال الشركات التي تريد التنقيب والبحث عن النفط.
تحدثتم عن الجانب الأمني .. ماالذي تم إنجازه على هذا المستوى؟
المستوى الأمني بالمحافظة يمرّ بمرحلة طيبّة ومن ضمن الذي أُنجز انهُ تم إعداد وترتيب وتشكيل المحور العسكري بمحافظة الجوف وتم تعيين العميد الركن / عادل القميري قائداً للمحور وبدورهِ قام بتشكيل وترتيب قيادة المحور للأركان والعمليات سواء في القيادة أو في اللواء, وتم تعيين العميد محمد العديني مديراً للأمن وبدوره أيضاً قام بإعداد وترتيب إدارة الأمن وإعادتها إلى الجاهزية والعمل.
تمتلك محافظة الجوف ثروة أثرية هل هناك مشاريع وخطط للمحافظة على هذه الآثار والترويج السياحي لها ؟.
الحقيقة أن المحافظة تعتبر من المحافظات ذات الإرث السياحي والتاريخي القديم الأزل ومعالمها السياحية تشهد لها بالتاريخ الحافل الذي ينسب إلى معين, وهناك بعض المعالم التاريخية والسياحية التي تدل على أن الجوف ذات طابع تاريخي وسياحي يمكن أن يستغلَّ لجلب السيّاح ويكون أيضاً من ضمن الروافد والإيرادات التي تعود بالخير والنفع على المحافظة, ونحن بدورنا في السلطة المحلية قادمون على وضع خطة للحفاظ على هذه المعالم لكي تكون الجوف جزء من وجه اليمن المشرق في المستقبل إن شاء الله.. التقيتم بوزير الخارجية التركي في وقتِ سابق.
ما نوع المباحثات التي جرت في هذه المقابلة؟
كنت من بين 5 \ 6 محافظين و 2 من الوزراء.. تمت مناقشة أوضاع المحافظة وتم التوضيح له بأن هذه المحافظة فقيرة تنموياً وخدمياً لكنها محافظة غنيّة بثرواتها الزراعية والنفطية والمعدنية والتاريخية, وأيضاً أوضحنا له بأن هذه المحافظة واعدة وأن هناك مجال للاستثمارات وطلبنا منه أيضاً أن يفتح لنا خطوطاً للتواصل مع بعض الشركات للاستثمار في الجانب الزراعي خاصة وأن محافظة الجوف ذات تربة خصبة ومياه جوفية كبيرة وغزيرة فلو استغلت هذه المحافظة في هذا المجال بالذات ناهيك عن المجالات الأخرى لأصبحت سلة غذائية لليمن إن لم تصدّر إلى دول الجوار والعالم الخارجي.
ماهي أهم العراقيل والصعوبات التي تشعرون انها حجر عثرة أمام النهوض بالمحافظة؟
العراقيل كثيرة جداً ونحن عندما نزلنا إلى المحافظة وضعنا الهدف الإستراتيجي وهو الارتقاء بمحافظة الجوف تنموياً واقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وأمنياً, ووضعنا لهذا الهدف ستة مرتكزات أساسية أسميناها المرتكزات التنموية الستة؛ المرتكز الأول هو الأمن والاستقرار والمرتكز الثاني هو المرتكز التعليمي والثالث هو المرتكز الصحي والمرتكز الرابع هو مرتكز الطرق والمواصلات والمرتكز الخامس هو مرتكز الزراعة والمياه أما السادس فهو مرتكز الكهرباء والطاقة. هذه المرتكزات اعتبرها هي التحديات التي تواجهنا لأنها تحتاج إلى جهد جهيد وعمل دؤوب وخطط معدّة مسبقاً للارتقاء بمحافظة الجوف وفق هذه المرتكزات التنموية والأمنية الستة وعلى رأسها إيجاد الأمن والاستقرار. ولكن بتكاتف أبناء المحافظة وعلى رأسهم المشايخ والأعيان والقطاع الشبابي والثوري تسهل الصعاب والمعوقات.
هل هناك إستراتيجية توعوية للتخفيف من ظاهرة الثأر بمحافظة الجوف؟
بالتأكيد هناك إستراتيجيات لدى المنظمات وبعض الأحزاب وبدورنا قمنا بتشكيل لجنة لإصلاح ذات البين للحدّ من ظاهرة الثأر وللقضاء على بعض المشاكل القبلية التي تكون سببا رئيسيا لهذه الظاهرة. وأجزم بأن العلاج الرئيسي لهذه الظاهرة يكمن في تحقيق أهداف الثورة الشعبية وعلى رأسها إيجاد قضاء عادل لأن القضاء سيقتص للمظلوم من الظالم وتنتهي ظاهرة الثأر ومن يحاول أن يثأر لنفسهِ سيكفيه القضاء ويأخذ حقه.
هل هناك دور واضح لشباب الثورة في إدارة محافظة الجوف؟
طبعاً من يتحدث معك الآن وإن كان محافظ محافظة الجوف لكنه أحد شباب الثورة والذي جاء بهِ إلى هذه المحافظة هي ساحات وميادين التغيير وعلى رأسها ساحة التغيير – صنعاء وشباب الثورة هم أساس التغيير ومشعل الهداية وحجر الزاوية للارتقاء بهذه المحافظة ولولا شباب الثورة لكان وضع محافظة الجوف أكثر سوءًا مما هي عليه في الوقت الراهن.والدليل على ما أقول لك أن المتحدّث معك هو رئيس لجنة الاستقبال في الساحة.
 هل تم تعويض شهداء وجرحى الجوف الذين سقطوا نتيجة للعنف الذي شهدته المحافظة أثناء الثورة؟
لا أقول تم تعويض البعض لأن الدماء ليس لها تعويض ولكن ما تمّ هو مساعدة البعض القليل في مواصلة العلاج وتسيير أمور أسر الشهداء ولا يزال لدينا ملفات الكثير والكثير من جرحى وشهداء الثورة الشعبية السلمية.
ناشدنا السلطة المحلية بمعاملة أسر الشهداء والجرحى كأمثالهم في الجمهورية اليمنية ونحن بدورنا قمنا بنقل هذه المناشدة إلى رئيس مجلس الوزراء في لقائي به الأسبوع الماضي وتم التوجيه إلى الجهات المشرفة والراعية لدعم ومساندة أسر الشهداء وعلاج الجرحى والمصابين لمعاملتهم كأمثالهم من شهداء الثورة ونحن في طريقنا إلى عمل معالجات تجعل من شهيد وجريح الجوف كغيرهما في أنحاء اليمن.
تصريح تخص به صحيفة وموقع مأرب برس؟
اٌقدّم شكري وامتناني لموقع وصحيفة مأرب برس اللذين أرادا توضيح بعض الأشياء عن هذه المحافظة التي عانت الكثير من التهميش والحرمان وأوجّه رسالة، خاصة ونحن نطرق أبواب مؤتمر الحوار الوطني، أن على الإخوة الإعلاميين أولاً والقيادة السياسية ثانياً ومنظمات المجتمع المدني وقيادات الأحزاب السياسية رأب الصدع ولمّ الشمل وجمع الكلمة وان يتوحدّوا جميعاً على كلمة سواء لإخراج اليمن إلى بر الأمان لأجل اليمن؛ لأن اليمن تحتاج إلى جهد وتكاتف الجميع وأن نتسامى ونتعالى فوق الجروح والآلام، وأن ننظر إلى مستقبل اليمن نظرة صحيحة لأن مستقبل اليمن يهمنا جميعاً.