أردوغان والسيسي يوقعان اتفاقيات استراتيجية كبيرة بمناسبة اليوبيل الفضي لتوليه مقاليد الحكم...زعيم خليجي يصدر عفوا عن مئات المحكومين كويكب يضرب الأرض خلال ساعات.. والعلماء يحددون بأي دولة سيسقط الحوثي يسرق اليمنيين بأسم النبي.. هذا ماحدث في مديريتين من مديريات صنعاء فقط كارثة غير مسبوقة.. انفجار وشيك للناقلة النفطية (سونيون) في البحر الأحمر وزير في الحكومة الشرعية يوجه نداءً هاماً لجميع اليمنيين في الداخل والخارج مسؤول حكومي يعري الاعترافات المُفبركة التي تنشرها مليشيا الحوثي لنخبة المجتمع في صنعاء إغلاق مصانع وإلغاء وظائف.. ما الذي يحدث في قطاع السيارات الأوروبية؟ الكشف عن أكبر صفقة فساد جديدة في دولة عربية بقيمة 18 مليار دولار ضربة موجعة وغير متوقعة… مانشستر سيتي يقطع الطريق على ريال مدريد
منذ أن ابتدأ الحوار الوطني وكل وسائل التواصل والاتصال من إعلام، إلى شخصيات مؤثرة...إلى عامة؛ يتحدثون عن كون الحوار هو المخرج الوحيد لنا من الأوضاع المتردية حالياً؛ ورغم تعدد الشخصيات المؤثرة وتعدد مشاربها الفكرية واختلافاتها السياسية إلى أنها اتفقت بشكل مميت على ألا حل سوى هذا الحل!
هل حقاً الفيدرالية هي الحل الأمثل حالياً؟! والأقاليم المزمع تدشينها إلى أي درجة ستعمل على خلق بيئة تنموية ! أم أن الأمر برمته هروب من مشاكل جاهزة إلى مشاكل مجهولة!
الحقيقية الأزلية التي لن يختلف فيها اثنان هي أنه لا يوجد حل واحد فقط لأي مشكلة؛ بمعنى أنه ثمة حلول أخرى يمكن الأخذ بها على غرار الحوار الوطني أو بأساليب أخرى، لكن يبدو أن الإرادة السياسية –كالعادة- في اليمن تقبل بالحلول الجاهزة، كيف إذا وجدت غطاءاً دولياً داعماً لها، غير أن هذا الغطاء في الحقيقة لا يبحث عن مصلحة البلد الذي يظلله بغطاه؛ بل في الأساس هو لا يبحث إلا عن مصلحته هو ولو كان على حساب ذلك البلد!
لا يجب أن نلوم الخارج على ما وصلنا إليه؛ بل يجب أن نلوم أنفسنا كيف ارتضينا أن يؤل حالنا إلى هذا القدر من الإسفاف بقيادة شخصيات سياسية لم تفرق بعد بين المصلحة العامة والمصلحة الخاصة،ومثل هذه الشخصيات لن تصبح لها قيمة إذا اكتشف الشعب فجأة أن التوافق الذي تم لم يتم إلا على حسابه.
وبعد أن حدثت حروب طاحنة كنا نظنها لأجل الوطن، خرج القوم بحل جذري لكل المشاكل التي تواجهنا، ( الفيدرالية) لفظة فضفاضة تحتمل الكثير من الصور الإيجابية والسلبية في آن واحد؛ لا أدري لماذا نركن كشعوب عربية بشكل عام، ويمنية بشكل خاص إلى الحلول الجاهزة...
ربما لأن مثقفينا وسياسينا أدمنوا مجالس القات التي تستمر لأكثر من نصف عمرهم، يناقشوا فيها كل المشاريع...والطموحات، وبعد أن ينقضي المجلس تبقى آخر فكرة هي المسيطرة حتى وإن كانت غبية!
الفيدرالية كحل أضطررنا إليه بسبب ارتفاع سقف مطالب الجنوب؛ ليس حلاً أمثل...نعم يجب أن نقولها ولو أغضبنا الجميع، الفيدرالية التي قيل أن مفكرين وباحثين ناقشوا إمكانية أن تساعد في التقليل من تردي الأوضاع في اليمن يمكن أن تكون القشة الأخيرة التي ستقصم ظهر البعير.
في الابتدائية كنا ندرس حكاية الراعي الذي جمع أبناءه وكسر الأعواد منفردة ثم جمعها وأعطاهم حكمة أن الاتحاد قوة، نكبر وتصبح هذه القصة مجرد ذاكرة مفرغة من مكنوناتها...لماذا؟!
لأن مفكرينا وباحثينا كبروا على الحكم البديهية ! أم لأن العالم بمظلته الكبيرة لا يريد سوى هذا الحل الجاهز وإن كان سروالاً ضيقاً يجب أن نرتديه حتى نصبح كما يريدوا!
في فترة سابقة تقدمت مجموعة من الأحزاب برؤية حول النظام المحلي واسع الصلاحيات، لم لا تطبق هذه الفكرة بدل الركون إلى فكرة نجحت في دول وليس بالضرورة أن تنجح في اليمن لأن مؤشرات سلبية تنبئ بذلك،أفكر بشكل منفرد في الانفلات الأمني والسياسي والاقتصادي القائم حالياً ونحن في ظل قيادة واحدة وقرار واحد ؛ كيف إذا تشظى وصار ألف قرار بناءاً على أهواء زعماء الأقاليم هل حقاً يمكننا أن نتسمى مجدداً بالسعيدة! لا أظن...لأنها ستكون كذبة كبيرة.
التمديد في حال نفذ لن يفيد في شيء طالما بقي القرار السياسي ضعيفاً كما نرى، لكن في حال وجدت إرادة سياسية حقيقية لخلق تغيير حقيقي ربما تمكنا من الخروج سالمين من عنق الزجاجة بدون أقلمة وتشظي، وبدون مركزية خانقة، في تلك اللحظة يمكننا أن نقص لأبنائنا عن حكاية العيدان المنفردة والعيدان المجتمعة دون أن يقولوا عندما يكبروا: كلام ورق!!!