عملية مثلثة الأضلاع بتوقيع أميركي إسرائيلي
بقلم/ كلادس صعب
نشر منذ: 11 شهراً و 27 يوماً
الأحد 31 ديسمبر-كانون الأول 2023 07:37 م
 

عندما بدأت المعارك في قطاع غزة مع دخول “حماس” إلى غلاف غزة في 7 أكتوبر، لم تكن المؤشرات ترجح توسع نطاقها لتشمل منطقة الشرق الأوسط بأكمله، وتهديد المضائق والممرات البحرية في الخليج العربي وصولا إلى جبل طارق الشريان الحيوي بين القارتين الأوروبية والافريقية.

مع تصاعد وتيرة التهديدات لحركة التجارة العالمية التي أشعلها “الحوثيون” بعد احتدام المعارك في قطاع غزة وتدميرها القسم الشمالي منها، وانتقال معاركها الى القسم الأوسط وتمددها باتجاه الجنوب، وعدم تمكن حركة “انصار الله” من تحقيق أي هدف عسكري بصواريخها العابرة نحو مرفأ “ايلات”، حيث انتقل الحوثيون إلى الخطة “ب” من خلال استعمال منفذهم البحري في البحر الأحمر، لاستهداف أي سفينة ترتبط بـ”اسرائيل” وتمكنوا من الإطباق على احدى السفن وحجزها كرهينة في منطقة نفوذهم.

استمر “الحوثيون” بعملياتهم تجاه السفن التي تعبر باب المندب من خلال المسيرات باتجاه العديد من السفن محققين أضرارا غير جسيمة في بعضها، لكن هذه الاستهدافات شكلت خطراً على الملاحة التجارية ، عندها تحركت الولايات المتحدة من خلال تحالف “حارس الازدهار” لمواجهة هذه التهديدات التي توسعت رقعتها بعد الاتهام المباشر من الإدارة الأميركية لطهران بالوقوف وراء استهداف احد السفن من خلال التأكيد أن الصاروخ انطلق من إيران وسرعان ما جاء الرد الإيراني بالتهديد بإقفال مضيق جبل طارق والبحر الأبيض المتوسط.

استنفرت الولايات المتحدة اسطولها الخامس كما أعلنت الهند عن نشر 6 سفن عسكرية في المحيط الهندي بعد استهداف احدى السفن في مياهها.

في التوازي تستمر حكومة الحرب الإسرائيلية في عملياتها في قطاع غزة رغم الخسائر التي تكبدتها مؤسستها العسكرية، والضغوط الداخلية التي تواجهها حكومة بنيامين نتانياهو بين أعضائها واصوات أهالي الرهائن لدى “حماس” المنادية بالعمل على استعادتهم، قبل ان يلاقوا حتفهم كما حصل مع الأسرى الثلاث الذين قتلوا بنيران الجيش الاسرائيلي او في الانفاق، إلا أن الأمور لا يبدو انها قابلة للتحقق مع استمرار نتنياهو بعدم الانصات الى أي صوت مدعوما بعدم توصل مجلس الامن الدولي الى استصدار قرار يوقف العمليات العسكرية رغم الجولات الماراتونية له، وإصراره المتكرر على الاستمرار بالعملية العسكرية لحين القضاء على “حماس” على حد تعبيره.

في وقت تتجه فيه الأنظار باتجاه النتائج التي يمكن أن تتحقق من تحالف “حارس الازدهار” على الملاحة البحرية وامنها ن انحرفت الأنظار باتجاه سوريا مع استهداف الرجل الثاني في “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني الجنرال راضي الموسوي من الطيران الحربي الاسرائيلي في مقر اقامته في منطقة السيدة زينب بـ3 صواريخ، اعتبر عددها رسالة واضحة ان الهدف كان موضع مراقبة دقيقة ويخضع للمتابعة لحين تحديد ساعة الصفر التي يبدو انها حانت بعد اتهام طهران بالمشاركة في تهديد السفن الإسرائيلية بشكل مباشر ، واعتبرت ضربة لا تقل أهمية عن تلك التي استهدفت قاسم سليماني في بغداد عام 2020 الذي كان يشكل مع الموسوي الثنائي الأساسي الصلب للمحور الإيراني الذي يدير العمليات العسكرية اللوجستية والجغرافيا التي ينتشر فيها الحرس الثوري وفيلق القدس والفصائل التابعة له في العراق واليمن وسوريا ولبنان.

بالتزامن مع الاستهداف الإسرائيلي للجنرال الثاني في الحرس، أغارت القوات العسكرية الأميركية على عدد من مراكز الفصائل العراقية التي تشرف على المستودعات التي تنطلق منها المسيرات باتجاه القواعد العسكرية الأميركية، وقد وصفت العملية بالأكبر من تلك التي حصلت في وقت سابق.

هاذان الحدثان شكلا مع تحالف “حارث الازدهار” عملية مثلثة الاضلاع بتوقيع أميركي- إسرائيلي وهذا ما يؤشر الى ألا خلافات جوهرية على صعيد الأهداف المرسومة بين نتنياهو والرئيس الأميركي جو بايدن، ما خلا بعض المواقف التي كان يخرج بها الأخير منتقداً الأداء وليس اهداف العملية العسكرية.

 
مشاهدة المزيد