إعلان نتيجة أول اقتراع في انتخابات الرئاسة الأميركية مساحته شاسعة ويحتوي على غابات.. ماذا نعرف عن أكبر كهف في العالم مؤتمر حضرموت الجامع يعبر عن موقفه تجاه مجلس تكتل الأحزاب إسرائيل مسحت 29 بلدة لبنانية من الخريطة شاهد.. القسام تفجر عبوة ناسفة بـ4 جنود ودبابة إسرائيلية في جباليا تصريح أموريم عن جماهير مانشستر يونايتد يثير تفاعلاً.. هذا ما جاء فيه بهدف ابتزاز التجار ورجال الأعمال والشركات.. وثيقة مسربة تكشف عن أحدث الابتكارات الحوثية في مجال الجبايات مصر تجدد تمسكها بوحدة اليمن .. تفاصيل اجتماع الرئيس العليمي مع نظيره السيسي العالم على مشارف الحرب العالمية الثالثة.. الرئيس الأوكراني يستغيث بأوروبا ويعلن وصول 11 ألف جندي كوري شمالي إلى كورسك الروسية الاعلام الحوثي الرسمي ينقلب على التهدئة ويوجه اتهامات جارحة للسعودية
انشغل العالم عن أزمة الحكم في اليمن، هل لأن الناس ملت، أو قد تكون كاميرات التلفزيون أطفئت، أم بسبب الرئيس المناور الذي أوهم الجميع بأنه على وشك الخروج، ولم يخرج بعد. الرئيس علي عبد الله صالح قضى معظم عمره في الحكم يحب المناورة. بعد أن طلب توسيط قيادات يمنية تخلى عنها. ثم اقترح على المعارضة الوساطة الخليجية، على أمل أن يتمسك به الخليجيون رغما عن الشعب اليمني، وفوجئ بأن المعارضة أيضا قبلت بالوساطة الخليجية. وبعد أن قدمت اقتراحها، حاول إفشالها بدق إسفين بين دول الخليج نفسها، معلنا أنها مبادرة قطرية لا خليجية وفيها تدخل في شؤونه. قال إنه مستعد لقبول وساطة إماراتية - سعودية. تم له ما أراد ووافق الخليجيون الستة على رغبته. اعترض على بعض بنودها وعدلت أخيرا، أعلن أنه يقبل بها. وعندما ارتضتها المعارضة، تراجع ووضع عصا جديدة فأعلن أنه لن يسافر إلى السعودية للتوقيع عليها. قال له الخليجيون: لا بأس سنأتي إلى صنعاء. فجأة وضع عصا ثالثة، قال: لا.. لا لن أوقع عليها كرئيس جمهورية بل كرئيس حزب! الذي يعني فعليا عدم تنحيه. وهكذا جمد الوساطة. والآن وضع شرطا عاشرا يريد ضمانات لشخصيات مدنية وعسكرية حتى يكسب المزيد من الوقت.
يعتقد الرئيس أن تبديد الوقت في صالحه، فهو نجا حتى الآن لأكثر من ثلاثة أشهر واستمر يحكم. ويعتقد أن الحدث السوري الهائل سرق الأضواء من اليمن، ويمكن أن يصبح اليمن بسبب سوريا حدثا منسيا وتموت الأزمة مع الوقت ويعود كل إلى بيته. قطعا لا.
لن يبقى صالح كما كان إلا رئيسا على يمن ممزق وفي فوضى. الوقت ينفد منه وليس من اليمنيين، وسيجد نفسه «مبارك» آخر، في قفص السجن، أو سينتهي مثل أحد لوردات الحرب في الصومال يحكم قطعة أرض من اليمن يصارع من أجل حمايتها. سيخسر كل أمواله في الخارج، حيث إن حكومات غربية نشطت في الآونة الأخيرة تحصي أملاكه وأمواله، وتعتزم معاملتها مثل أموال العقيد القذافي، حيث ستحول للمعارضة إن بلغت الأمور حدا خطيرا.
قد يقول للرئيس بعض رفاقه: ما الذي يدفعك للاستقالة وأنت قادر على تسيير مائة ألف متظاهر كل جمعة يؤيدونك؟ السبب أن الجميع يعتبره انتهى كرئيس لليمن لأنه وعد بالتنحي، ووسط أطرافا خليجية للخروج، ولبيت معظم مطالبه. ستبادر الدول الغربية إلى توجيه تهم تستوجب ملاحقته ومحاكمته دوليا كما يحدث مع القذافي والبشير، وستمتنع الدول الخليجية عن تأمين ملاذ له.
صالح إما أن يختتم تاريخه آمنا هو وأولاده أو مذموما ملاحقا. ومن يدري إن قبل بالملاذ الآمن فاليمن مؤهل للتغيير مستقبلا بما يستوعب قيادات مبعدة مثل صالح نفسه. إن خرج بكرامته وأثبت لاحقا أنه حريص على استقرار اليمن، فقد يصفح عنه خصومه. وإن أخرج بالقوة فستكون نهايته مأساوية ولن تفيده مظاهرات التأييد، ولا وعود التطمينات، ولم تتبق له سوى أيام معدودة وعليه أن يخرج زعيما يتذكره اليمنيون بالوحدة والاستمرارية أو أن يخلع كما تخلع السن التالفة بما قد يصاحبها من دم وألم.
*نقلا عن الشرق الاوسط