خطيئة إغتيال هنية
بقلم/ كاتب صحفي/خالد سلمان
نشر منذ: 3 أشهر
الجمعة 09 أغسطس-آب 2024 07:29 م
 

‏الهدف من الإغتيال السياسي لا يتحقق دوماً ، ويطرح غالباً عكس الغاية من تنفيذه، تم إغتيال إسماعيل هنية الذي يوصف في دوائر التفاوض بالإعتدال والإنفتاح على المبادرات بشأن غزة ، فكانت النتيجة أن أضفت على الحركة المزيد من الراديكالية وإنتهاج القوة في مواجهة القوة سبيلاً، أطاح الكيان بهنية وأتت له حماس بالسنوار العقائدي، الأكثر تشدداً وإنحيازاً لخيار القتال حتى آخر نفس. 

السنوار رئيساً للمكتب السياسي رسالة سياسية عقابية للإحتلال ، وهدية للخط الإيراني الموسوم بالممانعة للممانعة بذاتها، وقتال إسرائيل بالدم الفلسطيني اللبناني وأخيراً اليمني، مع الحفاظ على قوام الحرس الثوري خارج لهيب مايسِّوقه الإيراني بالمقاومة. 

المأزق الإسرائيلي أن تل أبيب بات عليها مجبرة أن تفاوض من تتهمه بهندسة السابع من أكتوبر ، وعليها أن تستمع لإعتراضاته وتعديلاته ومقترحاته البديلة ، إن أرادت لأسراها فرص النجاة، هي تصفه بالإرهابي وتنصت إليه عبر قناة خلفية ، تريد قتله وتتمنى عليه قبل ذلك أن يمرر لها الصفقة أولاً ، قبل إهدائه قذيفة خارقة في غزة ماتحت الأرض ،أو عبوة ناسفة في غرف فلل الحرس الثوري في طهران ،في حال تمكن من الخروج من الشراك الإسرائيلية . 

الكيان إرتكب خطيئته أزاح البرجماتي ، ونصَّب الأكثر إيماناً بالبندقية، أطاح بالسياسة المتوازنة لصالح الجناح الإيراني داخل حماس ، خطيئة إغتيال هنية بالمعيار الإسرائيلي لاتُبرر إلا في حالة واحدة، أن نتنياهو بحاجة لنهج عنف السنوار، لإبقائه رئيساً للوزارء عبر بوابة تدوير الحرب وبلا زمن أو أفق وإلى مالانهاية، أي حرب بلا حل .