لاعب مانشستر يونايتد يسجّل هدفًا عالميًا في الدوري الإنجليزي وسط إشادة جمهور الكرة وزارة الدفاع الأمريكية تكشف عن نوعية الأهداف الحوثية التي استهدفتها مقاتلاتها يوم امس رئيس مجلس القيادة يطير إلى الرياض للمشاركة في القمة العربية الاسلامية الاعلان عن ضبط خلية تخابر حوثية بمحافظة لحج الكشف عن قيام المليشيات بتصفية جندي محتجز قسراً في سجونها بعد تعذيبه والشرعية تصفها بالجريمة النكراء عضو مجلس القيادة د.عبدالله العليمي يلتقي قائد القوات المشتركة إعلام الحوثيين يتحدث عن مشاركة سعودية في الهجمات الجوية الاخيرة على عمران وصنعاء - مليشيات الانقلاب تمّهد اعلاميا لنسف التهدئة تحرك تركي على مستوى العالم الإسلامي لحظر الأسلحة على إسرائيل أوقفوا الإبادة الجماعية.. متظاهرون فرنسيون ينددون بتسليح إسرائيل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يصل السعودية خلال الساعات القادمة
.. ربما يمثل هكذا تعبير أدق وصف يمكن إطلاقه على بعض قيادات اللقاء المشترك وفي مقدمتهم قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح التي تحاول جاهدة الترويج لخطاب مناطقي صرف يحاول غرس مفاهيم مناطقية خطيرة من خلال خطاب إعلامي وسياسي يكاد يخلو تماماً من الحديث عن المفهوم الوطني للدولة بكل أبعادها .
ولا يحتاج المرء إلى عناء لتقديم دلائل على حقيقة المناطقية التي تفوح بها رائحة الخطاب السياسي والإعلامي للمشترك المعارض في اليمن ، أو براهين على تزعم قيادات حزب الإصلاح لمثل هذا الخطاب الذي
يتنكر لكل المعاني والمفاهيم الإسلامية التي ظل الإصلاح يتكئ عليها في مخادعة الجماهير وحصد أصواتهم الانتخابية بطريقة لاتكاد تختلف عن أساليب الخداع الديني التي كانت ولا تزال أفضل وأقصر الطرق لدى حزب الإصلاح في جمع التبرعات .
للتذكير فقط يمكن العودة إلى خطابات الحملات الانتخابية للمرشح الرئاسي والقيادي الإصلاحي الدكتور فتحي العزب الذي ربما يكون هو أول من رسم معالم لخطاب مناطقي بدأ الإصلاح وقياداته تبنيه رسمياً عقب فشلهم الذريع في انتخابات سبتمبر من العام 2006م .
ادعاء المشترك انه يسعى لان يكون مرشحه رئيساً من اجل اليمن لم يصمد كثيرا خصوصا وان ذلك الشعار لوث بمفاهيم مناطقية خلال حملات الانتخابات لمرشح المشترك ذاته –وان لم تكن بذات الصورة والحجم اللذين تردد بهما تلك المفاهيم –قبل ان يتبخر ذلك اليمن ويذهب مفهومه كوطن أدراج الرياح عقب الساعة الثامنة من مساء الـ(20) سبتمبر 2006م،حين بدأت مؤشرات ذلك الخطاب تؤتي أكلها بنتائج مخيبة لآمال مدعيه .
ومنذ ذلك التاريخ يجد المتابع لخطاب المشترك السياسي والإعلامي وفي مقدمته خطاب حزب الإصلاح أن كل محافظة أو منطقة أو مديرية تحولت في نظر "المناطقين الجدد" إلى بديل عن اليمن .. وأصبح الوطن يختزل في تصريحات وبيانات قيادات الإصلاح ومن خلفهم قيادات المشترك إلى حيز جغرافي مناطقي لا يتعدى ( المديرية ) وفي أسواء الأحوال ( المحافظة ) التي تنتمي إليها تلك القيادات .
ولعل خطورة الخطاب الذي يتبناه هؤلاء تتمثل في محاولتهم استثارة نزعات مناطقية بحتة لدى أبناء كل مديرية أو محافظة بشكل يهدد بخلق بيئة ثقافية مواتية لتحول النزعات المناطقية لدى المواطنين إلى مفاهيم تبلور مواقفهم والقرارات التي يتخذونها إزاء تعاملهم اليومي على مختلف الأصعدة.
في المقابل قد يحاجج البعض- وبمصداقية عالية- بأن مثل هذه المفاهيم أصبحت بضاعة منتهية في بلد أصبح يحتكم بالديمقراطية وللديمقراطية وحرية الرأي والتعبير ، وأن دلائل تاريخية تؤكد أن مثل هذه "المشاريع الصغيرة"- على حد تعبير للدكتور ياسين سعيد – أمين عام الاشتراكي – ستسقط كما سقطت غيرها من المفاهيم و"المشاريع الصغيرة" التي تتقزم دوماً أمام وطن كبر بوحدته ويكبر كل يوم بتجربته الديمقراطية ووعي أبنائه السياسي والثقافي ..
إلا أن كل ذلك الطرح ومهما بلغت صحته ومصداقيته لا تعني السكوت أو القبول باستمرار القيادات السياسية في المشترك والإصلاح بنفث سموم خطابها المناطقي في أذهان أجيال المستقبل لأهداف لا تتعدى أن تكون حزبية حيناً .. وشخصية في معظم الأحيان الأخرى .
إن على المثقفين والسياسيين والأدباء .. وعلماء الدين وقبل ذلك على المؤسسات الرسمية ذات الصلة وفي مقدمتها لجنة شئون الأحزاب- الغارقة في سبات عميق- عليهم جميعاً أن يحددوا مواقف واضحة إزاء ثقافة بغيضة يسعى البعض لترسيخ مفاهيمها الأمر الذي يهدد بانعكاسها سلبياً على حاضر وطن ومستقبل أجيال آن له ولها أن تلفظ أحقاد الماضي .. وثقافة الكراهية .. ورغبة إلغاء الآخر .. والاحتماء بالولاءات الضيقة التي لم يكن لها من نتائج سوى الحروب والصراعات الداخلية.
ولنا في الصراعات الشطرية .. وكوارث (86م ، 94م ) .. وفتنة الحوثي شواهد لا تزال مخلفاتها الكريهة تشوه سعي شعب لخلق جيل يثابر على تمثل خاتمة نشيده الوطني ثقافة وسلوكاً .
لقد آن الآوان ليدع ذوي الفكر الماضوي ،والعقليات المسكونة بالإرث الشمولي ،ومعهم "المناطقيون الجدد" أجيال اليمن القادمة تعيش بقلوب نبضها سيبقي"يمنيا" ودرب مسيرتها سيظل " عربيا" .. وإيمان يشع ليكون "أممياً".
* رئيس تحرير موقع المؤتمر نت