حبيبة التسعينات والمطالب
بقلم/ ضياء محمد نعمان
نشر منذ: 15 سنة و 7 أشهر و 7 أيام
الأربعاء 20 مايو 2009 04:08 م

املأوا الدنيا ابتساما وارفعوا في الشمس هاما

واجعلوا القوة والقدرة في الأذرع الصلبة خيراً وسلاما

واحفظوا للعز فيكم ضوءه

واجعلوا وحدتكم عرشاً له

واحذروا أن تشهد الأيام في صفكم تحت السماوات انقساما

(عبدالله عبدالوهاب نعمان "الفضول")

إن عيد الوحدة اليمينة العظيم يعتبر تاريخا مسجلا في كل القلوب اليمنية والعربية وكتابا مقدسا لايحق لأي أحد من الحاقدين المساس به كي يظل طاهرا على مدى الأيام والسنيين وجيلا بعد جيل وأن يكون فخرا لكل اليمنيين في كل أنحاء الأقطار العربية والعالمية.

فكل الوفاء لكل الرجال الشرفاء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل هذه الوحدة ، والتي لابد أن نتمسك بها إكراما لهم وأن لانجعل دمائهم تذهب هدرا.

وكل التحية والإحترام والتقدير لكل المناضلين من الرجال الشرفاء الذين تناسوا ماضيهم وتجاهلوا مصالحهم من أجل بقاء الوحدة اليمنية لكي ينعم بها كافة أبناء الشعب اليمني من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.

كما ندعوا تلك النفوس الضعيفة التي لازالت تراودهم أنفسهم شغفا بالمطامع والمناصب حتى ولو كان على خراب بلاده أن يعودا الى صوابهم وينزعوا تلك الأفكار التي في عقولهم والشر الذي يجري في دمائهم وأن لا يجروا بأنفسهم وأولادهم وبلادهم الى التهلكه ، وكما تعلمون أن المعاناة واحدة وموجودة في اليمن بأكمله.

فليس اليمن الجنوبي الذي يعيش تلك المعاناة لوحده ، فهناك مدن يمنية أخرى تعيش نفس المعاناة ويمكننا القول أن اليمن بأكمله يعيش تلك المعاناة ، ومن حقنا أن نطالب بالحقوق بكل الطرق السلمية حتى تقوم الحكومة بتغيير سياستها ، ولكن عندما تصل المطالبة بفصل الجسد عن الجسد وقطع الأوردة التي تجرى فيها الدماء ، وأخذ النور من العيون ، فهذا هو الهلاك بعينه ، فنحن لانريد صومالا ولاعراقا أخر.

إنني أكتب إليكم هذه السطور من مدينة " شفيلد البريطانية " الجبلية الرائعة والتي تذكرنا في يمننا الحبييب والتي تمتلئ بالكثير من أبناء اليمن الجنوبي ، ونحمد الله أن شبابها اليمنيون مثقفون ومتعلمون ومعظمهم في الكليات والجامعات وكلٌ في مجاله كالــ ( الطب والصيدلة ، الهندسة الميكانيكية، الكمبيوتر، البناء ، إدارة الأعمال ، المحاسبة وغيرها من التخصصات).

إن هؤلاء الشباب قد تعلموا من ماضيهم ومعظمهم من جاؤا إلى بريطانيا متأخرا، فقد تفتحت عقولهم وتناسوا الأحقاد التي زرعت خصوصا إذا كانت تمس الوحدة اليمنية وفكروا في مستقبلهم وهو" اليمن " وقرروا أن يكملوا دراساتهم في الجامعات حتى يعودا في القريب إن شاء الله لبناء يمن متحضر متمدن ، وأن يلحق بأمم

العالم التي تصنع الحضارة وأن يكملوا ماتم بنائه على أيادى الرجال المناضلين الشرفاء.

إن الشباب اليمني يتوسل الى الأباء الذين لازالت لديهم الأحقاد والكراهية والظغينة أن لايزرعوها في قلوب أبنائهم وأحفادهم ضد الوحدة اليمنية حتى لايكبروا وتكبر معهم تلك الكراهية لتلك الوحدة المباركة التي جمعت بين كل شبر من أرض اليمن وأصبح اليمنيون يتنقلون بين مدنها بدون بطاقات أوجوازات.

إن هذه العشيقة كانت حلم الأجداد والأباء والتي ياما ضحى من أجلها كل العاشقين والذين صاروا تحت التراب دفاعا عنها ووفاء لها.

ومن خلالي إستطلاعاتي عن مواقفهم إزاء الوحدة اليمنية ومايجرى حاليا من أحداث في اليمن الجنوبي ومايسمى بالإنفصال!! فكلهم والحمدلله يؤيدون الوحدة اليمنية ويطالبون كل القوى السياسية " حكومة ومعارضة " بالحوار تحت سقف الوحدة كما قال فخامة الرئيس والتغيير الذي لابد أن يبدأ عن طريق الحكومة وتقديم التنازلات حتى وإن كان التنازل عن سدة الحكم كي لاينقسم اليمن الى نصفين ونصير دولتين في يمن واحد ، وإن الله لايريد ذلك ويد الله مع الجماعة .

" فهل ياترى إن حكامنا مستعدون للتضحية من أجل بقاء حبيبة التسعينات المقدسة " ؟

إن الشباب اليمني يريد أن يرى يمنا مزدهرا يحتمل جميع أبنائه دون تفرقة بين أحد ، وأن يكون حاكمنا قادرا على خدمتنا وتحقيق مصالحنا ، فلا شمالي ولاجنوبي ، زيدي أوشافعي ، من بيحان أو الحديده ، من حاشد أو حضرموت .. فاليمن كلها وطن واحد وشعب واحد وكل المواطنين سواسية فى الحقوق والواجبات.

إن الشباب اليمني يناشد كل القوى السياسية " حكومة ومعارضة " أن لايتركوا الدماء تهدر والنساء ترمل والأطفال تيتم وأن يقتل الأخ أخيه وأن تتقسم اليمن إلى أقسام وأنتم أهل اليمن أهل العقل والحكمة.

إن الشباب يناشد الحكومة ويطالبها أن تنظر الى الشعب وإلى الطبقة الكادحة ، فإن أحلامهم لا تتحقـق وقد صحوا من سكرهم وقاموا بتحطيم تلك الكؤؤس التي يشربون منها يوميا والتي جلبت لهم خيبة الأمل من خلال مراودتهم لتلك الحانات والتي ياما بنوا فيها من فرادييس رونقوها بالمنى ولكنهم اكتشفوا إنها محطمة زائفة وإنه حان الوقت ليعيشوا حياة كريمة ينعم بها كآفة أفراد الشعب اليمنى .

إن إنفجارالشعب اليمني ليس من فراغ وإنما ذلك لسبب وهو أنه مواطن يمنى ويريد أن يحيا فى وطنه آمنا ً مطمئنا ً على نفسه وعلى مستقبل أولاده ويريد أن يحمى أولاده من الجوع والمرض ويضمن لهم التعليم الجيد.

إن الشعب اليمني قد صحا من نومه ، فكيف تقولون أن اليمن بخير واليمن ثرواته تنهب وتكدس فى الداخل والخارج والفساد يعم البلاد.

أين ماتقولوه إن اليمن بخير وأصحاب الأقلام النيرة والأصوات الشجية المؤثرة مابين السجون والمحاكم.

أين ماتقولوه إن اليمن بخير وشبابه يعيش فى البطالة ولا يستطع أن يفتح بيتا ويربى أولادا.

فيا أبائى وإخوانى ويا زملائى وأصدقائى ، كيف تقولون إن اليمن بخير وشعبه يعيش الفقر والجوع.

يجب أن تعيشوا الواقع وتنظروا دائما إلى من دونكم ... إلى الطبقة الكادحة ، ذوى الدخل المحدود أوالذين يعيشون على خط الفقرلكى تعرفوا وتشعروا بالمعانة التى يمروا بها.

سيادة الرئيس : إن هناك من يستئثر بخيرات البلاد ، فلا تعرضوا هذا الشعب وأولادهم وبلادهم للخراب وتتركوهم أن يهجروا أراضيهم لمعاناة أخرى بسبب السياسات التي تقوم بها حكومتكم ، فلا بد من تغيير تلك السياسات وأن تقفوا في وجه المستئثرين بتلك الخيرات ، ولا تدخلوا الأحقاد والضغائن بين أبناء الوطن ولاتقسموهم وتجعلونهم يتضاربون بعضهم ببعض وتجعلونهم يعيشون في الفقر والجوع .

إن الإنفجار الذي يحصل في الجنوب ليس من فراغ أيضا ، فهي الطريقة الصحيحة لتغيير الأوضاع ، فإن الحياة ملك لكل مواطن ولابد أن يعيشونها ويحيونها في سعادة ، يريدون أن يعيشوا كمواطنيين دون تمييز ولا أفضلية لأحد ، فلا شمال ولاجنوب كلنا أبناء اليمن ومصلحة اليمن لا بد أن تكون هى مصلحة الغالبية العظمى من أبناء الشعب .. ويجب أن تكون فوق كل اعتبار.

إن الشعب اليمني يريد أن يبنى مستقبلا حقيقيا وليس زائفا ، يريد أن يأمن مستقبله الذي عجز أبائهم عن تأمينه لهم ويريد أن يفتح بيتا ويأمن مستقبل اولاده.

إن الشعب اليمني يريد أن يحيا حياة كريمة في بلاده.

إن الشعب اليمني يطالب بالحقوق التي إعتصرها المسؤولين حتى يأمن الخائف ويشبع الجائع وماضاع حق ورائه مطالب.

ضياء محمد نعمان

بريطانيا

جامعة شفيلد – علوم سياسية

Dheya_n@hotmail.com