عفواً نسيناك ياغزة ...
بقلم/ وائل الصياد
نشر منذ: 12 سنة و 7 أشهر و يومين
الإثنين 02 إبريل-نيسان 2012 06:13 م

عفواً لك ياغزة فلقد نسيناك في زحمة انشغالنا بالحياة , ولكنك لا تستحقين منا هذا الجفاء وهذا البرود وهذا الهجران .

غزة أنت قلعة الصمود , وشارة الكفاح , أنت وحدك من صمدتي من بين مدن العالم أمام أعتى قوة في العالم , وواجهت القصف والتدمير والعذاب .

غزة أنت بلد العزة والكرامة , فلك من العزة نصيب , عفواً غزة فلم تبقى فينا نحن العرب أية عزة .

تمادى المجرم وتطاول ونحن لا زلنا في شغل شاغل عنك .

ووالله إن أهل غزة ورجالها هم أهل لمن وصفهم الرسول الأعظم وأشار بأنهم من أكناف بيت المقدس وهم الطائفة المنصورة بإذن الله والمختارة هم الظاهرين على عدوهم لا يضرهم من خالفهم . فهنيئا لك هذا الوسام النبوي والشرف ياغزة العزة والإباء .

عفواً غزة . فأنتي مدينة تقبع تحت وطأة الحصار الضارب عليها منذ أعوام وقد منع عنك الكهرباء والوقود والعلاج والمعونات الغذائية .

لا زال الضمير العربي في صحوته الأولى ولا زالت رياح ونسائم الحرية تهب من هنا وهناك وإذا بالمجرم المغتصب الحاقد يضرب أبناء غزة ويقتل أبنائها وشبانها تحت وابل الرصاص بالقرب من معبر إبريز شمال قطاع غزة بعد يوم من التظاهرات لإحياء ذكرى يوم الأرض فمنذ إعلان انطلاق مسيرات الزحف نحو القدس من الضفة وغزة وأربع من دول الجوار اسرائيل ترفع حالة التأهب على طول حدودها ولم تكتفي بذلك وإنما دخلت في إشتباكات أدت إلى استشهاد شاب في غزة وارتفاع عدد المصابين الى 86 بالضفة في مسيرات يوم الارض  .

عذراً يا غزة , نحن ما نسيناك ولكننا تناسيناك . ... عذراً غزة فقدرك أن تظلي وحدك ابدياً .

نحن العرب قلوبنا معك . أفئدتنا ترق لذكراك , وتذرف دمعا على أحزانك .

 ولا زال تصعيد العسكري الاسرائيلي في غزة قائم وجاريا على أرض الشموخ والإباء وقد استغل العدو الفلسطيني لحظة انشغال العرب وذهولهم وتناولهم قضية سوريا فغزت وضربت قلب غزة .

ولكن الأمل قريب جداً والأمة العربية قد تجاوزت المعاناة وكسرت حاجز الصمت وتخطت العقبات فثورات العرب الشعبية تثير الرعب في تل أبيب فالتقارير الإسرائيلية تشير وتقول بأن : الربيع العربي بداية الجهاد ضد إسرائيل وزيارة أخوان مصر لغزة تثير مخاوف النخب الصهيونية .

وقد ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية إن ما يشهده العالم العربي وعلى وجه الخصوص مصر وتونس إنما هي مساع لخطوات بدأت قديمًا نحو تطبيق وفرض مبدأ الجهاد الإسلامي ضد إسرائيل وضد سياستها التوسعية. وقالت الصحيفة إن الإسرائيليين عاشوا طوال العقود الماضي على وقع كابوس رهيب يعالجونه دائمًا بمحادثة أنفسهم عن أنه وبرغم تفوق المسلمين عددًا لكنهم لا يفعلون شيئًا .

وأضافت الصحيفة: "الكابوس المؤرق هو الجهاد الإسلامي والذى أصبح شبحه قائمًا في ظل ليالي ربيع مصري وآخر تونسي ينذران بصعود نجم الإسلاميين فى المنطقة ".

ونحن نتضامن ونقف مع ما جاء ضمن التوصيات وقرارات البيان الختامي لمنتدى الربيع العربي / التركي والذي احتضنته مدينة اسطنبول في الفترة من 26- 28 يناير 2012م حول إطلاق مشروع تسيير حملة شد الرحال إلى القدس عبر غزة , وذلك بالتعاون مع اللجنة الأوروبية لكسر الحصار منتصف أبريل القادم .

فابشري غزة بعد الصبر فرج , وبعد العسر يسر , وبعد اليأس أمل , وبعد الظلام سينبثق الفجر . وبعد الهزيمة ستنتصرين ياغزة .