مليشيات الحوثي تختطف مواطناً من جنوب اليمن للضغط على شقيقه عاجل .. دعم سعودي لحكومة بن مبارك ووديعة بنكية جديدة كأس الخليج: تأهل عمان والكويت ومغادرة الإمارات وقطر دراسة حديثة تكشف لماذا تهاجم الإنفلونزا الرجال وتكون أقل حدة نحو النساء؟ تعرف على أبرز ثلاث مواجهات نارية في كرة القدم تختتم عام 2024 محمد صلاح يتصدر ترتيب هدافي الدوري الإنجليزي .. قائمة بأشهر هدافي الدوري الإنجليزي مقتل إعلامية لبنانية شهيرة قبيل طلاقها قرار بإقالة قائد المنطقة العسكرية الأولى بحضرموت.. من هو القائد الجديد؟ دولة عربية يختفي الدولار من أسواقها السوداء تركيا تكشف عن العدد المهول للطلاب السوريين الذين تخرجوا من الجامعات التركية
حين قذفت الأقدار بعبدربه منصور هادي إلى كرسي الرئاسة في اليمن تنفيذا للمبادرة الخليجية والتي كانت نتيجة للثورة السلمية كان الرجل يدرك تمام الإدراك صعوبة الحكم في اليمن دون الاتكاء علي قوات عسكرية أو الاعتماد علي سند حزبي منظم أو الركون إلى قبيلة كبيرة تحيط بالعاصمة. اعتمد الرئيس هادي علي الشرعية التي منحها له الشعب في الانتخابات التي كانت بمثابة الاستفتاء عليه والتي صوتت له الأغلبية الكبيرة من اليمنيين، فبغض النظر عن الخلافات حوله فقد مثل للكثيرين فرصة تاريخية لتجسيد عملية التغيير في أذهان الناس وإلغاء صورة الزعيم الفذ التي ترسخت طيلة الثلاثة والثلاثين سنة السابقة وفي نفس الوقت شكل خياراً معقولاً لتجنب انهيار الدولة وانزلاق اليمن نحو الحرب. وفي نفس السياق رأى أخرون انتخاب هادي القادم من جنوب اليمن بمثابة فرصة لإرساء مبدأ تداول السلطة وكسر احتكارها علي منطقة أو قبيلة بعينها.
وبجانب الشرعية الداخلية حظي الرئيس هادي بدعم كبير من المجتمع الدولي منحه القدرة علي اتخاذ قرارات هامة بعزل بعض أقارب صالح المسيطرين علي القوات المسلحة. ومما لا شك فيه أن القرار الأخير رقم 2051 الصادر بالإجماع عن مجلس الأمن يوم الثلاثاء 12 يونيو يمثل عصا غليظة سيرفعها هادي في وجه من يحاول معارضة قراراته، وسيساعده هذا القرار على تجاوز العراقيل التي يصنعها صالح وأقاربه أو الموالين له لإعاقة عملية انتقال السلطة، حيث أشار القرار إلى إمكانية اتخاذ مجلس الأمن عقوبات ضد من يحاول عرقلة التحول السلمي للسلطة في اليمن وهو ما يجعل صالح وأقاربه يفكروا ألف مرة قبل أي تمرد علي قرارات الرئيس هادي.
علي الرغم من تعدد التحديات والجبهات التي تواجه الرئيس هادي فان قراره البدء بموضوع القاعدة في أبين يحمل كثيراً من الدلالات وأهمها إدراك الرجل بأهمية تحقيق انتصار في هذا الجانب لتثبيت سلطاته وإبراز قدرته على إدارة البلاد وقد اختار أن يبدأ من الميدان الذي يجيده بحكم أنه رجل عسكري ولديه خبرة جيدة في إدارة المعارك. يشعر هادي أن البدء بتثبيت سلطاته من أبين وهي المحافظة التي ينتمي إليها سيكون عاملاً مساعداً له لمواجهة التحديات الأخرى ويعتمد في تحقيق ذلك على الولاء الذي يحظى به في المحافظة ولأجل ذلك شرع الإعداد لمعركته هذه بإجراء تغييرات مهمة في القيادات العسكرية في المنطقة الجنوبية واستبدال القيادات الموالية لصالح والتي كانت محل شك في تهاونها مع القاعدة بقيادات يمكنه الاعتماد عليها.
الانتصارات التي حققتها قوات الجيش علي القاعدة خلال هذا الأسبوع واستعادة السيطرة علي كل من مدينة زنجبار عاصمة محافظة أبين و مدينة جعار لا شك أن ذلك سيزيد من رصيد الرئيس هادي داخلياً وخارجياً. فعلى المستوى الداخلي يطمح المواطن اليمني أن تتمكن الدولة من بسط سيطرتها علي جميع المناطق بحيث تقوم بفرض الأمن وسلطة القانون. وبهذا الانجاز يثبت الرئيس هادي قدرته علي تحقيق تغيير فعلي على الأرض فشل فيه صالح إن لم يكن متواطئاً في عملية تسليم المدن لهم وهو ما يكسب هادي مصداقية لدى اليمنيين كرجل مسؤول عن البلاد وحمايتها وفرض هيبة الدولة بعكس سلفه الذي طالما عرف بتأجيجه كثير من الصراعات الداخلية في اليمن من أجل بقائه في الكرسي فقط. وعلي المستوى الدولي يعرف هادي أهمية موضوع القاعدة بالنسبة للخارج ويدرك جيداً أن أهم أسباب توحد الموقف الخارجي بالنسبة لليمن هو الخوف من انهيار الدولة وسيطرة القاعدة علي كثير من المناطق ولذلك فان تحقيق هذه الانتصارات سيعزز موقفه الخارجي ويثبت صوابية القرار الذي اتخذه المجتمع الدولي بتخليه عن صالح ونظامه الفاسد الذي طالما حاول الاستفادة من موضوع القاعدة كورقة لابتزاز الغرب ودول الجوار للتكسب والحصول علي الدعم المادي والعسكري بدعوى محاربة القاعدة.
نجاح هادي في ترسيخ سلطته كرئيس لليمن يمثل مطلباً لليمنيين جميعاً لما لذلك من دور في الحفاظ علي هيبة الدولة ويشكل عاملاً مهماً في نجاح عملية انتقال السلطة واستكمال بقية استحقاقات الفترة الانتقالية لإعادة بناء الدولة اليمنية علي أسس جديدة تعتمد علي سلطة النظام والقانون وهو ما افتقده اليمنيون طيلة الفترة السابقة.
*عن صحيفة الشرق القطرية